الكتاب سيظل صديقكِ مدى الحياة مهما واكبتِ التطور التكنولوجي السريع في عصرنا الحالي باتباعكِ الطرق الفعّالة المقدمة

الكتاب صديقكِ مدى الحياة.. إليكِ طرق فعّالة لتخصيص أوقات مثمرة بالقراءة

رحاب عباس

ليس من الصعب أبدًا أن تجدّي كتابًا جيدًا وتغوصي فيه، متناسيه ما يدور من حولكِ. ولكن في عصرنا الحالي، ومع تزايد مشاغلنا، باتّ من الصعب على المعظم الفتيات والنساء من دون استثناء إيجاد وقت مناسب للقراءة. إذ احتلت وسائل التواصل الاجتماعي، والسينما، والتلفزيون المراتب الأولى في قائمة أولوياتهن وتراجعت الكتب إلى آخر هذه القائمة أو ربما شُطبت منها تمامًا.فإن كنتِ ممّن يفضلّن القراءة إلى يومنا هذا، ولكنكِ تعجزي عن إيجاد الوقت المناسب لذلك، فعليكِ في هذه الحالة أن تصنعّي بيديكِ الوقت للقيام بهذا النشاط.

لذا دعينا نُطلعكِ عبر موقع "هي" على أبرز الطرق والنصائح التي قد تساعدكِ على القيام بذلك، بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات الدكتورة مريهان سلامة من القاهرة.

القراءة غذاء العقل مدى الحياة

القراءة غذاء العقل فاجعلي الكتاب صديقكِ مدى الحياة بعد اتباع الطرق الفعّالة المقدمة
القراءة غذاء العقل فاجعلي الكتاب صديقكِ مدى الحياة بعد اتباع الطرق الفعّالة المقدمة

وبحسب دكتورة مريهان، تعتبر القراءة واحدة من أعظم متّع الحياة. فهي بمثابة غذاء العقل، وتعزيز هيكلته لإدارة أمور الحياة بحكمة وعلم وخبرة مدى الحياة. كما أن تخصيص بعض الوقت للقراءة يُسهم بشكل كبير في زيادة قدرتكِ على التركيز، وإثراء حصيلتكِ من المعاني والمفردات؛ بالإضافة إلى تزوديكِ بخبرات جديدة من خلال الشخصيات المختلفة التي تلتقيها أثناء عملية القراءة؛ سواءً كنتِ تفضّلين الكتب الواقعية، والسير الذاتية، أوكتب الغموض أو الأدب الكلاسيكي.

طرق فعّالة لجعل القراءة ضمن قائمة أولوياتكِ دومًا

استفيدي من الطرق افعّالة المقدمة لتخصيص أوقات مثمرة بالقراءة والإطلاع والمعرفة
استفيدي من الطرق افعّالة المقدمة لتخصيص أوقات مثمرة بالقراءة والإطلاع والمعرفة

وتابعت دكتورة مريهان، القراءة حياة وعلم، وستظل ضمن معايير تطوير الذات مهما تنافست التكنولوجيا المتطورة في إبهارنا وسرقة أوقاتنا بشكل مخيف. لذا كوني معنا وتحدي سباق التطور التكنولوجيا وخصصّي أوقات لتغذية عقلكِ، واجعلي الكتاب صديقكِ مدى الحياة بهذه الطرق الفعّالة:

ابدئي بخطوات صغيرة

لاشك أن صعوبة الالتزام بقراءة الكتب هو ما يدفع الكثيرات للعزوف عن ذلك. لذا عليكِ أن تبدأي بخطوات بسيطة، اقرأي العناوين الرئيسية في الجرائد المتاحة، أو مقالًا واحدًا كل يوم، ابدأي بقراءة فصل واحد فقط من كتاب يثير اهتمامكِ، وتذكّري أنكِ لستِ بحاجة لأن تنهي تلك الرواية إلى النهاية، فالأمر ليس واجبًا، وإنّما نشاطًا جانبيًا للمتعة والفائدة. فما عليك سوى أن تبدأي، حتى لو بقراءة صفحات قليلة كل يوم. ومع المثابرة والاستمرار ستصبحين أكثر قدرة على الالتزام بالقراءة لتكون ضمن روتينكِ اليومي.

حدّدي أهدافًا للقراءة

حدّدي أهدافًا للقراءة لتحقيق نجاحات ملموسة في جميع أمور المهنية والشخصية في آن واحد
حدّدي أهدافًا للقراءة لتحقيق نجاحات ملموسة في جميع أمور المهنية والشخصية في آن واحد

حدّدي أهدافًا يومية أو أسبوعية أو حتى شهرية أو سنوية للقراءة، كأنّ تحدّدي وقتًا معينًا تقضيه في القراءة كل يوم أو عدد صفحات معينة. يمكّنكِ أيضًا تحديد عدد الكتب التي ترغبين في قراءتها كل شهر أو خلال السنة، فكلما وضعتِ أهدافًا لنفسكِ كنتِ أكثر قدرة على الالتزام وتحقيق نتائج ملموسة لتحقيق نجاحات متنوعة في أموركِ المهنية والشخصية في آن واحد.

ابحثّي عن كتب تُشعل حماسكِ

ابدأي بقراءة الكتب التي تشعل حماسك وتستمتعي بها. إن كنتِ تحبّين الروايات البوليسية فذلك رائع، اقرأي منها الكثير. إن كنتِ تفضّلين كتب الأعمال والسير الذاتية، فاحرصي على قرأتها بشكل مستمر. باختصار ستكوني أكثر قدرة على تخصيص وقت لقراءة الكتب التي تمتعكِ من إيجاد وقت لقراءة كتب مملة لا تثير اهتمامكِ.

خصّصي وقتًا للقراءة في جدول أعمالكِ الأسبوعي

خصّصي وقتًا للقراءة كباقي مهامكِ اليومية
خصّصي وقتًا للقراءة كباقي مهامكِ اليومية

عندما تخصّصين بعض الوقت للقراءة في جدول أعمالكِ أثناء التخطيط لأسبوعكِ المقبل، ستلتزمي على الأرجح بذلك حقًا، بدلًا من التفكير في القراءة على أنها نشاط جانبي أثناء أوقات الفراغ، لذا اجعلّي منها مهمّة كباقي المهام المدوّنة في مفكّرتكِ، و احرصي على أن تخصّصي وقتًا لنفسكِ تقضيه بمفردكِ، وتذكّري أن القراءة طريقة رائعة لقضاء هذا الوقت والاستمتاع به كما يجب.

تدرّبي على القراءة السريعة

إن كنتِ ترغبين في قراءة قدر أكبر خلال وقت قصير، فالحلّ بسيط. إذ عليكِ أن تدرّبي نفسكِ على القراءة بشكل أسرع. هنالكِ العديد من التقنيات التي يمكّنكِ من خلالها تعويد نفسك على القراءة بشكل أسرع. إذا يسعكِ على سبيل المثال: "أن تسرّعي حركة عينيكِ أثناء القراءة من خلال استخدام مسطرة أو قلم وتمريره تحت الجمل التي تقرأيها.

استغلّي الوقت الضائع من يومكِ في القراءة

استغلّي الوقت الضائع من وقتكِ في القراءة
استغلّي الوقت الضائع من وقتكِ في القراءة

ويقصد بالوقت الضائع من اليوم، تلك الفترات التي لا يمكّنكِ أن تكوني فيها منتجة حقًا، كالوقت الذي تقضينه في انتظار الباص أو القطار، أو الوقت الذي تستغرقينه للوصول إلى عملكِ أو منزلكِ. كذلك إن لم تكوني أنتِ من يقود السيارة ذهابًا و إيابًا، فاستغلّي وقتكِ حينها في القراءة بدلًا من تضييعه في تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي. إنّها طريقة ذكيّة للاستفادة من الوقت الضائع بما يعود عليكِ بالنفع والفائدة.

استبدّلي الأفلام والمسلسلات بالكتب

يمكّنكِ الاحتفاظ  بمتعة مشاهدة برامجكِ المفضلة، وأيضًا مشاهدة الأفلام والمسلسلات على الإنترنت؛ ولكن تستطيعي أيضًا تخصيص جزء من الوقت الذي تقضيه في مشاهدة هذه البرامج في القراءة. فبدلًا من مشاهدة 4 حلقات من مسلسلك المفضل يوميًا، يمكنكِ مشاهدة حلقتين فقط ،وقضاء باقي الوقت في القراءة، وبهذه الطريقة ستحصلين على المتعة من كلا العالمين، عالم القراءة وعالم الأفلام والمسلسلات.

ذكّري نفسكِ بضرورة القراءة

ضعّي تذكيرًا على هاتفكِ المحمول أو جهاز اللاب توب لتصبح القراءة جزءًا اساسيًا من يومكِ لا يمكنكِ التخلي عنه
ضعّي تذكيرًا على هاتفكِ المحمول أو جهاز اللاب توب لتصبح القراءة جزءًا اساسيًا من يومكِ لا يمكنكِ التخلي عنه

إذا لم تكن القراءة عادة في حياتكِ، فأنتِ على الأرجح ستنسى أمرها في خضّم جدول أعمالك الممتلئ، لذا احرصي على تذكّير نفسكِ بها تمامًا كما تُذكّري نفسكِ بضرورة حضور اجتماع معيّن أو تسليم عملكِ في وقت محدّد.  يمكّنكِ أن تضعّي تذكيرًا على هاتفكِ المحمول أو جهاز اللاب توب وهكذا إلى أن تصبح القراءة جزءًا أساسيًا من يومكِ لا يمكّنكِ التخلّي عنه.

اقرأي أكثر من كتابفي وقت واحد

يفضّل البعض قراءة كتاب واحد في فترة ما، ثم الانتقال إلى كتاب آخر بعد إنهائه وهكذا، في حين يميل البعض الآخر لقراءة أكثر من كتاب نفس الوقت وهي طريقة أكثر فاعلية. حيث أن بعض الكتب مناسبة لأن تُقرأ ليلًا قبل الخلود إلى النوم كالروايات مثلًا، في حين أن كتبًا أخرى كالكتب التحليلية أو السير الذاتية أنسب للقراءة خلال ساعات الصباح. عمومًا، حتى لو لم يكن هذا الأمر منطقيًا بالنسبة لكِ، فإن مجرّد قراءة أكثر من كتاب خلال الفترة نفسها سيقلّل من شعوركِ بالملل، ويُسهم في التزامكِ بإنهاء الكتاب حتى النهاية.

اقرأي صباحًا أو قبل الخلود إلى النوم

اقرأي الكتب المفضلة لديكِ وخصوصًا الروايات الرومانسية قبل الخلود إلى النوم
اقرأي الكتب المفضلة لديكِ وخصوصًا الروايات الرومانسية قبل الخلود إلى النوم

إن كنتِ تعجزين عن إيجاد الوقت المناسب للقراءة خلال النهار، فما عليكِ سوى أن تقرأي قبل أن تبدأي يومكِ.  وهنا اضبطّي منبّهكِ للاستيقاظ أبكر بنصف ساعة من المعتاد، وابدأي يومكِ بالقراءة. أمّا إذا كنتِ ممّن يحتجّن للاسترخاء قبل النوم، فكتاب جيّد هو كلّ ما تحتاجين إليه.

لا تغادّري منزلكِ من دون مادة للقراءة

احتفظي دومًا بكتاب، جريدة، مجلّة أو أيّ مادة للقراءة في حقيبتكِ، فأنتِ لا تعلمي متى قد تجدين بضّعة دقائق خلال نهاركِ لتستغلّيها في القراءة. ومع الهواتف المحمولة والتطبيقات الذكية بوسعكِ أن تقرأي على الدوام وفي أي مكان على هاتفكِ.

سجّلي في نادي للقراءة

عندما تجدّين نفسكِ جزءًا من مجموعة لها نفس اهتماماتكِ ستصبحين أكثر حماسًا وتحفّزًا للاستمرار فيما تفعلينه. لذا لا تتردّدي في أن تسجّلي في نادي للقراءة أو أن تنشئ واحدًا مع أصدقائكِ وزملائكِ في العمل، واحرصي على ترتيب أو حضور لقاءات دورية لهذا النادي للحديث عن الكتب التي قرأتيها والتعرّف على ما قرأه الآخرون. سيبهركِ أثر هذا الأمر على دافعيتكِ وشغفك للقراءة.

اجعلّي الكتاب صديقكِ ومع في حقيببتكِ أينما كنتِ
اجعلّي الكتاب صديقكِ ومع في حقيببتكِ أينما كنتِ

وأخيرًا، ما عليكِ سوى أن تتذكّري بأننا نحن البشر قادرون على تخصيص الوقت الكافي للقيام بما نراه مهمًّا بالنسبة لنا، لذا قبل أن تبدأي بالبحث عن طريقة تجدّين من خلالها بعض الوقت للقراءة، تأكدي أولًا أن تجعلّي هذا النشاط من أولوياتكِ خلال اليوم، وستتفاجأين بالأفكار التي ستخطر لكِ لتحقيق هذا الأمر.أما في حال عجزتِ برغم كل شيء عن تخصيص بعض الوقت للقراءة، فلا تحرمي نفسكِ من الانتفاع بما توفّره لكِ الكتب من معلومات قيّمة، إذ يمكّنكِ أن تستمعي إليها بدلًا من قرائتها. وفي هذا الشأن، تتوافر العديد من التطبيقات والمواقع التي تتيح لكِ الاستماع إلى أشهر الكتب بأكثر من لغة، ومن بصوت عدّة قرّاء لتختاري ما يناسبكِ.