ما هي قوة العقل الباطن وكيف تستخدمها المرأة لمصلحتها؟

ما هي قوة العقل الباطن وكيف تستخدمها المرأة لمصلحتها؟

عبد الرحمن الحاج

في كل مرة يقوم فيها عقلنا الواعي بالتفكير والعمل على أمر ما، فإن عقلنا الباطن يساعد سرا في ذلك الأمر، العقل الباطن هو ذلك الجزء من أذهاننا الذي لا يزال غامضا إلى حد كبير بالنسبة لنا بالرغم من الدور الخفي والمهم، الذي يقوم به في كل ما نقوم به بشكل يومي أو روتيني في حياتنا اليومية العادية، لكن ما الذي يقوم به عقلنا الباطن بالضبط؟

وفقا للخبراء فإن ما يقوم به العقل الباطن ببساطة هو جمع ومعالجة وتخزين المعلومات التي قد تبدو غير ضرورية أو غير المهمة والتي قد تجد طريقها إليك من خلال الاستماع إلى محادثة ما أو برنامج إذاعي أو مشاهدة برنامج أو فيلم ما على التلفاز أو قراءة كتاب أو مقال وما شابه ذلك، ومساعدة الدماغ على استعادتها وتذكيره بها، حتى يتمكن من استخدمها عند الحاجة لذلك.

إذا كيف يمكننا أن نستخدم عقلنا الباطن في حياتنا اليومية بفعالية أكبر بحيث يتحول إلى قوة مؤثرة، يمكنها مساعدتنا على تحقيق النجاح، إجابة ذلك تتلخص في التالي: حتى نتمكن من استخدام قوة عقلنا الباطن بفعالية، لنصبح أكثر نجاحا، سيكون علينا أولا معرفة المزيد عنها.

ما هو العقل الباطن؟

ما هو العقل الباطن؟
ما هو العقل الباطن؟

أولا، دعونا نتحدث عن ماهية عقلنا الباطن أو عقلنا اللاوعي، وفقا لعالم علم النفس الشهير سيغموند فرويد Sigmund Freudفإن العقل الباطن أو اللاواعي هو جزء من مستويات العقل الثلاثة وهي:

  1. مستوى العقل الواعي والذي يتعامل مع أفكارنا ومشاعرنا الواعية اليومية.
  2. مستوى العقل قبل الواعي والذي يحمل المعلومات أو الذكريات التي نحتاج لتذكرها لأداء مهام ومسئوليات يومية محددة على مستوى العقل الواعي.
  3. مستوى العقل الباطن أو اللاواعي وهو ذلك الجزء الذي يعالج ويخزن الخبرات والمعلومات التي لا تبدو مهمة وضرورية والتي تشكل سلوكنا العام دون أن ندرك ذلك، ووفقا للخبراء فإن العقل الباطن يعالج معلومات أكثر 500000 مرة بالمقارنة بعقلنا الواعي! لذلك فهو قوة لا يستهان بها.

لماذا لا يمكننا استخدام العقل الباطن طوال الوقت؟

لماذا لا يمكننا استخدام العقل الباطن طوال الوقت؟
لماذا لا يمكننا استخدام العقل الباطن طوال الوقت؟

إذا كان عقلنا الباطن قويا للغاية وتفوق قدراته في معالجة وتخزين المعلومات والخبرات، قدرات عقلنا الواعي، فلماذا لا يمكننا استخدامه طوال الوقت؟ لأن عقلنا الباطن ببساطة، يعمل بتلقائية وبشكل غير متوقع، والأفكار والمعلومات التي يعيديها إلينا غالبا ما تكون عشوائية إلى كبير، العقل الباطن هو أيضا ذلك الجزء المسئول عن الاستجابة السريعة لنا في حالة المواقف المفاجئة وغير المتوقعة مثل القفز بعيدا عن طريق سيارة مسرعة، هناك أيضا حقيقتين هامتين عن العقل الباطن يجب وضعهما في الاعتبار وهما:

في حين أن عقلنا اللاوعي قوي، إلا أنه ليس مستقلا ويحتاج إلى عقلنا الواعي حتى يتمكن من العمل.

 بسبب هذه العلاقة بين العقل الواعي والعقل الباطن، من المنطقي أنه لا يمكننا استخدام العقل الباطن طوال الوقت، ولكن يمكن استخدامه من حين لآخر لمساعدتنا على تحقيق النجاح.

كيف يمكن استخدام العقل الباطن لتحقيق النجاح

كيف يمكن استخدام العقل الباطن لتحقيق النجاح
كيف يمكن استخدام العقل الباطن لتحقيق النجاح

 الإجابة على ذلك ببساطة هي استخدام عقلنا الواعي في إدارة عقلنا الباطن أو اللاواعي ودفعه إلى إطلاق طاقاته الكامنة، ولتحقيق ذلك دعونا نستعرض معا مجموعة من أهم النصائح لتشجيع عقلنا الواعي على إدارة عقلنا الباطن واستخدام قدراته وطاقاته الكامنة:

  1. خصصي ما يكفي من الوقت لفترات الراحة والاسترخاء

خصصي ما يكفي من الوقت لفترات الراحة والاسترخاء
خصصي ما يكفي من الوقت لفترات الراحة والاسترخاء

لأن العقل الباطن بمثابة مخزن ضخم من الأفكار والحلول الإبداعية والتي لن يطلق العنان لها وتتحرر إلا في أوقات الاسترخاء والراحة وليس أوقات العمل والتي غالبا ما يهيمن عليها عقلنا الواعي.

  1. احرصي على حمل أدوات وأجهزة تسجيل وتدوين في كل مكان تذهبين إليه واجعليها في متناول يديك

احرصي على حمل أدوات وأجهزة تسجيل وتدوين في كل مكان تذهبين إليه واجعليها في متناول يديك
احرصي على حمل أدوات وأجهزة تسجيل وتدوين في كل مكان تذهبين إليه واجعليها في متناول يديك

وتتضمن هذه الأدوات والأجهزة مسجل رقمي بسيط أو هاتف محمول، أو دفتر ملاحظات، ويمكنك استخدامها في تسجيل الأفكار الإبداعية أو الجيدة التي قد تأتيك بشكل مفاجئ أو عابر في صورة خاطرة، والتي غالبا ما يكون مصدرها عقلك الباطن، حتى لا تذهب هذه الأفكار في طي النسيان وكأنها لم تكن.

  1. احرصي على القيام ببعض النشاط البدني

احرصي على القيام ببعض النشاط البدني
احرصي على القيام ببعض النشاط البدني

لأن النشاط البدني هو واحد من أكثر الطرق فعالية لتصفية الذهن، والاسترخاء، وهو ما يتيح للعقل الباطن فرصة الاستيقاظ والعمل.

  1. استخدمي تمرين إسقاط المفاتيح أرضا

استخدمي تمرين إسقاط المفاتيح أرضا
استخدمي تمرين إسقاط المفاتيح أرضا

وهو تمرين عقلي استخدمه سلفادور دالي Salvador Dali وتوماس إديسون Thomas Edison، وتعتمد فكرته على أن تحمل في يديك مفاتيح معدنية، ثم تجلس على كرسي مريح وتغلق عينيك محاولا الاستغراق والنوم، وبمجرد حدوث ذلك سيسقط المفتاح من يدك على الأرض، محدثا صوت ضوضاء سيتسبب في إيقاظك في بدايات مراحل النوم، وهي مرحلة الشفق، وهي المرحلة التي غالبا ما يطلق فيها العقل الباطن العنان لقدراته الكامنة، وإذا ما استيقظت خلال تلك المرحلة من النوم، سيكون من المرجح أن تتذكري بعض من هذا الأفكار الجيدة التي يرسلها إليك عقلك الباطن، احرصي على تدوين هذه الأفكار بسرعة باستخدام أدة أو جهاز لتدوين أو تسجيل الفكرة.

  1. تخيلي سيناريوهات لطرق وحلول مقترحة لمشكلة ما أو مشروع عمل ما

تخيلي سيناريوهات لطرق وحلول مقترحة لمشكلة ما أو مشروع عمل ما
تخيلي سيناريوهات لطرق وحلول مقترحة لمشكلة ما أو مشروع عمل ما

استخدمي عقلك الباطن في رسم صورة تخيلية أو سيناريو تخيلي لحلول أو طرق ما تخططين لاستخدامها لعلاج مشكلة ما أو تنفيذ مشروع ما، ويمكن ذلك إعطائك توقع مبدئي لما يمكن أن يحدث، ويساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بذلك، خاصة إذا ما قمت أيضا بالاستفادة من عقلك الواعي.

  1. تخيلي نجاحك المستقبلي

تخيلي نجاحك المستقبلي
تخيلي نجاحك المستقبلي

يمكنك أيضا أن تستخدمي عقلك الباطن في رسم صورة مبهجة ومشجعة لنجاحك المستقبلي، لمساعدتك على تخيل نجاحك وسعادتك المستقبلية، واستخدام ذلك في الحصول على دفعة معنوية قوية، تشجعك على بذل الجهد لتحويل قصة نجاحك التخيلية إلى حقيقة واقعية.

  1. كوني أكثر تواصلا مع عقلك

 

كوني أكثر تواصلا مع عقلك
كوني أكثر تواصلا مع عقلك

وأفضل الطرق للقيام بذلك هو تجربة التأمل والذي يزيد من شعورك بالراحة والاسترخاء ويقلل من ازدحام عقلك بالمهام والمسئوليات والأعباء اليومية، مما يسمح بتصفية الذهن ويزيد من تداعي الأفكار، ومن فرص إطلاق عقلك الباطن للكثير من الأفكار الإبداعية أو الجيدة.

  1. اعتني جيدا بصحتك النفسية والبدنية

اعتني جيدا بصحتك النفسية والبدنية
اعتني جيدا بصحتك النفسية والبدنية

لأن الجسد الصحيح من الناحية النفسية والبدنية أكثر قدرة على استقبال رسائل وأفكار العقل الواعي والباطن، وتسجيلها، على العكس من الجسد المنهك من الناحية النفسية والبدنية، والذي غالبا ما يعاني من مشكلة حقيقية في التركيز.