استلّهمي مهاراتكِ الإبداعية من ملامح حكاية مليئة بالتحديات تُجسدّها مصممة الأزياء نيفين القاضي

خاص "هي": استلهمي مهاراتكِ الإبداعية من ملامح حكاية مليئة بالتحديات تُجسدّها مصممة الأزياء نيفين القاضي

رحاب عباس

يُمثل دورّها منحنى جديدفي عالم الأزياء، لترسم بين طياته رسالة فكرية وثقافية مستمرة، وتُركز على أهمية الفنون في نقل تراث وحضارة الشعوب.هذا ما بدا واضحًا في غالبية أعمال مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي. فتصاميمها تًحيي الجذور العريقة للشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي والحضاري الخالد في الذاكرة. ولمزيد من التفاصيل عن ملامح الحكاية لامرأة تستغل مهاراتها الإبداعية في تطوير ذاتها لتُمثل بلدها على مستوى العالم العربي والخليجي؛ تابعي قراءة السطور القادمة.

مصممة الأزياء نيفين القاضي ليس مجرد اسم بل حكاية

مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي تُحيي الجذور العريقة للشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي والحضاري الخالد في الذاكرة من خلال تصاميمها المتميزة
مصممة الأزياء نيفين القاضي تُحيي الجذور العريقة للشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي والحضاري الخالد في الذاكرة من خلال تصاميمها المتميزة

رحلتها المليئة بالتحديات والنجاحات، والتي قد شكّلت هُوية استثنائية تتجاوز الحدود الجغرافية؛ ترسم ملامح حكاية مليئة بالتحديات، والأمل، والحب، والإصرار على النجاح. ولدت نيفين لأبٍ مناضل وأم عظيمة، وسط أسرة فلسطينية  أثرت فيها الظروف القاسية؛ لكنهم حملوا قضيتهم معهم أينما ذهبوا. تقول نيفين: "ولدت ومعي حمل كبير على كتافي.. حمل القضية".وعلى الرغم من قضاء نفين حياتها في مصر، فإنّ حبها لوطنها ظل راسخًا في قلبها، ومع ذلك، وجدت في مصر وطنًا بديلًا احتضن طفولتها وشبابها؛ إذ عاشت أجواء ثقافية وفنية مميزة في مجتمع يزخر بالمبدعين. 

والدتها سرّ شغفها لحب الأناقة وتصميم الأزياء

تشبعت نيفين بحب الأناقة وتصميم الأزياء من أحضان والدتها؛ ورغم أن للفنانين تأثير كبير عليها منذ صغرها، إلا أن والدتها غرست بداخلها حب الأناقة، عبر ملابس أنيقة مصممة بحب وإتقان، لتبدأ مسيرتها في عالم التصميم بزيارة يومية لجار مصري كان مصمم أزياء مرموقًا، لتترسخ في عالم الأقمشة والتصاميم، ولتصبح الأناقة جزءًا لا يتجزأ من هويتها.

دراستها للقانون منحها قوة وشخصية مختلفة في عالم الموضة

درست نفين الحقوق في جامعة القاهرة، لكنّ شغفها بالفن دفعها لدراسة الموضة في المعهد الإيطالي، وبين دراسة القانون والموضة، بدأت تُصقل شخصيتها بشكلٍ فريد. ورغم أن الحقوق لم تكن خيارها الأول، إلا أن دراستها للقانون منحتها قوة وشخصية مختلفة، قادها إلى الصحافة، إذ وجدت ضالتها: "الصحافة فتحت لي أبوابًا جديدة ونمت جوانب عديدة في شخصيتي".

الأصالة منبع جذورها العربية والصحافة بمثابة حرية التعبير والانفتاح

الصحافة والتصميم والتنسيق لهم تأثير إيجابي على شخصية مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي لتجسيد رؤية مختلفة في عالم الأزياء
الصحافة والتصميم والتنسيق لهم تأثير إيجابي على شخصية مصممة الأزياء نيفين القاضي لتجسيد رؤية مختلفة في عالم الأزياء

انتقلت نفين بأحلامها إلى الولايات المتحدة، وعاشت فيها فترة من حياتها، وزاولت مهنة الصحافة في تكساس، مستفيدة من حرية التعبير والانفتاح الذي وفرته لها تلك البيئة، ورغم التجربة الغنية التي عاشتها في أمريكا، إلا أنها شعرت بحنين دائم لجذورها العربية لتعود إلى العالم العربي، وتوجه شغفها نحو العمل الاجتماعي، خاصًة في تمكّين النساء وتشجيعهّن على الحرف اليدوية، التي تؤمن بأنها تعكس أصالة الإنسان وإبداعه.  وأشارت نيفين إلى أن خلفيتها الإعلامية كصحفية سابقة ومعدة برامج، وفي نفس الوقت عملها في مجال التصميم والتنسيق "ستايلست"، أسهموا بشكل كبير في بناء شخصيتها المهنية، مؤكدة: "تعدد التجارب جعلني أملك رؤية مختلفة في تصميم الأزياء، حيث أسعى دومًا إلى دمج الفن مع الرسالة الثقافية".

فلسفتها جزء لا يتجزأ من شخصيتها بدعم زوجها

"الفن هو الحياة.. الجمال هو الأصل في كل شيء". بهذه الكلمات تلخص نيفين فلسفتها في الحياة، حيث يظل الفن متأصلًا في روحها وجزءًا لا يتجزأ من شخصيتها، لتدخل عالم التصميم وإحياء التراث العربي، التي واجهت فيه تحديات هائلة خصوصًا مع افتقارها للخبرة في التجارة والتسويق. تقول: "كانت خطوة جريئة ومخاطرة بكل المقاييس". لكنها تجاوزت تلك التحديات بدعم زوجها، الذي شجعها على السعي وراء حلمها من دون خوف. وتؤكد أن زوجها كان ولا يزال الركيزة الأساسية في رحلتها المهنية. مشيرة إلى أنه قدم لها الدعم المادي والمعنوي منذ البداية، وتُضيف: "إيمانه بموهبتي كان أكبر مما كنت أتخيل، ومن دونه ما كنت لأحقق أي نجاح.. لقد آمن بي عندما شكّك الآخرون في قدرتي على بدء مسيرتي وتحقيقي لنجاحات ملموسة". وتشير إلى أن علاقتها بزوجها ليست فقط علاقة دعم، بل شراكة مستمرة في بناء أحلامها، وتؤكد: "ما زلنا نسير معًا في هذه الرحلة، ودعمه الدائم يجعلني قادرة على مواجهة أي تحديات.. أعتبره أروع سند في حياتي، ودائمًا أقول إن نجاحي هو نجاحنا معًا".

رسالتها تستهدف توحيد التراث العربي

التراث العربي يمكن أن يكون حاضرًا على الساحة العالمية بأسلوب عصري يحمل الهوية والأصالة من خلال تصاميم مصمة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي
التراث العربي يمكن أن يكون حاضرًا على الساحة العالمية بأسلوب عصري يحمل الهوية والأصالة من خلال تصاميم مصمة الأزياء نيفين القاضي

ترى نيفين أن المشروع لم يكن مجرد استثمار، بل رسالة ثقافية وإنسانية تهدف إلى توحيد التراث العربي. تقول: "أريد أن يدرك الشباب أن جذورهم تمتد في كل أقطار الوطن العربي". ورغم مرور 6 سنوات فقط على دخولها مجال التصميم، إلا أنها أصبحت أيقونة تمزج بين الأناقة والمقاومة، لتُثبت أن التراث العربي يُمكن أن يكون حاضرًا على الساحة العالمية بأسلوب عصري يحمل الهوية والأصالة.

الموهبة وحدّها لا تكّفي

توضح نيفين أن الموهبة وحدها لا تكّفي؛ لكنها تحتاج إلى صقل ودراسة لتتحول إلى نجاح ملموس. تقول: "كنت أؤمن دومًا بأن الموهبة تُشبه الصوت الجميل. لا يُمكن لأحد أن يغني من دون أن يمتلّك موهبة فطرية، لكن هذه الموهبة تحتاج إلى تعلم التقنيات وامتلاك أدوات التحكم، لتبرز بأفضل صورة. لذا، درست تصميم الأزياء عبر دورات تعليمية مكثفة، واستثمرت كل لحظة لتطوير مهاراتي".

الهوية البصرية أحد أدواتها وعلامة لمهاراتها الإبداعية

مهارة الإبداع لدى مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي تنبع من الجذور الثقافية والتراثية لدولة فلسطين
مهارة الإبداع لدى مصممة الأزياء نيفين القاضي تنبع من الجذور الثقافية والتراثية لبلدها الأمّ 

تحدثت نيفين عن تحديات تصميم هوية بصرية خاصة لأعمالها. تقول: "كان من الصعب أن أحقق علامة تجارية يعرفها الناس من نوعية التطريز وشكله، ولكنني تمكّنت من ذلك بفضل المثابرة والشغف.. علامتي تعبر عن الإبداع الذي ينبع من جذورنا الثقافية والتراثية".

الإيمان والثبات بذرة تصاميمها للوصول بتراثنا العربي إلى العالم  

"العودة للجذور هي أساس النجاح، والشغف والعمل الدؤوب يُثمران في الوقت المناسب". هكذا ترى نيفين، وتؤكد أن: "زرع ونمو الجذور يتطلب وقتًا، لكن مع الإيمان والثبات، تنمو الفروع وتصل إلى أعلى". فعلى مدى 6 سنوات، استطاعت نيفين أن تحقق تقدمًا كبيرًا في مسيرتها، مستفيدة من قوة السوشيال ميديا للوصول إلى جمهور أوسع، ومع ذلك، تعترف بأنها ما زالت تحتاج إلى الكثير لتحقيق طموحاتها: "ينقصني الكثير، لكنني واثقة أنّني أمضي تجاه مساري الصحيح للوصول بتراثنا العربي إلى العالم".

الأناقة سلاحها لإحياء التراث الفلسطيني

أحد تصاميم المبدعة نيفين القاضي المتأثرة بدعم والدتها وزوجها
أحد تصاميم المبدعة نيفين القاضي المتأثرة بدعم والدتها وزوجها

انطلقت نيفين بمشروع يستهدف إحياء التراث الفلسطيني وتقديمه للعالم بأسلوب معاصر، متجاوزة الصورة النمطية التي تُختزل فيها القضية الفلسطينية بالألم والمعاناة. تقول: "الفلسطينيون يحبون الحياة والفن مثل الجميع"، وتؤكد أن سلاحها هو الأناقة.

الأزياء أداة لتوصيل رسالة أعمق تعكس هويتها الحقيقية

تسعى نيفين القاضي من خلال تصاميمها إلى إعادة تعريف مفهوم الأزياء في العالم العربي، فهي لا تهدف فقط إلى إبراز جمال المرأة الخارجي، بل تعمل على تعزيز إحساسها بقيمتها وشخصيتها، وتؤكد: "في نهاية المطاف، الأزياء هي أداة لتوصيل رسالة أعمق، تجعل المرأة تدرك أنها جميلة بطريقتها الخاصة، وأن التميز لا يأتي باتباع الموضة فقط، بل بارتداء ما يعكس هويتها الحقيقية".

الجمال رسالة إلهية يمنحها شعورًا السعادة وثقة بالنفس

تصميم مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي يُعزز الثقة بالنفس والشعور بالسعادة
تصميم مصممة الأزياء نيفين القاضي يُعزز الثقة بالنفس والشعور بالسعادة

"الجمال رسالة إلهية، ونحن البشر نعشق الجمال، لأنه يُعزز الثقة بالنفس ويمنحنا شعورًا بالسعادة". بهذه الكلمات تلخص مصممة الأزياء نيفين القاضي فلسفتها في التصميم، والتي تتجاوز الموضة لتلامس الروح، وتعبّر عن قصص إنسانية مؤثرة.

قدرتها على الإبداع بدأت من تصميم الملابس الرجالية

رغم أن اسم نيفين يرتبط اليوم بالأزياء النسائية، إلا أن بدايتها كانت مع تصميم الملابس الرجالية، وتقول: "حين كنت طالبة في الجامعة، اكتشفت شغفي بالأزياء من خلال عمل عائلتي في سلسلة محلات ملابس رجالية.. وأطلقت أول علامة تجارية لي تحت اسم (فينو)، وكانت مخصصة لتصميم القمصان الرجالية. وبميزانية بسيطة، استطعت تحويل الفكرة إلى نجاح تجاري كبير خلال عام واحد، ما أكد لي أنني أمتلك القدرة على الإبداع والاستمرار في هذا المجال". علمًا أن الزواج والتنقل المستمر بين الدول، سواءً في الخليج أو أوروبا وأمريكا، شكّل محطة غنية في حياة نيفين، إذ اكتسبت خبرات وثقافات متنوعة من مجتمعات مختلفة، ما انعكس على تصاميمها.

التطريز اليدوي بداية رحلتها وثمرة فوزها بجائزة عالمية

التطريز اليدوي أحد المهارات الإبداعية لمصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي وسبب فورها بجائزة عالمية
التطريز اليدوي أحد المهارات الإبداعية لمصممة الأزياء نيفين القاضي وسبب فورها بجائزة عالمية

جمعت نيفين بين التراث الفلسطيني والعربيمن خلال شغفها بالعمل اليدوي. ونجحت في إبراز جماليات التطريز اليدوي، ليكون أول فستان زفاف فلسطيني صممته بمثابة بداية رحلة ملهمة، أثمرت عن فوزها بجائزة عالمية عن تصميم يعكس التراث الفلسطيني.

رؤية الشباب تستمدّ منها إلهام يليق بروحهم وحيويتهم

وتضيف: "من الجيل الجديد أستمدّ الإلهام لأقدم قطعًا تليق بروحهم وحيويتهم، وأشعر بالفخر عند رؤية الشباب يحتفون بالملابس المتنوعة، وخصوصًا الرمضانية التي تحمل لمسات عصرية، من دون أن أفقد ارتباطي بجذوري".

تغيير المفاهيم لدى الجيل الجديد أكبر التحديات التي واجهتها

تغيير المفاهيم لدى الجيل الجديد أكبر التحديات التي واجهتها مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي
تغيير المفاهيم لدى الجيل الجديد أكبر التحديات التي واجهتها مصممة الأزياء نيفين القاضي

أكبر التحديات التي واجهتها نيفين كان تغيير المفاهيم لدى الجيل الجديد، وإقناعهم بأنّ الأناقة والاحتشام يُمكن أن يجتمعا في صورة مبهرة في وقت باتت فيه الموضة العالمية تُصدّر ثقافات تتعارض مع الهوية الشرقية.مؤمنةً أن دور المصممين العرب هو الحفاظ على جذورهم وتطويع الموضة لتتناسب مع ثقافتهم، مثل: "الجهود الرائدة في السعودية لإحياء التراث الثقافي".

رؤيتها سرّ معركتها اليومية مع تحديات تحرير المرأة العربية من سلبيات السوشيال ميديا

"الأزياء ليست مجرد تصميم ملابس، إنّها فن يمنح المرأة ثقة داخلية وإطلالة مميزة تعكس شخصيتها". بهذه الرؤية تخوض مصممة الأزياء نيفين القاضي معركتها اليومية مع التحديات. من أبرزها تحرير المرأة العربية من تأثير "غسيل المخ" الذي تمارسه السوشيال ميديا. وتؤمن نيفين أنّ المرأة العربية، اليوم، باتت أسيرة للموضة والاتجاهات التي تفرضها السوشيال ميديا، من دون مراعاة لما يناسبها. تقول: "أصبح دوري يتجاوز تصميم الأزياء إلى تصحيح المفاهيم.. النساء يركضن وراء التريند بغض النظر عن ملاءمته لهن، وعليه وجدت نفسي أتحول إلى ما يُشبه الطبيبة النفسية، أساعدهن على اكتشاف جمالهن الداخلي وتوظيفه في إطلالات تعكس هويتهن".

عالم الأزياء وسيلة لمنح المرأة الثقة بالنفس عبر الأجيال

ترى نيفين أن عالم الأزياء أكثر من مجرد صناعة أو تجارة، فهو وسيلة لمنح المرأة الثقة بالنفس. تقول: "من أروع لحظات عملي، عندما تخبرني إحدى العميلات بأن القطعة التي صممتها بيدي مصنوعة بكل الحب وستورثها لأولادها.. هذا هو النجاح الحقيقي بالنسبة لي أن أترك أثرًا يمتدّ عبّر الأجيال".

تصاميم فلسطينية بروح جميلة لرموز الأناقة العربية

فستان الفنانة درة من تصميم مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي
فستان الفنانة درة من تصميم مصممة الأزياء نيفين القاضي

تعمل نيفين على تقديم تصاميمها لرموز الأناقة العربية، من بينهن الفنانة درة، التي ترتدي قطعًا من مجموعتها. إذ وصفتها الفنانة درة بأنّها "جميلة كجمال فلسطين". من ناحية أخرى تطمح نيفين في تحقيق حلمها الأكبر، وهو تصميم أزياء للملكة رانيا العبدالله،  وتقول: "أؤمن أن ما أقدمه من عشق للتراث العربي يستحق أن يصل للعالم كله". والجدير بالذكر، أن مجموعة "سول" التي تعني الروح، ولدت من عمق المعاناة، لكنها تجسد جمال فلسطين، وتصف نيفين هذه المجموعة بأنها انعكاس لغضبها وقهرها، ممزوجًا بحبها للأرض والتراث الفلسطيني. وتقول: "أردت أن أقدم فلسطين بروح جميلة، بأزياء تعكّس تراثها وجمالها، وتًعطي المرأة شعورًا بالفخر والانتماء".

رسالتها تجمع ين الحنين للجذور وتتطلع لمستقبل يحّمل تصاميم الوطن العربي بأكلمه

تحّمل تصاميم نيفين القاضي رسالة تجمع بين الحنين للجذور والتطلع للمستقبل؛ فهي لا تقدم مجرد أزياء، بل تُعبر عن قصص مليئة بالحب والصمود. تقول: "الأزياء ليستّ مجّرد قطع قماش، بل هي انعكاس للروح، وحنين نستلهمه من تراثنا، لنصنع شيئًا يستحق أن يخلّد". وتًضيف: "أتمنى أن أجمع الوطن العربي كله في عرض أزياء واحد. أن تمتزج ألوان المغرب بتفاصيل تونس والجزائر، وتتقاطع أقمشة السعودية والإمارات مع تراث فلسطين ومصر ولبنان وسوريا. أطمح لأنّ تحّمل كل قطعة أقدمها روح الوطن العربي بأكمله". بهذه الكلمات تُعبرعن حلمها الكبير، الذي تعمل على تحقيقه رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها. ورغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها، إلا إنها لا تزال تطمح لتحقيق حلمها الكبير. تقول: "أعلم أن تحقيق عرض أزياء يوحد الوطن العربي بأكمله يتطلب إمكانات هائلة، لكنه حلم سأحققه يومًا ما، لأنني أؤمن بأن أزيائي قادرة على تجاوز الحدود وتوحيد القلوب". وتُضيف: "أنّا لستّ فقط مصممة أزياء، بل أحّمل رسالة ثقافية أوسع. فالأزياء ليست مجرد مهنة بالنسبة لي، بل هي وسيلة لإحياء التراث العربي، وتقديمه بصورة تلّيق بمكانتنا. فما أقدمه ليس قديمًا أو من الماضي، بل هو بمثابة قطعة ذهب تحتاج فقط إلى تلميع".

ترفض فكرة مقاييس الجمال النمطية وتستهدف جمال المرأة الداخلي لترسيخه في عالم الأزياء

ترى نيفين أنّ الجمال لا يُمكن حصره في معايير شكّلية ضيقة. وتؤكد رفضها التام لفكرة مقاييس الجمال النمطية. وتقول: "جمال المرأة لا يتعلق بالطول أو الوزن أو أي مقياس محدد. كل امرأة جميلة بطريقتها الخاصة، ويُمكّنني إبراز هذا الجمال من خلال الأزياء التي تناسبها وتزّيد من ثقتها بنفسها". وتضيف: "أرفض تمامًا فكرة المرأة كسلعة، وأؤمن أن كل امرأة، مهما كانت عيوبها الجسدية، يمكن أن تكون جميلة ومميزة. فتصميماتي تهدف إلى تثقيف المرأة والمجتمع بأن الجمال الحقيقي هو انعكاس للثقة بالنفس والتفرّد".

حرب غزة الأخيرة لحظة فارقة في حياتها تحّمل رسالة الأمل والحياة

الأمل والحياة من بطن الألم والمعاناة خلال حرب غزة الأخيرة أحد تصاميم مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي
الأمل والحياة من بطن الألم والمعاناة خلال حرب غزة الأخيرة أحد تصاميم مصممة الأزياء الفلسطينية نيفين القاضي

لم تطأ قدم نيفين أرض غزة، لكن جذورها ترتبط عميقًا بهذه المدينة الصامدة، التي عانت عائلتها من جراحها. تقول: " أنا أنتمي إلى غزة بكل جوارحي. عائلتي كلها من غزة، وحرب غزة الأخيرة كانت لحظة فارقة في حياتي". إذ عادت من لندن لتجد نفسها أمام واقعٍ مؤلمٍ،  فكانت تلك أصعب مراحل حياتها، فقدت خلالها أجزاءً من نفسها ومن أهلها، لكن الألم تحول إلى دافع لإبداع شيء جميل يحّمل رسالة الأمل والحياة.

أزيائها الرمضانية ترسم الهوية العربية والإسلامية وتعكس عالمية الفكرة وتميُزها لدى الأجانب

تعتبر نيفين شهر رمضان محطة إبداعية فارقة في مسيرتها. تقول: "أنا فخورة بأني من أوائل المصممات العرب اللاتي اهتممن بأزياء رمضان، وأنني قدمت فكرة (رمضان فاشون شو) في أبوظبي، والذي استمر على مدار شهر كامل، مخصصًا لتقديم أزياء تجمع بين الأصالة والحداثة.. فرمضان ليس مجرد شهر، بل موسم يلهمني ويستخرج أفضل ما لديّ لرسم الهوية العربية والإسلامية بتصاميم متميزة". علمًا أن  إدراج العباءة والبشت العربي في تصميماتها خطوة مؤثرة، حيث وجدت صدى حتى لدى الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بالأزياء الرمضانية، ما يعكس عالمية الفكرة وتميزها، موضحة أنّ الأزياء ليست مجرد مهنة، بل رحلة تمزج فيها بين الفن والتراث.

الحكاية لن تنتهي ولكن تختتم مصممة الأزياء الفلسطينية ملامحها بالإعلان عن حلمها في تنظيم فاشون شو يجمع الوطن العربي في عرض أزياء واحد من خلال تصاميم تُعبر عن روح الوطن العربي
الحكاية لن تنتهي ولكن تختتم مصممة الأزياء ملامحها بالإعلان عن حلمها في تنظيم فاشون شو يجمع الوطن العربي في عرض أزياء واحد من خلال تصاميم تُعبر عن روح الوطن العربي

وأخيرًا، تختّتم نيفين القاضي ملامح الحكاية؛ بالإعلان عن طموحها في تجميع الوطن العربي في عرض أزياء واحد. تقول: "أحلم بتنظيم عرض أزياء يُمثل جميع الدول العربية من المغرب إلى الخليج، كي تعكّس كل قطعة من التصاميم روح الوطن العربي. أعلم أن الإمكانيات قد تكون كبيرة، لكنني واثقة بأنني سأحقق هذا الحلم يومًا ما".