لاستعادة احترامكِ لذاتكِ تخلصي من عدو التميُز والنجاح في عام 2025
إذا كنت لا تزالين تشعرين بعدم اليقين، وعدم الكفاءة بشأن قدراتكِ الفردية، أو قيمتكِ أو ثقتكِ نفسكِ؛ فلاشك أن تجاربكِ السلبية، وحساسيتكِ المفرطة من النقد، وأنماط تفكيركِ السلبية، وخوفكِ من الفشل وأيضًا التأثيرات العائلية والبيئية لا تزال تُسيطر عليكِ
وبما أن الدراسات المتنوعة تُشير في علم النفس، إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بالتقدير الصحي للنفس، ويقدرون إنجازاتهم هم أكثر ميلًا للنجاح والتفوق، بينما من يفتقر إلى الثقة بالذات ويُحقّر من ذاته هو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
فإذا كنتِ من الفئة الأخيرة، فلا تبتئسي! يُمكن معالجة ذلك، لكن الأمر يتطلب أولًا الانتباه للأسباب وراء ذلك، وبعض الممارسات اليومية لتستعيدّي احترامكلذاتكِ أثناء وضع خططكِ وأهدافكِ في عام 2025.
لذا دعينا نُطلعك بالتفصيل عبر موقع " هي " على مظاهرعدم الثقة بالنفس، وأسبابها وكيفية التعامل معها، لتخطي هذه المرحلة، واستعادة ثقتك بنفسكِ مدى الحياة وليس فقط في عامكِ الجديد، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
عدم احترامكِ لذاتكِ مرتبط بهذه الأفعال
في البداية، أوضحت دكتورة لبنى، أن معظم الأشخاص سواءً النساء أو الرجال الذين يتصفون بعدم الثقة بالنفس، يشتركون في عدة أفعال يكررونها بصفة مستمرة، أبرزها:
- الحساسية المفرطة.
- انتقاد أنفسهم بشدة.
- لا يصدقون الشخص الذي يمدحهم.
- انعدام الثقة والشعور بالسوء تجاه الذات.
- غير محبوبين أو مُحرجون أو غير أكفاء.
- يقللون من شأن صفاتهم الإيجابية أو يتجاهلونها.
- مفرطون اليقظة والانتباه إلى علامات عدم الكفاءة والرفض.
- يحكمون على أنفسهم ليكونوا أقل شأنًا من أقرانهم.
- يستخدمون كلمات سلبية لوصف أنفسهم، مثل: " غبي أو قبيح أو غير محبوب ".
- يفترضون أن الحظ يلعب دورًا كبيرًا في جميع إنجازاتهم، ولا ينسبّون إليهم الفضل.
- يعرضون أنفسهم للسخرية، أو يتصرفون بطريقة غير أخلاقية، فالحياة بكل جوانبها، تُشكل تهديدًا مستمرًا لتقدير الذات بالنسبة إليهم.
- يجري هؤلاء الأشخاص مناقشات مع أنفسهم، وهو ما يُعرف " بالحديث الذاتي "، التي تكون دائمًا سلبية وانتقادية وتحمل لومًا كبيرًا للذات.
- يلومون أنفسهم عندما تسوء الأمور بدلًا من مراعاة الأشياء الأخرى التي ليس لديهم سيطرة عليها مثل: " تصرفات الآخرين أو القوى الاقتصادية ".
عدم كفاءة ذاتكِ مرتبط بهذه العلامات
وأضافت دكتورة لبنى، تظهر علامات عدم ثقة الشخص بنفسه من بعض التصرّفات التي يقوم بها، ومن أهمها ما يأتي:
- التصرّف بخجل وتردد.
- نقد الآخرين دائماً لتعويض الشعور بالنقص.
- الاعتذار عن أي موقف حتى لو كان غير مخطئ.
- الحزن المستمرّ لعدم شعور الفرد بأنّه يستحقّ السعادة.
- السعي الدائم والمُبالغ فيه لإثبات الحضور في كل حوار عادي.
- عدم استعمال لغة الجسد أثناء تعاملاته وحديثه مع الآخرين.
- عدم القدرة على ترك انطباع أول جيّد لدى الآخرين في المواقف المختلفة.
- الاستسلام للمعاملة السيئة من قِبل الآخرين لشعوره بأنه يستحقّ هذه المعاملة.
احذري هذه الأسباب لاستعادة ثقتكِ بنفسكِ مدى الحياة
أشارت دكتورة لبنى، أن العوامل التي تساهم في تدنّي الثقة بالنفس تختلف من شخص لآخر، ولكن قد يكون لها علاقة بالأسباب التالية:
الجينات
تلعب الجينات والخلفيات الثقافية والخبرات في مرحلة الطفولة دورًا كبيرًا في الثقة بالنفس وقيمتها؛ فقد أظهرت الدراسات أن تركيبتنا الجينية تؤثر على كمية بعض المواد الكيميائية المُعززة للثقة، والتي يُمكن لدماغنا الوصول إليها، مثل " السيروتونين "، وهو ناقل عصبي مرتبط بالسعادة يُمكن أن تعطل وظيفته بعض الاختلافات الجينية علمًا أنه قد يتم توريث ما بين 25 إلى 50% من سمات الشخصية المرتبطة بالثقة.
تجارب الحياة الشخصية
يُمكن أن تؤدي عدد من التجارب الفردية إلى الشعور بعدم اليقين تمامًا في النفس؛ فالطريقة التي نتعامل بها من عائلتنا في الصغر يُمكن أن تؤثر علينا لفترة طويلة بعد الطفولة.
على سبيل المثال، إذا كان أحد والديكِ يُقلل من شأنك باستمرار، أو يُقارنك بالآخرين، أو أخبرك أنك لن تصلي إلى أي شيء، فمن المحتمل أنكِ تحملي هذه الرسائل معكِ اليوم.
التنمر باستمرار
يلعب التنمر دورًا كبيرًا في اهتزاز ثقتنا بأنفسنا؛ إذ يُمكن أن يترك التنمر في مرحلة الطفولة أثرًا على ثقتنا بأنفسنا، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمظهر، والقدرات الفكرية،والرياضية وغيرها من مجالات حياتنا.
الطفولة غير السعيدة
غالبًا ما يبدأ تدني احترام الذات في مرحلة الطفولة، وخصوصًا إذا ارتبط بهذه الأسباب: " ضعف الأداء الأكاديمي في المدرسة، رسائل سلبية من المدرسين، أو الأصدقاء، أو الأسرة، أو حتى وسائل الإعلام، أحداث صعبة وفارقة في الحياة، مشكلة صحية مستمرة،الإصابة بمرض عقلي".
عدم الثقة بالنفس قد يؤثرعلى حياتكِ بهذه الأشكال
من ناحية أخرى، أكدت الدكتورة لبنى، أن عدم الثقة بالنفس قد يُجسد الأشكال التالية سواءً للمرأة أو الرجل، وذلك على النحو التالي:
المشاعر السلبية
يُمكن أن يؤدي النقد الذاتي المستمر إلى استمرار الشعور بالحزن، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الغضب، أو الخجل، أو الذنب.
مشاكل في العلاقات
قد يتحمل الشخص ذو النقد الهدّام للذات كل أنواع السلوك غير المعقول من الطرف الآخر، لأنه يعتقد أنه يجب عليه كسب الحب والصداقة، أو يشكّ بالأساس في كونه محبوبًا.
الخوف من المحاولة
قد يشك الشخص في قدراته أو قيمته ويتجنب التحديات.
الخوف من الحكم
قد يتجنب الشخص المشاركة في الأنشطة التي تتضمن أناسًا آخرين، مثل " الرياضة، أو المناسبات الاجتماعية" خشية أن يتم الحكم عليه بشكل سلبي، وكذلك يشعر الشخص بالخجل والتوتر من الآخرين ويبحث باستمرار عن "علامات " على أن الناس لا يحبونه.
تطوير عادات غير مفيدة
فقد يُهمل الشخص أو يُسيء إلى نفسه بدرجة كبيرة، ويبدأ في الاتجاه إلى سلوكيات وعادات ضارة، مثل: " شرب الكثير من الكحول أو التدخين ".
سلوكيات إيذاء النفس
يؤدي تدني احترام الذات إلى زيادة خطر إيذاء الذات، ويبدأ الشخص في عادات صحية خطرة، مثل: " اضطراب الأكل، أو تعاطي المخدرات، وقد يصل الأمر إلى الانتحار".
الإضرار بالصحة العقلية
يُمكن أن يؤدي قلة احترام الذات واحتقارها إلى مشاكل مثل: " الاكتئاب والقلق ".
مفاتيح فعالة لتعزيز ثقتكِ بنفسكِ دومًا
ووفقًا للدكتورة لبنى، إن تعزيز الثقة بالنفس أو احترام الذات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية رؤيتنا وردود أفعالنا للأشياء التي تحدث في حياتنا؛ وفيما يلي نقدم إليكِ عزيزتي مجموعة من المفاتيح الفعالة التي ستُساعدك على إعادة بناء ثقتك واحترامك لنفسكِ مدى الحياة، وليس فقط في عام 2025، وذلك على النحو التالي:
- تحدّثي إلى نفسك بشكل إيجابي.
- أخبِرّي نفسك برسالة إيجابية كل يوم.
- عاملّي نفسك كما تفعلي مع صديقتك المُفضلة.
- كّوني داعمة ولطيفة ومتفهمة، لا تقسُي على نفسك عندما ترتكبي أي خطأ.
- عبّري عن احتياجاتك، ورغباتك ومشاعرك، ومعتقداتك، وآرائك للآخرين بطريقة مباشرة وصادقة.
- لا تقارني نفسكِ بالآخرين، وتأكدي أن كل شخص مختلف، وأن كل حياة بشرية لها قيمة في حد ذاتها.
- اعترفي بالإيجابيات، على سبيل المثال: لا تتجاهلي المجاملات، أو ترفضي إنجازاتك على أنها " حظ أحمق "، أو تتجاهلي سماتك الإيجابية.
- ابدأي في تدوين الأفكار السلبية التي تحاصرك واكتبيها في مفكرة، واسألي نفسكِ متى بدأتي في التفكير في هذه الأفكار لأول مرة.
- قدِّري صفاتك الخاصة، وذكِّري نفسك بنقاطك الجيدة كل يوم، وهنا يُمكنك كتابة قائمة بسماتك الجيدة، وإنجازاتك لتراجعيها كثيرًا.
- إذا كنتِ تشعرين بأنكِ لا تستطيعي التفكير في أي شيء جيد عن نفسك، فاطلبي من صديقة تثقي بها مساعدتك في كتابة القائمة.
- ركّزي على العيش في الحاضر، واللحظة الراهنة، بدلًا من تركيزك على الماضي وسلبياته.
- توقفّي عن القلق في كل ما يخص المستقبل، وتقبّلي أنكِ لا تستطيعي رؤية المستقبل أو تغييره، وحاولي تذكير نفسك بتلك الأفكار بين الحين والآخر.
- أحِيطّي نفسك ببيئة إيجابية صحية، وابتعدي عن الأشخاص الذين يبعثون كلامًا سلبيًا ومُحبطًا، وحاولي بناء علاقات مع أشخاص إيجابيين.
- مارسي التمارين الرياضية المتنوعة كي تُساعدكِ على الشعور بالرضا، وكذلك مكافحة شعوركِ بالاكتئاب، وتحسين حالتك المزاجية بصفة مستمرة.