
ليكون صيام طفلك في رمضان تجربة مميزة .. اعتمدي هذه الطرق الممتعة
يعد صيام الطفل لأول مرة خطوة مهمة في مسيرته الدينية، حيث يشكل بداية لفهمه وتعلمه لأحد أركان الإسلام. إنه من التجارب المهمة التي تمثل أهمية كبيرة على مستوى الأسرة، إذ يعتبر تعويد الطفل على الصيام خطوة إيمانية عميقة لأنه يهذب النفس، كما أن روحانياته تحبب الطفل في العبادة والتقرب إلى الله عز وجل وبخاصة مع وجود القدوة الصالحة. يمكن من خلال الصيام تعليم الطفل الكثير من المبادئ والأخلاق السامية مع نثر بذور الإيمان في قلبه. لكي يكون رمضان تجربة جميلة ذات أثر طيب، يجب أن يكون صيام الطفل مقترنًا بالاستعداد له، والبدء فيه تدريجيًا ودون إجبار.
اليوم، ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك، نقدم لكل أم نصائح وإرشادات هامة حول تشجيع الأطفال على الصيام لأول مرة بطريقة ممتعة.

كيف أشجع طفلي على الصيام؟
سؤال شائع ومهم يتكرر كثيرًا بين صفوف الأمهات. بحسب أراء الخبراء المعنيين والمختصين يجب أن يتم تشجيع الطفل على الصيام بطريقة ممتعة تحفزه، وتجعله مقبلًا على رمضان، فرحًا بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
يمكن أن يكون صيام الطفل تجربة مليئة بالتشجيع والفرح بتطبيق الخطوات التالية:
-
شرح مبسط للصيام
قبل أن يبدأ الطفل في الصيام، يجب أن يفهم المعنى الحقيقي لهذه العبادة. يمكنك أن تشرحي له بشكل مبسط كيف أن صيام الطفل هو طاعة لله عز وجل، وكيف يساعده على تعلم الصبر والتحمل. يمكنك الاستفادة من القصص الدينية أو الأنشطة التفاعلية لتوضيح الفكرة بطريقة سهلة وجذابة.
-
التفكير في أنشطة مسلية للطفل أثناء الصيام
يمكن تحفيز الطفل على الصيام من خلال تنظيم ألعاب ممتعة تحفزه على انتظار وقت الإفطار أو السحور. على سبيل المثال، يمكنك عمل تحديات صغيرة أو مسابقات حول معرفة متى يحين وقت الإفطار. مثل هذه الأنشطة تساعد في جعل صيام الطفل شيئا مثيرًا ومحببًا. ومن الممكن أيضًا عمل مسابقات داخلية بين الأطفال تتضمن طرح أسئلة مبسطة عن الصيام، مع منح جوائز محفزة للطفل.
-
اعتماد المكافآت الصغيرة
تعد المكافآت وسيلة فعالة لتعزيز سلوك الطفل وتحفيزه على الاستمرار في فعل ما جيد، كذلك الصوم يجب أن يتم مكافأة الطفل على القيام به، سواء كان بعدد ساعات معين في البداية أو يومًا كاملًا. من شأن ذلك أن يحقق سعادة الطفل بانجازه لفعل جيد يحبه الله ويرضى عنه، وينال إعجاب والديه أيضًا. المكافآت تجعل صيام الطفل يبدو أكثر تحفيزًا ومتعة، لذلك لا يجب إهمالها أبدًا.
-
إشراكه في تحضير السحور والإفطار
يمكن السماح للطفل بالمشاركة في تحضير وجبتي السحور والإفطار. هذه المشاركة لا تعزز الشعور بالمسؤولية فحسب، بل تجعل الطفل يشعر بأن له دورًا مهمًا في هذه المناسبة. إن صيام الطفل مع مشاركته في إعداد وجبة الإفطار سيبدو ممتعًا ومسليًا له.
-
القدوة الحسنة
الأخلاق الحسنة، والصلاة والصيام وغير ذلك من المبادئ السامية، يتعلمها الطفل تلقائيًا عندما يكون الوالدين قدوة له، خاصة وأنهما القدوة الأولى في حياته. إن صيام الطفل في هذه الحالة يكون أكثر سهولة لأنه سيتحمس لتقليد أبويه والصيام معهما. القدوة الحسنة أداة تعليم تلقائية يجب عدم إغفال أهميتها في التربية وتعليم الطفل العبادات والطريق إلى الله.
-
البدء بشكل تدريجي
لا يجب الضغط على الطفل ليصوم دفعة واحدة أو بشكل كامل. يمكنك البدء معه تدريجيًا، مثل صيام ساعات محدودة في اليوم أو صيام نصف يوم ثم زيادة الوقت تدريجيًا مع الحرص على تحفيزه بالمكافآت كما ذكرنا كلما أكمل صيامه للوقت المحدد.
-
مشاركة الطفل في العبادات الجماعية
الصلاة وتلاوة القرآن عبادات يجب أن يقوم بها الطفل أيضًا، ويجب أن تخصص الأم ملابس جديدة للطفل ليرتديها عند الذهاب إلى المسجد مع أبيه ليكون سعيدًا وفرحًا بها. صيام الطفل يكون تجربة ناجحة عندما يكون الطفل مواظبًا على الصلاة ومتفهمًا لكافة العبادات الروحانية المرتبطة به.
-
الدعم العاطفي
قد يشعر الطفل بالإرهاق في بعض الأحيان، لذا يجب أن تقديم الدعم العاطفي للطفل وتشجيعه على الاستمرار في الصيام طالما أنه لم تظهر أي أعراض مقلقة تستوجب توقفه عن الصيام.
-
استقبال رمضان بالزينة والاحتفالات
يمكنك جعل صيام الطفل أمرًا ممتعًا من خلال خلق جو احتفالي في المنزل، وتزيينه بديكورات رمضان الجميلة، وبتبادل الأحاديث الطيبة حول فضل رمضان أثناء الاستعداد لاستقباله.

في أي عمر يجب على الأطفال الصيام؟
شرعًا، وبحسب آراء علماء الدين والخبراء أيضًا، يبدأ سن التكليف والذي يجب على الطفل فيه الصيام بدءًأ من سن البلوغ أي من 12 : 14 سنة، ولكن يوصي العلماء وخبراء التربية بعدم الانتظار لهذا السن لتعويد الطفل على الصيام. إذ يجب تعويده على الصيام في سن أقل لينشأ معتادًا عليه، وقلبه متعلقًا به.
خلاصة القول:
تشجيع الطفل على الصيام لأول مرة هو رحلة روحانية لا تقتصر على الامتناع عن الطعام فقط، بل تشمل مفاهيم سامية أخرى، الصبر والطاعة والمشاركة العائلية من بينها. من خلال استخدام الأساليب الممتعة والمبتكرة والمحفزة، يمكن أن يصبح صيام الطفل تجربة إيجابية مليئة بالفرح والتعلم، والنتيجة نشأته على الالتزام بالعبادات دون كسل أو ملل.