ما هي أسباب خلل الهرمونات وما الأطعمة التي تساعد على توازنها
تلعب الهرمونات دورًا رئيسًا في إدارة أجهزة الجسم وضمان عملها بشكل صحيح؛ وأي خلل في منظومة هذه الهرمونات، يمكن أن يُولَد العديد من المضاعفات والأزمات الصحية.
ولأن النساء أكثر عرضةً للخلل الهرموني وعدم توازنها في الجسم، بسبب سن البلوغ والحمل والولادة وانقطاع الدورة الشهرية وغيرها من التغيرات الهرمونية التي ترافقها طوال حياتها؛ تحتاج كل سيدة لفهم الهرمونات وطبيعة عملها، مما سيساعد بلا شك في الحفاظ على الصحة وتجنب أية اختلالات قد تحدث في الهرمونات. مع الإشارة إلى أن الخلل الهرموني قد يحدث أيضًا جراء الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية، أو بسبب علاجات معينة.
يسهم الفحص المبكر للخلل الهرموني وعلاجه بكافة الوسائل، في تجنيبك عزيزتي الكثير من مضاعفات هذا الخلل. كما أن التركيز على أطعمة معينة، كفيلٌ بمساعدتك على استعادة توازن هذه الهرمونات وعملها بصورة طبيعية.
قبل الخوض في سبل كشف وعلاج اختلال الهرمونات بالجسم، لا بدَ من التوقف قليلًا عند أنواع الهرمونات، ودورها ووظائفها في الجسم. ثم نتطرق لمسألة عدم توازن الهرمونات وأسبابها، مع إعطاء مساحة خاصة للأطعمة الواجب تناولها لاستعادة هذا التوازن.
ما هي الهرمونات
بحسب موقع "ويب طب"، الهرمونات هي موادٌ كيميائية يتم إنتاجها في الغدد الصماء، التي تتحكم في معظم الوظائف الجسدية الرئيسة، مثل الجوع، والإنجاب، والعواطف، والمزاج.
بعض أهم الغدد الرئيسية المسؤولة عن إنتاج وإدارة الهرمونات الأساسية في الجسم هي التالية:
- الغدة النخامية: مسؤولةٌ عن درجة حرارة الجسم والجوع والحالات المزاجية، والعطش، والنوم، وممارسة الجنس.
- الغدد جارات الدرقية: وتتحكم في كمية الكالسيوم بالجسم.
- الغدة الصعترية: تلعب دورًا في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي.
- البنكرياس: مسؤول عن إنتاج الأنسولين الذي يساعد على التحكم بمستويات السكر في الدم.
- الغدة الدرقية: تحوي هرمونات مرتبطةً بحرق السعرات الحرارية ومعدل ضربات القلب.
- الغدة الكظرية: تتحكم في الهرمونات المسؤولة عن القدرة الجنسية، والكورتيزول أو هرمون الإجهاد.
- الغدة النخامية: تسيطر على عدد من الغدد الهرمونية المُحفَزة للنمو.
- الغدة الصنوبرية: أو المهاد، تنتج هذه الغدة مشتقات السيروتونين من الميلاتونين الذي يتحكم بالنوم.
- المبيضان: تفرز الهرمونات الجنسية الأنثوية، مثل هرمون الإستروجين، والتستوستيرون، والبروجسترون.
- الخصيتان: تنتج هرمون الذكورة التستوستيرون والحيوانات المنوية.
أنواع الهرمونات
يحتوي الجسم على العديد من الهرمونات، ولكن بعض الأنواع لها دور أكبر في صحة الجسم ورفاهيته، وهي:
-
هرمونات النساء
وتتألف من هرمون الإستروجين المسؤول عن البلوغ، تهيئة الجسم والرحم للحمل، وتنظيم الدورة الشهرية؛ والبروجسترون الذي لا يُعدَ هرمون الجنس الرئيس مثل الإستروجين، لكنه يساعد على تنظيم الدورة الشهرية ويلعب دورًا في الحمل.
-
هرمون الإجهاد
أو الكورتيزول، يساعد الجسم في الاستجابة للتعب والإرهاق.
-
هرمون الميلاتونين
يتزايد بعد حلول الظلام لتحفيز الجسم على الاستجابات المُسبَبة للنوم، مع تغير في مستويات على مدار اليوم.
-
هرمونات الرجال
منها التستوستيرون، هرمون الجنس الرئيس لدى الرجال والمسؤول عن البلوغ، زيادة كثافة العظام، تحفيز نمو شعر الوجه، ونمو كتلة العضلات وقوتها.
ما هي وظائف الهرمونات الرئيسية
من خلال الدم، تنتقل الهرمونات إلى الأنسجة لتوصيل الرسائل المختلفة لإطلاع أعضاء الجسم على ما يجب فعله ومتى. والهرمونات مسؤولةٌ عن الوظائف الحيوية التالية:
- معدل التمثيل الغذائي والشهية.
- معدل ضربات القلب.
- النوم.
- الوظيفة الجنسية.
- المزاج ومستويات التوتر.
- درجة حرارة الجسم.
- النمو العام.
هكذا يحدث خلل الهرمونات
هذه العمليات الحيوية المتعددة التي تضطلع بها الهرمونات، قد يشوبها بعض التشوش وعدم الإتزان أو الخلل، لأسباب عدة. ويحدث خلل الهرمونات عندما يقوم الجسم بزيادة أو نقص إنتاج هرمون معيّن؛ في حين مهما كان الفرق قليلًا من حيث مقدار إنتاج الهرمون المطلوب فقد يكون تأثيره عظيمًا على الجسم.
ويمكن للهرمونات أن تشهد اختلالات وعدم توازن على مدار سنوات عمرنا، مع العديد من الأعراض التي تختلف بين الأفراد سواء في مرحلة النمو أو البلوغ، ووصولًا إلى مراحل متقدمة من السن مرتبطة بالشيخوخة.
وبالنسبة لنا نحن النساء، فإننا أكثر عرضةً لتغيرات الهرمونية الطبيعية خلال مراحل حياتنا المختلفة؛ ما يُعرَضنا للأعراض التالية التي تتفاوت بين امرأة وأخرى:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- توقف الدورة الشهرية أو تكرار حدوثها.
- ظهور شعر زائد في بعض المناطق بالجسم مثل الوجه أو الذقن.
- زيادة الوزن أو الصعوبة في فقدانه.
- جفاف المهبل وضموره.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- اسوداد وتعتيم في الجلد.
أسبابٌ تقف وراء خلل الهرمونات
كما ذكرنا في المقدمة، هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء لخبطة الهرمونات، كما يسميها البعض.
منها بعض الأمراض مثل قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، داء السكري، متلازمة كوشينغ، العلاج بالهرمونات، الأورام الحميدة أو السرطانية وعلاجاتها، تضخم الغدة الكظرية الخُلقي، اضطرابات الأكل، تأثيرات بعض الأدوية على الهرمونات، ورم الغدة النخامية، الضغط العصبي، والإصابة بحادث أو صدمة على أثره.
في حين أن هناك أسبابًا خاصة بالنساء لعدم توازن الهرمونات تشتمل على:
- سن اليأس.
- الحمل.
- الرضاعة الطبيعية.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- انقطاع الطمث المبكر.
- قصور المبيض الأساسي.
- الأدوية الهرمونية كحبوب منع الحمل.
علاج خلل الهرمونات في الجسم بالغذاء
لا تقلقي عزيزتي، قد يبدو الأمر مزعجًا أن تضطري للمرور بمراحل عدة من اختلال الهرمونات خلال حياتك؛ ما يجعلك تعانين جسديًا ونفسيًا. لكن العلاجات موجودة، ومنها العلاجات المتعلقة بالغذاء.
وفي هذا الصدد، تنصح تينا شاغوري، اختصاصية التغذية والتثقيف الصحي والمحاضرة الجامعية في الامارات بوجوب تركيز النساء اللاتي يعانينَ من اضطراب الهرمونات، على تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند، الأفوكادو، المكسرات النيئة، البذور، الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، الأفوكادو وزيت الأفوكادو، والبيض.
مشيرةً إلى أن نقص هذه الدهون الأساسية في الجسم، ينجم عنه نقص في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين أ، فيتامين د، فيتامين إي وفيتامين ك. ومعلوم عن هذه الفيتامينات أنها مهمةٌ جدًا لتوازن الهرمونات، خصوصًا فيتامين د وفيتامين ك المسؤولين بشكل أساسي عن امتصاص الكالسيوم في الجسم وتوازن الهرمونات.
وتؤكد شاغوري على أنه لا داعي لحساب وقياس السعرات الحرارية الموجودة في هذه الدهون الصحية عند تناولها؛ ونصيحتها الوحيدة في هذا الشأن، تناولها بوعي وإضافتها لكافة وجباتك اليومية لضمان عدم اختلال الهرمونات في جسمك.
طرقٌ فعالة لعلاج خلل الهرمونات عند النساء
بالعودة لموقع "ويب طب"، فإنه يقدم لنا بعض العلاجات الصناعية لعلاج اختلال الهرمونات في جسم المرأة وتخفيف الأعراض الناجمة عنها. وعادةً ما يتم علاج هذا الاضطراب بعلاج مُسبباته.
وبالتالي فإن أهم طرق علاج اضطراب الهرمونات عند النساء هي التالية:
- يتم وصف حبوب منع الحمل أو وسائل أخرى لمنع الحمل مثل الحلقات أو اللصقات الهرمونية أو اللولب، لعلاج اضطراب الهرمونات الأنثوية المتمثلة بالاستروجين والبروجيسترون، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، أو حدوث نزيف شديد أثناء مرحلة الحيض.
- استخدام الاستروجين العلاجي على شكل كريمات أو حبوب أو حقن علاجية، تحتوي على الاستروجين، للمساعدة على تخفيف أعراض سن اليأس التي تحدث بسبب انخفاض مستويات الإستروجين مثل جفاف المهبل، التعرّق الليلي، والهبات الساخنة.
- استخدام مضادات الأندروجين، للحد من ارتفاعه لدى المراهقات اللاتي قد يعانينَ من ظهور حب الشباب وتساقط الشعر.
- بعض العلاجات الدوائية التي تُحفَز الإباضة عند النساء اللائي يُعانينَ من متلازمة تكيُّس المبايض، أو مشكلات صحية أخرى تؤثر على الإباضة وتؤدي إلى العقم.
إضافة لعلاجات أخرى لها علاقة بمتلازمة تكيُّس المبايض الناجمة عن مرض السكري، وعلاجات كسل الغدة الدرقية.
نصائح حياتية للحفاظ على توازن الهرمونات في الجسم
ما رأيك بالتعرف معنا في نهاية تقريرنا اليوم، على بعض النصائح الحياتية الهامة التي تساعدك في الحفاظ على توازن الهرمونات بجسمك؟
وتتضمن هذه النصائح:
- تناول طعام صحي متوازن، يتضمن الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون والألياف.
- التقليل من السكريات المُصنَعة التي تؤثر سلبًا على عمل الهرمونات.
- تناول الدهون الصحية غير المُشبعة، المتواجدة في زيت الزيتون والمكسرات.
- تناول الأسماك والمأكولات البحرية الغنية بأحماض أوميغا 3 التي تُنظَم عمل الهرمونات.
- تناول الطعام باعتدال وعدم تعجل.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الاسترخاء وتجنب التوتر قدر الإمكان.
- الحصول على ساعات نوم كافية كل ليلة.