مهارة القيادة كنزّ مكّنون لن تناله أي امرأة إلا من تسير على هذه الخطوات
بناءً على الدراسات والإحصائيات والبحوث في مجال القيادة؛ فإن المرأة القائدة شخصية فريدة من نوعها، قوية في قراراتها، حنونة في علاقاتها، متقّنة لعملها، صبورة ومبدّعة في تحقيق أهدافها، ذكّية ومُتميزة في تواصلها وتأثيرها في الآخرين.
بشكل عام للمرأة عدّة أدوار ومهّمات، وعندما تكون هذه المرأة قائدة فمسؤولياتها تتضاعف لأنها ستكون بمثابة الموجّه الأساسي لكل المحيطين بها، والساهرة بجانب الرجل على تأسيس الأسرة القيادية ونشر ثقافة القيادة في المجتمع.
من هذا المنطلق، سنتعرف بالتفصيل عبر موقع " هي " أهم الخطوات لتكوني شخصية قيادية بما يُعزز نقاط قوتك ويدعم ذاتك، وذلك من خلال أخصائية التنمية البشرة وتطوير الذات الدكتورة هبة رأفت من القاهرة.
المرأة فخّر الأمة
بحسب دكتورة هبة، هناك العديد من نماذج القائدات العظيمات التي لا تسعّ هذه السطور؛ فمنهن يعملنّ في صمتّ، يُنجبنّ قادّة، ويُساهمن في إعداد قادّة، ولا يدعّن العقبات تحّول دون قيامهن بدورهن الرسالي.
ولا شك أنهن الكنزّ المكّنون ببريقه، وجماله، وإشعاعه الذي يُنير دورب الحياة أينما كانوا. فمنهن المرأة القائدة كابنة، والمرأة القائدة كزوجة، والمرأة القائدة كأم، والمرأة القائد كفرد في المجتمع وخصوصًا المهني؛ وبالتالي لا يسعّنا إلا أن نقول أن " المرأة فخر الأمة ".
أبرز الخطوات لتكوني امرأة قوية وشخصية قيادية
أوضحت دكتورة هبة، أن المرأة في الماضي تعرضّت للكثير من التهميش والإقصاء مقارنةً بالمجتمعات الغربية؛ أما حاليًا فالنساء أكثر قوة ونلّن الإعتراف التام من الجميع.
وبما أن العوامل الخارجية التي تؤثر على قوة المرأة لم تعّد موجودة؛ لذا لا ينقص أي امرأة سوى الاشتغال على تطوير مهاراتها المتنوعة، وخصوصًا الإجتماعية، كي تصبح مؤثرة سواءً كانت ربة بيت أو سيدة أعمال. ومن أجل تحقيق ذلك؛ تتبعّي عزيزتي السطور القادمة لتعلم كيفية اكتساب صفات المرأة القيادة بإتباع هذه الخطوات:
الخطوة الأولى: حددّي نقاط ضعفك
بالتاكيد أول خطوة ستكون مراجعة روتينك وتصرفاتك لتحديد الأخطاء التي ترتكبينها، ومكامن الضعف التي تعيق تطور شخصيتك نحو الأفضل؛ وبما أن المرأة شخصية حساسة بطبعها، لذا لن يتطلب الأمر سوى الموضوعية مع الإعتراف بالأخطاء المرتكبة سابقًا.
وبالتالي عليكِ استيعاب نقاط ضعفك جيدًا كي لا يستغلها أحد ضدك؛ فالأعداء بالضرورة متواجدون قربك، وخصوصًا الصديقات وزملاء العمل، لذا من الأفضل أن تتجنبي البوح بأسرارك؛ فمن تُعطيه سرًا اليوم سيُطعِنك به غدًا. لذا كوني حذرّة وألا تري نقاط ضعفك للآخرين.
الخطوة الثانية: عززّي ثقتك بنفسك
لشك أن الشعور بالثقة في النفس عامل مهم للوصول إلى حالة الإستقرار الذهني وراحة البال، ويُساعدك على الإهتمام أكثر بنفسك. والأهم أن قبل إتخاذك أي قرار لن تكوني مضطرة بعد الآن إلى الإكتراث بآراء الآخرين أو القلق بشأن تعليقاتهم المزعجة، فأنتِ الوحيدة المسئولة عنها.
وبما أن المرأة القوية تحب ذاتّها وجسدها بغض النظر هل قوامها رائع يناسب معايير المجتمع أم لا! لذا احرصي على تطوير شخصيتك وتكّوين طابع كاريزمي وفريد؛ فالناس تميل إلى عشقّ الشخصيات المُتميزة أكثر من النمطّية.
الخطوة الثالثة: لا تُقارني ذاتك بالآخرين
تأكدي أن المُقارنة المستمرة لنفسك مع الآخرين ستُضعف ثقتك بنفسك، وتُحدّ من سقف طموحاتك لأنكِ تحّصُرين مجال المُنافسة فقط في محيطك الشخصي. عمومًا، مقارنة نتائجك في الدراسة أو الأداء المهني مع الآخرين شيء جيد يشجعك على العطاء والإجتهاد.
لكن أن تقعي في دوامة المقارنة السلبية التي تتعلق فقط بالحسد أو غيره من المشاعر السلبية؛ فلا يُنصح بها، فقد يزيد ذلك من إحباطك وعدم تطوير ذاتك مهما كانت مُحاولاتك.
الخطوة الرابعة: فكّري بإيجابية دومًا
يجب ألا تشتكّي من كثرة المشاكل؛ فهي ما يُعطي لحياتنا قيمة. وتخيلي معي كيف ستكون الحياة مملة لو كانت كل أمانينا تتحقق بسهولة. عمومًا، عند مواجهة أي تحدي مهما كان يجب أن تنظري للنصف الممتلئ من الكوب فهو ما سيُشجعك على البحث عن حلول، أما إذا اكتفيتِ بالندّب والتفكير السلبي فمن المؤكد أنكِ لن تحققي أي نتيجة تذكر.
واعلمي أن التفكير بإيجابية لا يعني أن تتجاهلي المشاكل فهذا يسمى تقصير؛ لكن ننصحك بأن تتعاملي معها بإيجابية أكثر وألا تتشاءمي من قدراتك عند حل مشكلاتك في جميع أمور حياتك.
الخطوة الخامسة: سيطّري على قراراتك
تتصّف دومًا المرأة القيادية والقوية بأنها سيدة القرار سواءً في البيت أو العمل؛ ولكن هذا لا يعني التسلط أو إتخاذ القرارات بسرعة أو بتهور. لذا، يجب التأني مع التفكير بعقلانية قبل إتخاذ أي قرار، والتفكير في البدائل أثناء حل المشاكل، ولا ننصحك بالإستسلام للعواطف، والتي غالبًا ما ستحجّب عنكِ حقيقة الأشياء، وتُسبب لكِ مشاكل أنت في غنى عنها.
الخطوة السادسة: لا تبحّثي عن الحلول الجاهزة
تستمّد المرأة القيادية قوتها من الإيمان بنفسها ولا تحاول إرضاء أي شخص؛ وذلك على عكس المرأة الضعيفة التي تنتقد نفسها بإستمرار وتسعى دومًا إلى إرضاء الآخرين فقط مهما كلفها الأمر.
وبرغم أننا نعيش في عصر أعطى المرأة حقوق مدنية شاملة لتشجعها على المبادرة والقيادة أكثر، إلا أن النقيض قد وقع فأغلب النساء حاليًا يبحثن عن الحلول الجاهزة، ولا تتصرفي بعفوية، وألا تكوني متصنّعة لإرضاء الآخرين.
الخطوة السابعة: عبّري عن مشاعركِ بجرأة
صحيح أن هدفك أن تكوني امرأة قيادية وقوية؛ لكن لا تنسي أنكِ حواء ونقطة قوتك هي مشاعرك. لذا عبّري عنها وقت الحاجة دون قيود. وبما أن المرأة كائن عاطفي يحتاج للمشاعر الإيجابية في محيطه، فلا تترددي في التعبير عنها لزوجك أو عائلتك، وتذكّري أن الحب يجعلنا أكثر قوة على مواجهة تحديات الحياة، كما أن أعظم شعور هو أن تحس أنكِ مسنود بشخص ما يُشجعك ويؤمن بكِ.
الخطوة الثامنة: لا تلومي نفسكِ
لوم النفس من أكثر الأخطاء التي ترتكبها النساء؛ وخصوصًا مع التغيير الحالي في تركيبة المجتمع وعلاقاته. سابقًا كان الناس أقل إتصالًا واعتمادًا على الآخرين، ويتصرفون بسرعة عند مواجهة أي مشكلات اعتمادًا على قدراتهم الشخصية ولا يلومون أنفسهم.
أما الآن فأول ما تفعله المرأة هو البكاء ونشر التدوينات التي تلوم فيها المجتمع، والأسرة ونفسهافي كثير من الأحيان. لذا تقبلي نفسك في جميع المواقف التي تُواجهك، وتخلي عن الضجيج الذي سيُهدّر طاقتك وصحتك من دون جدوى.
الخطوة التاسعة: تعلّمي من أخطائك
المرأة القوية شخصيتها مميزة لكن هذا لا يعني أنها مثالية أو لا ترتكب الأخطاء مثل باقي النساء؛ فالفرق فقط في ردّة فعلها تجاه الأخطاء فهي لا تلوم الآخرين على فشلها وتعتبر أي خطأ فرصة للتعلم.، وتُدّرك عيوبها وأخطائها. لذا عندما تؤذي أحدًا ما تُبادر إلي الإعتذار منه مهما كلفها الأمر، فهي لا تستسلم لغرورها و كبريائها.
الخطوة العاشرة: بادّري ولا تنتظري أحد
يجب ألا تنتظري أحدًا كي يُنقذك؛ فمصيرك بين يديكِ. لذا اشتغلي على تطوير مهاراتك بإستمرار لأنها السبيل الوحيد للتطّور. وتأكدي أن المرأة قوية بطبعها قائدة فهي تُبادر إلى الدفاع عن نفسها ومواجهة التحديات، كما أنها لا تحب الإتكال على الآخرين في كل المهام، ذكية، وتعرف حدود طاقتها.
لذا لا تترددي في طلب المساعدة في الوقت المناسب، لأنك لن تكوني قادرة على القيام بكل الأمور بمفردك؛ ومن أجل التحكم أكثر بحياتيك أوصيكِ بإكتساب مهارات تنظيم الوقت الأساسية لتجنب إضاعة وقتك في توافه الأمور والمبادرة بالعمل على أولوياتك الشخصية.
وأخيرًا، اقضي وقتًا أكبر في قراءة الكتب، والإلهام من القائدات الحقيقيات التي صنعّن مجدهّن بالإجتهاد في كل الأعمال؛ كي تتمتعّي بشخصية قيادية قادرة على إنجاز أهدافها وتحقيق نجاحات ملموسة ترسم خارطة الطريق للحفاظ على الكنزّ المكّنون مدى الحياة.