التعرف على الأمراض المعدية والوقاية منها

تجنبَا للإصابة .. تعرفي على أبرز الأمراض المعدية وطرق الوقاية منها

جمانة الصباغ
22 نوفمبر 2023

يتعرض الإنسان على مدار حياته، للعديد من المشاكل والأمراض التي يعزو السبب في بعضها للعامل الوراثي، والبعض الآخر لعوامل حياتية. منها الأمراض المعدية التي تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنها منأكثر الأحداث السلبية التي تهدد سلامة المرضى تواترًا في جميع أنحاء العالم؛

وبحسب إحصائيات المنظمة، فإن حوالي 5٪ إلى 15٪ من المرضى الذين أُدخلوا إلى مستشفيات العناية الفائقة في البلدان المتقدمة، اكتسبوا أمراضًا مُعدية مرتبطة بالرعاية الصحية في أي وقت من الأوقات. فيما يرتفع خطر اكتساب العدوى أعلى بـ 2 إلى 20 مرة في البلدان النامية.

لذا وتجنبَا لهذه الأمراض التي تتفاوت شدتها ومضاعفاتها بين شخص وآخر، ولحماية نفسكِ وأحبتكِ من خطرها؛ تعرفي معنا اليوم على الأمراض المعدية وطرق الوقاية منها حسب معلومات جمعناها من موقع "مايو كلينك" الطبي.

اتباع إجراءات السلامة والنظافة تحمي من الأمراض المعدية
اتباع إجراءات السلامة والنظافة تحمي من الأمراض المعدية

ما هي الأمراض المعدية

هي اضطراباتٌ تحدث بسبب كائنات صغيرة ودقيقة مثل البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات؛ يعيش العديد منها في أو على أجسامنا. وقد تكون هذه الكائنات ضارةً أو نافعة؛ ولكن في ظل ظروف معيَّنة، يمكنلبعض هذه الكائنات الصغيرة التسبببالأمراض.

والأمراض المعدية تحمل العدوى من شخص لآخر، ولهذا يُطلق عليها تسمية "معدية". بعضها قد ينتقل من خلال الحشرات أو حيوانات أخرى؛ والبعض الآخر قد تتسبب بعض بعض الممارسات الخاطئة مثل تناول الطعام أو الماء الملوث، فضلًا عن التعرض لكائنات صغيرة في البيئة المحيطة، والتي يمكن أن تنقل العدوى.

ما هي أسباب الأمراض المعدية

كما أسلفنا، فإن البكتيريا والجراثيم والفيروسات هي المُسبَب الأساسي لحدوث الأمراض المعدية؛ ولا ننسى منها، مرض كوفيد-19 الذي ينتج عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا.

ويشير الموقع المختص إلى أن الأمراض المعدية قد جراء التعرض للبكتيريا وحيدة الخلية؛ والمسؤولة عن أمراض مثل التهاب الحلق العقدي، عدوى الجهاز البولي والسل. كما أن الفيروسات، وهي كائنات أصغر من البكتيريا؛ قد تتسبب في العديد من الأمراض المعدية والتي تتراوح بين نزلات البرد وحتى الإيدز.

الفطريات سببٌ آخر لتلك الأمراض، خاصةً الجلدية منها؛ حيث يمكن للفطريات التسبب بأمراض مثل السعفة والقدم الرياضي. كما أن أنواعًا أخرى من الفطريات، قد تتسبب في عدوى الرئتين أو الجهاز العصبي. أما الطفيليات، فهي المسبب الرئيسي وراء الإصابة بالملاريا؛ وهو مرضٌ خطير يحدث جراء التعرض لطُفيل صغير للغاية، ينتقل عن طريق لدغة البعوض. في حين قد تنتقل بعض الطفيليات الأخرى إلى الإنسان عبر فضلات الحيوانات.

هل تحدث الإصابة بالأمراض المعدية عند الإتصال المباشر بشخص مريض؟

نعم.. فالتواصل مع شخص أو حيوان مصاب بالعدوى يمكن أن يؤدي لانتشار الأمراض المعدية.

الأمراض المعدية يمكن أن تنتقل إلينا عن طريق البشر أو الحيوانات
الأمراض المعدية يمكن أن تنتقل إلينا عن طريق البشر أو الحيوانات

ويحدث ذلك عن طريق الآتي:

  • العدوى من شخص لآخر: يَشيع انتشار الأمراض المعدية عبر الانتقال المباشر للبكتيريا أو الفيروسات أو غيرها من الجراثيم من شخص إلى آخر. وقد يَحدث ذلك عند ملامستنالشخص مصاب بالبكتيريا أو الفيروس، أو تقبيله، أو التعرض لسعاله أو عطسه ناحيتنا.كما يُمكن أن تنتشر هذه الجراثيم من خلال تبادل إفرازات الجسم نتيجةً للاتصال الجنسي؛ وقد لا يكون لدى الشخص الذي ينقل الجراثيم أية أعراض للمرض، بل هو مجرد حامل للمرض.
  • العدوى منالحيوان إلى الإنسان: بعض الحيوانات التي تعيش بيننا، يمكن أن تكون مصابةً بمرض معدي ينتقل إلينا عن طريق العض أو الخدش؛ وبعض هذه الحالات، في حال لم يتم معالجتها بسرعة وفاعلية، يمكن أن تُشكَل خطرًا على الحياة. على سبيل المثال، يمكن الإصابة بعدوى داء المُقوَسات عن طريق تفريغ علبة الفضلات الخاصة بالقطَّة.
  • عدوى الأم للجنين: يمكن للمرأة الحامل أن تنقل الجراثيم إلى جنينها، ما قد يتسبب في إصابته ببعض الأمراض المعدية. ويمكن لبعض الجراثيم الانتقال عبر المشيمة أو من خلال حليب الثدي، من الأم لطفلها؛ فضلًا عن إمكانية انتقال الجراثيم الموجودة في المهبل إلى الطفل أثناء الولادة.

ماذا بشأن الاتصال غير المباشر وعلاقته بالأمراض المعدية؟

يمكن للاتصال غير المباشر، كوجود الجراثيم على بعض الأجسام غير الحية مثل أسطح الطاولات ومقابض الأبواب أو صنابير المياه وغيرها، أن يتسبب بانتقال تلك الجراثيم إلينا عند ملامستها. فحين نلامس مقبض باب سبقنا إليه شخصٌ مريضٌ بالإنفلونزا أو الزكام على سبيل المثال، فإن إمكانية التقاط الجراثيم التي خلّفها ذلك الشخص إلينا ممكنةٌ للغاية. وبعدها، إذا قمتِ بلمس عينيكِ أو فمكِ أو أنفكِ قبل غسل يديك، فقد تصابين بالعدوى.

ما هي عوامل الخطورة الأخرى للإصابة بالأمراض المعدية؟

فضلًا عن الاحتكاك المباشر وغير المباشر مع أشخاص أو حيوانات مصابة بتلك الأمراض، فإن لدغات الحشرات يمكن أن تتسبب أيضًا بانتقال العدوى إلينا. الطعام والماء الملوث بالبكتيريا الإشريكية القولونية E.coli، وهي بكتيريا موجودة في بعض الأطعمة مثل عصائر الفاكهة غير المبسترة واللحوم غير المطبوخة جيدًا؛ يمكن أن تتسبب في الإصابة بالأمراض المعدية.

هناك أيضًا بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من حدة الإصابة بهذا النوع من الأمراض، يمكن تلخيصها بالتالي:

التعرف على الأمراض المعدية والوقاية منها-رئيسية واولى
التعرف على الأمراض المعدية والوقاية منها
  • تناول الستيرويدات أو أدوية أخرى تُثبط جهاز المناعة، مثل الأدوية المضادة لرفض العضو المزروع.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
  • المعاناة من السرطان أو اضطرابات أخرى تؤثر على جهاز المناعة.
  • بعض الحالات المرضية مثل سوء التغذية.
  • الأجهزة الطبية المزروعة في الجسم.

ما هي أبرز أعراض الأمراض المعدية؟

قد تختلف العلامات والأعراض حسب الكائنات الصغيرة المسبّبة العدوى، ولكنها تتضمن بشكل خاص الحمى والإعياء. والجدير ذكره، أن لكل مرض مُعدٍ علاماته وأعراضه الخاصة؛ لكن العلامات والأعراض العامّة والمشتركة بين عددٍ من الأمراض المعدية تشمل ما يلي:

  • الحمى.
  • الإسهال.
  • الإرهاق.
  • آلام في العضلات.
  • السعال.

متى يجب زيارة الطبيب المختص؟

سؤالٌ يطرحه الكثيرون، ويجيب عليه المختصون على موقع "مايو كلينك" بالآتي:

يجب السعي للرعاية الطبية في حال عانيتِ العض من قبل حيوان، المعاناة من صعوبة في التنفس والسعال لأكثر من أسبوع، المعاناة من صداع حاد مترافق مع حمى، المعاناة من الطفح الجلدي أو التورم، المعاناة من حمى غامضة أو طويلة، وفي حال المعاناة من مشاكل مفاجئة في الرؤية.

ماذا بشأن المضاعفات الناجمة عن الأمراض المعدية؟

لحسن الحظ، فإن معظم هذه الأمراض لا تحمل سوى مضاعفات بسيطة؛ ويمكن للعلاجات البسيطة والراحة والوقاية أن تساعد في التخلص منها. لكن بعض الأمراض المعدية، مثل الالتهاب الرئوية والإيدز والتهاب السحايا، يمكن أن تُشكَل خطرًا على الحياة.

فيما ارتبطت أنواعٌ قليلة من العدوى بزيادة خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل، ومنها:

  • ارتباط فيروس الورم الحليمي البشري بالإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • ارتباطالجرثومة المَلْوِيَّة البَوَّابية بالإصابة بسرطان المعدة والقرح الهضمية.
  • ارتباط فيروس التهاب الكبد B و C بالإصابة بسرطان الكبد.

أضف إلى ذلك، أن بعض الأمراض المعدية قد تصبح خاملةً مع الوقت؛ لكنها قد تنشط من جديد مستقبلًا، مثل الجدري المائي السابق الذي قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الهربس النطاقي فيما بعد.

كيف يمكنني الوقاية من الأمراض المعدية؟

هناك العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يمكن لها أن تحمينا من أمراض عدة، منها الأمراض المعدية.

لذا ينصحكِ موقع "مايو كلينك" باتباع الإرشادات التالية، لحماية نفسكِ وأحبتكِ من تلك الأمراض:

  1. غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا، قبل إعداد الطعام وبعده وقبل الأكل وبعد استخدام المرحاض.
  2. عدم لمس العيني أو الأنفك أو الفمك بيديكَ في حال كانتا متسختان، فهذه طريقة شائعة لدخول الجراثيم الجسم.
  3. تلقي التطعيمات واللقاحات التي تٌثلَل بنسبة كبيرة من خطر إصابتكِ بالكثير من الأمراض، وعلى رأسها الأمراض المعدية. والتأكد من حصول الجميع، كبارًا وصغارًا، على كافة التطعيمات الضرورية التي تُحصَن الجسم ضد مسببات العدوى.
  4. ملازمة المنزل عند المرض، وعدم التوجه للعمل أو الدراسة؛ خاصةً في حال المعاناة من السعال أو التقيؤ أو الحمى.
  5. اتباع إجراءات الأمان عند تحضير الطعام؛ وذلك بالحفاظ على نظافة الطاولات وأسطح المطبخ الأخرى عند تحضير الوجبات، طهي الأطعمة على درجة حرارة مناسبة وباستخدام مقياس حرارة الطعام للتحقُّق من نضجها. بالنسبة للحوم المفرومة، يجب أن تكون الحرارة (71 مئوية)؛ للدواجن (74 مئوية)؛ أما بالنسبة لمعظم اللحوم الأخرى، فتكون درجة حرارتها على الأقل (63 درجة مئوية).
  6. تبريد بقايا الطعام فور انتهاء الأكل، والتأكد من عدم ترك الأطعمة المطهية في درجة حرارة الغرفة لفترات زمنية طويلة.
  7. ممارسة الجنس الآمن من خلال استخدام الواقي الذكري.
  8. عدم مشاركة أدواتكِ الشخصية مع الآخرين، مثل فرشاة الأسنان والمشط وفراشي الشعر والماكياج وغيرها. والأمر ذاته ينطبق على أكواب الشرب وأدوات الطعام.
  9. أخذ التطعميات اللازمة عند السفر خاصةً للدول التي تكثر فيها الأمراض المعدية، وضرورة التحدث إلى طبيبكِ حول اللقاحات المطلوب تلقيها قبل السفر.

ختام القول، فإن الأمراض المعدية مشكلة شائعة يمكن الوقاية منها بنسبة كبيرة، باتباع إجراءات معينة تتضمن بمعظمها المحافظة على النظافة الشخصية وتحصين جهاز المناعة. فلا تتواني عزيزتي عن القيام بكافة التدابير الوقائية، التي تجعلكِ وأحبتكِ في منأى قدر الإمكان عن أعراض ومضاعفات هذه الأمراض.