تنتزع إليه النفس الإنسانية وتطمئن به القلوب... ما هو؟ وكيف يُمكن الاستفادة منه لتعزيز ثقتك بنفسك

حسّ الفُكاهة.. ما هو؟ وكيف يُمكن الاستفادة منه لتعزيز ثقتكِ بنفسكِ

رحاب عباس

يُعتبر من المواضيع القريبة إلى النفس، ولا يخلو منه مجتمع، ولا تستغنى عنه حضارة؛ فالغرض منه هوأن يجعل الحياة جديرة بأن تُعاش بعيدًا عن الأحزان والأشجان، كما أنه غزيزة مهمة لتعزيز صحة الأعصاب والعضلات والروح من دون استثناء؛ هكذا يبدو لنا حسّ الفُكاهة.

حسّ الفُكاهة هو أي اتصال بشري يجعل الناس يضحكون أو يشعرون بالسعادة،إنها قدرة أو جودة الأشخاص أو الأشياء أو المواقف على استدعاء مشاعر التسلية لدى الآخرين.

عمومًا، حسّ الفُكاهة لا يعني حفظ النكّات، وإدخالها في المحادثات، بل هو قدرتك على التحدث بشكل طبيعي  بطرق إبداعية ومسلية.

وبالطبع هناك فرق بين أن تكوني مضحكة، وأن تتمتعي بروح الدعابة. أن تكوني مرحة يعني أن تكوني قادرةعلى التعبير عن الدعابة في توقيت جيد، أما امتلاك حسّ الفُكاهة يعني أن تكوني قادرة على الضحك، أو على الأقل رؤية الفُكاهة في سخافات الحياة.

لذا اطمئي لستِ بحاجة إلى أن تكوني مضحكة كي تتمتعي بروح الدعابة؛ ولكن ببساطة يُمكّننا القول أن حسّ الفُكاهة يُمثل قدرتك على إدراك المرح حتى في أكثر لحظات الحياة قسوة.

من هذا المُنطلق، دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على مدى تأثير حسّ الفُكاهة على شخصيتك في جميع أمور حياتك، وأيضًا صحتك، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي لبنى عزام من القاهرة.

حسّ الفُكاهة هو أي اتصال بشري يجعل الناس يضحكون أو يشعرون بالسعادة
حسّ الفُكاهة هو أي اتصال بشري يجعل الناس يضحكون أو يشعرون بالسعادة

حسّ الفُكاهة جهازًا مناعيًا لعقلك وجسمك

أكدت دكتورة لبنى، أن حسّ الفُكاهة يُمثل جهازًا مناعيًا لحماية العقل والجسد معًا؛ وعليه يُمكننا التفكير معًا في التالي:

عندما نتعرض لموقف سلبي ومزعج فنحن أمام خيارين: إما الاستسلام والانقياد للمشاعر السلبية، وبالتالي التعرض لخطر الوقوع في براثن الاكتئاب الذي قد يُدمر كل شيء بنيناه في حياتنا منذ الصفر، أو إعاد صياغة الموقف السلبي بطريقة فكاهية كأن نضحك على أخطائنا مما يحمينا من الدخول بحلقة اكتئاب لا نهاية لها ويرفع أيضًا من نضجنا العقلي.

أما الخيار الثاني فهو المنقذ لصحتنا النفسية بكل تأكيد؛ وليس هذا فحسب،  إذ أظهرت الأبحاث أن حس الفكاهة يُمكن أن يُحسن بالفعل نظام المناعة البدني الخاص بنا، كذلك يًحسن الضحك صحة القلب، والأوعية الدموية،  ويُخفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتوتر العضلي.

حسّ الفُكاهة مفتاحًا رئيسيًا لنجاحك في العمل
حسّ الفُكاهة مفتاحًا رئيسيًا لنجاحك في العمل

حسّ الفُكاهة أداة للتفاعلات الإجتماعية

وأضافت دكتورة لبنى، أن حسّ الفًكاهة كفيل بإنشاء روابط  قوية بين الأشخاص، ولا سيما النساء؛ فاللاتي يميلن بطبعهن إلى اكتساب الأصدقاء بسرعة، بالتأكيد يتمتعن بقدرتهن على خلق جوًا لطيفًا لتبادل الأفكال بسلاسة، ولا شك أن المرحّات لديهن جاذبية أعلى من غيرهن؛ ما يُعطيهن ذلك القدرة على التأثير في الآخرين والتفاعل معهم بشكل أقوى.

حسّ الفُكاهة مفتاحًا رئيسيًا لنجاحك بالعمل.. كيف ذلك؟

وفي هذا الشأن؛ أوضحت دكتورة لبنى، أنهناك عدة أسباب تجعل من حسّ الفُكاهة مفتاحًا رئيسيًا للنجاح بالعمل، أبرزها:

  • سيستمتع الناس بالعمل معكِ؛ فحسّ الفُكاهةطريقة جيدة لبناء فريق العمل إن تم توظيفه بشكل صحيح.
  • تستطيعي التخلص من التوتر؛ إذ تقدم الفُكاهة تحولًا معرفيًا في كيفية رؤيتك لضغوطات العمل؛ ما يؤدي ذلك  إلى استجابة عاطفية ورد فعل جسدي يُريحك عندما نضحكين.
  • ستستمتعين بنشاط إنساني فعّال؛ إذ يسمح حسّ الفُكاهةللموظفين والمدراء بالالتقاء معًا، مدركين أن الجميع يسعى إلى أرضية مشتركة.
  • يوسّع الفكاهة آفاقك، وينقلك من التفكير المحدود، إذ يُمكن رؤية حل واحد فقط، ولكن التفكير الواسع سيُمكنك منرؤية أفكار متعددة لاختيار أفضلها.
  • يُعتبر عنصر أساسي لتفكيرك الإبداعي، وخصوصًا في العمل، فهو سيًساعدك على اللعب بالأفكار، والتقليل من النقد الداخلي، ورؤية الأشياء بطرق جديدة، وخلق بيئة خصبة للابتكار؛ لأن الناس عمومًا يكونون أكثر إلهامًا عندما يكونون مسترخين.
حسّ الفُكاهة مفعوله كالسحر لبناء الثقة بين الأفراد
حسّ الفُكاهة مفعوله كالسحر لبناء الثقة بين الأفراد

حسّ الفُكاهة مفعوله كالسحر لبناء الثقة بين الأفراد

وبحسب دكتورة لبنى، الدُعابة غالبًا ما تكشف الشخص على حقيقته؛ وهنا توضح  العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يتشاركون حس الدعابة الصحي والإيجابي يكونون أكثر حبًا ويُنظر إليهم على أنهم أكثر جدارة بالثقة.

وذلك بخلاف، أن الدُعابة رائعة  لكسر الجليد خصوصًا بين الأشخاص الجدد، ويًمكن أن تهدم الجدران، وتساعدهم على بناء العلاقات، وخصوصًا هذه الأيام، لأن العلاقات ضرورية للنجاح.

حسّ الفُكاهة يزّيد من الإنتاجية

إذ يخلق جوًا متفائلًا يشجع التفاعل والعصف الذهني للأفكار الجديدة والشعور بأن هناك القليل من المخاطر في التفكير خارج الصندوق؛ كل هذا يؤدي إلى إنتاجية أكبر، ومن المنطقي أيضًا أنه إذا كان المرأة في جو أكثر مرحًا، فستكون لديها شغف أكبر بما تفعله، وستزداد أخلاقيات العمل لديها، ومن المحتمل أن يكون حماسها معدّيًا؛ إنه فوز لها وللشركة في آن واحد.

حسّ الفُكاهة جزء أساسي من الطبيعة البشرية لذا يُمكنك إتقانه بطرق متنوعة
حسّ الفُكاهة جزء أساسي من الطبيعة البشرية لذا يُمكنك إتقانه بطرق متنوعة

حسّ الفُكاهة جزء أساسي من الطبيعة البشرية

وأخيرًا، أوضحت دكتورة لبنى، أن الدعابة سمة فطرية أو قابلة للتعلم، ولا يوجد شيء مثل: " شخص بلا روح الدعابة تمامًا؛ لأن الكوميديا ​​ جزء أساسي من الطبيعة البشرية. عمومًا، في الماضي، ساد الاعتقاد أن بعض الثقافات فقط هي التي طورّت الفُكاهة، لكن هذا الاعتقاد تغير، حيث لم يتم العثورعلى ثقافة خالية من الضحك والكوميديا. لذا، إذا كنتٍ ترغبين في تحسين حسّ الفُكاهة لديك، فإن محاولة النظر إلى الجانب المضحك من الحياة لن يضر؛ والسيناريو الأسوأ هو أنكِ ستضحكين أكثر قليلًا! ولنرى بعض الطرق لذلك:

  • شاهدي المزيد من الكوميديا
  • حاولي أن تحسي بالجانب المُضحك لكل شيء.
  • تعلمي بعض النكّات البسيطة جدًا.
  • راقبي الأشخاص المُضحكين وتعلمي منهم.
  • لا تُفرطي في الأمر واحذري من الإساءة للآخرين.
  • كوني ظريفة وليس سخيفة.
  • ابقي إيجابية واضحكي أكثر.
  • اعرفي الفرق بين المُضحك واللئيم.
  • لا تستغني عن ابتسامتك مهما كانت التحديات والصعوبات التي تُواجهك.