ما الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي.. وهكذا يساعد المشي في التخفيف منهما
من الطبيعي أن يشعر الواحد منا بالقلق أو الخوف من حين لآخر، لكن تكرار الشعور بالقلق وفي أوقات متقاربة وحتى بدون سبب قد يكون شيئاً غير طبيعي، خاصةً إذا ما بات هذا القلق يؤثر على حياة الإنسان ومجريات أموره اليومية.
والقلق الطبيعي هو شعور متزايد بالخوف وعدم الإرتياح يجعل الإنسان يعاني من اضطرابات معينة مثل تسارع ضربات القلب والتعرق في أنحاء مختلفة من الجسم؛ وهو نتيجة طبيعية لمشاكل يمر بها الإنسان سواء صحية أو عائلية أو مهنية أو جراء حادثة أو موت أحد الأحبة. وعادةً ما ينتهي القلق مع انتهاء السبب أو تراجع حدته مع الوقت.
إلا أن ازدياد القلق وتحوَله من شيء طبيعي ومؤقت لشيء دائم ومُلازم، يمكن أن يصبح حالة مرضية تتطلب مراجعة طبية ومعالجة فورية مع الطبيب المختص كي لا تتحول لحالة صحية حرجة.
في موضوعنا اليوم، نسلَط الضوء على الفروقات بين القلق الطبيعي والقلق المرضي، وكيف يمكن للمشي أن يساهم في التقليل منهما.
ما هو الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي
ينظر البعض للقلق الطبيعي على أنه ضرورة يحتاجها الإنسان من وقت لآخر، كي يخرج من دائرة الأمان التي يعيشها ويسعى لتحسين حياته وتحفيزه لأداء كافة المهام المطلوبة منه عوضاً عن التقوقع ضمن حياة مملة وروتينية.
لكن استمرار حالة القلق يمكن أن تتحول لشيء مرضي يؤثر على حياة المصاب به وتُفقده السيطرة على حياته وتفكيره وتصيبه بالأمراض الجسدية والنفسية فضلاً عن المشاكل العائلية والمهنية، خاصة إذا ما تكررت نوبات القلق وكانت شديدة في كثير من الأوقات.
قد لا يشعر الشخص المصاب بالقلق الطبيعي من أية مضاعفات صحية كبيرة، بعكس القلق المرضي الذي قد يُسبب جملة من الأعراض منها:
- العصبية وعدم الإرتياح.
- الشعور بالموت الوشيك.
- تسارع نبضات القلب والنفس.
- التعب العام والإرهاق.
- صعوبة التركيز.
- مشاكل النوم ومشاكل في الجهاز الهضمي.
- صعوبة السيطرة على القلق.
ويساعد الفحص الطبي والفحوصات التي يقوم بها الطبيب المختص، في الكشف عن القلق المرضي. وذلك من خلال إجراء فحص جسدي كامل لاستبعاد الأسباب العضوية للقلق، كما سيطلب الطبيب التاريخ الطبي للمصاب بالقلق منها تناوله لأدوية معينة، أو استخدام أي نوع من المكملات الغذائية، أو شرب الكافيين بكثرة، أو تعاطي المخدرات.
كما يخضع الشخص المصاب بالقلق لفحوصات للدم وغيرها من الفحوصات الطبية كي يتأكد الطبيب من عدم وجود حالة مرضية لدى الفرد تُسبَب له القلق. فضلاً عن إجراءات للصحة العقلية تتضمن استبيانات للتقييم الذاتي، التقييم السريري والمقابلة مع المعالج النفسي.
فوائد المشي في التخفيف من القلق الطبيعي والقلق المرضي
عادةٌ ما أقوم بالمشي فور شعوري بالقلق أو التوتر جراء شيء ما، ويحلو لي المشي في الحديقة خارج المنزل والإستمتاع بالمناظر الطبيعية الخضراء وسماع أصوات العصافير التي تبعث الراحة والهدوء والفرح في نفسي.
كنتُ وما زلتُ أتخذ من المشي وسيلة لإراحة أعصابي وأفكاري من التوتر والتشتت، وبشكل أكبر بعدما تأكدت من جهات طبية مختلفة أن المشي هو أفضل الوسائل الطبيعية للتخلص من القلق الطبيعي وحتى المرضي في كثير من الحالات.
وتذكر العديد من المواقع الطبية أهمية ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، ومنها المشي، في تحسين المزاج وتخفيف حدة القلق مهما كانت أسبابه. وللمشي فوائد عدة في هذا المجال منها:
- محاربة القلق وصرف التفكير عن الأمور السلبية التي تضعنا في دوامة التوتر.
- تحسين المزاج وتعزيز الثقة بالنفس والمساعدة على الإسترخاء.
- تقليل أعراض القلق والإكتئاب.
- تقليل اضطرابات النوم الناجمة عن القلق، وبالتالي تحسين جودة النوم.
- خفض إفراز هرمون التوتر الكورتيزول وتحفيز إنتاج هرمونات السعادة السيروتونين والإندروفين، ما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية والفكرية.
- تحسين الصحة البدنية والمساعدة على فقدان الوزن، ما يجعل الأشخاص الخائفين دوماً من زيادة الوزن والمصابين بعقدة السمنة من الشعور بالراحة والرضا عن الذات.
- تقليل الإجهاد على المدى البعيد، وتعزيز قدرة المرء على تحمل ضغوطات الحياة والتعامل معها بشكل صحيح.
ختاماً، لا بد من إسداء النصيحة بوجوب إيلاء الصحة النفسية العناية اللازمة وعدم إهمال أية مشاعر قلق أو توتر تنتابك لفترة طويلة. واعلمي عزيزتي أن اتباع نظام غذائي صحي، وأخذ قسط كاف من النوم والراحة يومياً، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام والقيام ببعض تقنيات الإسترخاء كالتأمل واليوغا والتنفس العميق، كلها أمور تنعكس إيجاباً على صحتك وتجعلك بمأمن من القلق وتداعياته.