احتواء مشاعرها بعد الصدمة أولاً .. كيفية دعم مريضة سرطان الثدي نفسياً
تلعب الحالة النفسية للمريض دوراً كبيراً في الانتصار على المرض والشفاء منه إلى جانب العلاج والالتزام بتوصيات الطبيب وينطبق ذلك على أي مرض يصاب به الانسان، ولكن عند الحديث عن مرض السرطان فإن الحالة النفسية للمريض هي أول وأهم الخطوات نحو الشفاء، وخصوصاً بعد بدء مرحلة العلاج، وظهور العديد من التأثيرات الجانبية المؤلمة والمزعجة على المريض وتأثره بها كما يحدث مع مريضات سرطان الثدي على سبيل المثال، فماذا لو أصيب أحد من أقاربك أو صديقاتك بهذا المرض، هل ستكونين قادرة على تقديم الدعم النفسي اللازم لها؟
دعم مريضة سرطان الثدي نفسياً
ثمة أمور عديدة يجب عليك معرفتها عن مرض سرطان الثدي لتكوني قادرة على استيعاب حالة المريضة عن قرب، ولتكوني قادرة على تقديم الدعم الكافي لها، لأنها تتعرض لتحديات مختلفة خلال رحلة العلاج، وتنتابها مشاعر مختلطة ما بين الخوف والقلق والتفكير في شكلها بعد الخضوع للعلاج، والشعور بالذنب لظنها بأنها قد قصرت في حق نفسها، وخصوصاً إذ لم تكتشف المرض مبكراً، وأخطر هذه المشاعر الشعور بالاحباط واليأس وهو ما لا يجب أن تصل إليه أبداً، ومن هنا يبدأ دورك عزيزتي في دعمها نفسياً والوقوف بجانبها في هذه المرحلة الصعبة.
وبحسب الخبراء المختصين يمكنك دعم مريضة سرطان الثدي من خلال الالتزام بتطبيق النصائح التالية في التعامل معها:
دعمها عملياً بمساعدتها في القيام بالمهام اليومية
قد يكون من الصعب على المريضة في بعض حالات مرض سرطان الثدي، القيام بالمهام اليومية المعتادة، وهنا يجب أن تدعميها بمساعدتها على القيام بها أو القيام بها عوضاً عنها وبقدر استطاعتك، أو تأجير من يساعدها على ذلك لكي لا تشعر بالعجز ومرارة الاحتياج للآخرين، لذا من المهم التفكير في ما يمكنك القيام به ومقدار الوقت الذي يمكنك تخصيصه لها.
وهنا يجب أن تكوني على علم بالأمور التي من الممكن لكِ تقديم المساعدة لها مثل: أعمال التنظيف وغيرها، أو اصطحاب أطفالها من وإلى المدرسة بدلاً منها وتحضير الطعام لهم لكي لا تشعر بالتقصير نحوهم، ولكي لا تتأثر نفسيتها سلباً بذلك.
الدعم النفسي باحتوائها ودعمها عاطفياً
مهما كان شعورك نحو صديقتك مريضة سرطان الثدي، ينبغي عليك استشارة المختصين بشأن تقديم الدعم لها، وخصوصاً الدعم العاطفي، وذلك لأن مشاعرها تتغير من يوم لآخر وحتى من ساعة إلى ساعة، وسيكون من الصعب عليكِ معرفة ما يجب قوله لها وأفضل الطرق التي تجعل دعمك لها ذو نتيجة إيجابية عليها.
بداية عليكِ احتوائها جيداً لتتقبل صدمة الإصابة بالمرض، ولتتغلب على مشاعرها المختلطة التي تشعر بها حينها، ويشمل احتوائك لها عاطفياً تحمل انفعالاتها، ومشاعر الغضب والحزن والكآبة التي تتمكن منها لكي لا تدخل في دائرة الاكتئاب.
واعلمي غاليتي أن مجرد شعورها بوجودك جانبها والانصات إليها عند التعبير عن مشاعرها له تأثيراً إيجابياً عليها، لذا عليك باحتوائها واحتضانها وتخفيف معانتها بشعورها بوجودك معها من أجلها.
مساعدتها على الظهور بشكل جميل ولائق
كثير من الأعراض تظهر على مريضة سرطان الثدي بعد التعرض للعلاج، ولعل سقوط الشعر من أقوى هذه الأعراض، فالمرأة قد تتحمل أي آلام إلا تلك الآلام النفسية التي تنتج عن تأثر أنوثتها بالعلاج، لذا يمكنك التخفيف عنها بمساعدتها على الظهور بشكل جميل ولائق، وبأناقتها المعتادة.
كوني مصدر تفاؤلها
حدثيها عن تجارب نساء ناجيات من مرض سرطان الثدي، خبريها بردود أفعالهن الايجابية حيال رحلة العلاج، وبقدرتهن على تحدي المرض وهزيمته والنجاة منه بعد تحمل آلامه ومرحلة العلاج، وأوصفي لها مشاعرهن الايجابية، وخبريها أيضاً بما ينتظرها من أيام جميلة تعوض بها ما قد فاتها أثناء رحلة العلاج، لأنها بحاجة إلى التفاؤل، لأنه سر قوي في تحسين الحالة النفسية لها.
ومن الممكن ترتيب مقابلة بينها وبينهن للحديث معها بشأن المرض، وحثها على الصبر والتفاؤل، واخبارها بالأسلحة التي استخدموها في مواجهته والانتصار عليه.
وختاماً يجب أن تعلمي غاليتي أن مساندة مريضة سرطان الثدي قد لا يكون أمراً سهلاً، ولكن بالنية الطيبة، وبرغبتك المخلصة في مساندتها سيهبك الله عز وجل القوة والصبر والحكمة لمساندتها، وليس ذلك فحسب فقد تكونين سبباً في مساعدتها على الشفاء بسبب تحسين حالتها النفسية التي يكون لها كبير الأثر في تقوية مناعتها، وتقويتها معنوياً بشكل كبير.
والآن يسعدنا أن تشاركينا الرأي .. هل سبق وأن قمتِ بدعم أحد المقربات إليكِ المريضة بسرطان الثدي؟ وبرأيك ماذا تحتاج مريضة سرطان الثدي من المقربين إليها؟
مع تمنياتي لكِ ولكل امرأة بالمعافاة الدائمة ولكل مريضة سرطان الثدي بالشفاء العاجل،،،