التعلم المستمر جسر عبور لبناء عقلية التعلم الدائم وإتقان مهارات لا حصر لها
يُعدّ التعلم على مدار الحياة رحلة مستمرة ومهمة لتحقيق النجاح المهني والشخصي؛ ومن خلال تبني نهج تعلم مستمر والاستثمار في تطوير المهارات واكتساب المعرفة، يمكننا أن نتحسن وننمو في مجالاتنا المختلفة ونتمتع بمزايا متعددة.
إن التعلم المستمر يُمكّننا من مواكبة التغيرات في العالم العملي والتكنولوجيا المتقدمة، ويساعدنا في التأقلم مع التحديات والفرص الجديدة. كما يساهم في توسيع آفاقنا وتنمية إمكاناتنا الكامنة، ويمنحنا الثقة والتأكيد في مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
وبما أن التعلم المستمر هو أحد العوامل الرئيسية لتحقيق النجاح في حياتكِ المهنية والشخصية. فعندما يكون لديكِ رغبة مستمرة في التعلم وتطوير مهاراتكِ، سنفتح أمامكِ أبوابًا لفرص جديدة.
ولتشجيعكِعلى التعلم المستمر وبناء عقلية التعلم الدائم لديكِ؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للتعرف على خطوات التعلم المستمر لتحقيق نجاحات ملموسة، بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية مصطفى الباشا من القاهرة.
وضعّي أهداًفًا واضحة
وبحسب دكتور مصطفى،يجب عليكِ تحديد أهداف واضحة لتعلمكِ المستمر. قد تكون هذه الأهداف متعلقة بتحسين مهارات محددة أو اكتساب معرفة في مجال معين. لذا ضعّي أهدافًا محددة وقابلة للقياس، ليصبح من الأسهل تحقيقها وقياس تقدمكِ من خلالها.
اكتشفّي طرق التعلم المناسبة لكِ
وتابع دكتور مصطفى، يوجد عدة طرق للتعلم المستمر؛ لذا يجب عليكِ اكتشاف الأساليب التي تناسبكِ. يُمكن أن تشمل هذه الأساليب القراءة، والاستماع للمحاضرات، والمشاركة في ورش العمل، والتدريبات العملية، والدروس عبر الإنترنت. عمومًا باختيار الأساليب التي تناسب احتياجاتكِ وأسلوب تعلمكِ، سيتم تعزيز فرص نجاحكِ وتحسنكِ باستمرار.
شجعّي نفسكِ على الاستكشاف والتجربة
ووفقًا للدكتور مصطفى، يجب عليكِ تشجيع نفسكِ على استكشاف مجالات جديدة وتجربة أشياء جديدة. قد يتطلب ذلك خروجكِ من منطقة الراحة ومواجهة التحديات، ولكن من خلال التجربة والاستكشاف، يمكن توسيع المعرفة وتطوير مهارات جديدة لديكِ.
استغلّي الفرص التعليمية المتاحة لكِ
أشار دكتور مصطفى، إلى ضرورة استفادتكِ منالفرص التعليمية المتاحة لكِ. يُمكن أن تشمل هذه الفرص الدورات والبرامج التدريبية، والتعلم عن بعد، والتدريبات التطبيقية، والمؤتمرات وورش العمل. عندما تستغلين هذه الفرص بشكل جيد، يُمكنكِ الاستفادة من الموارد،والخبرات المتاحة وتطوير مهاراتكِ بشكل أفضل.
لا تترددي في التواصل مع الآخرين
من ناحية أخرى، أوضح دكتور مصطفى، أن التواصل والتعاون مع الآخرين يعتبر جزءًا أساسيًا في عملية التعلم المستمر. إذ يُمكنكِ الاستفادة من الخبرات والمعرفة المشتركة، والتعلم من الآخرين؛ وذلك من خلال التفاعل والتواصل معهم. يمكن أن تشمل طرق التواصل هذه المناقشات الجماعية، والمشاركة في مجموعات دراسية، والتعاون في مشاريع تعليمية مشتركة.
قومّي بتقييم ذاتكِ وتحفيزها
وأضاف دكتور مصطفى، يجب عليكِ أن يقومي بتقييم نفسكِ بانتظام، وتحديد المجالات التي تحتاجين إلى تحسينها. فمن خلال تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف، يُمكنكِ توجيه جهودكِ، والعمل على تطوير المهارات اللازمة لكِ. وبجانب تقييمكِ الذاتي، يجب عليكِ توفير التحفيز الذاتي لكِ، وذلك عن طريق تحديدأهدافكِ القابلة للتحقيق و نقديم مكافآت صغيرة لنفسكِ.
اعتمدّي على التعلم العملي
أكد دكتور مصطفى، على أهمية التعلم العملي؛ فمن المهم أن يكون التعلم عمليًا ومتوافقًا مع الحياة العملية لكِ. ويمكنكِ تحقيق ذلك من خلال المشاريع العملية، والتدريب على المهارات العملية، والتعلم من خلال التجارب والتحديات الواقعية.
إلتزمي باستمرارية التعلم والتطوير المهني
وهنا أوضح دكتور مصطفى، أنه يجب أن يكون التعلم مستمرًا ومستدامًا على مدارحياتكِ المهنية. إذ يُمكنكِ الاستفادة من فرص التطوير المهني، مثل؛ "الدورات التدريبية، وورش العمل والمؤتمرات"، لتحسين مهاراتكِ ومعرفتكِ.فمن خلال استمراركِ في تحديث معرفتكِ ومهاراتكِ، يُمكنكِ التأقلم مع المتطلبات المتغيرة للعالم المهني وتحقيق النجاح المستدام.
ابنّي شبكات اجتماعية خلال رحلة تعلمكِ المستمر
ووفقًا للدكتور مصطفى، يعتبر بناء شبكات اجتماعية وتواصل فعال مع الآخرين أمرًا حاسمًا في رحلة التعلم المستمر. لذا ينبغي عليكِ السعي للانخراط في مجتمعات تعليمية ومهنية ذات صلة بمجالكِ، والاستفادة من تواصلكِ مع الخبراء والمتخصصين في المجال. فمن خلال تبادل الأفكار والمعرفة والتجارب مع الآخرين، يُمكنكِ توسيع آفاق التعلم لديكِ وتحقيق النجاح المهني الذي تطمحين إليه.
تأكدي أن الاستدامة والتكيّف جزءًا أساسيًا من التعلم المستمر
وتابع دكتور مصطفى، يعتبر التكيف مع التغيرات والابتكارات في المجال المهني جزءًا أساسيًا من تعلم العمر. لذا يجب عليكِ تطوير مرونتكِ وقدرتكِ على التكيف والاستجابة للتحولات السريعة في بيئة عملكِ. بصفة عامة، يُمكنكِ تحقيق ذلك من خلال مواكبة التقنيات الحديثة، والتعرف على التوجهات الجديدة في مجال عملكِ، وتطوير المهارات المطلوبة لمواكبة التطورات التي تلاحقِ.
واستكمالًا لحديثنا عن التعلم المستمر وأهميته لبناء عقلية التعلم الدائم؛ أكد دكتور مصطفى، أن وصولكِ لعقلية التعلم الدائم سيُحقق لكِ الفوائد التالية:
استعدادكِ دومًا لغير المتوقع
ليس في إمكانكِ أن تتحكمي في الوقائع، ولا أن تُسيّر الظروف وفق هواكِ، كل ما يُمكنكِ فعله أن تتأقلمي، وأن تدورّي مع الواقع حيث دار. على سبيل المثال: "فقدان وظيفتكِ" أمرًا مؤسفًا. لكن من خلال إتقانكِ وتعلمكِ مهارات جديدة يُمكنكٍالعثور على عمل جديد في وقت أسرع. كذلك سيكون التعلم المستمرعونًا لكِ في الخروج من الأزمات والمصاعب التي تعترض طريقكِ بين آن وآخر.
نموكِ المهني
عندما تتعلمين بشكل دائم ستجدين أنكِ في حالة نمو وتحسن مطردتين في حياتكِ المهنية؛ ومن ثم ستحصلين على وظائف ومناصب جديدة بشكل مستمر؛ اعتمادًا على أحدث المهارات التي حصّلتيها.
حل المشكلات التي تواجهكِ
بالتأكيد تتعرضين لمشكلات مختلفة طوال الوقت، وهنا سيمكّنكِ التعلم المستمر من القدرة على حل هذه المشكلات باستخدام الخيارات والبدائل والحلول المبتكرة المكتسبة من تعلمكِ المستمر.
رؤيتكِ أعمق
المتحجرون والثابتون عند مجموعة معينة من المهارات والمعارف عادة ما يتسمون بنظرة قاصرة ورؤية محدودة؛ إنهم لا يستطيعون سوى رؤية جانب واحد، هو الجانب الذي أسعفتهم معارفهم الضئيلة في إدراكه. وهنا تأتي أهمية التعلم المستمر؛ حيث يتيح لكِ رؤية أعمق للواقع المحيط بكِ، ويجعلكِ منفتحة دومًا على كل ما هو جديد، وأكثر مرونة.
تعزيز ثقتكِ بنفسكِ
وأخيرًا، يمنحنكِ تعلم أشياء جديدة شعورًا بالإنجاز الذي بدوره يُعزز ثقتكِ في قدراتكِ وذاتكِ؛ فكلما تعلمتِ أكثر ستشعرين أنكِ أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات، واستكشاف آفاق جديدة لم تكوني تدركيها من قبل.