الإقناع أداة فعالة لتحقيق ذاتك وتطوير مهاراتك بهذه الأساليب
كثير منّا يفشلون في عمليّة الإقناع، لأنهم لا يدركون أنها مهارة لابد من تعلّمها والتدرب عليها؛ صحيح أن البعض يتقن فن الإقناع والتأثيرعلى الآخرين بالفطرة، إلا أن البعض الآخر بحاجة للعمل بجدّ من أجل اكتساب هذه المهارة.
وهكذا، فإن الإفتقار لمهارات الإقناع، قد يؤدي بنا في بعض الأحيان لاتباع أساليب خاطئة بهدف تغيير وجهات نظر الأطراف الأخرى.
لذا دعينا نُطلع عبر موقع " هي " على الأساليب الفعّالة لاكتساب مهارة الإقناع لتطوير ذاتك في جميع أمور حياتك، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرة بالدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
أساليب فعّالة لإتقان فن الإقناع في جميع أمور حياتك
وبحسب دكتور مصطفى، من أكثر الأفكار الخاطئة شيوعًا حول فن الإقناع، اعتقاد البعض أن إقناع الآخرين يعني التأثير عليهم لرؤية الأمور كما يرونها. لذا، وكي تطوري مهاراتك في الإقناع، لابد لكِ من التخلّص من هذه الفكرة؛ والعمل على فهم وجهات نظر الآخرين والتفاوض معهم للوصول إلى حلّ أو وجهة نظر مناسبة للطرفين.
وحتى تُحققي هذا الأمر، إليكِ مجموعة من الأساليب العملية التي قد تُساعدكِعلى تقوية مهاراتك في فن الإقناع، وذلك على النحو التالي:
إيجاد نقاط مشتركة
العثور على محاولة الوصول إلى نقاط مشتركة هو أحد أقدم الوسائل المستخدمة في بناء التواصل الإنساني؛ وقد تكون هذه النقاط أي شيء يخطر ببالك، كالانزعاج المشترك من الجو، أو الاهتمام المشترك بنوع معين من الفنون أو الموسيقى؛ فمثل هذه الأمور ستجعل الطرف الآخر يشعر بأنه مرتبط بكِ على نحو ما، ويُمكنك بعدها الاستفادة من هذه المشاعر في بناء الثقة المتبادلة التي تعدّ عنصرًا أساسيًا من عناصر الإقناع.
إحساس الطرف الآخر بقدرتك على خدمته
قبل أن تبدأي بإلقاء محاضرتك لإقناع أحدهم بوجهة نظرك؛ فكري في الطريقة التي يُمكنك مساعدته بها، ويُمكنك فعل ذلك من خلال البحث المتعمق، أو من خلال سؤال هذا الشخص عن مشكلته، ومن ثمّ التفاوض معه وطرح وجهة نظرك بطريقة تقدم له حلًا يشعره بإحساسك به وقدرتك على خدمته؛ الأمر الذي سيزّيد من نسبة اقتناعه بما تقولين.
توظيف السرعة المُناسبة في حديثك
تُشير عدد من الدراسات إلى أن التحدث بسرعة يزيد من نسبة اقتناع البعض بما نقوله، ولكن هذه ليست الحال على الدوام. أما فيما يتعلّق بسرعة حديثك؛ فعندما تشعرين أن الطرف الآخر سيعارضك الرأي، اجعلي حديثك أسرع، وأما إذا أبدى اتفاقًا معكِ فأبطِئ في الكلام.
وتفسير هذا الأمر مرتبط بالتالي: فعندما تتحدثين بسرعة فأنتِ لا تعطي للشخص الذي أمامك وقتًا كافيًا للتفكير في كلامك، وتزيد بذلك من فرصك في إقناعه؛ أما في حال كان الطرف الآخر يملك استعدادًا للاقتناع بما تقولينه، فالتحدّث ببطء سيتيح له مراجعة كلامك في رأسه وإقناع نفسه بنفسه.
التحدث عن الجوانب الإيجابية والسلبية بوجهة نظرك في آن واحد
بحسب البروفيسور دانييل أوكيفي من جامعة Illinois، فإن مشاركة الجوانب المتناقضة من وجهة نظر معيّنة يزّيد من نسبة اقتناع الأشخاص بها؛ ويعود السبب وراء ذلك، إلى عدم وجود وجهة نظر مثالية.
لذا تأكدي أن من تريدين إقناعهم يدركون هذا الأمر، فهم يعلمون أن هناك منظورًا آخر ومخرجات محتملة أخرى غير التي لديكِ؛ فلماذا إذن لا تستغلي هذا الأمر، وتحدثيهم عن هذه الجوانب.
لذا ناقشي معهم السلبيات المحتملة لوجهة نظرك، ثم وضّحي لهم بعدها كيف تسعين للتغلب عليها؛ وسيصبح الآخرون أكثر اقتناعًا بكلامك حينما يلحظون أنكِ تدركين احتمالية الخطأ فيها، لأنك في هذه الحالة قد وضّحتي لهم بطريقة غير مباشرة أنك درستي جميع جوانب القضية ومستعدة لجميع الاحتمالات.
اختاري طريقة التواصل المُناسبة
عمومًا يُضل غذا كنت تتواصلين مع امرأة؛ فعليكِ استخدام أسلوب التحدث المباشرة عند محالة إقناعها بوظهة نظرك، أما إذا كان حديثك مع رجل، فالأفضل هنا أن تتواصلي معه بشكل غير شخصي، كأن ترسلي له بريدًا إلكترونيًا مثلًا، لأن الرجال وبشكل عام يميلون للشعور بروح المنافسة خلال عملية التواصل الشخصي، الأمر الذي يجعلهم يحولون حوارًا طبيعيًا إلى مسابقة لابدّ لهم أن يفوزوا فيها.
خاطبي الآخرين بأسمائهم
إنعقلنا الباطن يستجيب لا إراديًا عند سماع أسمائنا، ويصبح أكثر تجاوبًا في الحوار؛ لذا احرصي على مخاطبة الطرف الآخر باستخدام اسمه، وبطريقة ذكية تمنحه شعورًا كافيًا بالرضا ليقتنع بما تقولين، ولكن من دون أن تبالغي في ذلك.
قلّدي حركات الطرف الآخر
تلعب لغة الجسد دورًا مهمًا وكبيرًا للغاية خلال عملية التواصل المباشر، ويمكن أن تكون مفتاحًا أساسيًا للتأثير في الآخرين وإقناعهم. عمومًا، إحدى الخدع البسيطة المتعلقة بلغة الجسد هي خدعة المرآة أو الـ mirroring ، وتعني أن تقلّدي لغة الجسد التي يستخدمها الطرف الآخر بطريقة ذكية غير ملحوظة، ما قد يُسهم ذلك في بناء رابط خفي بينك وبين هذا الشخص، ويزيد من فرص اقتناعه بما تقولين.
على سبيل المثال: لنفترض أنكِ تجلسين مع أحدهم وترغبين في إقناعه بخدمة معيّنة تقدّميها له. ولنقل مثلًا أن هذا الشخص قام بحركة معيّنة كضمّ يديه معًا؛ هنا يُمكنك تقليد هذه الحركة بعد عدّة لحظات من قيامه بها مع الحرص على فعل ذلك بطريقة عفوية لا يلاحظها، وذلك للفتّ انتباهه إلى أمر ما، أوابدأي جملة جديدة وقومي بتلك الحركة لحظتها.
هكذا، فأنتِ قلّدتيه واستخدمتي لغة جسده دون أن يشعر، ودون أن يبدو الأمر غريبًا؛ ويُمكنك تكرار هذه العملية عدّة مرات خلال تحادثك مع هذا الشخص، لكن لا تبالغي فيها، ولا تقلّديالتصرفات السلبية، على سبيل المثال " نظر أحدهم إلى ساعته عند شعوره بالملل، أو تصفّح الهاتف أو غيرها ".
وأخيرًا، ربما حديثنا عن أساليب فن الإقناع لم ينتهي، ولكن استفيدي من النقاط المقدمة لتحقيق ذاتك وتطوير مهاراتك في جميع أمور حياتك، ولنا لقاء آخر مع فن الإقناع، فكوني معنا أينما كنتِ دومًا وأبدًا.