الكاتبة السعودية سامية الحربي

خاص "هي": كتاب "لسن كبقية النساء" لسامية الحربي.. قصص القوة والمرونة من العالم العربي

جويل تامر

"لسن كبقية النساء"، كتاب جديد للكاتبة السعودية سامية الحربي، متاح باللغتين العربية والإنجليزية، وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي تعيد إلى الحياة تجارب النساء اللواتي يعشن في العالم العربي، متشابكة مع لمحات من رحلة المؤلفة الخاصة.

 تعيش الحربي بين دبي والرياض منذ انتقالها إلى دبي في عام 2018، وتوازن بين مساعيها الريادية وشغفها بسرد القصص. يعكس كتابها، الذي يزيد طوله عن 150 صفحة والذي استغرق إعداده ما يقرب من أربع سنوات، تجارب حياتها ويحتفي بأصوات النساء في المنطقة.

صدر كتاب "لسن كبقية النساء" عن دار "أوستن ماكولي" للنشر وتعتقد الحربي أن الكتاب يجسد مرونة وابتكار النساء في تشكيل مستقبلهن. يمثل إطلاق الكتاب "لسن كبقيه النساء" لحظة مهمة بالنسبة للحربي، حيث تجمع بين مواهبها كراوية قصص وامرأة أعمال.

1
كتاب "لسن كبقية النساء" لسامية الحربي

"لسن كبقية النساء "

في هذا الاطار، تقول الحربي في لقاء خاص مع "هي" إنّ "هذا الكتاب هو ليس مجرد مجموعة قصصية عابرة، بل هو رحلة الى أعماق أرواح نساء حقيقيات عشن بيننا وتحديات شائكة جعلتهن مختلفات، قويات واستثنائيات. كل قصة في هذا الكتاب هي ليست من نسج الخيال، بل هي انعكاس لتجارب نساء ألهمنني بمواقفهن وصبرهن وشجاعتهن هؤلاء النسوة لم يمررن بحياتي مرور الكرام؛ بل كُنّ جزءًا من رحلتي العلمية والعملية، وكانت قصصهن مرآة لآلامهن وأحلامهن، ومصدر إلهامي الأكبر".

وعن رسالة الكتاب، تُشدّد الحربي على أن "لسن كبقية النساء ليس مجرد مجموعة من القصص، بل هو دليل للحياة إنه مرآة تعكس تجارب نساء واجهن الكثير، وتغلبن على العقبات بشجاعة وثبات. كل قصة تحمل رسالة أمل، دعوة للتأمل، أو درسًا نتعلمه من قرارات النساء اللواتي مررن بتجارب استثنائية".

وتُتابع: "كَتبتُ هذا الكتاب لأنني أُؤمن بأنّ لكل امرأة صوتًا يستحق أن يُسمع، وتجربة يجب أن تُروى. هناك نساء يعشن في صمت، ولا يملكن القدرة على التعبير عن أنفسهن أو مواجهة العالم. دورنا نحن، من نمتلك القدرة على الكتابة والتعبير، أن نكون أصواتهن، وأن نحمل قصصهن إلى النور".

كما لفتت الحربي الى أن "هدف الكتاب هو إلهام النساء، ليكون مرجعًا لكل فتاة تبحث عن القوة وسط ضعفها وعن الأمل وسط التحديات. بالإضافة الى تعزيز التضامن النسائي لإظهار أهمية الدعم بين النساء في مواجهة تحديات الحياة. وتعلم الدروس لتستفيد كل امرأة من تجارب الأخريات ولتدرك زن الصعوبات ليست نهاية الطريق".

وأضافت: "لسن كبقية النساء هو تكريم لكل امرأة استثنائية، لكل من اختارت أن تواجه العالم بشجاعة، ولكل من جعلت من قصتها درسًا للآخرين لأن كل امرأة تحمل في داخلها قوة تجعلها ليست كبقية النساء".

الأم التي تضحي بلا حدود

بين هذه القصص ستلتقون مع الأم التي جعلت من حياتها آداه لرسم السعادة على وجوه أطفالها. لم يكن حبها مجرد كلمات أو مشاعر عابرة؛ كان تضحيات متكررة. وقفت أمام تحديات الحياة بشجاعة لا متناهية، اختارت مرا ًرا وتكراراً أن تضع أحلامها وآمالها جانبًا لتضمن أنّ أطفالها يعيشون حياة أفضل كانت تواجه أعباء الحياة بابتسامة خفيّة تخفي وراءها تعب السنين، لكنها كانت تدرك أن أطفالها يستحقون الأفضل، هذه القصة تروي تفاصيل القرارات الصعبة التي اتخذتها هذه الأم، من أجل حماية أسرتها ومنحهم الأمان العاطفي والمادي.

الصديقة الوفية التي لا تخون

الصداقة الحقيقية ليست علاقة عابرة، بل هي عهد بين شخصين. في هذا الكتاب، ستقرؤون عن الصديقة لم تكن مجرد رفيقة درب لصديقتها، بل كانت كتفًا وسندًا في أحلك الأوقات. دعمتها عندما انقلبت عليها الظروف، وواجهت هذه الظروف معها عندما شعرت أنها وحيدة. هذه الصديقة كانت تمثل الإخلاص بأبهى صوره، حيث لم تتخلّ عن صديقتها رغم الظروف الصعبة التي مرت بهما. القصة تظهر كيف أن الصداقة يمكن أن تكون شريان الحياة، وكيف أن الوقوف بجانب من نحب في لحظات الألم هو أعظم ما يمكن تقديمه.

2
الكاتبة سامية الحربي

الأخت الحافظة للأسرار

في العلاقات الأسرية تظهر الكثير من المشكلات والصراعات "سرّ أختي" قصة تتحدث عن أختٍ اختارت أن تكون حافظة لسر أختها، رغم كل ما تعرضت له من مواقف مؤلمة معها، كانت تدرك أن رابطة الدم أكبر من الخلافات، وأنّ الحب الأخوي يتطلب أحياناً الصبر والتسامح، هذه القصة تسلط الضوء على التضحية والصبر في العلاقات الأسرية، وعلى قدرة الأخت على أن تكون سندًا حقيقيًا لأختها.

الفتاة الحالمة التي لا تعرف المستحيل

تأتي قصة الفتاة الحالمة التي قررت أن تحلم رغم كل القيود، فقد نشأت في بيئة بسيطة، حيث كان من النادر أن تفكر فتاة في الخروج عن المألوف أو السعي وراء أحلام كبيرة. لكنها كانت مختلفة. كانت ترى العالم بألوان زاهية، مليئًا بالفرص التي تنتظرها، بدأت رحلتها بالسعي لتحقيق طموحاتها البسيطة، ومع كل خطوة، كانت تواجه انتقادات وتساؤلات من محيطها، لكنها لم تتوقف. القصة تأخذنا في رحلة طموح لا تعرف المستحيل، تُظهر كيف يمكن للحلم أن يكون الدافع الأساسي للتغيير لكن أين ستقودها أحلامها وعلى حساب من وهل ستخسر أم ستنجح في طريقها للبحث عن أحلامها.

المرأة التي تفهم الحب بعمق

الحب شعور قوي، لكنه يصبح أكثر عمقًا ونضجًا عندما يُفهم بمعناه الحقيقي. في هذه القصة، نتعرف على امرأة اختارت أن تتخلى عن حبها لأنه كان القرار الصحيح. لم يكن هذا التخلي نتيجة ضعف، بل كان نتيجة فهمها العميق لمعنى الحب الحقيقي. أدركت أن الاستمرار في هذه العلاقة سيؤذي كليهما، فقررت أن تضع مصلحة من تحب فوق مشاعرها الشخصية. هذه القصة تسلط الضوء على التضحية في الحب، وكيف يمكن للقوة أن تظهر في لحظات التخلي.

الفتاة التي تصدت للتنمر والعنصرية

في مجتمع يعاني من الجهل والتفرقة، واجهت فتاة شابة العنصرية والتنمر من أقرب الناس إليها لم تكن المشكلة مجرد كلمات جارحة، بل كانت شعورا دائما بأنها غير مرحب بها لأنها مختلفة. لكنها لم تسمح لهذه التصرفات أن تكسرها. وقفت بشجاعة في وجه الجميع، وواجهت الصعوبات بثبات وثقة. القصة تحمل رسالة قوية لكل فتاة تعاني من التنمر أو العنصرية، لتدرك أن القوة الحقيقية تكمن في التمسك بالكرامة والهوية.

المرأة الذكية التي تفكر بعقلها لا قلبها

القرارات المصيرية تتطلب دائمًا مزيجًا من الحكمة والقوة. في هذه القصة، نتعرف الى امرأة كانت تعرف تمامًا ماذا تريد، وسعت إليه بعقلانية. لم تسمح للعواطف بأن تسيطر على حياتها أو تؤثر على قراراتها. كانت تفكر في كل خطوة بعناية، وكانت تعرف أنّ الطريق إلى النجاح يتطلب أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة، لكنها صائبة. في الكتاب ستجدون قصة تقدم نموذجًا مختلفًا عن المرأة التي تعتمد على ذكائها وقوتها الداخلية لتحقيق ما تريد.