التنافُس هو الحصان الرابح في سباق التحديات... إليكِ خطوات ترويضه للفوز دومًا
لن نستطيع النجاح من دون تخطي التحديات التي نمّر بها؛ وبما أن المواجهة والإصرار هما أحد أسرار التميُزّ والتطور للتغلب على الصعوبات التي نُواجههّا؛ لذا سنجد أن اكتسابِهما مرتبط بمفهوم التنافُس بشكل مباشر أو غير مباشر.
يُشير مصطلح التنافُس إلى جانبان رئيسيان؛ فهو من ناحية، يُشير إلى المواجهة أو الخلاف بين موضوعين أو أكثر فيما يتعلق بشيء ما، ومن ناحية أخرى فهو يُشير إلى التنافس بين الأفراد الذين يسعون للوصول إلى الشيء نفسه.
فضلًا عن ذلك، فأنواعه مرتبطة بالتنافُس بين الأفراد، أو بين المجموعات، أو داخل المجموعة الواحدة.
عمومًا لمزيد من التوضيح سنُطلعك عبر موقع " هي " على فوائد التنافُس وأبرز خطواته المُساهمة في تعزيز نجاحاتك الملموسة رغم التحديات التي تُعرقل أهدافك؛ وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
ما هي فوائد التنافُس لمساعدة المرأة على تحقيق إنجازات ملموسة دومًا؟
وبحسب دكتور مصطفى، إن للمنافسة العديد من الفوائد المُساهمة في تعزيز قدرات المرأة للتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف بخطوات ثابتة، أبرزها:
- يزّيد فرص حماس المرأة للقيام بكثير من الأعمال، والتي لولا المنافسة لكانت باعثة على الميل والسآمة.
- يضّع أمام المرأة مستويات تحاول بلوغها، والتالي يُحفزهاعلى إدراك مراتب سامية،واكتساب مهارات ممتعة.
- يزيد من إتقان المرأة للأعمال والأهداف التي تطمح إليها.
- يمنع وقوع المرأة فريسة لوهم النجاح من دون الإصرار والقدرة على تحدي الصعوبات.
هل للتنافُس إيجابيات ملموسة لتعزيز مكانة المرأة في العمل؟
نعم، وهنا أوضح دكتور مصطفى، أن المجتمعات الغربية تحديدًا، تنظر للمُنافسة على أنّها قوة دفّع إيجابية، والتي من شأنها أن تساعدعلى تحقيق إنتاجية أعلى من تلك التي نحققها عند العمل في بيئات غير تنافسية.
والجدير بالذكر، أن عدّة دراسات أجريت في هذا المجال أظهرت أن المُنافسة النزيهة تعمل كحافز يدفع الفرد لبذل مزيد من الجهد في أداء مهامّه، وتمنحه شعورًا أكبر بالسعادة ليحقّق أداءً أفضل في عمله.
وبناءًعلى ذلك يُمكن تلخيص إيجابيات المُنافسة النزيهة للمرأة في أماكن العمل، وذلك على النحو التالي:
- شعور المرأة بالرضا عن جودة الأداء حتى في حال الخسارة.
- زيادة تصميم المرأة على مواجهة التحديات مع احترام القوانين والقواعد العامة للشركة أو المؤسسة.
- خلق رغبة مستدامة للمرأة في التميّز والتحسّن بدلاً من التركيز على السلطة أو المرتبة.
- تراجع تركيز المرأة على إرضاء رؤساء العمل، والعمل بدلاً من ذلك على تحقيق الرضا النفسي.
متى يكّون التنافُس في أماكن العمل مؤذي للمرأة؟
وأضاف دكتور مصطفى، رغم أن التنافس قوة دافعة وتقنية للتحفيز وزيادة الإنتاجية؛ إلا أنه لابد الأخذ بعين الاعتبار مدى قدرته على تدمير حماس المرأة، وذلك عندما يتملكّها التالي:
- فوضى القرارات.
- الخوف من الفشل.
- انعدام الأمان النفسي.
- الاستسلام للضغط النفسي.
- تحديد العمل بمجموعة من القوانين والشروط المبالغ فيها.
- انعدام الرغبة في المنافسة نظرًا لصعوبة الفوز.
- الحاجة الملحّة والمستمرّة للفوز مهما كان الثمن.
- الاستمرار في التنافس حتى بعد انتهاء المنافسة.
- البحث عن التنافس حتى في البيئات أو المواقف التي لا تتطلّب ذلك، ولا تحبّذه.
- رفض الخسارة، وبالتالي الغش والخداع من أجل الفوز.
كيف يُمكن للمرأة التفريق بين التنافُس الإيجابي والتنافُس السلبي؟
وفي هذا الصددّ، أشار دكتور مصطفى، إلى أن هناك مجموعة كاملة من الأسباب الفيزيولوجية العصبية التي تحدّد ردّة فعل المرأة تجاه المنافسة. فالبعض يزدهر ويتألق في ظلّ المنافسة الشديدة في مكان العمل، في حين ينهار البعض الآخر تحت وطأة الضغط على الرغم من خبرتهم ومهاراتهم.
وعبارة "التحدّي" التي قد تحمّس عددًا من الموظفات لرفع أدائهن، قد تكون سببًا في تراجع البعض الآخر!
وبالإضافة إلى كلّ ما سبق، لابدّ من التنويه إلى أن منافع المنافسة التي ينجذب لها بعض النساء لا تدوم إلى الأبد. ويرجع ذلك إلى أن المنافسة في جوهرها تعتمد على المكافآت الخارجية للتحفيز، مثل: "الجوائز النقدية، العلاوات، أو الترقيات"، بعكس التحفيز الداخلي الذي ينبع من قلب المرأة نفسه "كالرضا عن الذات، والسعي للتطور الشخصي"، والذي يستطيع كلّ واحد منّا تجديده وشحنه بين حين وآخر.
لذا فمعرفة ما إذا كانت المنافسة أمرًا إيجابيًا أو سلبيًا للمرأة، تختلف من امرأة لأخرى حسب طبيعتها وسماتها الشخصية.
ما هي أبرز خطوات التنافس التي تُعزز شخصية المرأة للفوز دومًا وخصوصًا في مجال العمل؟
وفي هذا السياق، أكد دكتور مصطفى، أن امتلاك المرأة روح تنافسية عالية بات في بعض الشركات أمرًا أساسيًا، وخصوصًا في مجالات التسويق والمبيعات. لذا على كل امرأة تدريب نفسها على الخطواوت التالية، كي تكون جديرة بالفوز دومًا في سباق التحديات والبيئات التنافسية المتنوعة، وذلك على النحو التالي:
تنافسّي مع نفسك أولًا
هذه طريقة مضمونة ستجعلك تبذلين جهدًا مضاعفًا في عملك؛ وهي لا تتمثّل في التنافس مع شخص آخر في الشركة، وإنما مع نفسك. لذا تذكّري للحظة أهم إنجازاتك السابقة، وحاولي أن تفكّري في طريقة لتحقّيق إنجازًا أفضل.
على سبيل المثال، ألقِ نظرة على مشروع عملتِ عليه، وكنتِ فخورة به للغاية، أو تذكّري لحظات عملتِ فيها بجنون، وفكّري في كيفية تجاوز هذا الإنجاز وتحقيق ما هو أعظم منه.
تذكّري دومًا: أن الأمر لا يتعلق بالفوز وإنما بتقديم أفضل ما عندك
عندما تراودك الرغبة في التغلّب على تحدٍّ جديد فقط لأن زميلك أو صديقتك نجحت في أمر ما؛ سارع على الفور للتخلّص من هذه المشاعر بالتركيز على النموّ والتطوّر في عملك بدلًا من التفكير في الفوز والتقدم على هذا الشخص وحسب.
فما عليكِ سوى، التفكير في الطريقة التي يُمكن لهذا التحدّي أن يُساعدك على أداء عمل أفضل في وظيفتك. وما يُمكن لهذا المشروع الجديد أن يساهم في تطوير مسيرتك المهنية، ثم ركّزي بعدها على تقديم أفضل ما عندك لتحقيق هذا الأمر بغضّ النظر عن النتيجة النهائية.
اجعلي من التنافس وسيلة لخوض المخاطر
بدلًا من استغلالك التنافس للتقدّم على أحدهم، أو الظهور بمظهر أفضل منه أمام مديرك، اجعليه طريقة للخروج من منطقة الراحة الخاصّة بك. عندما ترين أن زميلك في العمل خاض تحدّيًا أو قام بخطوة جريئة في العمل، وأسفر ذلك عن نتائج إيجابية، استفدي من ذلك، واجعلي من المُنافسة وسيلة لتحفيزك على محاربة مخاوفك أنتِ أيضًا والتقدم نحو الأمام.
ابحثّي عن مواضّع الاختلاف بينك وبين مُنافسيكِ
إحدى الطرق الرائعة التي تسهم في رفع الروح التنافسية لديكِ تكّمن في ملاحظة مواضع الاختلاف بينك وبين منافسيكِ أو الأشخاص الذين تعتبرينهم قدوة لكِ. بهذه الطريقة تستطيعي شحّن مهاراتك الخاصة التي لا يمتلكها منافسيكِ، ومن ثم التقدم إلى الأمام دون سرقة نجاحه.
وهنا تقول ليندساي كروس، وهي خبيرة في مجال التوظيف والتطور الوظيفي: "اعثري على ما يجعلكِ مختلفة عن زميلك في العمل؛ واكتشفي الجوانب التي تجعلك ذا أهمية كُبرى للشركة التي تعملي فيها، والتي يعاني الآخرون فيها، ثماجعلي هدفك أن تتطوّري قدر الإمكان في هذا الجانب، وسيلحظ زملاؤك هذا التطوّر، وستصبحين بعد وقت قصير الخبيرة التييلجأ إليها الجميع!".
استفيدي من روح التنافس في التعلم من الآخرين
تخلي عن السعي العقيم لإزاحة منافسك عن المرتبة الأولى، واستعيني بروح التنافس لديكِ، ورغبتكِ الجامحة في التحسّن لتتعلّم منه؛ لذا راقبي ما يفعله وما يقوم به من عادات تجعله ذا أهمية كبرى للشركة، وموظفًا متحمّسًا صاحب مكانة عالية لدى صاحب العمل؛ ثم فكّري في كيفية استخدام هذه العادات بطريقة مشابهة تضمن لكِ تحقيق ما يحققه من نجاح.
فربما يمتلك مهارات تنظيم وإدارة الوقت بشكل فعّال، وقد يكون صاحب مهارة مميزة في التفكير الإبداعي والخروج بالأفكار الجديدة. لعلّه يأخذ دروسًا أو يسجّل في دورات تضمن له تطوير نفسه وقدراته على الدوام. لذا ابحثي عمّا يفعله منافسكِ هذا، وطبّقي ما يُناسبك منها لتُحسّني من نفسك.
اجعلّي التنافس طريقة للتعاون للفوز في سباق التحديات
إن كان الهدف الرئيسي من التنافس النزيه هو تطوير المتنافسين ودفعهم لتحقيق أداء أفضل، فلماذا إذن لا تتعاوني مع زميلًا لكِ ليدفع كلّ منكما الآخر، ويحفّزه لتقديم أفضل ما عنده؛ إذ يُمكنكما العمل معًا على مشروع واحد، أو الاجتماع معًا لتشارك منهجيات العمل، أو ببساطة احتساء كوب من القهوة وتبادل الخبرات والنصائح.
وأخيرًا، يبقى امتلاك صديق يدفعكِ للأمام ويُشجّعك على الدوام، والتغلب على التحديات، أفضل من مُنافس يُشعركِ في كل مرّة بأنكِ تفتقري لمهارات النجاح اللازمة. عمومًا التنافس ليس أمرًا سيئًا، ولكن عليكِ إتباع الخطوات السابقة دومًا للفوز والتميُز مدى الحياة، وتأكدي أن الكّمال مستحيل غير أن السعي للوصول إليه أمرًا مشروعًا ومستحبًا في مختلف المجالات.
