تعرفي إلى أبرزالأدوات التفاعلية والتكنولوجية لتعزيز التعليم الرقمي لدى جيل زد

ربما حديثنا عن جيل زد، بات أحد أولويات عصرنا الحالي، وأهم ركائز حياتنا، كي نواكب أفكارهم وطريقة التعامل معهم؛ وكيفية توجيه مسارهم التعليمي نحو المسار الصحيح في ظل عصر التكنولوجيا المتطورة. لذا سأركز اليوم عبر موقع "هي" على أهمية التعليم الرقمي لجيل زد وأبرز الأدوات التفاعلية والتكنولوجية المفيدة لتطوير هذا الجيل.

بناءً على ذلك، دار حديث مثمر بيني وبين استشاري التنمية البشرة الدكتور أحمد عبد الرحمن من القاهرة؛ والذي انتهي بضرورة تسليط الضوء على أهمية التعليم الرقمي وأبرز أدواته التفاعلية، من أجل تعزيز القدرات التعليمية لدى هذا الجيل؛ وإليكِ التفاصيل:

التعليم الرقمي ليس مجرد أداة تعليمية

في البداية أكد دكتور أحمد، أن التعليم الرقمي يُعد أحد أهم الركائز لتطوير الذات لدى جيل زد (المواليد من منتصف التسعينيات إلى أوائل 2010)، نظرًا لكونهم جيلًا وُلد في عصر التكنولوجيا ويتفاعل مع العالم من خلال الشاشات.

فضلًا عن ذلك أوضح دكتور أحمد، أن التعليم الرقمي ليس مجرد أداة تعليمية لجيل زد، بل هو بيئة حياة تُساعدهم على صقل هوياتهم، وبناء مستقبلهم المهني، والتفاعل مع العالم بوعي أكبر. علمًا أن الدول التي تستثمر في بنية تعليمية رقمية مرنة ستضمن تفوق هذا الجيل في صنع حضارة القرن الـ21.

أهمية التعليم الرقمي لتنمية المهارات والقدرات لدى جيل زد

ووفقًا للدكتور أحمد، يرتبط جيل زد ارتباطًا وجوديًا بالتكنولوجيا، حيث يستخدمون الإنترنت والتعلم الرقمي كـ"لغة أم" لفهم العالم. إذ يوفر لهم التعليم الرقمي  بيئة تعلم مألوفة "فيديوهات تفاعلية، منصات ألعاب تعليمية، تطبيقات ذكية"، مما يُحفز استيعابهم بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالطرق التقليدية. وذلك بخلاف أهميته في تحقيق التالي:

• يُعزز المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل الحديث، مثل: "البرمجة، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، التسويق الرقمي، إدارة المحتوى، التصميم الجرافيكي، والتفكير النقدي عبر تحليل المعلومات الرقمية المتنوعة".
• يُشجع التعلم الذاتي والاستقلالية، من خلال "المنصات الرقمية مثل: " Coursera، Udemy، Khan Academy "، والتي تمنحهم حرية اختيار ما يتعلمونه، وتحديد سرعتهم، مما يُنمي الثقة بالنفس والمسؤولية الفردية. والجدير بالذكر أن 75% من  أفراد هذا الجيل يفضلون مشاهدة فيديو تعليمي على قراءة كتاب تقليدي، وفقًا لدراسات الحديثة.
• يوفر لهم فرص تعليمية غير محدودة، ويُزيل الحواجز الجغرافية والاقتصادية، حيث يمكنهم الالتحاق بدورات من جامعات عالمية مثل: "هارفارد أو MIT " مجانًا أو بتكلفة رمزية.
• يساعدهم على استكشاف تخصصات نادرة أو مبتكرة مثل:  "الواقع الافتراضي، علم البيانات الحيوية"، والتي لا تتوفر في أنظمتهم التعليمية المحلية.
• يُساهم في تنمية قدراتهم الإبداعية والابتكارية، وذلك من خلال الأدوات الرقمية مثل: " برامج التصميم، منصات تطوير التطبيقات"، التي تُحفزهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة؛ ويتعلمون من خلال التجربة والخطأ في بيئات افتراضية آمنة مثل محاكاة ريادة الأعمال عبر  Simulators.
• يُتيح لهم بناء شبكات تواصل عالمية، من خلال تفاعلهم عبر المنصات مع خبراء وزملاء من ثقافات مختلفة، مما يُوسع آفاقهم ويُعزز الذكاء الثقافي لديهم؛ وهو أمر بالغ الأهمية في عالم مترابط.
• يُساعدهم على التكيف مع التغيرات السريعة. ووفقًا لـ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن 65% من وظائف المستقبل لم تُخلق بعد. والتعليم الرقمي يُعِد جيل زد لمواكبة هذه التغيرات عبر تحديث مهاراتهم باستمرارUpskilling من دون الاعتماد على مسارات تعليمية تقليدية بطيئة.
• يسعى إلى تحسين الصحة العقلية لدى جيل زد؛ إذ يُقلل شعورهم بالملل أو الضغط الناتج عن النمطية في الفصول الدراسية، خاصةً مع استخدام تقنيات مثل: "التعلم القائم على الألعاب Gamification، والواقع المعزز (AR) لجعل التجربة التعليمية أكثر تشويقًا.

أبرز الأدوات المهارية والتفاعلية لتعزيز التعليم الرقمي لدى جيل زد

وأضاف دكتور أحمد، لتعزيز التعليم الرقمي لدى جيل زد (Gen Z)، يجب أن ينصب التركيز على أدوات تفاعلية وتكنولوجية تتناسب مع طبيعتهم الرقمية وتُحفز الإبداع والاستقلالية. إليك أبرز الأدوات المهارية التي تعزز تعلمهم وتطويرهم؛ وذلك على النحو التالي:

1. منصات التعلم الذاتي التفاعلي، وهي:

• Coursera / Udemy / edX "تقدم دورات في البرمجة، التسويق الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وغيرها بمحتوى مرئي وتفاعلي".
• Khan Academy "مناسب لتعزيز المهارات الأساسية "الرياضيات، العلوم" عبر فيديوهات قصيرة وتمارين تفاعلية".
• Skillshare "يركز على المهارات الإبداعية "التصميم، التصوير، صناعة المحتوى".

2. أدوات التفاعل الخاصة باللعبGamificationوهي:

• Kahoot! "يُحول الاختبارات إلى ألعاب تفاعلية لزيادة التفاعل في الفصول الافتراضية".
• Duolingo "لتعلم اللغات عبر نظام المهام اليومية والمكافآت".
• Minecraft: Education Edition" يُنمي مهارات حل المشكلات والتعاون عبر بناء عوالم افتراضية".

3. أدوات البرمجة والتكنولوجيا وهي:

• Codecademy / freeCodeCamp "تعلّم البرمجةعبر تمارين عملية".
• Scratch "مناسب للمبتدئين لتعليم أساسيات البرمجة عبر إنشاء ألعاب بسيطة".
• Tinkercad "تصميم ثلاثي الأبعاد ونمذجة إلكترونيات بسيطة".

4. منصات التعاون الرقمي وهي:

• Google Workspace (Drive, Docs, Sheets) "تتيح العمل الجماعي على الملفات بشكل متزامن".
• Miro / Mural "لوحات افتراضية لتنظيم الأفكار والعصف الذهني"..
• Microsoft Teams / Zoom "للاجتماعات الافتراضية وإدارة المشاريع الجماعية".

5. أدوات الإبداع الرقمي وهي:

• Canva "تصميم جرافيكي سهل للمشاريع والعروض التقديمية".
• Adobe Spark / Premiere Rush "لصناعة الفيديوهات والمحتوى المرئي الاحترافي".
• Figma "تصميم واجهات المستخدم (UI/UX) وتجربة التطبيقات".

6. أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وهي:

• TensorFlow Playground "مقدمة مبسطة لفهم كيفية عمل الشبكات العصبية".
• ChatGPT / Claude "مساعدة في البحث، توليد الأفكار، وتحسين مهارات الكتابة".
• IBM Watson Studio "لاستكشاف تحليل البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي".

7. أدوات إدارة الوقت والمهام وهي:

• Trello / Asana "تنظيم المهام الدراسية أو الشخصية عبر لوحات مرئية".
• Notion "منصة شاملة لتدوين الملاحظات، التخطيط، وإدارة المشاريع".
• Forest App "تطبيق لإدارة الوقت عبر مكافأة التركيز وزرع أشجار افتراضية".

8. أدوات الواقع الافتراضي (VR) والمعزز (AR)

• Google Expeditions "رحلات افتراضية لاستكشاف المتاحف أو الكواكب".
• Merge Cube "تفاعل مع نماذج ثلاثية الأبعاد عبر تقنية AR".
• Oculus Education "تجارب تعليمية غامرة في العلوم والتاريخ".

9. منصات صناعة المحتوى الرقمي، وهي:

• YouTube Creator Academy "تعلّم كيفية إنشاء محتوى فيديو جذاب".
• Anchor / Audacity "لصناعة البودكاست وتحرير الصوت".
• Substack / Medium "كتابة المقالات ونشرها للجمهور".

10. أدوات التقييم والتغذية الراجعة وهي:

• Quizlet "إنشاء بطاقات تعليمية واختبارات ذاتية".
• Padlet "جمع الآراء والعروض التقديمية بشكل تفاعلي".
• Flipgrid "تسجيل فيديوهات قصيرة كتغذية راجعة أو مشاركة أفكار".  

نصائح لتعظيم الاستفادة من الأدوات التفاعلية

ينصح دكتور أحمد، أبناء وأمهات جيل زد بضرورة الاستفادة من الأدوات التفاعلية السالفة الذكر، لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في التعليم  الرقمي، واتباع النصائح التالية:

• دمج الأدوات مع الاهتمامات، بمعنى ربط التعلم بهواياتهم مثل: "تصميم الألعاب أو صناعة المحتوى".
• استخدام المنصات لتنظيم مسابقات أو مشاريع جماعية لتعزيز مبادئ التحديات الجماعية.
• التعلم القائم على المشاريعمن خلال تطبيق المهارات الرقمية في مشاريع واقعية مثل : " إنشاء موقع ويب أو تطبيق".

وأخيرًا بتوفير هذه الأدوات التفاعلية، يُصبح جيل زد قادرًا على تطوير مهارات رقمية متقدمة، وبناء مستقبل مهني مرن في عصر التحول الرقمي.