كيف تصبحين قائدة فكر ناجح لتعزيز مسيرتكِ المهنية في عام 2025؟
قائد الفكر أو الـ Thought Leader، هوشخص مُعترف به من قبل الزملاء والعملاء وخبراء المجال على أنّه يتمتع بفهم عميق لمجال العمل هذا، ومُلمّ باحتياجات العملاء والسوق الذي يعمل فيه. كما أنّه يمتلك أفكارًا أصيلة، ووجهات نظر متفرّدة، ورؤى متجدّدة على الدوام".
ولتعزيز مسيرتكِ المهنية في عام 2025؛ سنطلعكِ عر موقع "هي" على صفات قائدة الفكر الناجح، وأهم الأسالي الفعالة كي تمتلكّي نهج التفكير الإبداعي؛ وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
قيادة الفكر في أبسط أشكالها
وبحسب دكتور مصطفى، تعني قيادة الفكر أو الـ Thought Leadership في أبسط أشكالها، وحسبما وضّحه قاموس أكسفورد: "التأثير الفكري والتفكير الإبداعي أو الرائد."أمّا في مجال الأعمال والريادة، فهي تعبّر عن فرد أو جماعة معترف بها كسلطة موثوقة في مجال معيّن ومحدّد "تكنولوجيا، أعمال، خدمات "و غيره.
كوني الأفضل في مسيرتكِ المهنية 2025 بهذه الصفات
وتابع دكتور مصطفى، مهما تطوّر هذا المفهوم وتغيّر، تبقى هنالك صفات وسمات محدّدة لابد أن تمتلكها كل امرأة تطمح لأن تُصبح قائدة فكر ناجح؛ وذلك على النحو التالي:
الخبرة أساسية لنجاحكِ كقائدة فكر
من المرجّح أن يستمع الناس إليكِ، ويأخذوا برأيكِ حول قضية معيّنة إن كان لديكِ خبرة مباشرة في هذا المجال. سواءً كنتِ تعملين في حقل من حقول المعرفة لعقدين متتاليين، أو واظبتِ على ممارسة هواية ما منذ نعومة أظفاركِ، فالخبرة والإتقان في مجال معيّن سيكون عاملًا مهمًا لنجاحكِ كقائدة فكر.
وعيكِ الدائم بمجال عملكِ
اعلمّي أن قادة الفكر يبقون على اطلاع دائم بأحدث المجريات في مجال خبرتهم. صحيح أنّ الخبرة السابقة مهمّة، لكن المهم بالنسبة لقائدة الفكر قدرتها على ربط هذه الخبرات بكلّ ما هو جديد في مجال معرفتها في الحاضر.
اجعلّي لنفسك رؤية واضحة والتزمّي بها
هي سمة مهمّة عندما يتعلّق الأمر بالتفرّد والتميّز عن الآخرين. وجهة النظر المحدّدة الواضحة ستُعطي فكرة للآخرين عمّا سيحصلون عليه منكِ إن هم اتبعوكِ، أو قرأوا المحتوى الذي تقدّمينه أو شاركوا مقاطع الفيديو التي تنشريها، أو اختاروكِ كمتحدث في مؤتمر أو حدث ما. لذا اجعلّي لنفسك رؤية واضحة والتزمّي بها.
اعملّي مع قادة فكر مؤثرين وموثوق بهم
هو أمر يأتي نتيجة تفاعل خبراتكِ السابقة، ومكانتكِ الحالية، والدعم الذي تتلقيه من شبكة معارفكِ المهنية. فلو أُخذتِ عنكِ فكرة أنّكِ تعملي على الدوام مع أشخاص ذوي سمعة سيئة، أو يفتقرون للأدلة التي تفسّر سبب اختياركِ كقائدة فكر...في مثل هذه الحالة، لن يأخذكِ أحد على محمل الجدّ.لكن، ومن خلال بناء خبرتكِ المهنية، والعمل مع قادة فكر ومؤثرين رائدين ذوي سمعة مرموقة في مجالات عملهم، ستزيد من موثوقيتكِ تلقائيًا.
امتلكّي قاعدة من المتابعين الداعمين
لن تتمكّنِ من النجاح في مسيرتكِ كقائدة فكر إن لم يكن لديكِ قاعدة من المتابعين الذين يدعمونكِ، ويؤمنون بأفكاركِ، ورؤيتكِ الخاصة. لستِ بحاجة لأن تجعلّي كلّ من العالم يتابعكِ ويوافقكِ الرأي، ولكن من المفيد حتمًا أن تسعّي لكسب جمهورٍ يدعمكِ، ويزيد من موثوقيتكِ. وهنا قد يخلط البعض ما بين مفهوم قائد الفكر Thought Leader ومفهوم المؤثر Influencer لكن يجدر التنويه أنّهما مختلفين، ففي الوقت الذي يركّز فيه مفهوم المؤثر على عدد المتابعين، وعملية التسويق والدعاية، نجد أنّ مفهوم قائد الفكر يركّز على تشارك الخبرات والمعارف، وعملية التعلّم المستمرة.
كوني قائدة فكر ناجح في مجال عملكِ بهذه الأساليب الفعالة
ووفقًا للدكتور مصطفى، ليس من السهّل أن تحوّلي نفسكِ إلى قائدة فكر ناجح؛ إذ تحتاج إلى الكثير من العمل الجادّ والمثابرة وروح الإبداع. وهو أمر لا يتحقّق بين ليلة وضحاها. إذ يحتاج البعض إلى عقود كي يتمكّنوا من بناء سمعتهم، وزيادة موثوقيتهم. وتحديد مجال خبرتكِ ليس سوى خطوة صغيرة في درب الوصول إلى قيادة الفكر. لذا استفيدي من هذه الخطوات التي ستضعكِ على الطريق الصحيح نحو قيادة فكر فعّال؛ وذلك على النحو التالي:
ابدئي بالتدوين
أنشئي مدوّنتكِ الخاصّة أو ابدئي بالتدوين كضيف في بعض المواقع ذات السمعة الحسنة. يمكنكِ أيضًا القيام بالأمرين معًا، فالمهمّ أن تجعلّي لنفسكِ صوتًا خاصّا وأسلوبًا مميّزًا يعبّر عنكِ وعن علامتكِ التجارية. كذلك كتابة مقالاتكِ الخاصّة ونشرها على شبكة الإنترنت يعدّ خطوة أولية جيدة لبناء منصبكِ كقائدة فكر. لكن انتبهي، لا يجب أن تعرض مقالاتكِ أمرًا معيّنا بشكل عام وحسب، بل عليكِ أن تتطرّقي للحديث عنه من منظور مميّز وتقدّمي معلومات جديدة لم يسبق التطرّق إليها في مواقع أخرى.
انشرّي أعمالكِ
إحدى الطرق الأخرى لتقوية موقعكِ كقائدة فكر هي نشر أعمالكِ ذات العلاقة بمجال معرفتكِ. فالمحتوى المنشور (ورقيًا أو إلكترونيًا) يمنحكِ تعرّضًا أكبر لفترات زمنية أطول (long-term exposure)، ويبني الثقة بكِ، ويزيد حركة المرور إلى موقعكِ؛ لذا احرصي على نشر محتوى ذو قيمة عالية لجمهوركِ، وشاركيّ أفكارًا جديدة، وقدّمي نصائح عملية، وتحدّثي عن المفاهيم والأفكار المعقّدة بأسلوب بسيط، باختصار قدّم محتوى تعليميًا ومُلهمًا لجمهوركِ المستهدف.
تواصلّي مع المؤثرين
يمتلك المؤثرون بالفعل علاقات قويّة مع جمهورهم، ولديهم في الغالب قاعدة واسعة من المتابعين الذين يحترمونهم ويتخذونهم قدوة بل ويرجعون إليهم قبل اتخاذ القرارات المهمّة، وبالتالي يشكّل هؤلاء المؤثرون قنوات جديدة يمكنكِ من خلالها اكتساب جمهور جديد وتعزيز موقعكِ كقائدة فكر. لذا ابدئي بالبحث عن مؤثرين في مجال معرفتكِ، وابنِ معهم علاقات إيجابية، وتابعيهم على منصّات التواصل الاجتماعي وعلّقي على منشوراتهم وتغريداتهم؛ وقدّمي أفكارًا جديدة ووجهات نظر ذات معنى، ولا تكتفِ بالتعليقات السطحية فقط.
استغلّي استراتيجيات تسويق المحتوى
احرصي على دمج قيادة الفكر مع استراتيجية مدروسة لتسويق المحتوى، وذلك بهدف توسيع وصولكِ للجمهور. حيث يعتبر تسويق المحتوى Content Marketing أداة فعّالة لزيادة نسبة الوصول الطبيعي (غير المدفوع) أو يمكنك القيام بأي مما يلي:
- نشر المدوّنات على منصّات التواصل الاجتماعي.
- النشر المشترك مع مؤلفين وكُتّاب آخرين.
- صور الإنفوجرافيك.
- الأوراق البحثية الأصلية.
- إجراء الندوات عبر الإنترنت.
- نشر الفيديوهات التعليمية والتحفيزية.
وحتى تضعّي استراتيجية فعّالة وناجحة لتسويق المحتوى، اتبع الخطوات التالية:
- ابدئي بوضع مخطط أوّلي تحدّد فيه السوق المستهدف، الجمهور المحتمل، وأهدافك الأساسية التي تسعي لتحقيقها من تطبيق هذه الاستراتيجية.
- ضعّي بعد ذلك خطّة مفصّلة لحملتك الدعائية، واربطها بتقويم زمني تقوم خلاله بتتبّع التقّدم الذي أحرزته أوّلاً بأول، مع التركيز على هدفك النهائي.
- تذكّر دومًا أنّ غايتك هنا ليست بناء محتوى يهدف بشكل أساسي إلى تسويق منتج أو خدمة معيّنة، أو لغايات تحسين محرّكات البحث SEO فقط، وإنما الغاية الأساسية هي تقديم نفسكِ ككيان موثوق ذو مصداقية عالية في مجال معرفتك؛ فعليكِ إذن تحقيق التوازن بين الأمرين.
تفاعلّي على منّصات التواصل الاجتماعي
الكلّ موجود على منصّات التواصل الاجتماعي، وهي وسيلة قد تساعدكِ في تعزيز جهودك لتحقيق قيادة الفكر، وتوسيع قاعدة متابعيكِ.افتح حسابات على مختلف المنصات مثل فيسبوك وتويتر وLinkedIn والتي تمكّنكِ من التواصل مع المزيد من الأشخاص والتفاعل معهم. كذلك شاركّي على هذه المنصّات منشورات ومقالات ذات علاقة بمجال تخصّصكِ ومعارفكِ، وتفاعلّي من خلال التعليقات والتغريدات القيّمة. كما يمكّنكِ أيضًا مشاركة الفيديوهات المباشرة (Live Videos) حتى تصلي إلى متابعيكِ لحظيًا. وحتى تحققّي أعظم فائدة ممكنة من منصّات التواصل الاجتماعي احرصي على نشر محتوى تفاعُلي يجذب الكثير من المشاهدات ويوسّع قاعدة متابعيكِ.
قومّي بناء شبكة علاقات ضمن مجال عملكِ
عزّزي حضوركِ وابنِي علامتكِ التجارية من خلال المشاركة في فعاليات التشبيك والمؤتمرات والندوات، وغيرها من الأحداث الاجتماعية التي تجمع القادة والمؤثرين في مختلف المجالات. كذلك احرصّي دومًا على التعرّف على أشخاص جدّد وخبراء في مجال معرفتكِ، واستفدي من خبراتهم، واتخذي من بينهم معلّمين ومرشدين لكِ يساعدونكِ في تنمية مهاراتكِ وتحقيق نجاحات أكبر.
كوني متحدثة في الفعاليات المختلفة
إحدى أفضل السبل لتوسيع حضوركِن تتمثّل في التحدّث أمام الجمهور في الفعاليات والمؤتمرات ذات العلاقة بمجال صناعتكِ ومعرفتكِ. لذا لا تتردّدي في التقديم للمشاركة في المؤتمرات المختلفة، والندوات والفعاليات في بلدك أو في الخارج، واحرصّي على تطوير مهاراتكِ في الخطابة والتحدّث أمام الجمهور. وبغضّ النظر عن حجم الجمهور في حدث معيّن، ركّزي دومًا على تقديم قيمة إضافية، وإثراء معارف جمهوركِ بمعلومات وحقائق جديدة في عرضكِ التقديمي.وبعد الانتهاء من المشاركة في مثل هذه الفعاليات، أعيدّي استخدام المحتوى الذي قدّمتيه، بنشره ثانية على شكل مقالات أو كتب إلكترونية أو صور إنفوجرافيك لتحقيق وصول أكبر لجمهوركِ.
شاركّي في المسابقات للحصول على الجوائ والأوسمة
تعتبر الخلفية التعليمية والمهنية القويّة أساسًا جيّدًا لبناء سمعتكِ، وبالمثل فالجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية تسهم بشكل كبير في زيادة مصداقيتكِ.تذكّر، هدفكِ الأول هو بناء منصّة قويّة تساعدكِ على تسويق خبراتك وبيعها لجمهوركِ، وكلّما كانت هذه المنصّة أقوى وأكثر إبهارًا، أصبح من السهل عليكِ الوصول إلى جمهور أوسع. لذا احرصّي على إضافة صفحة للجوائز والأوسمة في منصّتك، واعرضّي فيها نجاحاتكِ واربطي بينها وبين رؤيتكِ وصفحتك الرئيسية. ستلاحظين أثر ذلكِ على عدد متابعيكِ ومكانتكِ كقائدة فكر متميّز.
وأخيرًا، الرحلة نحو قيادة الفكر ليست أمرًا سهلاً كما يعتقد البعض، وقائد الفكر يختلف اختلافًا جذريًا عن المؤثّر، فالأول يملك رسالة واضحة وفكرة محدّدة يسعى لإيصالها للمهتمّين بمجال معيّن، على عكس المؤثر الذي يضع عدد المتابعين وقاعدة الجمهور في مقدّمة أولوياته على حساب المحتوى في كثير من الأحيان. لذا فكّري جيّدًا فيما تريدين الوصول إليه، وضعّي في سبيل تحقيق هدفكِ هذا الكثير من العمل الجادّ والتصميم والإرادة، بالإضافة إلى الابتكار والتفكير المتجدّد. والأهم من هذا كلّه، تذكّري دومًا أن قيادة الفكر عملية مستمرّة متطوّرة على الدوام، فإن بدأتّيفعليكِ الالتزام بالتعلّم المستمر والتطوير الذاتي المتواصل. إذن هل تجدين في نفسك الشخص المناسب لتصبحي قائدة فكر؟