
خاص "هي": نساء أقوى من الصعوبات.. أصوات تتحدى المستحيل
في هذا التقرير الملهم لمجلة "هي"، نسلط الضوء على 4 نساء استثنائيات استطعن تحويل التحديات إلى مصدر قوة وإلهام: لوجينا صلاح، زينب العقابي، أماني السايبي، ودارين بربر. رغم كل العقبات التي واجهنها، أثبتن أن العزيمة قادرة على كسر القيود وإعادة تعريف مفاهيم القوة والجمال والنجاح. بشجاعتهن وثباتهن، لا يواجهن المجتمع وحسب، بل يلهمن أجيالًا من النساء لاحتضان اختلافاتهن والسير بثقة نحو تحقيق أحلامهن.

"أنتِ كافية كما أنتِ" لوجينا صلاح تحوّل الإختلاف الى مصدر قوة وتمكين

وقفت على مسرح ملكة جمال الكون بصفها أول متسابقة مصرية تصل إلى قائمة أفضل 30 متسابقة في تاريخ المسابقة الممتد لـ73 عاما، وأول متسابقة في تاريخ المسابقة تعاني من البهاق. تميزت رحلتها بالصمود والتحدي، حيث تحوَّل اختلافها إلى مصدر قوة وإلهام للكثيرين. في هذا الحوار، تشاركنا لوجينا صلاح، المرشحة المصرية لملكة جمال الكون 2024، تجربتها في تقبل ذاتها، كسر الحواجز، وإعادة تعريف معايير الجمال، بالإضافة الى كفاحها لتمكين الشابات والنساء.
في أي مرحلة من رحلتكِ تحوّل البهاق من كونه جزءًا يحدد هويتكِ إلى مصدر قوة وتمكين؟
لم يحدث هذا التحوُّل بين ليلة وضحاها، بل كان رحلة طويلة لاكتشاف الذات. في البداية، شعرت أن البهاق يفصلني عن الآخرين، ولكن بمرور الوقت، أدركت أن تفردي هو مصدر تميزي. عندما قررت أن أتحكم في روايتي الخاصة وأكون حاضرة بدلًا من الاختباء، تغيَّر كل شيء. من خلال عملي في التجميل وعرض الأزياء، تعلمت أن الجمال لا يكمن في إخفاء الاختلافات بل في الاحتفاء بها.
إذا كان بإمكان بشرتك أن تروي قصة، فماذا ستقول؟
ستروي قصة عن الصمود والتحوُّل وحب الذات بلا اعتذار. ستحكي عن الشكوك والمعارك الصامتة التي خضتها، ولكنها ستُبرز أيضًا لحظة الانتصار عندما قررت التوقف عن الاختباء. الأهم من ذلك، ستوجه رسالة لكل شخص مختلف: "أنت لست مكسورًا، بل أنت عمل فنيّ يستحق أن يُرى".
لقد أصبحت رمزا للثقة والتمكين والشمولية. متى أدركتِ أن صوتكِ يحمل قوة إلهام للآخرين؟
عندما بدأت بمشاركة رحلتي، تلقيت رسائل من أشخاص قالوا إنهم شعروا بأنهم مرئيون بفضل قصتي. عندما وقفت على المسرح لأول مرة للحديث عن قبول الذات، رأيت تأثير كلماتي في عيون الحاضرين. أدركت حينها أن صوتي ليس لي وحدي، بل هو أداة لمنح الآخرين الشجاعة لاحتضان قصصهم الخاصة.
ما الذي يعنيه لكِ الوقوف على مسرح ملكة جمال الكون بصفتك أول متسابقة مصرية تعاني من البهاق؟
لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل كان رسالة للعالم بأن الجمال لا يأتي في صورة واحدة، وأن اختلافاتنا هي مصدر قوتنا. أردت أن أُظهر لكل فتاة شعرت يومًا أنها لا تنتمي، أن تفردها هو مصدر تميزها. رسالتي لكل فتاة تابعتني خلال مسابقة ملكة جمال الكون هي التالية: أنتِ كافية كما أنتِ.
الثقة بالنفس هي رحلة وليست وجهة. ما الدرس الأقوى الذي تعلمتِه عن حب الذات طوال رحلتكِ الخاصة؟
أدركت أن حب الذات ليس وجهة نهائية، بل ممارسة يومية. لن تختفي الشكوك، ولكن القوة الحقيقية تكمن في كيفية الرد عليها. توقفت عن البحث عن التقدير الخارجي، وبدأت في احتضان نفسي كما أنا. الثقة بالنفس لا تعني عدم الشعور بالضعف، بل تعني أن نحب أنفسنا رغم كل شيء.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء اللواتي يجدن صعوبة في تقبل اختلافاتهن؟
توقفن عن محاولة التماهي مع الآخرين بينما وُلدتن لتكُنَّ مميزات. سيحاول العالم إقناعكن بأنكن بحاجة للتغيير، ولكن الحقيقة أن تفردكن هو مصدر قوتكن. اللحظة التي تبدأن فيها برؤية اختلافاتكن كقوة، ستتغير حياتكن بالكامل.
كيف أثرت الأمومة في مسيرتكِ كمناصرة لحقوق المرأة؟
الأمومة أعادت تعريف قوتي ومرونتي. أثبتت لي أنه لا حدود لما يمكن أن تحققه المرأة. لم أعد أقاتل من أجل نفسي فقط، بل من أجل مستقبل ابنتي وجميع الأطفال ليكبروا في عالم يتقبلهم كما هم. الأمومة لم تُبطئني، بل جعلتني أكثر إصرارًا على كسر الصور النمطية.
ما الحاجز التالي الذي تأملين في تحطيمه؟
الحاجز التالي الذي آمل أن أكسره هو تحدي التعريف الضيق للنجاح في صناعات الموضة والجمال، وخاصة بالنسبة للنساء اللواتي لا يتناسبن مع القيود المجتمعية التقليدية. أرغب في الدفع قدما، والمطالبة بتمثيل أكثر تنوعا، ليس فقط أمام الكاميرا، ولكن خلفها أيضا. آمل في رؤية مستقبل تحتضن فيه صناعات الجمال والموضة جميع أشكال الجمال من دون تردد أو استخدام الرمزية.
زينب العقابي إرادة صلبة لبناء مجتمع أكثر شمولية

المجوهرات من الفردان للمجوهرات Al Fardan Jewellery
زينب العقابي هي بالفعل "رمز حقيقي للقوة والإيجابية". عام 1997 ، كانت تحاول إصلاح دراجتها في حديقة المنزل مع والدها وأختها من خلال استخدام اداة تشبه المسمار. ما لم تكن تعلمه أنّ هذه الأداة هي من مخلفات الحرب، إذ انفجر بها وبوالدها وأختها وتسبب بإصابة رجلها. ونتيجة خطأ طبي، فقدت قدمها بالكامل. لكن رغم كل التحديات، استطاعت زينب أن تبني مسيرة مهنية ملهمة، تعمل من خلالها على نشر الأمل والتفاؤل، وتصبح سفيرة للكثير من العلامات التجارية العالمية. زينب لا تعتبر القوة مجرد صفة، بل هي الأساس الذي يعتمد عليه الإنسان لتخطي الصعاب والعيش بحياة مليئة بالتحديات وا لانتصارات. في هذا اللقاء، تشاركنا آراءها حول القوة والشمولية، وكيف يمكن للمجتمعات أن تخلق بيئة أكثر أملا للجميع، إضافة إلى نصائحها حول كيفية ا لاستفادة من القوة الداخلية لتخطي الأوقات الصعبة.
ابتسامتك وإيجابيتك هما أول شيء نلاحظه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحنا نراها رمزا للقوة. كيف تعرفين القوة؟ وأين تجدينها؟ وكيف تطور فهمك لها طوال حياتك أو مسيرتك المهنية؟
القوة بالنسبة لي هي السند الأساسي في حياتي، وهي التي تساعدني في التغلب على التحديات والصعوبات التي أواجهها. ليس فقط من خلال التعامل مع المواقف الصعبة، بل أيضا من خلال بناء الثقة بالنفس. مع مرور الزمن، تعلمت أن الحياة مليئة بالتحديات، وهذه التحديات هي التي تعلمنا دروسا تجعلنا أقوى. الحياة حلوة وتستحق أن نعيشها بكل ما فينا من طاقة وأمل. ما تعلمته طوال مسيرتي هو أن كل تجربة، سواء كانت صعبة أو سهلة، تشكل جزءا من القوة التي أملكها.
ما الــرابط بين الشمولية والأمل؟ وكيف يمكن للمجتمعات خلق بيئة أكثر أملا للجميع؟
الشمولية هي أساس المجتمع الصحي والمزدهر. إذا استبعدنا شخصا أو مجموعة من المجتمع، فإننا لا نحرمهم فقط من الفرص، بل نزيد من صعوبة حياتهم. الشمولية تعني أن نضمن للجميع الفرص المتساوية لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. والمجتمعات التي تحترم وتضمن حقوق الجميع هي التي تخلق بيئة مليئة بالأمل والتفاؤل. من خلال ضمان حقوق كل فرد، يكون لدينا مجتمع يستطيع فيه الجميع المطالبة بحقوقهم من دون خوف أو تهميش.
ما النصيحة التي تقدمينها للأشخاص الذين يشعرون بالتهميش أو عدم الدعم؟ وكيف يمكنهم الاستفادة من قوتهم الداخلية وأموالهم؟
أهم شيء هو حب الذات وتقديرها. يجب أن يعرف الشخص قيمته الحقيقية وألا يسمح لأي أحد بأن يقلل من شأنه. إذا واجهت تحديات أو صعوبات في حياتك، فكوني على يقين بأنك قادرة على التغلب عليها. هذه التحديات ليست إلا جزءا من مشوارك، وهي فرص للتعلم والنمو. القوة الداخلية موجودة في كل واحد منا، وكل شخص يمكنه الاستفادة منها لتخطي الصعاب. تذكري دائما أن التحديات التي تواجهينها قد تكون درسا، وأنك، من خلال تجاوزك لها، ستكونين مصدر إلهام للآخرين.
بصفتك سفيرة لعلامات تجارية عدة، كيف تحافظين على هذا النشاط والحماس للعمل؟
أنا ممتنة دائما لكل الفرص التي حصلت عليها، ولكل الشركات التي وثقت بي وجعلتني أكون جزءا من مشاريعها في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم. بالنسبة لي، كل فرصة ليست مجرد إنجاز شخصي، بل هي أيضا فرصة لإلهام الآخرين. عندما فقدت قدمي، وكان لدي الكثير من التحديات في المجتمع، كانت تلك اللحظات تحديا حقيقيا بالنسبة لي. لكن كل إنجاز بعد ذلك كان يمثل أملا وطموحا للكثيرين. وبالنسبة لي، كل نجاح لا يعود لي فقط، بل هو دليل على أن الأحلام الكبيرة يمكن أن تتحقق، وأننا يجب أن نواصل الحلم والعمل من أجل المستقبل.
أماني السايبي تصنع نجاحها رغم التحديات
أماني السايبي ليست مجرد عارضة أزياء، بل هي رمز للتغيير وقوة تحتفي بالجمال بكل أشكاله. بصفتها أول عارضة أزياء ذات قوام ممتلئ في الشرق الأوسط، كرّست مسيرتها لكسر الصور النمطية وتعزيز الشمولية في عالم الموضة. في هذا الحوار، تشاركنا رؤيتها حول تقبّل الذات، والتمكين، والتحديات التي تواجهها النساء في المنطقة.
ما الدور الذي يلعبه تقبّل الذات في رحلتك؟ وكيف يمكن للمرأة أن تحتضن ذاتها الحقيقية في مجتمع يفرض عليها التكيف مع معاييره؟
تقبّل الذات كان عنصرا أساسيا في رحلتي، إذ لم يشكل فقط ثقتي بنفسي، بل أيضا قدرتي على مواجهة التحديات في صناعة تفرض معايير صارمة. كسر الحواجز لم يكن سهلا، ولكن احتضاني لهويتي منحني قوة استثنائية.
على النساء التركيز على تقدير أنفسهن داخليا، بدلا من البحث عن قبول المجتمع. الجمال والقيمة لا يُحددان بمعايير خارجية، بل ينبعان من حب الذات. الدعم الإيجابي، ووضع الحدود ضد السلبية، والعناية بالنفس بدلا من النقد الذاتي هي مفاتيح تقبل الذات. عندما تحتضنين نفسك بالكامل، تلهمين الآخرين لفعل الشيء نفسه.
كيف تعرّفين الشمولية؟ وما الخطوات الضرورية لخلق بيئة أكثر شمولية للنساء في المنطقة؟
الشمولية تعني خلق عالم تشعر فيه كل امرأة بأنها مرئية، ومسموعة، ومقدّرة، بغض النظر عن حجمها أو خلفيتها. التمثيل هو البداية؛ عندما ترى النساء أنفسهن في مختلف الصناعات، يمنحهن ذلك القوة لاحتضان تفردهن.
الشمولية لا تتوقف عند الظهور الإعلامي، بل تشمل التعليم، وكسر الصور النمطية، وخلق مساحات آمنة للتعبير. في منطقتنا، لدينا القدرة على إعادة تعريف معايير الجمال والنجاح عبر دعم بعضنا البعض، وتعزيز التغيير المستدام.
كيف أثــــر تـــطـــور الحـــديــث حــول تمــكــيـــن الــمـــرأة في نــظـــرة النساء لأدوارهن المهنية والشخصية؟
اليوم تدرك النساء أنهن لسْنَ مضطرات للالتزام بأدوار تقليدية، يمكنهن أن يكنّ قائدات، ومبدعات، وصانعات تغيير. في المجال المهني، يطالبن بحقوقهن ويرفضن القبول بأقل مما يستحققن، بينما في المجال الشخصي، أصبحت الأولوية لحب الذات ووضع الحدود.
التمكين لا يعني فقط النجاح، بل القدرة على الاختيار والعيش بصدق. كلما خطت النساء نحو قوتهن الحقيقية، ألهمن أخريات لفعل المثل، وهو ما يعيد تشكيل المجتمع للأفضل.
هل يمـكنـك مــشــاركـــة لحــظـــة واجــهـــتِ فيــهـــا الـــشـــدائــــــد ووجدتِ القوة في أماكن غير متوقعة؟
عند دخولي عالم الموضة، واجهت انتقادات قاسية وشكوكا، ليس فقط من داخل الصناعة، ولكن من المجتمع أيضا. في لحظات الشك، وجدت القوة في داخلي، في دعم أحبائي، وفي رسائل النساء اللواتي ألهمتهن رحلتي. تعلمت أن الصمود لا يعني غياب الخوف، بل الاستمرار على الرغم من ذلك. القوة تأتي من الإيمان بالنفس حتى عندما يخبرك العالم بعكس ذلك.
من هنّ الشخصيات النسائية اللاتي يلهمنكِ؟ ولماذا؟
والدتي هي مصدر إلهامي الأكبر، علمتني الصمود وحب الذات. "آشلي غراهام" كسرت الحواجز في عالم الموضة، وهو ما منحني الثقة لدخول هذه الصناعة. الشيخة موزا بنت ناصر هي مثال للقوة والالتزام بالتغيير الاجتماعي. كما أن فريدة خلفة مهّدت الطريق للتنوع في الموضة، و"ناعومي كامبل" هي أيقونة تدافع عن التنوع والمساواة.
ما التــحـــديـــات التي لا تــــزال تـواجـهـهــا الــمــرأة من حيث التمكـيـــن والشـمــوليـــــة في المنـطـقــة؟ وما التغــيــيـرات التي تأملين رؤيتها؟
على الرغم من التقدم، لا تزال التوقعات المجتمعية تقيد النساء. لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من التمثيل للنساء بمختلف أشكالهن وخلفياتهن، لأن رؤية قدوة مماثلة تمنح الفتيات الصغيرات الإلهام للحلم بمستقبل أكبر. أتمنى أن تعيش كل امرأة في منطقتنا بحرية، من دون خوف أو قيود. الشمولية يجب أن تصبح حقيقة ملموسة، والاحترام والفرص يجب أن يكونا متاحين للجميع. التغيير يبدأ عندما ندعم بعضنا البعض، ونعمل سويا لخلق مجتمع أكثر إنصافا وتمكينا للمرأة.
دارين بربر من محنة السرطان إلى بطلة عالمية في اللياقة البدنية

لم تكن حياتها سهلة، ولم يكن طريقها مفروشا بالورود، لكنها صنعت من الألم قوة، ومن المحنة انتصارا. في عمر الخامسة عشرة أصيبت بسرطان العظام، ومعه خسرت ساقها، لكنها لم تخسر إرادتها. قاومت، ونهضت، وأعادت رسم حياتها من جديد. لم تكتفِ فقط بالتأقلم، بل اختارت أن تصبح رمزا للإلهام، فدخلت عالم اللياقة البدنية بساق اصطناعية، وتحدّت الصعاب حتى سجلت اسمها في موسوعة "غينيس"، وشاركت في مسابقات دولية أثبتت فيها أن العزيمة لا تعرف حدودا. واليوم، هي أم لطفلين، تواجه العالم بكل قوة، وتلهم الآلاف بقصتها التي تُجسّد معنى الإرادة الحقيقية.
جعلتك الظروف التي مررت بها منذ إصابتك بمرض السرطان في عمر الـ15 إنسانة مختلفة.. لكن أقوى مع الوقت، كيف تصفين المراحل الشخصية والنفسية التي مررت بها على مدى السنين؟
كانت الظروف التي مررت بها مذ كنت في الخامسة عشرة من عمري مؤلمة للغاية، فلم أستطع كفتاة في مقتبل العمر أن أتقبل ما حصل معي، وخصوصا أنه بهذا الحجم الكبير من الضرر النفسي والوجع الجسدي. ولا أستطيع أن أنكر أن التحديات التي واجهتها منذ صغري كانت كبيرة جدا، فمررت بمراحل صعبة جدا في حياتي، فمن الصدمة النفسية إلى الصدمة الاجتماعية، لذلك عانيت من الكآبة والأفكار السلبية التي أحاطتني وأثقلتني بقوة بشكل يومي، فقد كانت فكرة العيش مع هذه الإعاقة تؤلمني كثيرا، إذ لم يكن أمامي أي حل سوى التأقلم مع الوضع وخلق سبل جديدة لأعيش حياتي وأستمتع بها، لكن الحادث الذي تعرضت له سنة 2013 حين كسرت وركي كان محطة مفصلية في حياتي النفسية حين بدأت بعدها بالنظر إلى وضعي بشكل مختلف.
استمددتِ القوة من الوجع واليأس أو القهر فيما بعد، كيف استطعت تحويل هذه المشاعر السلبية إلى إرادة كبيرة؟
هناك نقطتا تحول كبيرتان في حياتي، الأولى عندما خسرت رجلي في عمر الخامسة عشرة، وشكل الأمر عندي صدمة كبيرة، لكني أكملت حياتي، وتعايشت مع الوضع ولو بمرارة، فخسرت ثقتي بنفسي، ولم أعد أؤمن بقدراتي لأنني كنت أركز على ما ينقصني فقط!
لكن في سنة 2013 تعرضت لحادث، وكسرت وركي بعد ولادة ابنتي، وكان هذا الحادث بمنزلة صفعة قوية على وجهي أيقظتني من حالة القهر التي كنت أعيشها، واكتشفت بعدها أنه بإمكاني أن أظهر طاقاتي وقوتي وقدراتي، فقررت أن أكمل الطريق بقوة بكل إرادة وتصميم، وأتحول لإنسانة مؤمنة بنفسها، فصرفت تركيزي عمّا ينقصني، ووجّهته نحو قدراتي ومؤهلاتي.
دفعتك ممارسة التمارين الرياضية إلى التعلق بها إلى أن وصلت إلى مرحلة امتهانها والتدريب وبعدها إلى دخول موسوعة "غينيس"، إلى أي مدى للرياضة الفضل في تغيير حياتك ودفع نفسيتك نحو الأفضل؟
أنا رياضية بطبعي، قبل أن أتعرض لمشكلتي الصحية، وجاءت الظروف بعدها لتعيدني إلى عالم الرياضة بقوة وإصرار، فخسرت الكثير من وزني الزائد، وأصبحت أقوى جسديا إلى أن تمكنت تماما، وبدأت رحلة المشاركة في المسابقات. ولطالما كانت تمدني الرياضة بالقوة وبالسيطرة على النفس، وبفضلها أعدت اكتساب ثقتي بنفسي.
لا تكون النساء أقوى إلا عندما يتسلحن بضعفهم، ما سر قوتك؟
سر قوتي هو سرعة تأقلمي، فأنا إنسانة قنوعة، وأنظر دائما إلى النصف المليء من الكوب، أما سر اندفاعي، فهو أني أريد أن أبرهن لنفسي أولا أني قوية وأني قادرة على تنفيذ ما أرغب به مثل أي شخص آخر في الحياة.
ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها لكل شخص، وتحديدا لكل امرأة تواجه تحديا كبيرا في حياتها؟
لا بد من التأكيد على أن مسألة التحديات في الحياة تعطيها طعما مختلفا، فالحياة ن دونها مملة ولا معنى لها، لأن الهدف يختفي في هذه الحالة. ومن دون التحديات لا يوجد طريق لاكتشاف القوة ومعرفة قيمة ما يملك الإنسان وتطوير فكره وعقله إلى الأفضل. وأقول لكل امرأة إنك أقوى ممّا تتوقعين، ولن يقف أي أمر في طريقك إذا كنت مؤمنة بنفسك وبقدراتك.
ما أحلامك المستقبلية؟
أحلم دائما بأن أكبر بصحة وعافية، وأشاهد أولادي في أعلى المراتب، وأنا سعيدة بهم في هذه المرحلة من عمرهم، فابني سيبدأ بدراسته الجامعية قريبا، وأنا فخورة به جدا. أحلم بأن أعيش وأستقر في وطني لبنان، وأن أعيش حياة هادئة، وأساعد الناس على تخطي المصاعب في حياتهم. كما أحلم بأن يأخذ كل صاحب إعاقة حقوقه الاجتماعية والطبية كإنسان، ليكمل طريقه بأقل صعوبات ممكنة.