تجميل الأسنان.. حاجةٌ صحية أم جمالية

تجميل الأسنان.. حاجةٌ صحية أم جمالية

جمانة الصباغ

تسود في عالمنا حاليًا، فكرة التجميل وتصحيح الأخطاء والعيوب الخُلقية التي يعاني منها الإنسان؛ إما عند الولادة، أو بسبب الحوادث والإصابات. ما يجعل المرء يعاني نفسيًا من وجود تلك العيوب، التي تُسبَب له الحرج الإجتماعي والسخرية والتنمر في كثير من الحالات.

إلا أن موضة التجميل، باتت مسيطرةً بشكل كبير وغير اعتيادي على معظم البشرية؛ سواء كانوا يعانون من مشاكل وعيوب أم لا. حتى أن بعضهم، قد يعمد للقيام بعمليات تجميلية في الوجه والجسم والأسنان، حتى من دون الحاجة إليها.

يُعد تجميل الأسنان ، من الصيحات الحديثة التي يُقبل الناس عليها دون هوادة، كبارًا وصغارًا. وبعض هذه العمليات قد يقتصر على استخدام القشور الخزفية للأسنان، والمعروفة أكثر ب"الفينير" بغية التمتع بابتسامة جميلة وأسنان بيضاء؛ دون الحاجة للخضوع لعمليات تقويمية وتصحيحية وتجميلية للأسنان، تتطلب الكثير من الوقت والمال والجهد.

لكن هذه "الموضة" تشهد سوء استخدام كبير في الآونة الأخيرة، إن لجهة قيام العديد من الأفراد غير المختصين بتطبيقها؛ أو لجهة إكثار الأفراد من استخدام الفينير، حتى في حالات عدم الحاجة إليها.

لذا تحدثنا الدكتورة سارة أحمد الحميري، أخصائية طب الأسنان من المستشفى الكندي التخصصي، في موضوعنا اليوم؛ عن فوائد ومساوئ الفينير ، ما يجعل من السهل عليك عزيزتي اتخاذ قرار اعتماد هذا النوع من العلاجات من عدمه.

الدكتورة سارة الحميري اخصائية طب الاسنان من المستشفى الكندي التخصصي
الدكتورة سارة الحميري اخصائية طب الاسنان من المستشفى الكندي التخصصي

لكن أولًا، ما رأيك في الغوص بتعريف طب الأسنان، وما الخدمات التي يقدمها؛ بناءً لمعلومات شاركنا بها الدكتور محمد سالم، أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين، ورئيس قسم الأسنان في المستشفى السعودي الألماني- عجمان.

طب الاسنان ..علم وفن 

هذا ما أكدَه الدكتور سالم، مشيرًا إلى أن طب الأسنان يُعدَ واحدًا من أكثر المجالات الطبية تميَزًا؛ نظرًا لاحتوائه على الكثير من التفاصيل العملية الدقيقة التي يجب على الطبيب إتقانها خلال الفترة الجامعية وما بعدها، حيث يحتاج إلى سنوات من التدريب للوصول لأعلى مستويات التأهيل لمواكبة التطور المستمر في هذا المجال.

كما أن طب الأسنان مجالٌ غني بالعديد من النواحي الفنية والجمالية، من خلال صناعة الإبتسامة عن طريق مجموعة من الخيارات العلاجية التي يتم اختيارها حسب حالة المريض.

إذ يحتوي هذا المجال على عدد من التخصصات الفرعية، منها:

  • جراحة الفم والوجه والفكين.
  • التقويم.
  • أمراض اللثة.
  • صحة الأسنان والفم عند الأطفال.
  • التركيبات.
  • صحة وأمراض الفم.
  • زراعة الأسنان وطب الاسنان العدلي.

ويضيف الدكتور سالم أن دور طبيب الأسنان لا يقتصر فقط على علاج الأمراض فحسب؛ بل يمتد إلى نشر سُبل الوقاية منها وزيادة نسبة الوعي لدى المجتمع، بأهمية الحفاظ على صحة الفم ومدى تأثير هذه الصحة ودرجتها على الحالة العامة لجسم الإنسان.

وبحسب أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين، تصيب منطقة الفم العديد من الأمراض في الأنسجة الرخوة والصلبة (الموجودة في الأسنان وعظام الوجه والفكين)؛ وتختلف أسبابهذه الأمراض، فمنها الوراثي ومنها ما هو مُكتسب جراء التعرض للعوامل البيئية ونقص العناصر الغذائية وغيرها.

الدكتور محمد سالم أخصائي جراحة الفم من المستشفى السعودي الألماني
الدكتور محمد سالم أخصائي جراحة الفم من المستشفى السعودي الألماني

ويختم بالقول: "تُعتبر صحة الفم  في غاية الأهمية، نظرًا لتأثيرها المباشر على حالة المريض الجسدية وحتى النفسية. وللحفاظ عليها، يجب على الجميع مراجعة طبيب الأسنان بصورة دورية للكشف عن مشاكل الفم والأسنان وعلاجها، بغية تجنب المضاعفات الخطيرة والتكلفة العالية لمعالجتها في حال عدم الكشف عنها مبكرًا.

تجميل الأسنان.. حاجةٌ صحية أم جمالية

بالعودة إلى موضوع تقريرنا اليوم، أشارت الدكتورة الحميري من المستشفى الكندي التخصصي بدبي؛ إلى أن الفكرة السائدة في عالمنا المعاصر اليوم، هي "الألم من أجمل الجمال". ما يعني أن الكثيرين، ليس لديهم أي مانع لتحمل آلام الأسنان وعلاجاتها، بغية التمتع بأجمل أسنان وابتسامة.

في هذه المقالة، تتحدث الدكتورة الحميري عن مبدأ القشور الخزفية (الفينير) التي تلقى رواجًا واسعًا بين الناس في الوقت الحالي. لكن ولسوء الحظ، فقد أُسيء استخدام هذه التقنية المعروفة للأسنان من قبل البعض، لذا توضح لك أخصائية طب الأسنان عن فوائد ومساوئ هذه التقنية؛ لمساعدتك على اتخاذ القرار ما إذا كنت ستقومين بها أم لا.

وتقول: "نتفق جميعًا على أن القشور الخزفية، هي العلاج الأفضل لبعض الحالات؛ مثل التصبغات الداخلية أو تغير لون الأسنان، هشاشة الأسنان والأسنان المتباعدة، أو وجود عيب خُلقي فيها. والإبتسامة الجميلة تعزز الثقة بالنفس، مما ينعكس بصورة مباشرة على حياتك المهنية والشخصية. الأسنان الصحية تمنحك ابتسامة شابة ولامعة، وتضيء وجهك وتنعكس في عينيك، وستشعرين أنك أكثر شبابًا."

مضيفةً: "من ناحية أخرى، بقدر ما تبدو هذه الأسباب مُغريةً للغاية؛ إلا أن هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها. لبدء أي علاج تداخلي للأسنان، أساسًا يجب أن تخضع صحة الفم للفحص والتقييم الطبي؛ فنظافة الفم سيئة الإستخدام قد تُعدَ مانعًا لعلاج القشور الخزفية، الذي يُعتبر علاجا دائمًا إلى حد ما ولا يمكن الرجوع عنه. العلاج الذي لديه الكثير من القدرة على تغيير حياتك للأفضل لن يكون بدون ثمن؛ فتجميل الأسنان قد يحتاج إلى أن تسبقه مختلف العلاجات أو الجراحات حسب الخطة التي يتم الإتفاق عليها بعد تقييم الطبيب المختص؛ مثل تنظيف الأسنان، الحشوات أو حشوات جذور الأسنان، تقويم الأسنان او زراعة الأسنان، للوصول الى الإبتسامة المثالية."

الفينير من العلاجات السائدة للحصول على اسنان بيضاء وابتسامة جميلة
الفينير من العلاجات السائدة للحصول على اسنان بيضاء وابتسامة جميلة

ما هي نصيحتك للذين يرغبون بتطبيق تقنية الفينير؟

تقول الدكتورة الحميري: "يجب أن تدركي عزيزتي، أن رحلة التغيير تحتاج للكثير من الوقت والصبر والتكلفة المادية؛ لذا نصيحتي لك، هي أن تستثمري وقتك ومالك بما يجعلك أكثر سعادةً عندما يتعلق الأمر بصحتك خصوصًا؛ لكن بعد أن تختاري طبيبك بعناية، فهو الذي سوف يدلك على الخيارات المتاحة والمناسبة لك، والوصول معك إلى أفضل خطة علاج.

خلاصة القول، أن طب الأسنان عالمٌ كبير وفني بكل ما للكلمة من معنى؛ يمنحك خيارات الراحة والصحة والجمال، بشرط أن تكوني على دراية كافية بحسنات وسيئات كل علاج، وملاءمته لحالتك الصحية. وفي هذه الحالات، وحده الطبيب المختص قادرٌ على إجابتك عن كافة الاستفسارات ومساعدتك لتحديد العلاج الأنسب لك.