تنظيم الوقت يمكن الأم العاملة من تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل والاتصال الروحي بالله عز وجل

تنظيم الوقت سيتيح لكِ تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل وتعزيز الاتصال الروحي بالله

ريهام كامل

رمضان حالة روحانية جميلة، وفرصة كبيرة لتطهير القلوب بالإكثار من الأعمال الصالحة، والتقرب أكثر إلى الله عز وجل من خلال العبادة والتأمل وضبط النفس عن هواها. مع قدوم الشهر الفضيل تزيد الأعباء على الأم العاملة، ويقع عليها مسؤولية تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والعبادة في الشهر المبارك. تُرى كيف يمكن للأم العاملة تحقيق التوازن بين العمل والأسرة وتعزيز الاتصال الروحي بالله في رمضان؟

تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والعبادة

يعد شهر رمضان فرصة جيدة للتقرب إلى الله وتعزيز الاتصال الروحي به سبحانه، إلا أن تحديات الأم العصرية العاملة خلال أيامه تكون أكبر من أي وقت مضى، فبين مسؤوليات العمل والأسرة وواجبات العبادة، تجد الأم العاملة نفسها من في صراع لتحقيق التوازن بين كل الأدورا. بالتخطيط السليم والتوجيهات الصحيحة، يمكن لها أن تجد طريقة جيدة وفعالة للاستفادة القصوى من روحانيات رمضان، وأن تحقق التوازن بين العمل، الأسرة، والعبادة.

وفي هذا الصدد تقول "أميرة داوود" دكتورة علاج شعوري وعلاج بالطاقة الحيوية، دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، أن طاقة رمضان الروحانية هي طاقة كبيرة تحقق الشعور بالطمأنينة، وتنصح كل أم بالاستعداد عقليًا وعاطفيًا لقدوم رمضان، بتحديد النية كخطوة أولى في الاستفادة بروحانيات الشهر الفضيل وكفرصة لزيادة العبادة عبر الاستغفار الذي يحقق فوائد عديدة سواء على مستوى العلاقة بالله عز وجل أو على مستوى تحسين الشخصية وتطوير الذات، لأنه ينقي النفس، ويطهرها، ويحفزها بجد ونشاط للقيام بكل ما عليها من أعباء ومسؤوليات.

ولتصبح الأم العاملة قادرة على تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل مع تعزيز الاتصال بالله سبحانه وتعالى في رمضان، يجب عليها الإلتزام بتطبيق النصائح المجربة والفعالة التالية:

تنظيم الوقت يسهل على الأم العاملة كيفية تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والاتصال الروحي بالله
تنظيم الوقت يسهل على الأم العاملة كيفية تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والاتصال الروحي بالله
  • تحديد الأهداف الروحانية خلال شهر رمضان

لتجنب تشتيت الانتباه وسط الأعباء والمسؤوليات والضغوط الحياتية التي تزيد يوم بعد يوم، يجب على الأم العاملة تحديد أهداف شخصية تخص رمضان، إذ يفيد ذلك في تركيز طاقتها في تحقيق أهداف روحية محددة، مثل الاجتهاد في العبادة، بقراءة ورد يومي أو أكثر من القرآن يوميًا، وإفطار صائم أو الصدقة.

  • تحديد الأهداف الأسرية

يجب على الأم العاملة وضع الأهداف الأسرية المراد تحقيقها في رمضان، ألا وهي تحقيق سعادة الأسرة بتلبية احتياجاتها، ودعم من هم بحاجة إلى الدعم. كما يجب عليها أن تكون قدوة حسنة لأطفالها في الصيام والعبادة، لأن القدوة الحسنة هي أسهل وأقصر طرق التربية السليمة النافعة. كما يجب أن يأتي تنظيف المنزل، وتهيئته لاستقبال رمضان ضمن هذه الأهداف. ولا يجب أن ننسى الهدف الأسمى، ألا وهو تحقيق سعادة الأسرة في أيام الشهر الفضيل.

  • ضبط عاداتك الغذائية

يجب ضبط العادات الغذائية تدريجيًا في الأسابيع التي تسبق رمضان من أجل إعداد الجسم لتغيير الروتين الذي يحدث مع الصيام، وذلك لتجنب الإجهاد والتعب خلال الأيام الأولى من رمضان، ولتكون الأم العاملة قادرة على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة وتعزيز الاتصال بالله عز وجل.

  • التخطيط للوجبات

يجب أن تخطط المرأة العاملة للوجبات التي يمكن لها طهيها خلال أيام الشهر الفضيل وفقًا لرغبات أفراد أسرتها، وتجهزيها مسبقًا بعمل بعض الخطوات التحضيرية لها، كعمل تقويم منظم لوجبات رمضان من خلال التخطيط لوجبات السحور والإفطار. من شأن ذلك توفير الوقت والجهد في التفكير في ما الذي يجب طهيه اليوم، ومن ثم حفظ طاقتها، وتعزيز قدرتها على تحقيق التوازن بين الأسرة والحياة المهنية مع الاستفادة بروحانيات رمضان.

يجب على الأم العاملة توفير وقت لأطفالها وسط ما عليها من مهام لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة والاتصال الروحي بالله

  • ضرورة تفعيل الاستفادة من التكنولوجيا

كل يوم يمر علينا، يزيد توغل التكنولوجيا في حياتنا، ولذلك يجب على كل أم عاملة الاستفادة من التكنولوجيا، والتفكير في ما يسهل عليها ويكون يدًا لعونها ومساندتها. الأجهزة المتقدمة التي تسهل الأعمال المنزلية لها دور كبير في هذا الشأن.

  • الحرص على التواصل مع الأطفال

يجب على الأم تخصيص وقت لأطفالها للجلوس معهم والاستماع إليهم، ومشاركتهم اللعب في أجواء من الفرح ليسعدوا بروحانيات الشهر الفضيل معها وفي أجواء يغلب عليها الدفء والحنان.

  • وضع الأهداف المهنية

الالتفات إلى تنظيم العمل أمر مهم وضروري جدًا في رمضان، إذ أن روحانيات رمضان تنعكس بشكل كبير على مستوى أداء العمل حيث هدوء الفكر وراحة البال وبعد شبح القلق والتوتر، ويعد ذلك بيئة خصبة لتعزيز النشاط والتركيز في العمل. لذا يجب وضع أهداف مهنية والعمل على تحقيقها في رمضان باعتباره طاقة محفزة للعقل والجسد والروح.

يجب وضع الأهداف المهنية والاستفادة من طاقة رمضان لتحقيق التوازن بين الأسرة والعمل وتعزيز الاتصال الروحي بالله

خلاصة القول:

شهر رمضان هو فرصة عظيمة لتجديد الروحانية والعلاقات الأسرية، ولكن مع المسؤوليات اليومية، قد تواجه الأم العاملة بعض التحديات. باستخدام النصائح المذكورة أعلاه، والتنظيم الجيد للوقت، يمكن للام العاملة تحقيق التوازن بين واجبات الأسرة والعمل وتعزيز الاتصال بالله.

مع خالص تمنياتي القلبية بالسعادة والتوفيق لكل الأمهات،،،