لا يعرفون التراجع ولا يقبلون بالاستسلام .. هل أنتِ منهم؟
لا تأتي الرياح بما تشتهيه السفن؛ هكذا هي الحياة لا تأتي بما تشتهيه أنفسنا دائمًا، قد نتعثر ونتكدر ونتألم ونواجه مواقف صعبة متوالية تحتاج إلى قوة وصلابة. إننا لا نواجه المواقف الحياتية الصعبة بنفس الطريقة إذ أن لكل منا طريقته في التغلب على صعاب الحياة وضغوطاتها. منا من يستسلم لها ويترك نفسه فريسة سهلة لها دون أدنى مقاومة. ومنا من اعتاد عليها وأصبح متقنًا لفن التعامل معها، وهؤلاء هم الأشخاص الذين لا يستسلمون للحياة أبدًا.. هل أنتِ منهم؟
إذ كنتِ تريدين اختبار نفسك ومعرفة ما إذا كنتِ من الأشخاص الذين لا يستسلمون للحياة أبدًا، تابعي معي هذا المقال، وسأخبرك بأهم السلوكيات التي يقوم بها الأشخاص الذين لا يعرف الاستسلام طريقهم أبدًا.
سلوكيات يقوم بها كل من لا يستسلم للحياة
لا شك أن الحياة تمر بحلوها ومرها ولكل منهما تأثيراته علينا، الحلو يؤثر علينا إيجابًا، والسلبي يؤثر علينا سلبًا ويلحق بنا الأذى ولكن، هل يعني ذلك أن نستسلم أم أنه يجب علينا أن ندرب نفسنا على المواجهة والتعامل مع صعوبات الحياة مباشرة؟ بالطبع المواجهة أفضل مهما كانت مؤلمة ومرهقة للنفس. والمواجهة تعني عدم الاستسلام، وهذا ما يسلكه الأشخاص الذين لا يستسلمون للحياة أبدًا لأنهم يعلمون أن الأوقات الصعبة لن تمر بالصمت وانما بالفعل والصبر والمواجهة.
ومن السلوكيات التي يقوم بها الأشخاص الذين لا يستسلمون للحياة أبدًا ما يلي:
يستمرون في وضع الأهداف
مع توالي الصدمات والمواقف الصعبة نجدهم لا يتراجعون ولا يستسلمون أبدًا، هي روح التحدي تملأ قلوبهم وتحرك طاقاتهم وتحفز عقولهم على استمرارية التفكير والتخطيط للمستقبل. ولذلك يستمرون في وضع الأهداف، وليس ذلك فحسب بل يسعون لتحقيقها حتى وإن تعثروا. فهم يعرفون ما يريدونه وذلك يمنحهم الاستمرارية بعزم وصلابة ويجعلهم في الاتجاه السليم.
منضبطين ويعلمون الآخرين الانضباط
إن الأشخاص الذين لا يستسلمون أبدًا في الحياة ويستمرون في المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافهم، لا يعتمدون على الدافع لإنجاز الأمور بل يتخذون من الانضباط وتنظيم حياتهم ووقتهم وسيلة لذلك، فهم يعتمدون إجراءات روتينية منظمة تمكنهم من تحقيق ما يريدون الوصول إليه. لأنهم يعلمون أن النظام ضرورة ملحة في حياتهم لأنه يبعدهم عن الفوضى التي من الممكن أن تسبب فشلهم في الحياة. ولذلك يحاربونها بكل الطرق.
يتعاملون بمرونة مع المواقف
لأنهم لا يستسلمون أبدًا ويواجهون المواقف والأوقات الصعبة بدون تراجع، يكتسبون مرونة في التعامل معها مع مرور الوقت، ويكتسبون خبرة جيدة تمكنهم من مساعدة أنفسهم ومن حولهم أيضًا. هؤلاء حقًا من يمكننا الوثوق بهم والتعلم منهم. لأنهم يملكوون موهبة إعادة صياغة المواقف للتركيز على النواحي الإيجابية فيها.
يمارسون التعاطف مع الذات
إن الأشخاص الذي لا يستسلمون أبدًا للحياة يمارسون التعاطف مع الذات ويعاملون أنفسهم بلطف وتفهم ودعم لا مثيل لهم. إنهم يمنحونها السلام النفسي الذي يؤهلها للتغلب على الصعوبات والأوقات العصيبة في الحياة. لا يلومون أنفسهم ولا يجلدون ذواتهم عند ارتكاب الأخطاء. هم يعلمون أن الوقوع في الخطأ أمر مهم ومنه يتعملون وبعدم الوقوع فيه مجددًا يرتقون. هؤلاء يعتنون بأنفسهم جيدًا ويحتضنونها بعمق يسهل عليهم احتوائهم لها. ومن أهم الأمور التي يقومون بها لتحقيق تعاطفهم مع الذات، الطبطبة عليها، ومنحها الهدوء والاستقرار، وجعل حب الذات ورعايتها أولوية عندهم. يثقون بها وفي مقدرتها على النجاح. هل أنت منهم؟
لا يقارنون أنفسهم بالآخرين
من الحكمة أن لا تقارن بدايتك مع المواقف الصعبة بنهاية سعيدة لشخص كافح وتحدى ولم يستسلم وفاز بنهاية تعيسة. لأن الأمور لا تحدث فجأة، والانتصار على الأوقات العصيبة وضغوط الحياة لن يمر بسرعة لأنه بحاجة إلى جهد بدني وعقلي وإصرار وعزيمة وأمور عدة يفقهها جيدًأ الأشخاص الذين لا يستسلمون أبدًا. ولذلك نجدهم لا ينشغلون أبدًا بمقارنة أنفسهم بالآخرين. ولذلك أيضًا لا يوجد ما يوقفهم عن أهدافهم وسعيهم وخططهم التي ينفذونها بدقة متناهية دون الانشغال بأي مقارنات تضيع وقتهم. إنهم يستثمرون الوقت بطريقة جيدة ولا يضيعونه في ما لا يجلب لهم نفعًا. خصوصًا مع انتشار المقارنة بين الآخرين بعد اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي وتأثر كثير من الأشخاص بما يظهره البعض على حساباتهم الخاصة.
والآن غاليتي وبعد كل ما تقدم، هل يمكنك الإجابة؟، هل أنت ضمن قائمة الأشخاص الذين لا يستسلمون أبدا؟ .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي.
مع تمنياتي لكِ بالتوفيق والسعادة الدائمة،،،