التعامل مع الخذلان يتطلب وعي وجهد كبير منكِ لا تبخلي على نفسكِ بهما لتحقيق الوقاية منه

ما وراء الخذلان.. تغلبي على مشاعره القاسية بتطبيق نصائح الخبراء واستعيدي ثقتك بنفسك مجددًا

ريهام كامل

الخذلان، ذلك الشعور القاسي الذي ينتابنا عندما نواجه الطعنات في ذهول وصمت من حيث لا نتوقعها؛ فمن منا لم يشعر به عند عدم وجود من يلبي احتياجاتنا المعنوية، ومن منا لم يتعرض للخيبة والاحباط من أشخاص من غير المتوقع أن يصدر عنهم ما يسيء إلينا ويؤذينا. ومن منا لم يتعرض له بصورة أو بأخرى، إذ أن له صور عديدة فقد يحدث عند تلقي طعنات الغدر من الأصدقاء والأحبة، وعند غياب من نحب في مواقف حياتية مهمة تعني لنا الكثير والكثير إلى غير ذلك من المواقف المخذلة العديدة التي تعج بها صدورنا برواسبها السلبية خلال مسيرة الحياة.

للتغلب على مشاعر الخذلان اسمحي لمشاعر بالتنفس واسمحي لنفسك بالألم
للتغلب على مشاعر الخذلان اسمحي لمشاعر بالتنفس واسمحي لنفسك بالألم

إذا كنتِ طيبة القلب، عذبة الخلق، حتمًا أنكِ ستتعرضين للخذلان مرارًا وتكرارًا. قد تتذوقين مرارته من شريك حياة خائن يفتقر للنبل والمروءة، أو عندما تكتشفين صداقة غير حقيقية، أو عند عدم اهتمام من تمنحينهم كل الرعاية والاهتمام بكِ. ستجدينه في مواقف عدة، لأنه حقيقة مؤكدة من حقائق الحياة، وما يهم أن تكوني أنتِ محصنة ضد هذا الشعور القاسي، وأنا لا تسمحي لتكرار الشعور به مرة أخرى.

لا تقلقي، أنا هنا من أجلك اليوم، وسأقدم لكِ إفادة ونصائح فعالة عبر إفادة الدكتورة "أميرة داوود" أخصائية علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية، ماجيستير صحة نفسية جامعة استانفورد الامريكية، حتى تحمين نفسك من التعرض المتكرر الخذلان تحقيقًا لسلامك النفسي الداخلي، وتحقيقًا لحياة قلبك الطيب الذي يملؤه الخير لجميع من حولك. تابعي معي القراءة بدقة، وستجدين إجابة لكل الأسئلة التي تدور برأسك.

كيف أتغلب على مشاعر الخذلان؟

تستطيعين غاليتي التغلب على مشاعر الخذلان بعدم استعجال تعافيك من آثاره السلبية لأن التعافي منه، والتغلب على مشاعره القاسية يحتاج إلى وقت وصبر، مع الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • الاعتراف بمشاعرك وعدم كبتها لأي سبب، لذا اطلقي لها العنان، واعترفي بها، وبالألم الذي يعتسر روحك، ويرهق كيانك.
  • عليكِ بالابتعاد عن الشخص الذي سبب لكِ الشعور بالخذلان.
  • لا تحسني الظن كثيرًا بالآخرين، اجعلي مشاعرك متوازنة ومعتدلة.
  • تعزيز الثقة بالنفس والتركيز على مواطن القوة فيكِ للاستفادة منها، وتقوية مواطن الضعف.
  • احذري الاستسلام لمشاعر الكراهية والاستياء، كوني متسامحة لأجلك أنتِ.
  • مارسي التأمل بعمق.
  • استشيري المختصين إذا لم تجدي محاولات التغلب على مشاعر الخذلان نفعًا يليق بحالتك بالنفسية ويفي بتحقيق سلامك النفسي الداخلي.
أنتِ أقوى من الخذلان حاربيه بتعزيز القدرة على التخلي في عز التعلق
أنتِ أقوى من الخذلان حاربيه بتعزيز القدرة على التخلي في عز التعلق

ما الذي يسبب كثرة التعرض للخذلان؟

اختيار الأشخاص الخطأ، والثقة العمياء، والتعلق الزائد، والاحتياجات العاطفية الملحة، ورفع سقف التوقعات حيال الآخرين كلها أمور تسبب لكِ كثرة الخذلان، لذا حاولي تحقيق التوازن في مشاعرك وفي توقعات وفي تعاملاتك اليومية مع الآخرين.

وبحسب دكتورة أميرة داوود، ولحماية نفسك من الخذلان المتكرر، عليك أن تبدأي بتحديد الحدود الشخصية وتوضيح توقعاتك من الآخرين بوضوح. لا تسمحي للآخرين بتجاوز حدودك أو التقليل من قيمتك. امنحي نفسك الوقت الكافي للتعرف على الأشخاص قبل أن تمنحيهم ثقتك الكاملة. لا تبهري بالكلام المعسول وركزي على الأفعال، ولا تهملي الإشارات الحمراء في علاقتك بالآخرين.

كيفية الوقاية من الخذلان المتكرر؟

بداية تذكري غاليتي دائمًا أن الخذلان جزء من الحياة، وأنه يمكنك ومن خلال التجارب الصعبة تعلم كيف يمكن أن تكوني أقوى وأكثر حكمة في التعامل مع الآخرين وبما يجنبك التعرض للخيبة والخذلان المتكرر.

كما يجب عليكِ تطبيق الإجراءات الوقائية التالية:

اهزمي التعلق بالتخلي

لا تتعلقي بالآخرين، وابتعدي عن كل ما هو مؤذي مع ظهور أي علامات حمراء تتوقع تعرضك للخذلان. لا تتعلقي أبدًا لتكوني قادرة على التخلي في أي وقت حفاظًا على سلامة قلبك، وسلامك النفسي الداخلي. وكوني قوية بما يكفي للمضي قدمًا دون أي اخفاقات.

حققي استقلاليتك وعززيها

عززي استقلاليتك، وحققي سعادتك بنفسك، وركزي على تحقيق أهدافك الشخصية، وطوري من ذاتك، واكتشفي مهاراتك واجتهدي لتقويتها، كل ذلك له أن يرفع قدرك ويعزز من ثقتك في نفسك، والنتيجة مثمرة للغاية تحقيق الوقاية من التعرض لسلبيات الخذلان المتكرر.

اعترفي بأن الخذلان جزء طبيعي من الحياة

يجب أن تتذكري دائمًا أن الخذلان حدث من الأحداث الطبيعية التي من الممكن أن نتعرض لها في الحياة ولكن تكراره سيكون بسبب أخطاء وقعتِ فيها، هذه الأخطاء يجب تجنبها بقدر الإمكان لتحقيق الوقاية الكاملة من التعرض لتكرار الشعور به.

اعتني بنفسك واحبي ذاتك

إن حبك لذاتك، واعتنائك بنفسك سيحول بينك وبين تكرار التعرض لأي أحداث سلبية كالخذلان أو الصدمة أو الخيبة. فبقدر حبك لذاتك واعتنائك بها بقدر وقايتك من التعرض للخذلان المتكرر.

حققي الوقاية من الخذلان المتكرر بتعزيز ثقتك بنفسك وحبك لذاتك وتحقيق سعادتها
حققي الوقاية من الخذلان المتكرر بتعزيز ثقتك بنفسك وحبك لذاتك وتحقيق سعادتها

لا ترفعي سقف توقعاتك تجاه الآخرين

إن رفع سقف توقعاتك حيال الآخرين سيزج بكِ في الظلام وسيلحق بكِ أذى كبير جدًا. لذا، لا ترفعي سقف توقعاتك تجاه الآخرين وتذكري أن الخذلان يحدث من حيث لا تتوقعينه، وقد يكون المتسبب فيه من هم أقرب إليكِ من نفسك. لا تتوقعي منهم أن يكون مخلصين لك طوال الوقت. لا تتوقعي الأشياء المثالية أو أي حد أدنى منها، لتعيشي في سلام وأمان وبقلب خال من الجروح والآلام.

استثمري وقتك في تحقيق نجاحات متتالية

عندما يكون انشغالك منصب على تحقيق نجاحات متتالية في حياتك المهنية أو الخاصة، ستكونين بأمان، تام، لأنه لا مجال حينها للتفكير في الأشخاص الخطأ، ولن تكوني بحاجة إلى من يكملك. فأنت لستِ ناقصة، أنتِ الكمال بعينه بثقتك بنفسك، وبايمانك بها، وبقدرتك على وضع أهدافك وتحقيقها، وبالمضي قدمًا في حياتك دون الاعتماد على أناس لن تجدي منهم إلا الخيبة والخذلان.

خلاصة القول:

كثرة التعرض للخذلان غالبًا ما تكون ناتجة عن رفع التوقعات الشخصية العالية تجاه الآخرين،  والتعلق الزائد، والثقة العمياء، وطريقة التفاعل ال مع الآخرين. لذا ولتحقيق التغلب على الخذلان ولتحقيق الوقاية من التعرض المتكرر له، لابد من وضع الحدود، وخفض سقف التوقعات تجاه الآخرين.

مع تمنياتي لكِ بحياة آمنة بعيدة عن الخذلان ومرارة الخيبات والصدمات،،،