علماء النفس يبشرونكِ .. ستكونين أماً جيدة في المستقبل إذا كنتِ تمتلكين هذه الصفات
الأمومة غريزة تولد بها المرأة وتنمو معها ويزيد نموها حتى تملأ قلبها وجوارحها. في البداية وتحديدًا في عهد الطفولة تتجلى مشاعرها واضحة في تقمص دور الأم وجعل دميتها ابنًا أو بنتًا لها. ما يهم أنها أم وتجسد الدور في اللعب على أكمل وجه. وتنمو مشاعر الأمومة بداخل المرأة مع مرور العمر، ويتجلى ذلك في ابتسامها لكل طفل تراه، وفي تناسيها لعمرها وشروعها في اللعب معه. وتستمر هذه المشاعر السامية في النمو إلى أن تتزوج ويزيد شغفها بالأمومة إلى أن يتحقق حلمها بالانجاب، وتصبح أمًا حنونًا. ولكن السؤال الآن هل جميع النساء يرغبن في الأمومة، وكيف يمكن معرفة ما إذا كانت المرأة ستكون أمًا جيدة وحنونة أم لا؟
ليست كل النساء راغبات في الأمومة
حقيقة غالية أدهشتني كثيرًا عند اختلاطي ببعض النساء من جنسيات مختلفة. فقد كنت أعتقد أن كل امرأة في العالم تحلم بأن تكون يومًا ما أمًا، وترغب بالأمومة، وتتوق إليها ولكن في نقاشات معينة مع بعض النساء، اكتشفت أن الأمومة ليست هدفًا لهن. هم قلة مقارنة بنسبة النساء الأخريات اللاتي يحلمن بالأمومة منذ نعومة أظافرهن. ولذلك نعم ليست كل النساء راغبات في الأمومة. كما أنه توجد سمات معينة تتصف بها النساء اللاتي يرغبن في أن يصبحن أمهات. تُرى ما هي؟
علامات تدل على أن المرأة ستكون أمًا جيدة
ثمة صفات وسمات شخصينة تخبرنا صراحة بأن المرأة ستكون أمًا رائعة. من أبرزها بحسب ما ذكره موقع (HACK SPIRIT) ما يلي:
تملك قلبًا كبيرًا
إن التعاطف مهارة حيوية ترتبط بعاطفة الأمومة، وهو ميزة أساسية تتميز بها كل امرأة تملك قلبًا كبيرًا، لأنها تجعلها أكثر تميزًأ بين صفوف النساء. وهذه دلالة قوية على أنها حتمًا ستكون أمًا رائعة، إذ أن لديها تعاطفًا كبيرًا للغاية مع الآخرين، فما بالكم بالأطفال الذين يحتاجون إلى الشعور بالعطف والحنان والاحتواء. ويرغبون في الحصول على الغذاء والرعاية والمودة ويحتاجون إلى الصبر عليهم أيضًا. هي قادرة على ذلك بقلبها الكبير وتعاطفها الذي لا حدود له.
وعلى العكس تمامًا، لا يمكن للأم باردة المشاعر أن تملك نفس التعاطف مع أطفالها. قد تستطيع أن تربي أطفالها ولكن بطريقة غير سوية لا تحقق سلامة صحتهم النفسية. أما الأم الحنونة التي تتعاطف مع أطفالها هي التي تشعر بما يشعر به، وتضع نفسها مكانه وتتألم لألمه. وتحاول جاهدة أن تتعرف عليه عن قرب لتتفهم احتياجاته، لتستطيع أن تكون ملاذه الآمن الذي يشعر معه بالاطمئنان والراحة.
تستمتع وتسعد باهتمامها بالآخرين
إن المرأة التي تجيد الاهتمام بالآخرين، وتستمتع بذلك ستكون حتمًا أمًا جيدة ورائعة، لأن الأمومة تعني التضحية والعطاء، واهتمام الأم بأطفالها وبذل الوقت والجهد في سبيل رعايتهم ومد يد العون لهم، ومساعدتهم في استذكار دروسهم، كل ذلك وأكثر دون تذمر أو ملل أو إرهاق. وحتى إن شعرت بالإرهاق سيكون هذا الشعور من الجهد الذي تقوم به، وليس بسبب الاستياء من المهام التي تقع على عاتقها بسبب الأمومة.
وهنا يقول عالم النفس نعوم شبانسر بحسب الموقع المذكور، "يحدث الإرهاق عندما يواجه الآباء ضغوطات الأبوة والأمومة دون الموارد اللازمة للتعامل معها. ويرتبط الإرهاق الأبوي بالإرهاق والتباعد العاطفي وفقدان الإنجاز في الأبوة والأمومة نتيجة للتقصير الذي قد يكون له أسباب عديدة. كشعور بعض الأمهات بالذنب حيال أطفالهم مهموا منحوهم من حب ورعاية. كما يحدث عند الأمهات العاملات اللاتي يحاولن بكل الطرق تعويض أطفالهن عن الوقت المنقطع منهم ولكنهم لا يكتفون بما يبذلون من وقت وجهد ويفكرن في الأمر بشكل مرهق لهن للغاية.
اتقانها لمفهوم الرعاية الذاتية ورعايتها لنفسها أولًا
فاقد الشيء لا يعطيه، فالمرأة التي لا تجيد اتقان مفهوم الرعاية الذاتية، والتي لا تعي كيف تهتم بنفسها وكيف ترعى ذاتها رعاية جيدة تمكنها من رعاية أطفالها لا يمكن أن تكون أمًا جيدة. أما إذا كانت تجيد ذلك وقادرة على الاهتمام بنفسها ورعايتها رعاية فائقة، فإن ذلك يشير إلى أنها ستكون أمًا جيدة ورائعة لأطفالها.
وهنا يجب أن نشير إلى أن اتقان الأم لمفهوم الرعاية الذاتية يجعلها سعيدة لأنها تستطيع رعاية ذاتها، وهذا ما يُسعد الأطفال الذين يستمدون سعادتهم من سعادة أمهاتهن، ويشعرن بالبهجة مع كل ابتسامة منهن لهم. لأن الأمومة تعني التواجد والمحبة والعطاء والتضحية والسعادة.
وهنا تؤكد الطبيبة النفسية إيلين شتراوس كوهين، على أنه المهم إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية. لأن اهتمام الأم بسلامتها الجسدية والعقلية والعاطفية يجعلها أكثر حضوراً وتفاعلاً مع أطفالها. وهذا ينفي الأنانية التي يلصقها البعض بمفهوم الرعاية الذاتية.
اتقان فن التواصل
في اتقان المرأة لفن التواصل، وفي نجاحها في التواصل مع الآخرين بفعالية دلالة وعلامة أكيدة على أنها ستكون أمًا جيدة في يوم من الأيام. وذلك لأنها ستكون قادرة على استيعاب احتياجات أطفالها، وقادرة على التواصل معهم بما يحقق اتزانهم واستقرارهم العاطفي. كما أنها ستكون قادرة على فك الشفرة بينها وبين أطفالها وستتمكن من فهمهم دون حديثهم بعمق عن ما بداخلهم. والأكثر من ذلك قدرتها على تعليم أطفالها مهارات التواصل.
وفي هذا الصدد أكدت عالمة النفس أليسيا ديل برادو على أن التواصل الصحي هو مهارة يمكن تعلمها ويجب ممارستها. لأنه لا يمكننا إنقاذ أطفالنا من كل خطر محتمل في المدرسة أو حل جميع المشاكل التي يواجهونها عندما لا نكون معهم. ولكن يمكننا أن نخبرهم أننا هنا من أجلهم من خلال التعاطف الحقيقي والمشاركة التعاونية معهم.
لا تأخذ نفسها على محمل الجد
إن المرأة المرحة التي لا تأخذ نفسها على محمل الجد دائمًا، والمرأة الطفلة التي تشعر بداخلها أنها طفلة وتستطيع الوصول مع الأطفال إلى سعادة بالغة من خلال مشاركتهم اللعب، ستكون حتمًا أمًا جيدة لأنها لا تتعامل بجدية طوال الوقت. ولأنها تقبل باللعب مع الأطفال الذين يذكرونها بذكريات الطفولة الجميلة، وهكذا الأمر بالنسبة لسائر النشاطات المرحة التي يحب أن يمارسها الأطفال مع أمهاتهم.
مازلت أتذكر عندما كنت ألعب مع ابني عندما كان صغيرًا، إنه أجمل شعور، سعادة ومرح وانطلاق ونشاط، أنصحكم جميعًا بأن تفعلوا ذلك لأنهم عندما يكبرون ستتغير ميولهم، وسينشغلون بالتخطيط لحياتهم ومستقبلهم. لذا اجعلوها ذكرى جميلة تربطكم بأطفالكن. لأن الذكريات الجميلة تعيش للأبد.
إنها مرنة للغاية
المرأة المرنة التي تستطيع التعايش والتوافق مع كل الظروف المحيطة، القادرة على مواجهة التحديات، ستكون حتمًا أمًا جيدة. والمرونة في لغة الأمومة تعني القدرة على المواصلة وعدم الاستسلام. والتحدي سلاح مهم يجب أن تتسلح به كل أم لأنه يمكنها من التغلب على أي معوقات في رحلة التربية ومن ثم تحقيق الأفضل لها ولأطفالها. كما أن مرونة المرأة تعني أنها ستكون متعاطفة مع نفسها، وأن تكافئ نفسها بالحصول على قسط من الراحة لتستعيد قواها من جديد لاستكمال رحلتها مع أطفالها. كما أنها لا تجلد ذاتها على أي تقصير خارج عن إرادتها لأنها تعلم أنه لا مكان للمثالية في عالمنا هذا، وأن محاولة الوصول إليها سيكلفها ويكلف أطفالها الكثير والكثير.
تملك عقلًا متفتحًا
بعض الأمهات ترفع سقف توقعاتها حيال أطفالها وتتعامل معهم من هذا المنطلق. فتكون جيدة معهم طالما حققوا لها ما تريده، وتصبح ساخطة عليهم إن لم يفعلوا. وهذا ما لا تفعله المرأة التي تملك عقلًا متفتحًا التي تكتفي بالتوجيه والإرشاد وتعلم أن حبها لأطفالها غير مشروطًا بتحقيقهم لأمنياتها التي تريد تحقيقها من خلالهم. لأن الأمومة غير مشروطة وهي أسمى من ذلك بكثير.
ولتوضيح ما أعنيه أسوق إليكن هذا المثال، أم تريد أن يصبح طفلها طبيبًا أو مهندسًا في الكبر وعندما لا يوافها الرأي تسخط وتعامله برد فعل سلبي منعكس من شعورها بالخيبة من طفلها لمجرد أنه لا يرغب في أن يكون كما تريده هي. وما يجب أن تعلمه كل أم أن الله عز وجل يمنحنا نعمة الذرية والأطفال لنعتني بهم. وليس لامتلاكهم وتشكيلهم كما نحب.
ولذلك فإن امتلاك المرأة عقلًا متفتحًا يجعلها تعيش كما تحب وتجعل أطفالها يعيشون كما يحبون في الكبر، يعد علامة كبيرة على أنها ستكون أمًا جيدة ورائعة وليست متسلطة، لأن التسلط والتصميم على الرأي واجبار الأبناء على تحقيق ما تريده لا ما يريدونه يتنافي مع معاني الأمومة ومشاعرها السامية. علاوة على ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي تتمناه لطفلها هو أن يكون سعيدًا لأن أن يسير على خطاها وليس بالضرورة أن يلبي توقعاتها.
وختامًا، الأمومة فن تتقنه المرأة دون تعلم، وقدرات تملكها المرأة دون تكلف، وتعاطف يفيض به قلبها. ورقة تشعرها أكثر بانوثتها. هي الأمومة أجمل المشاعر الإنسانية على الإطلاق. فأهلًا ومرحبًا بكل امرأة تملك قلبًا كبيرًا، وعقلًا متفتحًا، وكل امرأة مرنة، وكل امرأة تسعد باهتمامها بالآخرين، وكل امرأة حنونة ومرحة لا تأخذ نفسها على محمل الجد، وكل امرأة تتقن رعاية نفسها جيدًا وتجيد التواصل مع نفسها ومع أطفالها. لأنها ستكون حتمًا أمًا جيدة.
مع تمنياتي القلبية لها ولكل النساء الراغبات في الأمومة بحياة سعيدة وهانئة،،،
والآن، برأيكن هل من علامات أخرى تدل على أن المرأة ستكون أمًا جيدة .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي...