مُشكلات يسّببها تدّني تقدير الذات.... إليك أبرزها وكيفية مُعالجتها

مُشكلات يسّببها تدّني تقدير الذات.... إليك أبرزها وكيفية مُعالجتها

رحاب عباس

إذا كنتِ تمتلكين تقديرًا صحيًا لذاتك فأنتِ تمتلكين بلا شكّ مشاعر إيجابية حول قدراتك الشخصية ونظرة مُشرقة عن الحياة بشكل عام؛ أما في حال كان تقديرك لذاتك مُتدنيًا، فأنتِ على الأرجح تُعاني من العديد من المشكلات والمشاعر السلبية التي تم إثبات ارتباطها علميًا بانعدام تقدير الذات، والتي قد تؤثر بشكل كبير على كل شيء في حياتك بدءًا من مسيرتك المهنية ووصولًا إلى علاقاتك الأسرية وحياتك الشخصية.

لذا دعينا  نُسلط الضوء عبر موقع " هي " على أبرز المُشكلات المرتبطة بتدّني الذات، وكيفية حلها، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

أساس تدّني تقدير الذات

أوضح دكتور مصطفى، أن التقدير المُتدّني للذات مرتبط بشكل جوهري بعدم تقدير الشخص لنفسه كما يجب؛ وبالتالي المرأة التي تُعاني من مشاعر سلبية تجاه نفسها والحياة من حولها، قد يكون تقديرها لذاتها مُتدنيًا.

عدم تقديرك لنفسك هو اساس تدّني تقدير لذاتك
عدم تقديرك لنفسك هو اساس تدّني تقدير لذاتك

مٌشكلات تدّني تقدير الذات وطرق بسيطة لحلها

أشار دكتور مصطفى، إلى أبرز المُشكلات وطريقة التي يُمكن أن تؤثر على شخصية المرأة  وقدرتها على تطوير ذاتها، وكذلك طريقة حل كل واحدة على حدا،  في النقاط التالية:

الشعور الداخلي بأنه لا قيمة لكِ

شعورك بانعدام القيمة قد ينبع في الغالب من إحساسك بأن قيمتك أقل من الآخرين، ولكن للآسف هذا الشعور نابع من داخلك وليس له علاقة بالآخرين؛ وبالتالي إذا كنتِ تعانين من ذلك، فعليكِ التوقف عن التفكير بأن الآخرين أفضل منكِ. كذلك ردّدي مع نفسك دومًا " ليس هنالك من هو أفضل مني، وليس هنالك من هو أقل قيمة مني، وتأكدي أن لكل منّا قيمته الخاصة التي تميّزه عن الآخرين.

فضلًا عن ذلك، يُمكنك أن تمدحي سمات الآخرين، وتشيدي بها، لكن ليس على حساب قيمتك الشخصية؛ وتأكدي أنكِ أنتِ من تُعلم الآخرين كيف يتعاملون معها. وتذكري دومًا إن كنتِ تعاملين نفسك على أنك عديمة القيمة، فكيف تتوقّعين من الآخرين أن يُعاملونكي كشخص ذو قيمة؟ ولا تنسي أن تصرفات الآخرين معكِ ليست سوى انعكاس لنظرتك لذاتك؛ والعالم الخارجي ليس سوى مرآة  لدواخلك، لذا غيّري نفسكِ وسيتغيّر العالم من حولك.

الشعور الداخلي يأنه لا قيمة لكِ أحد مُشكلات تدني تقدير الذات
الشعور الداخلي يأنه لا قيمة لكِ أحد مُشكلات تدني تقدير الذات

احتقار النفس

ربما تمُرين بلحظات تكرهين فيها أنفسك، لكن الوصول إلى مرحلة احتقار أفكارك وأفعالك يُعتبر إشارة كلاسيكية واضحة لتدني تقديرك لذاتك. يتميّز احتقار النفس بأمرين مهمين" مشاعر الغضب تجاه ما أنتِ عليه، وعدم القدرة على مسامحة نفسكِ حتى على الأخطاء البسيطة جدًا.

لذا إذا كنت تُعانين من ذلك، فعليكِ تغيير حوارك الداخلي مع نفسك، عن طريق إسكات هذا الصوت الخفي في رأسك من خلال ترديد جملة إيجابية كجواب لكل تعليق سلبي تقولينه لنفسك.

فضلًا عن ذلك، سامحي نفسكِ على أخطائك؛ فليس هنالك شخص جيّد بنسبة 100% أو سيئ بنسبة 100% أيضًا! عندما تقومين بأمر تندمين عليه؛ فذلك لا يعني أنكِ شيطان كما أن القيام بعمل خيّر لا يجعل منك ملاكًا.

لذا تحدّى مُعتقداتك السلبية؛ فمن المرجّح أن مثل هذه المُعتقدات قد انتقلت إليكِ من الآخرين كالوالدين أو شريك الحياة أو الأصدقاء والزملاء. وبالتالي لا تجعلي منها حقائق راسخة ولا تخافي من إعادة بناء معتقداتك حول نفسكِ بما يتناسب معكِ. إنها حياتك أنتِ فلا تجعلي لأحد غيرك سلطة عليها.

الهوسّ بالكّمال

الهوسّ بالكّمال هو أحد أهم الجوانب المدمّرة لتدني تقدير الذات. فالمرأة المهووسة بالكّمال يعيش معها إحساس دائم بالفشل، لأن إنجازاتها مهما كانت عظيمة تبدو لها غير جيدة بما فيه الكفاية.

فإن كنتِ تُعانين من ذلك، فعليكِ وضع توقعات واقعية تجاه نفسك؛ والتفكير دومًا في مدى واقعية أهدافك وطموحاتك قبل أن تبدأي في السعي نحو تحقيقها، وتذكّري دومًا أنه ما من شيء كامل في الدنيا.

كذلك فرّقي بين أن تفشلي وأن تكوني فاشلة؛ فهنالك فرّق عظيم بينهما. عندما لا تتمكّني من تحقيق هدف أو إنجاز مهمّة فذلك لا يعني بالضرورة أنك فاشلة لا تستحقّ الحياة؛ كذلك لا تخلطي بين الأمرين؛ ولا تُركّزي على صغائر الأمور، واحرصي دومًا على النظر للأمور نظرة شمولية، وركّزي على الصورة الكبرى وتغاضى عن صغائر الأمور.

الهوسّ بالكمال أحد مُشكلات تدّني تقدير الذات فانتبهي لذلك
الهوسّ بالكمال أحد مُشكلات تدّني تقدير الذات فانتبهي لذلك

كراهية مظهّرك الخارجي

حينما يكون انطباعك عن جسدك سلبيًا، فذلك يعود في الغالب لأن تقديرك لذاتك مُتدني. والعكس صحيح أيضًا فتدّني تقدير الذات يجعل الفرد يكره مظهره الخارجي؛ ما يؤثر ذلك على سلوكياته في علاقاته مع الآخرين، وفي طريقة تقديم نفسه بل قد يصل الأمر إلى إهمال العناية بصحته الشخصية، نظرًا لأنه يرى نفسه غير جدير بذلك.

فإن كنتِ تعانين من ذلك، فتجنّبي مقارنة نفسك مع الآخرين، فالمقارنة ليست سوى لصّ يسرق سعادتك ويقودك إلى فقدان الأمان، كذلك تقبلي حقيقة أن الكل مختلف بطريقة ما، وابحثي عمّا يُميّزكِ ويجعلكِ مختلفة عن الآخرين، واعتنيِ بصحتك باتباع حمية غذائية صحية، وواظبي على ممارسة التمارين الرياضية؛ فهي لن تجعل جسمك يبدو بحال أفضل فحسب، لكنها ستُسهم أيضًا في إفراز هرمون الإندورفين الذي يُشعرك بالسعادة والفرح، ويجعلك في مزاج جيّد على الدوام.

واهتمّي بمظهرك، ولا تُهملي مظهرك فقط لأنك لا تحب شكلك الخارجي، على العكس من ذلك حاولي في كل يوم أن تقومي بثلاث أمور بسيطة لتحسين مظهرك؛ كأن تعتني ببشرتك أو تشتري لنفسك قميصًا جديدًا، ولا تستخفّي بأثر التصرفات البسيطة. فإن واظبتي عليها ستذهلكِ نتائجها.

اهتمي بمظهرك دومًا فأنتِ تستحقين ذلك لتعزيز تقديرك لذاتك
اهتمي بمظهرك دومًا فأنتِ تستحقين ذلك لتعزيز تقديرك لذاتك

الحساسية المُفرطة

الحساسية المُبالغ فيها هي إحدى المُشكلات الأكثر إيلامًا الناجمة عن تدني تقدير الذات؛ سواءً كنتِ ممن يغضبن من الانتقادات أو يشعرن بالألم والانزعاج من كل تعليق يوجّه إليكِ.

فإن كنتِ تُعانين من ذلك، فعليكِ أن تبذلي جهدك للتغلّب على حساسيتك هذه؛ لذا أنصتِ جيدًا لما يُقال، واستمعي جيدًا لما يقولونه الآخرون لك ِأو عنكِ، وقيّمي ما إذا كانت هذه الملاحظات حقيقية أم لا قبل أن تقرّري ردّة فعلك ومشاعرك تجاهها.

فضلًا عن ذلك، دافعي عن نفسك إن كان الانتقاد الموجّه إليك غير عادل، فلا تتردّدي في أن تكوني بطل نفسك بكل هدوء وموضوعية بعيدًا عن الغضب والانفعال.

سامحي نفسك على أخطائك ورددي الجمل الإيجابية لتعزيز تقديرك لذاتك
سامحي نفسك على أخطائك ورددي الجمل الإيجابية لتعزيز تقديرك لذاتك

الشعور الدائم بالخوف والقلق

يرتبط الخوف والقلق الدائم والإيمان بأنّك عاجزة عن تغيير أيّ شيء في عالمك، ارتباطًا وثيقًا بتدني تقدير الذات. وهو إشارة قويّة إلى أنكِ لا تقدّري ذاتك كما يجب.

فإن كنتِ تُعانين من ذلك، فعليك الآن أن تشقّي طريقك إلى أعلى الهرم وتواجهي مخاوفك واحدة بعد الأخرى بدءًا من أصغرها وصولاً إلى قمّة. وفي كل مرة تتغلبي على إحدى مخاوفك سترتفع ثقتك بنفسك ويزداد تقديرك لذاتك.