صورة رئيسية تعفي إلى أفكار مبتكرة للاستمتاع بذاتكِ في عيد الفطر سواءً بمفردكِ أو مع المفضليين لقلبكِ

أفكار تُعيدكِ إلى ذاتكِ بقلبٍ مُشرقٍ وروحٍ مُعبقةٍ بالفرح في عيد الفطر

رحاب عباس

"هل شعرتِ يومًا بأن فرحة العيد تتسرّب من بين يديكِ كالرمال الناعمة، رغم ضجيج التهاني وطقوس الزيارات؟ قد يكون السبب أننا ننسى أحيانًا أن العيد ليس فقط مناسبة لِإسعاد الآخرين، بل هدية ثمينة نمنحها لأنفسنا بعد رحلةٍ روحية طويلة. فبعد شهرٍ من الصوم والعبادة، حيث انشغل القلب بمناجاة السماء، والجسد بضبط النفس، يأتي عيد الفطر ليُذكّرنا بأن الفرح عبادة أيضًا، وأن الاستمتاع بذاتنا هو جزءمن امتناننا لنعمّ الخالق.

تخيّلي صباح عيد الفطر، أنكِ اخترتِ أن تختلّي قليلًا بذاتكِ، أو أن تصنعّي فرحتكِ بطريقتكِ الخاصة. فالعيد مرآة تعكس ألوانًا متعددةً للبهجة، منها ما يلمع في عيون الأحبة، ومنها ما يختفي في زوايا الهدوء الداخلي.

في هذا المقال، سنغوص معًا عبر موقع "هي"، وبناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة؛ في بحرٍ من الأفكار التي تجعل من عيد الفطر فرصةً لاكتشاف ذواتنا من جديد، عبر خطواتٍ بسيطة تتراوح بين التأمل الهادئ والمغامرة الممتعة، بين العطاء المجتمعي والاحتضان الذاتي. لأن الحياة ليست مسارًا واحدًا، والعيدُ يُعلّمنا أن السعادة الحقيقية تبدأ حين نتعلم أن نُفرح قلوبنا كما نُفرح قلوب من حولنا.

أفكار مبتكرة للاستمتاع  في عيد الفطر

تعرفي إلى أفكار مبتكرة للاستمتاع في عيد الفطر
تعرفي إلى أفكار مبتكرة للاستمتاع في عيد الفطر

وبحسب دكتورة لبنى، عيد الفطر ليس مجرد احتفال بنهاية شهر الصيام، بل هو تتويج لرحلة روحية مليئة بالعبادة والتأمل. يأتي العيد ليمنحنا فرصة للامتنان على النعم، وتجديد الروابط الإنسانية، والاستمتاع بالحياة بقلوب مُشرقة. لذااستشعّري معنا أفكارًا مبتكرة ومُفعمة بالمعنى للاستمتاع بالعيد، سواءً مع الآخرين أو مع ذاتكِ، مع الحفاظ على جوهره الروحي والاجتماعي؛ وذلك على النحو التالي:

العناية الذاتية.. هدية لذاتكِ

  • أعدّي حمامًا دافئًا مع زيوت عطرية، ثم قومي بتدليك جسمكِ بكريم مرطب، وانتهِي بجلسة تأمل لمدة 10 دقائق.
  • ابدئي يوم عيد الفطر بتمارين اليوغا لتنشيط الجسم، مع التركيز على تمارين التنفس التي تُهدئ الأعصاب.
  • اختاري كتابًا يتحدث عن السعادة الباطنية أو السير الذاتية لشخصيات ألهمت العالم بإيجابيتها.

التأمل الشخصي.. حوار مع الذات

استغلي الطاقة الإيجابية للعيد لوضع خطة لاستمرار العبادات على مدار العام وليس شهر رمضان فقط
استغلي الطاقة الإيجابية للعيد لوضع خطة لاستمرار العبادات على مدار العام وليس شهر رمضان فقط
  • ابدئي يوم العيد بكتابة قائمة بالأشياء التي تشعرين بالامتنان لها خلال رمضان، سواءً كانت روحية أو شخصية. هذا التمرين يُساعدكِ على تعميق الشعور بالرضا.
  • خصصّي وقتًا لقراءة سورة قصيرة بتدبّر، مثل "سورة الضحى"، التي تُذكّركِ بنعم الله حتى في الأوقات الصعبة.
  • استغلّي الطاقة الإيجابية للعيد لوضع خطة لاستمرار العبادات، مثل "صيام الست من شوال أو المواظبة على قراءة ورد يومي من القرآن".

الإبداع الفردي للتعبير عن فرحتكِ

  • عبّري عن مشاعركِ خلال العيد عبر الكتابة الإبداعية، وشاركيها على منصات التواصل أو مع الأحبة.
  • استخدمي الألوان المائية أو الزيتية لرسم مشهد يعكس فرحة العيد، كالأطفال وهم يلعبون أو موائد الطعام المزينة.
  • اجمع صورًا وفيديوهات من رمضان والعيد في مونتاج مصحوب بأناشيد عيدية، وشاركيها مع عائلتك.

مغامرات الطبيعة الخلابة.. حليفتكِ

مغامرات الطبيعة الخلابة أحد الافكار المبتكر للاستمتاع بذاتكِ في عيد الفطر
مغامرات الطبيعة الخلابة أحد الافكار المبتكر للاستمتاع بذاتكِ في عيد الفطر
  • اختاري حديقة مليئة بالأزهار وخذّي معكِ سجادة صلاة صغيرة وكتبًا للمطالعة في الهواء الطلق.
  • اذهبي في رحلة إلى الجبال أو السهول القريبة، وقومي بإعداد الشاي على نار هادئة، مع الاستمتاع بمنظر الغروب.
  • إذا كان الطقس مناسبًا، خيّمي مع الأصدقاء في مكان آمن، وراقبي النجوم مع تبادل القصص التراثية.

تواصّلي من دون حدود

  • استخدّمي تطبيقات الفيديو للتواصل مع الأقارب في الدول الأخرى، وشاركيهم لحظة تبادل التهاني.
  • نظّمي مسابقة ثقافية عبر "زووم" مع أسئلة عن رمضان والعيد، وارسلي الهدايا الرمزية للفائزين عبر منصات التوصيل.
  • إذا لم تتمكنِ من حضور الصلاة في المسجد، شاهدي البث المباشر مع التعليقات التفاعلية التي تشعركِ بالانتماء.

التواصل مع العائلة والأصدقاء.. نسيج العلاقات

تخصيص وقت لزيارة الأقارب وخصوصًا كبار السن بمثابة نسيج يدعم الروح والوجدان مدى الحياة
تخصيص وقت لزيارة الأقارب وخصوصًا كبار السن بمثابة نسيج يدعم الروح والوجدان مدى الحياة
  • خصصّي وقتًا لزيارة الأقارب، خاصة كبار السن، حيث تُعتبر هذه الزيارات من أبرز تقاليد العيد. يمكنك تنظيم "جولة عائلية" تشمل عدة منازل في يوم واحد، مع تقديم الهدايا الصغيرة "كالعيدية أو الحلويات".
  • اجتمعّي حول مائدة واحدة مع من تُحبين، واطلبي من كل فرد إحضار طبقٍ تقليدي يُعبّر عن ثقافته. هذه الفكرة تعزز التعددية وتجعل العيد فرصة للتعرف على أطباق جديدة.
  • خططّي لألعاب جماعية كـ"البطاقات" أو "الكاريوكي العائلي"، أو حتى مسابقات ثقافية حول رمضان والعيد، مع جوائز رمزية تزيد من روح المنافسة البريئة.

الاستمتاع بالعادات الغذائية ذات الثقافات المتنوعة

  • شاركّي في إعداد حلويات العيد مثل "الكعك أو المعمول"، مع إضافة لمسات عصرية كحشو الشوكولاتة أو التوت. يمكن تحويل هذا النشاط إلى منافسة بين أفراد الأسرة.
  • جرّبي أنواعًا جديدة من الحلويات في الأسواق الشعبية، وتذوقي أطباقًا من دول إسلامية مختلفة كـ"الشاباكية" المغربية أو "الباكلافا" التركية.
  • نظّمي حفل شواء في الحديقة أو على الشاطئ، مع إضاءة الفوانيس والشموع لخلق أجواء ساحرة.

الأنشطة الثقافية والفنية.. إحياء التراث

ارتداء زي  تراثي من ثقافة تحبينها لالتقاط صور تذكارية أحد الأفكار المبتكرة للاستمتاع بذاتكِ في عيد الفطر
ارتداء زي  تراثي من ثقافة تحبينها لالتقاط صور تذكارية أحد الأفكار المبتكرة للاستمتاع بذاتكِ في عيد الفطر
  • تعلّمي رسم نقوش الحناء التقليدية، أو زوّدي يديكِ وقدميكِ بتصاميم تعكس فرحة العيد. يمكنكِ تنظيم جلسة حناء جماعية مع الصديقات.
  • ابحثي عن فعاليات فنية تُقام خلال العيد، مثل معارض الخط العربي أو عروض الأزياء التراثية.
  • ارتدِي ثوبًا تراثيًا بألوان زاهية لثقافة تحبينها، وصوّري لحظاتكِ في أماكن مميزة لإنشاء ألبوم ذكريات جميل.

العطاء المجتمعي رمز الفرح المُشارك

  • تبرّعي بسلّة تحتوي على تمور وأرز وسكر لأسر محتاجة، مع إرفاق رسالة تدعو لهم بالفرح.
  • شاركّي أطفال دار الأيتام في ألعاب العيد، أو استمعّي لقصص كبار السن في دار المسنين، فهذه الزيارات تزرع البهجة في قلوبهم وقلبكِ.
  • تعاونّي مع الجمعيات الخيرية، وساهمّي في توزيع هدايا العيد على الأطفال في المناطق النائية.
عيد الفطر فرصة ذهبية لتجديد طاقتكِ الإيجابية سواءً اخترتِ الصخب الجماعي أو الهدوء الفردي
عيد الفطر فرصة ذهبية لتجديد طاقتكِ الإيجابية سواءً اخترتِ الصخب الجماعي أو الهدوء الفردي

وأخيرًا اصنعّي ذكريات تدوم، فرغم أن عيد الفطر فرصة ذهبية لموازنة الفرح الروحي والاجتماعي، ولكنه أيضًا وقت لاحتضان الذات والاستماع لاحتياجاتها؛ سواءً اخترتِالصخب الجماعي أو الهدوء الفردي. لذا تذكّري أن جوهر العيد صفة عامة هو تجديد الطاقة الإيجابية ونشرها في كل مكان. ولا تنسَي أن العيد هو مرآة تعكس قيم المحبة والتسامح، فاجعله فرصة للبدايات الجديدة، ولتكن كل لحظة فيه خطوة نحو حياة أكثر بهاءً.