نصائح لتنظيم وإدارة الوقت في رمضان
أيام قليلة أصبحت تفصلنا عن أعظم أشهر السنة وأكثرها أهمية لدى المسلمين من جميع أنحاء العالم، وهو شهر رمضان المبارك والذي يوشك على أن يطرق أبوابنا، وبالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يقوم المسلمون من كل مكان، بالكثير من الاستعدادات لاستقبال ذلك الشهر المعظم، وهو ما يتضمن شراء وتخزين المواد الغذائية، والاستعداد للقيام بالعبادات المرتبطة بذلك الشهر الكريم، إلى جانب القيام بالمهام الروتينية اليومية والتي عادة ما نقوم بها في الأيام العادية على مدار العام، في غير شهر رمضان المبارك، سواء كانت مهام متعلقة بالدراسة أو العمل أو حتى إدارة والاعتناء بشئون المنزل، والقيام بكل ذلك بالطبع يتطلب الكثير من التخطيط وإدارة الوقت خلال شهر رمضان، حتى نتمكن من القيام بمهام عملنا اليومي، إلى جانب المهام والمسئوليات والعبادات الإضافية في شهر رمضان المبارك، ولكن كيف يمكن أن ندير أوقاتنا بشكل جيد بما يكفي في شهر رمضان لإنجاز كل ذلك؟ تعالوا معنا نتعرف على ذلك من خلال مجموعة من النصائح العملية والفعالة لإدارة الوقت خلال شهر رمضان المبارك:
1. خطط مسبقا
تنقسم إدارة الوقت بين التخطيط والتطبيق، وبدون التخطيط المناسب، لن يكون هناك الكثير مما يمكن تطبيقه، والنتيجة هي رمضان آخر يمر بسرعة، دون أن نتمكن من الاستفادة من ذلك الشهر الفضيل، بأفضل طريقة ممكنة، ولتجنب ذلك، ينصح بالتخطيط مسبقا لما نحتاج إلى القيام به وتحقيقه من أهداف خلال شهر رمضان المبارك، وعلى رأسها بالطبع، العبادات والمهمات الإضافية المرتبطة بذلك الشهر الكريم (مثل الزيارات العائلية وما شابه ذلك).
2. احسب بعناية وقت العبادة الذي تحتاج إلى تخصيصه يوميا خلال شهر رمضان المبارك
في حين أن جميعا غالبا ما نأمل أن نقوم في أداء العبادات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، طوال شهر رمضان المبارك، ولكن تحقيق ذلك هذا ليس ممكنا على أرض الواقع، فمعضنا لديه التزامات أخرى نحتاج إلى الاهتمام بها أيضا على مدار اليوم، وطوال-أو على الأقل معظم-أيام الأسبوع، سواء كانت التزامات متعلقة بالعمل أو الدراسة أو الاعتناء بشئون المنزل، أو غير ذلك، لذلك ينصح بالتخطيط بعناية لوقت العبادة اليومي الخاص بك خلال شهر رمضان المبارك، بأن تقوم بالحساب مقدما الوقت الذي يمكنك تخصيصه يوميا للعبادة خلال شهر رمضان، ثم تحديد العبادات التي ترغب في إنجازها خلال تلك الفترة المحددة من الوقت (من قراءة القرآن الكريم، وأداء النوافل وصلاة التراويح وغير ذلك)، أما عن كيفية حساب الوقت الذي يمكنك تخصيصه يوميا للعبادة خلال شهر رمضان، فيمكن حسابه ببساطة من خلال هذه المعادلة البسيطة: 24 ساعة – (وقت النوم، وقت العمل/الدراسة، وقت إدارة شئون المنزل والمسئوليات والالتزامات العائلية) = وقت العبادة.
تأكد أيضا بأن تقوم بالتخطيط بدقة وعناية لما ستقوم به من عبادات بالضبط خلال وقت العبادة المخصص لك يوميا، على سبيل المثال، إذا كان لديك 3 ساعات من وقت العبادة يوميا، فيمكنك تخصيص ساعة من ذلك الوقت لتلاوة القرآن، وساعة لأداء النوافل، وساعة للدعاء والذكر. يمكنك حقا إنجاز الكثير إذا التزمت بهذه المعادلة البسيطة طوال شهر رمضان.
3. حدد أهدافا واضحة وقابلة للتحقيق
الآن بعد أن عرفت مقدار الوقت المتاح لديك يوميا للقيام بمسئولياتك اليومية والتعبد خلال شهر رمضان، فإن الخطوة التالية هي تحديد أهداف واضحة ومحددة وقابلة للقياس والتنفيذ على أرض الواقع، لتحقيق الاستفادة القصوى من الوقت خلال شهر رمضان المبارك، فمثلا، بدلا أن تكتفي بالتخطيط للقيام بهدف غير محدد أو قابل للقياس مثل قراءة القرآن الكريم (دون تحديد عدد الصفحات التي ستقوم بقراءتها) والتفقه في الدين (دون تحديد كيفية القيام بذلك على وجه التحديد) خلال شهر رمضان، سيكون عليك أن تكون أكثر تحديدا، بأن تخطط مثلا لقراءة عدد محدد من صفحات القرآن الكريم أو ورد يومي من القرآن الكريم، مع التفقه في الدين بأن تقوم بقراءة عدد محدد من الصفحات يوما من كتاب ديني محدد، مثل أحد كتب تفسير القرآن الكريم.
مثال على هدف واضح ومحدد من أهداف العبادة في شهر رمضان، بأن تخطط مثلا لقراءة كتاب تفسير محدد، ومكون من إجمالي 800 صفحة مثلا في شهر رمضان، ولكي تقوم بقراءة 800 صفحة خلال 29-30 يوم، ستحتاج إلى قراءة متوسط 28 صفحة يوميا من الكتاب.
4. تخصيص وقت محدد لكل هدف تخطط لتحقيقه في شهر رمضان
الآن بعد أن قمت بتحديد أهدافك لشهر رمضان بشكل واضح وعرفت مقدار الوقت المتاح لك يوميًا للعبادة، فإن الخطوة التالية هي الجمع بين ذلك من خلال تخصيص أوقات محددة يوميا لتحقيق كل هدف. على سبيل المثال: إذا كان هدفك قراءة 30 صفحة من التفسير يوميا وسيأخذ منك ذلك ساعة مثلا، وتعلم أن لديك ساعة يوميا فارغة كل مساء قبل التراويح، فخصص ذلك الوقت ليكون وقت قراءة التفسير، وبالمثل، قم بتحديد وقت محدد من اليوم لتلاوة القرآن (ربما قبل الفجر أو بعده)، والدعاء (قبل الإفطار مباشرة)، وطبق ذلك على أي أهداف أخرى تهدف إلى تحقيقها في شهر رمضان.
5. احرص على الاستفادة من الساعات الأولى من الصباح في أيام شهر رمضان
في البلدان ذات الطقس الحار، غالبا ما يكون موعد السحور مبكرا للغاية، ولذلك قد لا يستطيع الكثير من الناس الاستيقاظ قبل فترة طويلة من موعد السحور، وفي هذه الحالة ننصح باستخدام ساعة ما بعد السحور في العبادة، أما البلدان ذات الطقس البارد فإن موعد السحور غالبا ما يكون متأخر بعض الشيء بالمقارنة بالبلدان الحارة، ولذلك فإن الاستيقاظ قبل ساعة من موعد السحور، يكون أسهل بكثير، وفي هذه الحالة ننصح بالاستيقاظ قبل ساعة من موعد السحور وتخصيص ذلك الوقت لقيام الليل والدعاء وقراءة القرآن. الصباح الباكر وهو الوقت الذي لا ننشغل فيه عادة بالتزامات العمل والعائلة، لذلك ينصح باستخدامه والاستفادة خلال شهر رمضان المبارك.
6. خطط لأوقات اجتماع العائلة بعناية خلال شهر رمضان المبارك
في حين أن شهر رمضان غالبا ما يكون حافل بالكثير من الالتزامات والمهمات الإضافية، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل الالتزامات والتجمعات العائلية خلال هذا الشهر الكريم، فشهر رمضان هو بالتأكيد وقت مثالي لاجتماع العائلة، وتعزيز ترابطها وتماسكها، لذلك احرص على تخصيص بعض الوقت للتجمعات أو الاجتماعات العائلية، وخطط لها بعناية، بأن تقوم مثلا بإعداد مأدبة إفطار لتجتمع حولها العائلة في أحد أيام شهر رمضان المبارك، أو بإنشاء حلقة دراسية عائلية تجتمع فيها العائلة للتفقه في الدين إلى جانب قضاء المزيد من الوقت معا، وما شابه ذلك، ومن بين أفضل الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها أفراد العائلة خلال الحلقات الدراسية العائلية، قراءة فصل معا من كتاب إسلامي أو الاستماع إلى محاضرة دينية، ثم نقاش محتوي الفصل أو المحاضرة.
7. تخصيص وقت يوميا لقراءة القرآن
رمضان هو شهر القرآن لذلك لابد وأن تحرص على تخصيص وقت يومي محدد لقراءة القرآن، أحرص أيضا على ألا تقوم خلال وقتك المخصص للقرآن في شهر رمضان، بقراءة القرآن بسرعة كبيرة لإنهاء أو إكمال أكبر عدد ممكن من تلاوات القرآن، وبدلا من ذلك اهتم بحسن التلاوة ودراسة التفسير والتدبر في معانيه.
8. تجنب تعدد المهام
هذه نصيحة عامة فيما يتعلق بإدارة الوقت وتنطبق أيضا على الوقت خارج شهر رمضان المبارك حيث تشير الدراسات إلى أن تعدد المهام يؤدي في الواقع إلى إبطاء الإنتاجية ويتسبب في النهاية في انعدام التركيز والاتقان في العمل الذي نقوم به، لذلك يتفق خبراء إدارة الوقت المعاصرون على أن التركيز على القيام بمهمة واحدة في كل مرة يؤدي إلى إنجاز المهمة بشكل أسرع وبجودة أفضل بالمقارنة بخيار المهام المتعددة أو تعدد المهام، لذلك لا تحاول مثلا قراءة القرآن أثناء تصفح الفيسبوك والاعتناء بطفلك في المنزل في نفس الوقت، والأمر ذاته ينطبق على قراءة كتب التفسير أو الدعاء، ولتحقيق ذلك اختر مكان وزمان وموقف يكون فيه أقل قدر ممكن من التشتيت، وامنح تركيزك الكامل في ذلك الوقت، للمهمة أو الهدف الذي ترغب في تحقيقه.
9. تجنب الإفراط في القيام بالاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك
وهذا يشمل كلا من الإفراط في التواصل مع الآخرين من وسائل التواصل الاجتماعي والإفراط في المقابلات والتجمعات الاجتماعية، فرمضان هو شهر الاعتكاف، وأحد أهم أهداف الاعتكاف هو أخذ استراحة من حياتنا الاجتماعية الحافلة أو المزدحمة حتى نتمكن من التركيز على العبادة، وإذا كنت غير قادر على الاعتكاف، فلا يزال بإمكانك الحصول على هذه الميزة في شهر رمضان المبارك عن طريق تقليل الاختلاط الاجتماعي وتخصيص المزيد من الوقت للعبادة، لذلك احرص على حضور عدد أقل من حفلات أو تجمعا الإفطار، وقلل من استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، وتجنب حضور التجمعات غير الضرورية.
10. حافظ على صحتك
لا يمكنك تحقيق أهدافك لشهر رمضان المبارك إذا كنت تشعر بالكسل أو الضعف أو الانفعال أو الحرمان من النوم، فالبعض منا قد يفعل الكثير خلال الأيام القليلة الأولى من شهر رمضان وينتهي به الأمر دون أن يكون لديه أي طاقة لمواصلة بقية شهر رمضان، لذلك احرص على الاعتناء بصحتك جيدا من خلال الحصول على قسط كاف من النوم وتناول الطعام الصحي وتناول قدر كافي من الماء يوميا.
وفقا للخبراء يحتاج الشخص العادي إلى ما بين 6 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة، لذا تأكد من حصولك على ذلك القدر من النوم يوميا، حتى لو كان ذلك يعني أنه عليك الذهاب إلى النوم مبكرا قليلا، تجنب أيضا الأطعمة السكرية والدهنية وتناول الأطعمة الصحية في السحور والإفطار، اشربي أيضا الكثير من الماء ليلا قبل النوم، لتجنب الإصابة بالجفاف.