لماذا تفشلّين في التنفيذ بعد التخطيط؟ إليك الإجابة وأفضل الحلول
لاشك أن إمكانياتنا الفكرية العقلية تختلف من شخصية لآخرى؛ ولكننظرتنا المستقبلية هي الصفة الرئيسية التي تميّزنا عن سائر الكائنات الحية التي تجاهد للحاضر أو للمستقبل القريب فقط.
عمومًا،الذي يُمارس التخطيط دومًا، يثبت قابليته لحملّ وامتلاك الصفات الإنسانية المُتميزة، وكذلك الذي يُخطط للمستقبل يثبت أيضًا جدارته، وصلاحيته لنيلّ وسام الأصلح والأقدرعلى الاستمرار والبقاء.
فضلًا عن ذلك، فالذي يقوم بعمليات وإجراءات منطقية لتحقيق أهداف مستقبلية أو مواجهة موضوع مستقبلي في أي مجال أو نطاق كان سواءً " الأسرة، المجتمع، الدولة "يثبت بعمله هذا أولًا إنسانيته التي ميزّته عن غيره، و ثانيًا قدرته على التخطيط واختيار البدائل.
وفي هذا الشأن، سؤالنا الذي سنتناوله بالشرح، وتقديم أفضل الحلول للتغلب على معوقاته، هو لماذا نفشل في التنفيذ بعد التخطيط؟ فاذا كنتِ عزيزتي من هؤلاء، فأنت على موعد معنا اليوم عبر موقع " هي " للتعرف على كيفية التخلص من هذه المشكلة، وذلك من خلال استشارية التنمية البشرة الدكتور آمال توفيق من القاهرة.
لماذا تفشلّين في التنفيذ بعد التخطيط؟
في البداية، أوضحت دكتورة آمال، أن التخطيط يُعتبر سمة من سمات التقدم والاستمرار؛ وأحد المرتكزات الأساسية لأي بناء حضاري، وبالتخطيط نستطيع أن نحكم مسبقًا على أي عمل بالنجاح أو الفشل.
وبالتالي، التخطيط أو العمل غير المبرمج؛ سيجعلك في زحمات المؤثرات والتغييرات الطارئة والسريعة التي ستصادفك في بداية انطلاقك وتحركتك؛والتي ستضغط بدورها على أفكارك وشعورك أثناء التنفيذ، للأخذ بها وترك ما هو أهم؛ وبالتالي ستوجهين الفشل في التنفيذ.
أفضل الحلول للتخلص من الفشل أثناء التنفيذ
أكدت دكتورة آمال، أن عملية رسم سياسة معينة أو وضع برنامج محدّد ليس بتلك السهولة حتى نصل إليها بطفرة واحدة تطوي مختلف المراحل، وإنما نحتاج في انطلاقتنا دومًا إلى نظرة واقعية لظروف وإمكانات التنفذ المتاحة، ومن ثم تكثيف هذه الإمكانات لتحقيق الأهداف والمشاريع التي خططناها مسبقًا حسب أفضليتها بادئين بدقة ووضوح؛ ومن الأهم فالمهم مع ترك احتياطي مناسب من الإمكانات لمواجهة الطوارئ والحالات المفاجئة.
وبناءً على ذلك، إليك عزيزتي أفضل الحلول التي ينبغي عليها رسم استراتيجية تحقيق أي هدف أو مواجهة أي مشكلة، وذلك لتحقيقك النجاح وليس الفشل في التنفيذ بعد التخطيط، وذلك على النحو التالي:
ماذا قبل تحديد الهدف؟
قبل تحديد الأهداف لا بدمن مراعاة الأمور التالية:
- فهم الموضوع جيدًا.
- دراسة مستفيضة للموضوع، وتحليل دقيق للمعلومات، للخروج باستنتاجات حول الحلول البديلة المُمكنة لتحقيقه.
- مراجعة تحليلية لتجارب الآخرين للوقوف عند مواطن القوة والضعف فيها.
- استشارة وإشراك الآخرين عند تحديد الأهداف والأفضل في جميع مراحل ترسيم الاستراتيجية.
- اتخاذ القرار، بانتقاء أنسب الحلول المُتاحة .
- صياغة القرار وإعلانه بطريقة فنية تجذب أكبر عدد منالمؤيدين ف مجال عملكِ.
الحرية في الحركة والمناورة
من الخطأ أن تتجمّدي عند أسلوب معين أو حالة تاريخية محددة، فالتاريخ دائمًا لا يعيد نفسه، وما نجح بالأمس قد لا يصلح للحاضر والمستقبل؛ لذا يجب عليكِ الاعتماد على مختلف الوسائل والأساليب القديمة والجديدة المتاحة والمرجوّة، حتى يكون لكِ حرية في الحركة والمناورة.
التخلص من الوعود الزائفة
كثيرًا ما تفشل المشاريع نتيجة إعتماد أصحابها على وعود أغلبها خاوية، بالحصول على المساعدات المادية اللازمة لتمشية البرامج، وحتى الاعتماد عليها فقط لا يجدي نفعاً، لأننا سنكون أتكاليين مستهلكين كل ما تصل إليه أيدينا؛ لذا عليكِ إيجاد مصادر مالية ثابتة و مستمرّة ترضي طموحك من خلال الدخول في مشاريع اقتصادية مضمونة النتائج والثمار، وكذلك إيجاد وتربية كوادر كفوء تلبي عملية التوسعة في عملك أو لمواجهة الطوارئ واحتلال الأماكن الشاغرة، وذلك إذا كنتِ تفضلين القيام بمشاريع خاصة بكِ وليس العمل في إحدى الشركات.
مطابقة الإمكانات مع الوسائل و الأهداف
مثالية الهدف، وسلامة الأسلوب، وحداثة الوسائل لا تعني بأي شكل من الأشكال أن الأمور تجري على النحو المطلوب؛ لذا يجب عليكِ اختيار أهدافك بحجم إمكانياتك حتى لا تفشيلين في التنفيذ بعد التخطيط. علمًا أن قلّة القدرات تحجم الأعمال والمشاريع وربما تقتلها، ومن الخطأ الإقدام على مشروع، وأنتِ لا تمتلكين مقومات قيامه واستمراريته؛ فالموازنة دائمًا مطلوبة بين ما تطمحين إليه و ما لديكِ من إمكانات.
مراعاة الظروف الزمانية و المكانية
في أغلب الأحوال ليس هناك مقياس محدّد لعامل الزمن عند التنفيذ، و إنما المطلوب مراعاة عملية التوازن بين الاندفاع و الانتظار؛ فالدراسة الواعية للهدف هي التي تستطيع أن تقدّر لكِ حاجتك للزمن منذ البداية، وتحدد لكِ مواطن الاندفاع والانتظار، وكيفية اقتناص الفرص السانحة، واستغلال الوحدات الزمنية بالطريقة المطلوبة.
التدرج في التنفيذ خطوة بخطوة
الطفرة في تنفيذ أهدافك مرفوضة، لأنها لا تحقق لكِ الآمال و الطموحات المرجوّة بالصورة الطبيعية، وسرعان ما تتلاشي جهودك عند أول عاصفة تتعرّضين لها؛ لذا غلتزمي بتنفيذ الأهداف حسب مجرياتها وبهدوء للوصول إلى النتيجة التي تطمين إليها.
تقديم ثمار ملموسة واقعية بين حين وآخر
بما أن الأهداف بعضها بعيد المدى ومتوسط المدى، وتحتاج إلى سنوات طويلة لتحقيقها، وإن عامة النساء تنبهر بالظواهر البراقة ،والمكاسب السريعة ولو كانت هامشية، فمن اللازم تقديم ثمار ملموسة واقعية بين حين وآخر؛ لذا عليكِ البدء بالمشاريع غير الصعبة، والتي لا تتطلّب منكِ جهدًا كبيرًا؛ وأيضًا الصغيرة التي لا تكلّف ميزانيتك العامة، على أن تكون جميع هذه الإجراءات الت تقومين بها تصّب في بوتقة هدفك العام.
عدم صبّ كل الجهود في بوتقة خاصة
تأكدي أن المدير الناجح لا يضع البيض كلّه في سلة واحدة، وإن واجهته الظروف الطارئة والسريعة، لذا عليكِ وضع البدايل والحلول حسب الظروف التي تتعرضين لها أول بأول، وعدم صبّ جميع جهودك في بوتقة خاصة، لأنكِ بدون شك قد تتعرضين للفشل أثناء التنفيذ بعد التخطيط، فانتبهي لذلك.
تقسيم الأعمال وتوزيع الأدوار
أثناء تنفيذ أهدافك في أي مجال؛ لابد الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
- تحمل الأفراد للمسؤولية.
- الكفاءة.
- الخبرة.
- الحكمة.
- اختيار من يدعمك وبعيدًا عن المحسوبية والقرابة، وحتى أهل الثقة، لأنّ هذه الأمور تكرّس المركزية وتنمّي بذور الاستبداد والدكتاتورية.
المراجعة الدائمة أثناء تنفيذ الخطط
المراجعة ضرورية بين حين وآخر للخطط المتوسطة الأجل والقصيرة، وأساليب التكتيك لتقييمها بصورة موضوعية وتشخيص مواقع الخلل ونقاط الضعف حتى تتلافيها في المراحل اللاحقة.
فضلًا عن ذلك، المثابرة الدائمة، والمستمرة لمتابعة العناصر المنفذة وتوجيههم، أو إجراء بعض التنقلات والتغيرات بين صفوفهم، وخصوصًا إذا كانت تقومين بالأعمال التي لا تظهر نتائجها إلا بعد مرور فترات طويلة.
لا غنى عن الخيارات المتعددة والجديدة
وأخيرًا، التفكير في البدائل مسألة ضرورية دومًا، سواءً كان في " المواقع، أو الأساليب، أو القدرات البشرية والمادية"، لكي يكون لديكِ خيارات متعددة في التحرك والانطلاق نحوأهدافك، من دون الفشل في التنفيذ بعد التخطيط.