الفيروس المخلوي التنفسي.. مرضٌ خطير لكن طرق الوقاية منه بسيطة
تكثر خلال فصلي الخريف والشتاء، مخاطر التعرض للأمراض التنفسية والمشاكل الصحية التي تترافق مع انخفاض درجات الحرارة وكثرة انتشار الفيروسات والبكتيريا والجراثيم، خاصة بين الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص ذووي المناعة الضعيفة والمصابين بالأمراض المزمنة.
من هذه المشاكل، الفيروس المخلوي التنفسي الذي يشهد انتشاراً كبيراً بين الناس حول العالم في الآونة الأخيرة والذي نستعرض وإياك عزيزتي لأسبابه وأعراضه ومضاعفاته وطرق الوقاية منه بشكل مفصل.
أسباب وأعراض الفيروس المخلوي التنفسي
يشير موقع "مايو كلينك" إلى أن الفيروس المخلوي التنفسي يتسبب بالتهابات في الرئتين والمجرى التنفسي. وهو شائعٌ جداً لدرجة أن معظم الأطفال قد يُصابون به قبل بلوغ العامين، مع إمكانية أن يُصاب بهالبالغين أيضًا.
وغالباً ما تكون أعراض الفيروس المخلوي التنفسي خفيفة عند البالغين والأطفال الأكبر سناً ممن يتمتعون بصحة جيدة. ويمكن لإجراءات الرعاية الذاتية أن تُخفف الشعور بالمرض، كون أعراضه تشبه أعراض الزكام. لكن الأطفال دون عمر السنة وكبار السن وضعاف المناعة والمصابين بأمراض القلب والرئة، قد يكونون عرضة لعدوى شديدة من هذا الفيروس.
وفيما يخص أسباب الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، فإن الموقع المختص بالشؤون الطبية يفيد بأن هذا الفيروس يدخل الجسم عن طريق العينين أو الأنف أو الفم، وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء. ويمكن أن تنتقل عدوى الفيروس عندما يعطس شخص مُصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أو يسعل بالقرب منك ومن أطفالك، كما يمكن أن ينتقل الفيروس للآخرين عبر المصافحة.
مدة بقاء الفيروس حياً فوق الأسطح والألعاب وقضبان سرير الطفل يمكن أن تكون لعدة ساعات، وفي حال لمست فمك أو أنفك أو عينيك بعد لمس جسم ملوث، فمن الممكن أن تصابي بالفيروس.
بالنسبة لانتقال العدوى، يكون الشخص المصاب ناقلًا للعدوى خلال الأسبوع الأول تقريباً بعد الإصابة بالفيروس. لكن الرُضّع والأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة قد يستمرون بنشر الفيروس حتى بعد زوال الأعراض لمدة تصل إلى 4 أسابيع.
كما أشرنا سبقاً، يأتي الرُضع خاصة المصابين بمرض قلبي منذ الولادة، الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والذين يخضعون لبعض العلاجات مثل الكيميائي وغيره، إضافة لكبار السن والبالغين المصابين بمرض الرئة أو القلب ضمن أكثر الحالات عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي، والتي يمكن أن تبدأ منذ فصل الربيع حتى الخريف.
وأكثر الأعراض الشائعة للفيروس المخلوي التنفسي يمكن تلخيصها كالآتي:
- سيلان واحتقان الأنف.
- السعال الجاف.
- الحمى الخفيفة.
- التهاب الحلق.
- العُطاس والصداع.
هذا في الحالات العادية، أما الحالات الأكثر شدة فقد تشهد انتقال الفيروس للمجرى التنفسي السفلي والتسبب بالتهاب الرئة أو القصبات، مؤدياً للأعراض التالية:
- الحُمّى والسعال الشديد.
- الأزيز وهو صوت حاد يُسمع عادةً عند الزفير.
- صعوبة التنفس.
- ازرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين.
والعرضين الأخيرين قد يتطلبان مراجعة الطبيب فوراً أو طلب الرعاية الطبية العاجلة.
ويمكن لمعظم الأطفال والبالغين التعافي من هذا الفيروس خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن الأزيز قد يتكررلدى بعضهم. كما قد يُصاب بعض أطفال الخداج أو الأطفال المصابين بمشاكل قلبية أو رئوية مزمنة بعدوى حادة أو مُهددة للحياة تستدعي بقاءهم في المستشفى لمدة يحددها الطبيب.
مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي
في حال عدم الكشف المبكر عن هذه العدوى وعدم علاج أعراضها خاصة الشديدة منها، فإن الفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يُولَد المضاعفات التالية:
- الحاجة لدخول المستشفى لمراقبة مشاكل التنفس وعلاجها، وتزويد الجسم بالسوائل عبر الوريد.
- زيادة خطر الإصابة بالإلتهاب الرئوي، في حال انتقال الفيروس إلى المجرى التنفسي السفلي، وتداعيات هذا المرض بصورة خاصة على مرضى القلب والرئة.
- التهاب الأذن الوسطى.
- الربو.
- تكرار الإلتهابات.
طرق الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي
للأسف، لا يوجد حتى الآن لقاح للفيروس المخلوي التنفسي، لكن العلماء يتابعون العمل في هذا الصدد.
وبالرغم من فداحة بعض أعراض الفيروس المخلوي التنفسي على بعض الحالات، إلا أنه بالإمكان الوقاية منه ومنع انتشار العدوى باتباع النصائح الحياتية الآتية:
- غسل اليدين بشكل متكرر، خاصة للأطفال الصغار وكبار السن والمرضى.
- تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس لمنع انتشار العدوى.
- عدم مخالطة الآخرين عند الشعور بالمرض، وتجنب مجالسة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض خاصة الحمى.
- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بك وتنظيف جميع الأسطح للتخلص من العدوى.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية وأدوات الطعام وغيرها مع الآخرين.
- عدم التدخين خاصة خلال وجود الأطفال الأكثر عرضة لدخان السجائر وعرضة أكثر للإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي.
- غسل ألعاب الأطفال وكافة متعلقاتهم لمنع التصاق عدوى الفيروس عليها واحتمال إصابتهم بالمرض.