لبشرة صحية مدى الحياة.. خبراء يقدمون لكِ أفضل النصائح وأكثرها نجاحًا
من منا لا تحب أن تتمتع ببشرة صحية وشابة على الدوام؟
مطلب "الشباب" في الصحة والبشرة والجمال، لم يعد حكرًا على النساء فقط.. بل بات مطلب الرجال والجميع على حد سواء.
والحقيقة أن الشباب ينبع في الدرجة الأولى، من الصحة؛ التي تتمثل في جسم صحي وسليم، وكذلك في بشرة تضج بالصحة والحيوية والحياة.
لذا يُولي خبراء الصحة والجلدية، اهتمامًا مضاعفًا بالتركيز على العناية بصحة البشرة وحمايتها من الآثار الضارة التي يمكن أن تُسرَع من شيخوختها. سواء لجهة التنظيف الجيد، وضع الكريمات وواقيات الشمس، ووصولًا إلى التغذية المتوازنة والسليمة، التي تضمن شباب البشرة لسنوات طويلة.
كما أن هذه الإجراءات الوقائية، تحمي من العديد من مشاكل البشرة؛ وعلى رأسها حب الشباب، الذي قد يستمر لما بعد المراهقة وسن الشباب. وهو ما سوف نُركَز عليه في تقريرنا اليوم، مع الدكتورة أبرار بخاري،أستاذة مساعدة في كلية الطب قسم الأمراض الجلدية في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، وطبيبة أمراض جلدية مستشارة في عيادات Derma في العاصمة السعودية الرياض؛ التي تحدثنا عن حب الشباب وكيفية الوقاية منه.
والدكتور خالد الشهراني، اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية والليزر، والمشرف العام على عيادة ميزو في أبها السعودية؛ والذي يطلعنا على أبرز وأهم النصائح للتمتع ببشرة صحية مدى الحياة.
البداية مع الدكتورة أبرار بخاري وموضوع حب الشباب، والتي أجابت على أسئلتنا بالآتي...
هل هناك إجراءاتٌ مدعومة بأدلة علمية، أثبتت فاعليتها في مكافحة حب الشباب؟
نعم، بكل تأكيد. من الضروري للغاية اتخاذ إجراء مبكر للحصول على النتيجة المرغوبة؛ وقد أكدت الأبحاث مرارًا وتكرارًا أهمية نظام العناية بالبشرة في رحلة مكافحة حب الشباب. من بين المستحضرات العديدة المتوفرة في الأسواق، حاز مستحضر إيفاكلار من لاروش بوساي La Roche Posay اهتمامًا كبيرًا وحقق رواجًاواسعًا في جميع أرجاء أوروبا، بوصفه المستحضر المُفضل لأصحاب البشرة الدهنية والمُعرَّضة لحب الشباب. واستنادًا إلى الدراسات العلمية التي يزيد عددها على 70 دراسة، يقدم هذا المستحضر حلًا شاملًا لمقاومة عيوب البشرة؛ إذ يستهدف ببراعة عيوب البشرة في مختلف أطوارها، ليس فقط لضمان الفاعلية المستمرة، بل وأيضًا للحفاظ على قدرة البشرة على التحمُّل والمقاومة.
ما هي أهم الفيتامينات التي ينبغي إضافتها إلى نظام العناية بالبشرة لمن يعانون حب الشباب؟
انتشرت مشتقات فيتامين أ، وخاصة مُركبات الريتينويد؛ وأثبتت فاعليتها وأهميتها البالغة في رحلة مكافحة حب الشباب. تعمل هذه المُركبات على تحفيز عملية تجديد الخلايا، وتقليل فرص انسداد المسام. وقد ثبتت فاعلية هذه المُركبات -عند إضافتها إلى نظام العناية بالبشرة- في استهداف حب الشباب النشط؛وهي لا تقف عند هذا الحد، بل تعمل أيضًا على الوقاية من ظهور حبوب جديدة، وتقليل ندبات حب الشباب. وتقدم مشتقات فيتامين أ -عن طريق استهداف السبب الجذري لظهور حب الشباب وعرقلة آلية ظهوره- حلًا متكاملًا للحصول على بشرة أكثر نقاءً.
ما أهمية زيارة طبيب الأمراض الجلدية بانتظام لمكافحة حب الشباب؟
من الضروري للغاية الحصول على استشارات طبيب الأمراض الجلدية بصورة مستمرة، على أن يكون حاصلًا على شهادة البورد. إذ يتمتع أطباء الأمراض الجلدية الحاصلون على هذه الشهادة بالخبرات اللازمة لتشخيص نوع حب الشباب ومدى حدته بدقة، وضمان تلَقي المريض للعلاجات الأنسب والأكثر فاعلية لحالته. علاوةً على ذلك، بوسع أطباء الأمراض الجلدية تطويع الخطة العلاجية حسب احتياجات كل مريض، لمراعاة الخصائص الفريدة لبشرته وطبيعة الحبوب التي يعاني منها. ويستعين أطباء الأمراض الجلدية بأحدث الأبحاث والتقنيات ومستحضرات العناية بالبشرة، لضمان المسار الأسرع والأكثر أمانًا للحصول على بشرة صافية.
هل لديكِ أي توصيات بخطة نظام غذائي، مناسبة لأصحاب البشرة المُعرَّضة للإصابة بحب الشباب؟
يُنصح المعرضون للإصابة بحب الشباب بتقليل السكريات في النظام الغذائي. يقودنا هذا بدوره إلى التقليل من الوجبات السريعة، والأطعمة المُكررة، والمشروبات التي تحتوي على كمية عالية من السكر. وتتسبب الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي، في ارتفاع مستوى السكر في الدم بسرعة؛ ما يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين الذي يُحفَز بدوره إفراز الزيوت والالتهاب، وكلاهما من عوامل زيادة ظهور حب الشباب.من المفيد أيضًا إضافة أطعمة غنية بمضادات الأكسدة إلى النظام الغذائي، مثل التوت والمكسرات والخضراوات الورقية لأنها تقاوم الإجهاد التأكسدي والالتهاب.
وبالإضافة إلى النظام الغذائي، من الضروري حماية البشرة من عوامل التلوث البيئي؛ لأنها تؤدي إلى تهيج البشرة، ومن ثم تساعد في ظهور حب الشباب. وتساعد المواظبة على اتباع نظام شامل للعناية بالبشرة -مخصص لاستهداف هذه العوامل- في السيطرة على حب الشباب والوقاية من ظهوره مرة أخرى.
ما هي المُحفزات أو العادات التي يجب على المصابين بحب الشباب تجنبها؟
يجب على كل من يعاني حب الشباب، توخي الحذر الشديد في تعامله مع بشرته. إذ يؤدي لمس البثور أو محاولة فقع الحبوب النشطة إلى زيادة الالتهاب، وزيادة فرص الإصابة بعدوى داخل البشرة، وترك ندبات تدوم طويلًا. فمجرد لمس البثور قد يؤدي إلى تغلغل البكتيريا داخل طبقات البشرة، وتدهور الحالة، وإطالة فترة التعافي من حب الشباب. كما أن فقع البثور أو عصرها، يؤدي إلى مخاطر انتشار البكتيريا؛ ما يتسبب في ظهور المزيد من البثور في المناطق المجاورة.
علاوة على ذلك، يجب على النساء التأكد من إزالة الماكياج بالكامل؛ لأن بقايا الماكياج، خاصةً عند النوم بها، تؤدي إلى انسداد المسام، وبهذا تبقى الزيوت والأوساخ عالقةً داخل المسام، ومن ثم تتدهور حالة البشرة المُعرَّضة لحب الشباب. ويؤدي انسداد المسام إلى تكوُّن البثور المفتوحة والمغلقة (الرؤوس السوداء، والرؤوس البيضاء)، التي قد تتحول إلى بثور ملتهبة عند الإصابة ببكتيريا. إذن، لا يجب أن نكتفي بإزالة الماكياج فقط، بل ينبغي الحرص على تنظيف البشرة جيدًا بعد إزالته.
أود التنويه هنا، إلى أن الدورة الخامسة والعشرين من المؤتمر العالمي للأمراض الجلدية 2023 الذي عُقد في سنغافورة مؤخرًا؛ كشف عن زيادة الاهتمام والبحث بشأن ميكروبيوم البشرة وعلاقته المُعقَّدة بظهور حب الشباب. وكلما تعمقنا في فهم التوازن الدقيق بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة التي تعيش على البشرة، نكتشف طرقًا أخرى مُبتكرة لتسخير قوة الميكروبيوم بهدف السيطرة على حب الشباب. بالإضافة إلى ذلك، ثبتت قدرة الأساليب الحديثة التي تجمع بين العلاجات المتعارف عليها والإجراءات الجديدة في تحسين النتائج؛ويجري العمل أيضًا على استكشاف مُركبات جديدة للتركيز على استهداف الأسباب الرئيسية لظهور حب الشباب، بدلًا من التركيز فقط على الأعراض. جعبتنا مليئةٌ بالطفرات الجديدة التي قد ستُحدث ثورة في عالم علاجات حب الشباب، ونحن على وشك اكتشاف تطورات مُدهشة في مجال السيطرة على حب الشباب.
بشرة صحية مدى الحياة.. يمكن تحقيقها بالآتي
من جهته، أكدَ الدكتور خالد الشهراني؛ إن الحفاظ على صحة البشرة عبر أطوار الحياة ما هو إلا مزيجٌ من الإدراك الواعي للاحتياجات الفريدة للبشرة وترسيخ العادات الجيدة والتأقلم مع المتغيرات البيئية. وتؤدي عوامل الوراثة دورًا مهمًا في الحالة الحيوية لبشرتنا، إلا أن عاداتنا اليومية وما نكرره من أفعال،قد يؤثر بشكل كبير على مظهر بشرتنا وعافيتها.
للخوض في مسألة "البشرة الصحية مدى الحياة" التي تُعد مطلب الجميع، طرحنا الأسئلة التالية على الدكتور الشهراني..
هل يمكنك مشاركتنا بعض الإرشادات/ النصائح المميزة للمحافظة على صحة البشرة عبر مختلف مراحل العمر، من الشباب إلى الشيخوخة؟
من الضروري للناس معرفة نوع بشرتهم والتصرف على أساسها: فمثلًا، تستفيد البشرة الدهنية من منظفات التقشير واستخدامات رتينول اليومية، مع التأكد من إزالة المكياج بالكامل. بينما نجد البشرة الطبيعية تزدهر من خلال التنظيف اللطيف والمنتجات الغنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامين ج.؛ في حين أن البشرة الجافة والحساسة، تتطلب منظفات لطيفة ومرطِّبات عميقة ومنتجات مثل حمض الهيالورونك، لتحتفظ بنداوتها.
إن الحماية من أشعة الشمس أمرٌ بالغ الأهمية لجميع أنواع البشرة، ويجب إعطاؤه الأولوية لمكافحة ظهور علامات الشيخوخة المبكرة والوقاية من أنواع سرطان الجلد. كما أن إجراءات تغذية البشرة تتجاوز مجرد استخدام العلاجات الموضعية، فالنظام الغذائي المتوازن له دور حاسم في الحفاظ على صحة البشرة وتعافيها من الداخل إلى الخارج. إن الحفاظ على البشرة رطبة نديّة أمر حيوي بنفس القدر.
وأخيراً، يجب الانتظام في الزيارات السنوية إلى طبيب الأمراض الجلدية؛ لأهميتها من حيث إتاحة فرصة الكشف المبكر عن المشاكل والحصول على المشورة المخصصة لحالتنا، مما يضمن صحةً مثالية للبشرة عبر مراحل العمر.
2. هل يمكنك مشاركتنا أي مستجدات وابتكارات وتطورات ظهرت خلال حضورك آخر مؤتمر حول العناية بالبشرة؟
المؤتمر العالمي للأمراض الجلدية (WCD) كان بمثابة حلقة وصل مستمرة لتبادل الخبرات العالمية في طب الأمراض الجلدية والعناية بالبشرة، وهذا أمر يُعزَز الابتكار ومشاركة الخبرات. وقد سلط مؤتمر هذا العام الضوء على بعض النجاحات والابتكارات الرئيسية منها:
- التركيز بشكل كبير على المنتجات المتقدمة للحماية من أشعة الشمس. إذ لم يقتصر التركيز على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية فقط، بل تم تزويد واقيات الحماية من الجيل القادم بوسائط تبييض ومضادات فعالة للأكسدة. والغرض من هذا الدمج لا يقتصر فقط على حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، بل يهدف أيضًا إلى مواجهة آثار التلوث والحدّ من تأثير التصبّغ وتعزيز البشرة لتصبح ملامحها أكثر إشراقًا وتناسقًا.
- تمَ تسليط الضوء، خلال إحدى ندوات المؤتمر، على تعاوننا مع لاروش بوساي La Roche Posay؛تأكيدً على سعي هذه العلامة التجارية في دمج أحدث الأبحاث المتقدمة لتطوير منتجاتها إلى الأفضل.
- كان التطور المهم واضحًا في التركيز على مجال العلاجات البيولوجية للأمراض الجلدية، مثل علاجات الإكزيما. وتُسخّر هذه العلاجات قدرات جهاز المناعة في الجسم والعمليات الطبيعية لتعمل في تناغم بغرض الحدّ من ظهور الأعراض، مما يبعث الأمل في نفوس من يعانون من مثل هذه الأمراض الجلدية المزمنة، والمنهكة أيضاً في كثير من الأحيان. إن إدخال هذه الطرائق والصيغ الجديدة، يُبشّر بإنتاج علاجات أكثر فاعلية تستهدف الحالة مباشرةً؛ مما يؤدي إلى إحداث تطوير مهم يُسهم بدوره في إحكام السيطرة على حالات الإكزيما وجفاف البشرة.
في الختام، نشارككِ عزيزتي الرغبة في التمتع ببشرة صحية وشابة مدى الحياة. وندعوكِ من خلال منبرنا، للالتزام بالنصائح والإرشادات التي قدمها لنا المختصون في هذه المقالة؛ من أجل مكافحة حب الشباب وغيره من مشاكل البشرة والجلد، والاستمتاع ببشرة صافية ومفعمة بالصحة.