مثبتة علميًا ونتائجها فعالة .. 8 طرق لتحسين نفسية طفلك
إن تربية الأطفال ليست أمرًا هيًنا، فالأمر لا يتوقف على سد احتياجاتهم من الملبس والمأكل والمسكن فقط، لأن المسؤولية أعمق من ذلك بكثير، لأننا كأمهات وآباء تقع علينا مسؤولية تربية أطفال أسوياء نفسيًا، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة تؤهلهم للتفاعل مع الحياة بمختلف مواقفها، وتمكنهم من العيش في حياة سعيدة لا يشوبها شائبة.
ولذلك انتبهي عزيزتي الأم لأن مسؤولية تحسين نفسية طفلك تقع عليكِ بالدرجة الأولى باعتبارك الحضن الدافئ الذي يحتضنه بعد ولادته في هذا العالم الكبيرة جدًا عليه، ويشاركك فيها آباه، ولكنك بعاطفة الأمومة الجياشة قادرة على حمايته من العديد من الأمور التي قد تضر بصحته النفسية.
الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن صحته الجسدية
يُخطئ كثير من الآباء والأمهات عند الاعتقاد بأن الصحة الجسدية للطفل أهم من صحته النفسية وأنه ليس من الضروري الاهتمام بصحة الطفل النفسية على اعتبار أنه ما زال طفلًا لا يعاني من أعباء أو ضغوط أو أي تراكمات، وهنا تكمن الخطورة لأن الأطفال أكثر حساسية منا، وقد يصابون بالاكتئاب دون أن نشعر، وقد يتعرضون للضغوط النفسية أيضا دون أن ننتبه إليهم، ولذلك تقع علينا جميعًا مسؤولية حماية أطفالنا والاهتمام بتعزيز صحتهم النفسية.
من أجل ذلك عزيزتي للأم ولتحسين نفسية طفلك نقدم لك اليوم معلومات دقيقة عن هذا الموضوع لتكون مرجعًا أساسيًا لكِ في تعزيز الصحة النفسية لطفلك، من خلال تناول بعض النقاط الهامة مثل معرفة أهمية الاهتمام بالصحة النفسية لطفلك، والعوامل التي قد تؤثر فيها سلباً، وطرق تحسينها بالإضافة إلى العلامات التي تخبرك صراحة بأن طفلك يعاني من مشكلة نفسية تستدعي انتباهك واستشارة المختصين فور اكتشافها.
لماذا يجب عليكِ الاهتمام بتحسين نفسية طفلك؟
ينصب الاهتمام بالصحة النفسية لطفلك على أمور عديده ذات أهمية كبيرة تتحقق من خلاله وهي بحسب موقع"الطبي"
- تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الشعور بالرضا.
- تحقيق طفولة سعيدة يستمتعون فيها دون سلبيات.
- تحفزهم على الإبداع.
- تزيد من قدرتهم على التعلم.
- تقوي الروابط الأسرية.
- تعلم الأطفال كيفية بناء علاقات سليمة وناجحة.
- تحسن طريقة تعاملهم مع المشاعر الحزينة.
- تبعدهم عن الضغوط وتقلل من التوتر.
- تعزز من قدرتهم على التعافي عند التعرض لمواقف صعبة.
طرق مثبتة علميًا لتحسين نفسية طفلك
أنا كأم أعلم تمام العلم بمدى حبك لطفلك، ومدى خوفك وقلقك عليه، ولكن هذا الحب يجب أن تؤكده أفعالك تجاهه، ويجب أن يُدعم بتثقيف نفسك لمعرفة أساسيات تربية طفل سليم نفسيًا، فأبواب المعرفة مفتوحة أمامك على مصرعيها، ويتعين عليكِ بذل الجهد للدخول فيها بعمق، وتعلم ما يساعدك في تحسين نفسية طفلك بطرق فعالة وجيدة كتلك التي أذكرها لكِ في السطور التالية من خلال خلاصة اجتهادات الخبراء والمختصين النفسيين.
وبامكانك تحسين نفسية طفلك من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:
إظهري حبك له
قطعًا تحبين طفلك، ولكن كيف تتعاملين معه؟، هل تخبرينه بذلك قولًا وفعلًا؟، وهل تتعاملين معه بطريقة تغلب عليها العاطفة وخصوصًا في المواقف التي قد لا تعالج إلا بها وبالاحتضان الذي يختصر كل أساليب التربية؟
إن إظهار الحب لطفلك، وطمأنتك له بأنك ستكونين دائمًا بجانبه يساهم بقدر كبير في تحسين نفسية طفلك، وخصوصًا عندما تعبر لغة جسدك عن مشاعرك تجاهه، لأن التواصل هنا يكون أعمق بحسب الخبراء المختصين، فابتسامتك له ومعانقته والحديث معه بلطف والتعبير عن مشاعرك الحلوة تجاهه كلها أمور تساهم في حماية نفسية طفلك من أي أضرار قد تلحق بها.
امدحيه دائمًا
المدح أسلوب جميل يعزز من الثقة بالنفس ويشعرنا نحن الكبار بالسعادة إذ يجعلنا كالطيور التي تحلق عاليًا في السماء من فرط سعادتنا، فما بالك عزيزتي الأم بمشاعر طفلك إذا ما سمع منك كلمات وعبارات، ولذلك يجب عليكِ الثناء على طفلك ومدحه دائمًا، وخصوصًا عند قيامه بسلوكيات إيجابية.
احذري الانتقادات اللاذعة
لن يجدي توبيخك لطفلك نفعًا بل سيسفر عنه سلبيات عديدة تؤثر على نفسيته بشكل مباشر، وذلك بسبب ضعف ثقته بنفسه، ولأنه لا يسمع منك إلا الانتقادات اللاذعة السلبية التي تعصف بعزيمته، وتجعله بعيدًا كل البعد عن التفكير في القيام بسلوكيات إيجابية، والأخطر من ذلك أن بعض الأطفال قد يتوهمون أنهم غير محبوبين من أهلهم من فرط تعرضهم للانتقادات اللاذعة.
وعليه ولتحسين نفسية طفلكِ عليكِ غاليتي باستخدام أساليب إيجابية تدعم سلوكيات طفلك الإيجابية وتبعدك عن انتقاده الذي من الممكن أن يؤثر على نفسيته بالسلب.
خصصي وقتًا طويلًا له وحده
لا أعلم في أي عمر طفلك، ولكن التواصل مع الأطفال في أي عمر يعد أمرًا ضروريًا للغاية، ولكن اعلمي غاليتي أن السنين الأولى من عمر طفلك هي أجمل السنوات التي تتشكل فيها الذكريات الحلوة الدافئة مثل لعبك معه، وتواصلك بمختلف الطرق معه، ضحكات كل منكما الصافية، كلها لحظات نقية جميلة اهتمي بها وأزيدي حتى التشبع بها. فطفلك الصغير اليوم بعد فترة ليست طويلة سيدخل في مرحلة أخرى حيث تعدد علاقاته وتعدد المهام التي تقع على عاتقه وخصوصًا إذا كان لديه موهبة معينة، ما أعنيه أنه لن يكون لكِ وحدك كما كان الأمر في صغره، لأنه سيكون لديه أصدقاء وستتكون شخصيته، وسيض أهدافه بنفسه، وسيكون له طموحات وأحلامه الخاصة بكِ، وعليكِ كأم أن تساعدينه على تحقيقها والوصول إليها.
من أجل ذلك ولتحسين نفسية طفلك وخصوصًا في سنوات عمره الأولى حاولي التواصل معه بشكل إيجابي، وشاركيه اللعب، وممارسة الأنشطة المحببة لديه فهذه أجمل ذكرياتك معه، وحتى مع نموه ودخوله في مراحل مختلفة لا تتنازلي عن تواصلك معه لأنه يحسن نفسيته ونفسيتك أنت أيضًا، ويساهم في توطيد علاقتك به تحت رابطة الأمومة العظيمة.
تغلبي على الخلاف بطريقة إيجابية
الذكاء العاطفي مهم جدًا في تربية الأطفال، وخصوصًا عند وجود خلاف بينك وبين طفلك إذ يجب عليكِ حل المشاكل بطريقة إيجابية، والتعامل مع الخلاف الموجود بينكما بحكمة وموضوعية ليعتاد طفلك على أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض الاختلافات التي ينتج عنها خلاف وأنه من الضروري التغلب عليه بتوضيح الأمور أكثر، وفهم وجهات النظر، لأنه سينشأ متفهمًا لماهية كثير من الأمور منذ نعومة أظافره وسيحسن التعامل معك ، ووقت الخلاف، كما أن لذلك دورًا كبيرًا في تحسين نفسية طفلك ومن ثم تحقيق راحته.
اكتشفي مواهبه وعززيها
اكتشافك لمواهبه ومعرفة ميوله ما يحب وما لا يحب من الأمور المهمة التي تساهم في تحسين نفسية طفلك، لأننا جميعًا كبشر نسعد كثيرًا وتتحسن النفسية لدينا عند ممارسة ما نحب، وعندما يكون لدينا ميول معينة نسير في اتجاهها بارتياحية، فمالك به بقلبه الرقيق النقي وبراءته الشديدة التي تغلب عليه.
فإذا كان لدى طفلكِ ميولًا كروية على سبيل المثال لا الحصر، ولديه موهبة وقدرة كبيرة في لعب كرة القدم، عليكِ بتوجيهه بشدة نحوها، وعليكِ ببذل كل ما بوسعك ليستمتع بها وبالأوقات التي يقضيها في ممارستها، وتشجعيه دائمًا، لأن ذلك سيكون وقاية له من كثير من المشاكل النفسية التي قد تصيب أطفال آخرين.
شجعيه على التواصل
الناس بالناس لا تنسي ذلك، والحياة لن تكون حياة بدون التواصل معهم بشكل طبيعي ودون قيود، لذلك عليكِ بتشجيعه على التواصل مع الناس، لأن من شأن ذلك أن يجعل طفلك اجتماعيًا لا يخشى التواصل والتفاعل مع الآخرين، وسيمنحه شعورًأ جميلًا بالسعادة والثقة أيضًا لأنه يشعر بمكانته من خلال قدرته على التفاعل معهم.
علميه كيفية التصرف مع الصدمات
لتحسين نفسية طفلك وحمايته من الصدمات يجب أن يكون هناك تناغمًا بينكما بمعنى أن تكوني على علم بما يعكر صفو مزاجه دون أن يخبرك به مثل سوء المعاملة والتنمر التي تزيد فرص التعرض لهما خارج حدود المنزل، وهذه هي الخطوة الأولى في تعليم طفلك كيفية التعامل من الأزمات والتصرف معها، لأنك ستكوني على علم بمجريات الأمور معه حتى وإن لم يخبرك بها، وسيمكنك ذلك من توجيهه جيدًا وتعليمه كيفية مواجهة الأزمات والتعامل مع الصدمات بمختلف أنواعها، خصوصًا وأن التوتر أصبح سمة من سمات العصر الذي نحيا فيه، ولأنه طال الصغير والكبير باعتباره جزءًا طبيعيًا من الحياة.
كيف تعلمين أن طفلك لا يعاني أي أمراض أو علل نفسية؟
سؤال مهم للغاية، لأنه يجب أن تكوني على علم بأي علامات خطر تخبرك بشكل مباشر بأن طفلك يعاني مش مشاكل نفسية لاستشارة المختصين على الفور واتخاذ اللازم تحقيقاً لسلامته النفسية، وهذه العلامات مثل:
- حب العزلة.
- الرهاب الاجتماعي.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- كثرة الأفكار السلبية.
- ضعف معدلات التحصيل الدراسي.
- لوم النفس وتوبيخها باستمرار.
- عدم التحكم بالمشاعر، والبكاء بسهولة ولأسباب لا تستدعي ذلك.
- كرهه لألعاب الأطفال.
- صعوبة في الانسجام مع الأطفال الاّخرين.
- إضطرابات النوم، أو الإصابة بالأرق.
- قضم الأظافر، أو مص الإبهام.
- تكراره شكواه بالصداع.
- رغبته في الجلوس وجيدًا وانعدام رغبته في التواصل مع الآخرين ورفض اللعب مع الأطفال.
- حدوث بعض الأعراض الجسدية له مثل الشعور بألم متكرر في البطن مع الإحساس بالتعب طوال الوقات.
وختامًا ولأن الوقاية دائمًا خير من العلاج، يجب عليكِ عزيزتي الأم بذل الوقت والجهد في سبيل تحسين نفسية طفلك وتعزيز صحته النفسية لينشأ شابًا سليمًا خاليًا من أي مشاكل نفسية تعوق عن النجاح والتميز في المستقبل.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي أكثر الأمور التي تهدد نفسية الطفل وتحول دون تمتعه بصحة نفسية جيدة؟
مع تمنياتي لجميع الأطفال التمتع بصحة نفسية جيدة للأبد،،،