نقص التحفيز الذاتي جسر عبور لطريق الفشل ... كيف تتخطيه لتحقيق أهدافك؟
طريق النجاح لن يخلو من التحديات، وستظل المؤثرات السلبية النابعة من دوافعنا الداخلية تُشكل خطورة علينا خلال رحلة الحياة؛ وبما أننا قد نحتاج دومًا لكسر حاجز الفشل، وخوض التجارب، وإثبات الذات لتحقيق ما نطمح إليه؛ لذا وجب علينا إمداد الوقود الداخلي الذي نمتلكه بكل الطاقات الإيجابية.
نعم، الطاقات الإيجابية النابعة من التحفيز الذاتي؛ الذي يأتي عادةً من الدافع الداخلي، وهو نوع من التحفيز ينبع من الرغبة الداخلية الصادقة في تحقيق أمر معيّن بغض النظر عن المقابل أو المردود.
فضلًا عن ذلك، يُمكن للتحفيز الذاتي أن ينبع أيضًا من دافع خارجي، أي التحفيز النابع من الرغبة في الحصول على جوائز خارجية "كالمال، أوالسلطة أو الإمتنان من قبل الآخرين"
ولكن قبل أن نستعرض الخطوات الفعّالة لتخطي نقص التحفيز الذاتي؛ لابد أن نُدرك جميعنا أن هُناك تواصل خفي بين التحفيز الذاتي والذكاء العاطفي؛ وبحسب خبيرالذكاء العاطفي، دانييل جولمان، يُعتبر تحفيز الذات أحد العناصر الأساسية في الذكاء العاطفي. حيث يعبّر مفهوم الذكاء العاطفي أو الـ EQ اختصارًا عن قدرة الفرد على التعرّف على مشاعره ومشاعر الآخرين ومدى براعته في إدارتها.
أمّا عن صلة تحفيز الذات مع الذكاء العاطفي، فهي تتضح في مدى قدرتنا على فهم أنفسنا، وفهم الآخرين ثمّ النجاح في الوصول إلى أهدافنا.
من هذا المُنطلق، دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على أهم الخطوات لتخطي نقص التحفيز الذاتي لديكِ، كي تتمكّني من الوصول إلى ما تطمحين إليه، وذلك من خلال خبيرة تطوير الذات الدكتورة داليا عاصم من القاهرة.
التحفيز الذاتي مهارة لترويض العقل الباطن
بحسب دكتورة داليا؛ أن التحفيز الذاتي النابع من الداخل لا يُسهم في جعلنا نقوم بعمل أفضل فحسب؛ بل هو مهارة مُكتسبة لترويض العقل الباطن والتعامل مع الضغوطات بشكل أفضل، كي نشعر بسعادة وقدرة على استكمال مسيرتنا رغم كل المعوقات التي تواجهنا؛ بالإضافة إلى ذلك؛ هناك 6 مهارات رئيسية تُعتبر قاعدة للتحفيز الذاتي، وهي:
- وضع أهداف كبيرة ولكن واقعية في الوقت ذاته.
- خوض قدر كافٍ من المغامرات، ولكن المخاطرة بدرجة معتدلة
- البحث الدائم عن التغذية الراجعة بغرض التحسين والتطوير المستمر.
- الإلتزام التام بالأهداف، شخصية كانت أو مؤسسية، وبذل الجهد الإضافي لتحقيقها.
- البحث الحقيقي الفعّال عن الفرص واقتناصها بمجرّد العثور عليها.
- القدرة على التعامل مع المنغصّات، والاستمرار وراء الأهداف على الرغم من المشاكل والمُعيقات.
استعّيدي دوافعك الداخلية بهذه الأدوات
وأضافت دكتورة داليا، الدافع الداخلي والتحفيز الذاتي وجهان لعملة واحدة يُمكن إقتنائها من مصّرف الحياة باستخدام هذه الأدوات:
- الرغبة في تحقيق الأهداف.
- الإلتزام بالسعي نحو الأهداف الشخصية.
- المبادرة أو الاستعداد لاقتناص الفرص.
- تعزيزالدافع الشخصي للتحسين والتطوير؛ والوفاء بمعايير محدّدة.
- التفاؤل أو الميل للنظر ومراقبة الأمور مع الإيمان بإمكانية تحقيق الأهداف.
استمرّي في حماسك باتباع هذه الأساليب
من ناحية أخرى، أكدت دكتورة داليا، أن التحفيز الذاتي ما هو إلا نتيجة لمجموعة من المهارات الواقعية التي يُمكن اكتسابها وتطويرها بالتدريب والتمرين المُستمريّن، ولتعزيز حماسك دومًا اتبّعي هذه الأساليب:
- نمّي في داخلك حب التعلم.
- استمرّي في التعلم واكتسبي معارف جديدة.
- اغرسي في نفسك عقلية التفكير الإيجابي، واحرصي على التفاؤل والمرونة.
- ابتعدي عن التأجيل والتسويف، وطوّري مهاراتك في إدارة وتنظيم الوقت.
- اقضي وقتك مع الأشخاص المتحفّزين المتحمّسين الذين يدعمونك.
- اطلبي المساعدة حينما تحتاجين إليها، ولا تتردّدي في تقديم العون أنت أيضًا للآخرين.
تخطّي نقص التحفيز الذاتي لديكِ بهذه الطرق
إذا كنتِ تبحثين عن طرق محدّدة وعملية تساعدك على تحفيز ذاتك داخليًا، فالدكتورة داليا، أكدت أن هناكالآلاف من المصادر والأنشطة والتمارين لذلك، وإليكِ أبرزها:
نظمي أهدافك
ضعي لنفسك أهدافًا حقيقية واقعية ذكية، وارسمي لنفسك خطّة منطقية لإتمامها؛ ولا تنسَي مكافأة نفسك عند تحقيق هذه الأهداف أو عند إتمام خطوة مهمّة تخدم هدفك الأكبر.
استخدمي لوحة الأهداف
ضعي لنفسك لوحة، ويفضّل أن تكون لوحة حقيقية وليس افتراضية في حاسوبك أو هاتفك الذكي؛ ثمّ املائيها بصور وعبارات لكل ما تريدين تحقيقه والوصول إليه؛ كذلك احرصي على إبقائها في مكان قريب منك بحيث تستطيعي رؤيتها على الدوام؛ فهذا هو المغزى الأساسي منها.
لبّي احتياجاتك الأساسية
انتبهي دومًا إلى هرم احتياجاتك الأساسية، وتأكّدي من أنّك تلبي الاحتياجات الأساسية الأولية التي تشمل:
- الاحتياجات الفسيولوجية من نوم وغذاء.
- احتياجات الأمان.
- الاحتياجات الاجتماعية.
- الاحتياجات المرتبطة بتقدير الذات.
استعّيني بالموسيقى التحفيزية
اختاري دومًا الموسيقى التحفيزية، ذات الكلمات الإيجابية التي تشّحنك بالطاقة، وتجنّبي الأغاني الحزينة الكئيبة التي تذكّرك بكل ما لا تريدي تذكّره.
استفيدّي من الكتب التشجيعية
أضيفي إلى قائمة الكتب التي تقرأيها بعض الكتب التحفيزية، لمؤلفين مثل:
- نابليون هيل.
- برايان ترايسي.
- توني روبنز.
- إبراهيم الفقي.
- أحمد الشقيري.
تعلّمي البرامج اللغوية العصبية NLP
وهو العلم الذي يهتم بدراسة الروابط ما بين علم الأعصاب، واللغات، والبرمجة لدراسة خبرة البشر، وحوافزهم. لذا يُمكنك الاستفادة من هذا العلم في تغيير أفكارك السلبية المترسّخة في عقلك الباطن، واستبدالها بأفكار إيجابية محفّزة.
وأخيرًا، خصصي بعض الوقت لمشاهدة الأفلام التي تُشحن نسك بالطاقة الإيجابية؛ لذا استمتعي بمشاهدة بعض الافلام التحفيزية مثل " The Pursuit of Happiness، Life is beautiful، The Family Man، 3 Idiots".ولا تنسي أنكِ المسؤول الوحيد عن اكتساب مهارات التحفيز الذاتي؛ وتأكدى أن مهما كانت محاولاتك فاشلة، فلا بد أن يُحالفك النجاح يومًا ما مع إصرارك وعزيمتك، لتخطي جسرنقص الحافز والمحفزات لديكِ؛ فكوني مستعدة وابدأي من الآن فلا وقت للاستسلام.