حماية الطفل من الإصابة بالسمنة أهمها .. فوائد ممارسة الأم المرضع للرياضة
لا يمكن انكار فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل معًا، والتي من أهمها تقوية جهاز المناعة لدى الطفل، وتقليل إحتمالات الإصابة بسرطان الثدي للأم، وتوطيد العلاقة بينهما إلى غير ذلك من الفوائد المعروفة عن ظهر قلب للجميع.
وبالامكان تحصيل فوائد أكبر من الرضاعة الطبيعية، وهو ما أثبتته الدراسات العملية، إذ أكدت دراسة علمية حديثة إلى أن ممارسة الأم المرضع للرياضة تساهم في تحقيق وقاية طفلها من السمنة، حيث أفادت الدراسة إلى أنها تنقل لطفلها هرمونا مفيدا اسمه "الأديبونيكتين" (adiponectin)، وهو هرمون يساهم في تحقيق حماية الطفل من الإصابة بالسمنة.
وقد نُشرت هذه الدراسة التي أجراها باحثين بقيادة ترين موهولدت في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، في مجلة "فرونتيرز إن نتريشن" بحسب موقع يوريك ألرت الإلكتروني.
تأثير الرياضة على حليب الأم المرضع
رغم أن العديد من الدراسات تناولت فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل إلا أنه لا يوجد إفادات علمية أكيدة بشأن علاقة ممارسة الأم المرضع للرياضة وتأثير ذلك على حليب الأم ومن ثم تأثيراتها على الطفل.
وهنا تتساءل الأمهات المرضعات هل لممارسة الرياضة تأثيرات على حليب الثدي من حيث المذاق والجودة؟
في هذا الصدد، قالت ترين موهولدت: "إن هنالك الكثير من الشائعات حول ممارسة الرياضة وحليب الثدي، ونحن بحاجة إلى المزيد من المعرفة". موضحة أن الهدف من الدراسة هو محاولة السيطرة على السمنة الزائدة عند الأطفال، التي قُدرت معدلات إصابة الأطفال بها بحسب منظمة الصحة العالمية في عام 2020 بـ93 مليون طفل من الأطفال دون سن الخامسة.
وتعود هذ الزيادة السريعة في السمنة عند الأطفال إلى طبيعة التغذية خلال الفترة الأولى من عمر الطفل، بل أن هناك دراسات تؤكد أن تغذية الأم الخاطئة أثناء الحمل تزيد من احتمالات إصابة الطفل بالسمنة في مراحل لاحقة بعد الولادة
الحمل وسمنة الأطفال
ركزت الباحثة موهولدت على أن الفترة من بداية الحمل إلى عمر عامين تزيد فيها فرص تطور السمنة عند الطفل في مراحل عمرية لاحقة
وفي هذا الصدد قال معتز الشريف خبير تغذية بمركز هانوفارد الطبي بإمارة الشارقة، أن سمن الأطفال لها أسباب عديدة منها، سوء تغذية الأم خلال مرحلة الحمل، وتدخل العوامل الوراثية، وسوء تغذية الأطفال في المراحل الأولى من عمرهم إضافة إلى عدم قيام الطفل بأي نشاط رياضي.
وقال الشريف أن الخلايا الدهنية تبدأ في التكوين داخل جسم الطفل عبر مراحل عمره المختلفة إذا تبدأ منذ صغره. الأمر الذي يزيد من احتمالات إصابة الطفل بالسمنة. وبوجه عام يجب أن تهتم كل أم باعتماد نظام غذائي صحي بدءًا من الحمل وحتى خلال فترة الرضاعة الطبيعية على أن يكون ذلك بمساعدة المختصين، وذلك حفاظًا على صحة الطفل، وتحقيق حمايته من الإصابة بالسمنة في مراحل عمرية لاحقة.
ولمعرفة تأثير ممارسة الأم المرضعة للرياضة، وكيفية تأثيره على الطفل إيجابًا وتحقيق حمايته من الإصابة بالسمنة، جمع فريق البحث 240 عينة حليب من 20 أم أنجبت أطفالا حديثًا، وتم أخذ العينات من الأمهات المشاركات بالدراسة قبل وبعد أوقات محددة من ممارسة الرياضة، وتمت مقارنتها بعينات حليب لنفس الأمهات بعد حصولهن على قسط وفير من الراحة.
وقد تلخصت نتائج هذه الدراسة في أن ممارسة الرياضية تحفز إنتاج هرمون "الأديبونيكتين" الهرمون المسؤول عن عملية التمثيل الغذائي في الجسم، حيث وذلك ضمانًا لإمداد الجسم بالطاقة والمواد التي يحتاجها لأداء وظائفه. إذ يمتص هذا الهرمون عن طريق أمعاء الطفل الذي يعتمد في غذائه على الرضاعة الطبيعية.
وقد بينت الدراسة أنه توجد علاقة وثيقة بين انخفاض هرمون "الأديبونيكتين" و مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.
وقد خلصت النتائج الأخيرة لهذه الدراسة أن الأمهات المرضعات اللاتي يواظبن على ممارس تمارين رياضية مكثفة يحتوي حليب الثدي لديهن على نسبة عالية من هرمون "الأديبونيكتين" الضروري جدًا لتحقيق حمايتهم من الإصابة بالسمنة.
حقائق عن الرضاعة الطبيعية
- يحتوي حليب الأم على تركيبة غذائية متوازنة تحتوي على البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الرضيع للنمو السليم والتطور الصحيح.
- يحتوي حليب الأم على مضادات حيوية ومضادات التهاب طبيعية تساعد في حماية الرضيع من العدوى والأمراض.
- هناك أدلة تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من خطر تطور الحساسية الغذائية والأمراض المزمنة مثل الربو والحساسية والتهاب الأمعاء.
- الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البيض وأمراض القلب لدى الأمهات.
- تعتبر الرضاعة الطبيعية فترة قريبة وحميمة بين الأم والطفل، وتساعد في تعزيز الروابط العاطفية بينهما
- هناك أبحاث تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من مخاطر البدانة لدى الأطفال فيما بعد.
- الرضاعة الطبيعية تساهم في تعزيز التطور العقلي للرضيع، بفضل الدهون الذكية الموجودة في حليب الأم.
وختامًا، وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، يجب على الأمهات الحرص على إرضاع أطفالهن طبيعيًا خلال الساعة الأولى من عمره وأن تكون غذاء الطفل الأوحد خلال الأشهر الستة الأولى من عمره، وذلك لتعزيز حصوله على الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الضرورية له، تعزيزًا لجهاز المناعي.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا كيف يمكن للأم الانتظام في ممارسة الرياضة أثناء الرضاعة الطبيعية لتعزيز استفادة طفلها من فوائد ذلك؟