اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) عند الأطفال.. كل ما تودين معرفته وأكثر
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) هو أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا عند الأطفال، لأنه يؤثر سلبًا على التركيز والسلوك ويحول دون القدرة على التنظيم. ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تحديات كبيرة في الحياة اليومية، سواء في المدرسة أو في علاقة الطفل بالآخرين، الأمر الذي يؤثر في جودة حياته بطريقة سلبية للغاية. لذلك، يمثل التعرف على أعراضه وكيفية التعامل معه أهمية كبيرة جدًا، إذ يمكن أن يساعد ذلك في تحسين جودة الحياة والحد من تأثيره السلبي على نفسية الأطفال.
في هذا المقال، سنستعرض كل ما تحتاجين لمعرفته عزيزتي الأم حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD من خلال إفادة و توصيات من المعالجة ليليان القنطار المعالجة النفسية في عيادة أمان للعافية في دبي، لمساعدة الأطفال المصابين به، وذلك من خلال الإجابة على أكثر الأسئلة شيوعًأ في هذا الموضوع.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)؟
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) هو اضطراب عصبي تطوري شائع يؤثر على قدرة الشخص على التركيز والتحكم في السلوك والاندفاعية.
يتميز ADHD بثلاثة أعراض رئيسية هي، عدم الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية. ويظهر هذا الاضطراب عادةً في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يستمر حتى البلوغ، ويختلف تأثيره من شخص لآخر.
ويتسم هذا الاضطراب بصعوبات كبيرة في التركيز والانتباه، بالإضافة إلى فرط في الحركة والسلوك الاندفاعي. ويواجه الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب تحديات كبيرة في البيئات المنزلية والمدرسية، مما قد يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي والاجتماعي.
ما هي أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ؟
تختلف أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بين الأطفال، وقد تظهر بأشكال متفاوتة بين عدم الانتباه، فرط الحركة، والاندفاعية. وهذه هي أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليه جيدًا لاستشارة المختصين في الوقت المناسب، والبدء بطرح بروتوكول للتعامل مع الأطفال بطريقة إيجابية.
- صعوبة في التركيز حيث صعوبة في الانتباه للتفاصيل أو إتمام المهام، خاصة إذا كانت طويلة أو مملة.
- النسيان المتكرر حيث نسيان الأمور اليومية مثل المواعيد، الواجبات، أو مكان الأشياء.
- سهولة التشتت إذ يتشتت انتباههم بسهولة بسبب المحفزات الخارجية أو الأفكار غير المرتبطة بالمهمة الحالية.
- مواجهة صعوبة في ترتيب الأنشطة والمهام، وغالبًا ما يتجنبون المهام التي تتطلب جهدًا عقليًا مستمرًا.
- عدم إكمال المهام حتى نهايتها سواء في الدراسة أو الأنشطة المنزلية.
- التشتت أثناء المحادثة.
- ومن أعراض اضطراب فرط الحركة، التململ والحركة المستمرة.
- عدم القدرة على الجلوس لفترات طويلة مثل مغادرة مكان الجلوس في الفصول الدراسية.
- التسلق أو الركض في أوقات غير مناسبة.
- التحدث بكثرة وبشكل مستمر دون توقف.
- ومن أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD))، التصرف دون تفكير مسبق واتخاذ قرارات فجائية والتصرف بتهور دون وعي.
- مقاطعة الآخرين إذ يواجهون صعوبة في انتظار دورهم أو التوقف عن مقاطعة الحديث.
- اندفاعية في السلوك مثل الإجابة على الأسئلة قبل انتهاء السؤال.
كيف يمكن التعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
يجب على الأبوين الالتزام بتطبيق التوصيات التالية لأنها تهدف إلى تعزيز قدرات أطفال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتنظيم سلوكياتهم بطريقة إيجابية
-
إنشاء روتين يومي ثابت
يُعتبر وضع جدول زمني يومي واضح ومحدد من أهم الأساليب التي تساعد الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ويتحقق ذلك من خلال إنشاء روتين يحتوي على أوقات محددة للواجبات المنزلية، اللعب، تناول الوجبات، والنوم، يشعر الطفل بمزيد من الأمان والاستقرار.
كما أن هذا الروتين يمنحه فرصة لتعلم كيفية إدارة الوقت والتوقعات أيضًا مع ضرورة أن يكون الروتين مرنًا بعض الشيء بحيث يمكن تعديله وفقًا لاحتياجات الطفل اليومية، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على التوقعات العامة.
-
تقسيم المهام إلى خطوات أصغر
قد يشعر الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) عندما يُطلب منه إتمام مهمة كبيرة دفعة واحدة. لهذا السبب، من المفيد تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ. على سبيل المثال، بدلاً من مطالبة الطفل بتنظيف غرفته بالكامل، يمكن تقسيم المهمة إلى خطوات مثل ترتيب السرير، ثم ترتيب الألعاب، وأخيرًا تنظيف الطاولة. هذا النهج يُساعد الطفل على الحفاظ على تركيزه وإحساسه بالإنجاز بعد إتمام كل خطوة بنجاح.
-
استخدام التعزيز الإيجابي
يعد التعزيز الإيجابي إحدى الطرق الفعالة لتحفيز الطفل على تحقيق سلوكيات مرغوبة . لذا وعند رؤية الطفل يتصرف بطريقة إيجابية أو يُظهر تحسنًا في أداء معين، يجب أن يحصل على إشادة فورية ومكافآة له عن جهوده مثل: كلمات التشجيع، أو تقديم شيء يحبه، أو منحه وقتًا إضافيًا لممارسة هوايته المفضلة وتعود أهمية تطبيق هذا النهج إلى أهميته في تعزيز احترام الذات لدى الطفل وتشجيعه على تكرار السلوكيات الجيدة.وضع توقعات وقواعد واضحة
يعد وضع القواعد والتوقعات للطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أمرًا حيويًا لضمان فهم الطفل لما هو مطلوب منه إذ يجب على الأهل أن يكونوا واضحين في توجيهاتهم وتعليماتهم، مع توضيح العواقب المترتبة على عدم الامتثال. فإذا كان الطفل يدرك ما هو متوقع منه بشكل دقيق، فإنه سيكون أكثر قدرة على الامتثال للقواعد وتفادي السلوكيات السلبية.
-
إنشاء مساحة عمل خالية من المشتتات
تعتبر بيئة العمل المنظمة والخالية من المشتتات ضرورية لمساعدة الطفل على التركيز. لذا يجب تخصيص منطقة في المنزل تكون مخصصة فقط لإنجاز الواجبات المدرسية أو الأنشطة التعليمية الأخرى. من الأفضل تقليل وجود التلفاز أو الألعاب أو أي عوامل قد تُشتت انتباه الطفل أثناء الدراسة. لذلك يجب خلق بيئة هادئة ومنظمة تعزز من قدرته على التركيز والإنتاجية.
-
تشجيع النشاط البدني
يلعب النشاط البدني دورًا مهمًا في تخفيف أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، إذ تشير الأبحاث إلى أن الرياضة والنشاط البدني يمكن أن يقللا من فرط الحركة ويزيدا من التركيز والانتباه. لذا، يجب تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام أو اللعب في الهواء الطلق، مثل الركض
أو ركوب الدراجة أو المشاركة في الأنشطة الجماعية. لأنها ستساعده على تفريغ الطاقة الزائدة، وستحسن من مزاجه العام، والنتيجة تعزيز قدرته على التركيز والانتباه بشكل جيد وإيجابي.
-
تحديد وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية
من الضروري وضع قيود زمنية لاستخدام الشاشات الإلكترونية، سواء كان ذلك التلفاز أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية، لأنها تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). لذا، من المهم تحديد وقت محدد ومراقبة استخدام هذه الأجهزة بشكل صارم، والتأكد من أن الطفل يتفاعل مع الأنشطة البديلة مثل القراءة أو اللعب اليدوي أو الأنشطة الاجتماعية.
-
تشجيع التفاعل الاجتماعي
يواجه العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة صعوبة في تطوير المهارات الاجتماعية اللازمة لبناء علاقات صحية مع أقرانهم. لذلك، من المهم تشجيعهم على التفاعل الاجتماعي من خلال ترتيب مواعيد للعب مع الأصدقاء أو المشاركة في الأنشطة الجماعية. يفيد ذلك في تحسين مهارات الطفل الاجتماعية، وتعزيز ثقته بنفسه، وتقليل احتمالية شعوره بالعزلة.
-
التعاون مع المختصين
للحصول على أفضل النتائج في التعامل مع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، يجب أن تتضافر جميع الجهود، إذ يجب على الأبوين التعاون مع المعالجين المختصين لضمان تقديم دعم شامل ومتكامل له وبما يسمح بتطبيق استراتيجيات موحدة في المنزل والمدرسة، مما يسهم في تعزيز سلوكيات الطفل وإدارة الأعراض بشكل أفضل.
-
التحلي بالصبر والتفهم
يجب أن يتفهم الأهل أن سلوك الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ليس متعمدًا، بل هو نتيجة للاضطراب الذي يعاني منه. لذا، يجب أن يتحلى الأهل بالصبر، وأن يقدموا الدعم المستمر والتوجيه الإيجابي بدلاً من النقد والعقاب.
متى ينتهي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD)) ؟
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لا ينتهي عادة عند عمر محدد، إذ يمكن أن يستمر لدى بعض الأطفال حتى مرحلة البلوغ. ومع ذلك، يمكن أن تتغير شدة الأعراض وطريقة ظهورها مع تقدم العمر. ففي حالة الطفولة المبكرة (3-5 سنوات)، وغالبًا ما تظهر الأعراض بشكل واضح في هذه المرحلة، خاصة فرط الحركة والاندفاعية.
أما في ما يتعلق بمرحلة الطفولة في الفترة العمرية من (6-12 سنة)، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا مع بدء المدرسة، حيث يمكن أن يؤثر عدم الانتباه وفرط الحركة على الأداء الأكاديمي والتفاعل الاجتماعي.
وفي مرحلة المراهقة (13-18 سنة)، قد تتحسن بعض الأعراض مثل فرط الحركة، لكنها غالبًا تستمر في شكل تململ داخلي. قد تصبح الاندفاعية وصعوبة التركيز أكثر بروزًا في هذه المرحلة، خاصة في البيئات الأكاديمية والاجتماعية.
وعند البلوغ يستمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) عند حوالي 50-60% من المصابين حتى البلوغ، مع تغيير ملحوظ في طبيعة الأعراض التي تظهر في صورة صعوبات في التنظيم، وإدارة الوقت، والتحكم في الانفعالات.
وعلى الرغم من ذلك، قد تخف الأعراض مع العلاج المبكر، وبدء العلاج السلوكي والأدوية (إذا كانت ضرورية) إذ يصبح الطفل أكثر قدرة على التكيف. كما أن للدعم التعليمي والاجتماعي وتوفير بيئة داعمة للطفل المصاب في المدرسة والمنزل يمكن أن يعزز من قدرات الطفل على إدارة أعراضه بشكل أفضل. ومن الممكن أيضًا أن تساهم التغيرات البيولوجية كنضج الدماغ وتطور مهارات التنظيم الذاتي، تخفيف حدة الأعراض.
خلاصة القول:
إن ملاحظة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) وتطبيق هذه التوصيات يساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين، ومساعدتهم في التغلب على العديد من التحديات اليومية.