شجعي زوجكِ على القيام بها..3 فحوصات صحية أساسية للرجال
عندما يتعلق الأمر بالصحة والتوعية من الأمراض، فإننا نجد النساء أكثر وعيًا وحرصًا على زيارة الطبيب المختص وعمل الفحوصات اللازمة سواء في حال الشعور بالمرض أم لا. في حين أن الرجال، قلما يخططون لمثل هذه الزيارات الدورية؛ بل ويحتاجون الكثير من الوقت والإقناع، لزيارة الطبيب المختص عند شعورهم بالمرض أو اعتلال الصحة.
وهذا ما دفع بعض الخبراء الصحيين لوصف الرجال على أنهم "الجنس الأضعف"؛ كونهم يتعرضون أكثر من النساء للأمراض والوفيات. فالرجال هم أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان من النساء، وهم الأكثر تعرضًا للوفاة بسببه.كما أن نسبة الاصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة هي الأعلى بين الرجال.وعندما يتعلق الأمر بالسعادة، تظهر النساء في المقدمة إذا نظرنا إلى الأمر من ناحية معدلات الانتحار.
ويبدو جليًا ان العديد من أمراض الرجال، مرده إلى نمط الحياة غير الصحي الذي يعيشونه؛ مثل إكثارهم من شرب الكحول والتدخين والتغذية السيئة مع قلة التمارين.كما يرى الخبراء أن الرجال مهملون في طلب المساعدة الطبية، حتى لو كانوا بحاجة اليها.
لذا، يأتي الدور هنا على النساء، في توعية شركائهم وآبائهم وأولادهم من الصبية؛ على ضرورة العناية أكثر بصحتهم، والقيام ببعض الفحوصات الطبية الضرورية التي تحميهم من الإصابة ببعض أنواع الأمراض. وعلى وجه التحديد، الإصابة بثلاثة أنواع شاعة من سرطانات المسالك البولية.
وبالتزامن مع تسليط شهر "موفمبر" (Movember) الضوء على صحة الرجال؛ أشار الدكتور جهاد قاووق، أخصائي المسالك البولية ومدير مركز الجراحة الروبوتية والموجهة صوريًا في معهد غليكمان للمسالك البولية والكلى في كليفلاند كلينك، إلى أهمية إجراء الرجال لعدد من الفحوصات الطبية والتنبّه إلى بعض الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بتلك السرطانات.
فلنتعرف سويًا على هذه الفحوصات، التي بدورنا ندعوكِ عزيزتي لتشجيع زوجكِ وأولادكِ الصبيان وأخوتكِ للقيام بها؛ لضمان حمايتهم من تداعياتها الخطيرة على صحتهم.
3 فحوصات صحية أساسية للرجال
قال الدكتور قاووق في هذا الصدد: "إننا ندعو المرضى إلى إجراء فحوصات مناسبة للكلى والبروستاتا والمثانة؛ إذ أن احتمالات معالجة السرطانات التي قد تصيب هذه الأعضاء تكون أعلى مع التشخيص المبكر لها. وبشكل عام، فإن العلاج في المراحل الأولى غالبًا ما يكون أقل توغلًا ويحقق نتائج أفضل. كما ننصح الأفراد بعدم تجاهل أي أعراض بولية، وبحث هذه الأعراض مع الطبيب، والتأكد من ذكر أي تاريخ عائليللإصابة بالسرطان".
وفي شرح لهذه الفحوصات، أفادنا أخصائي المسالك البولية بالتالي:
- فحص سرطان الكلى: بحسب الدكتور قاووق، فإنه "غالبًا ما يُصاب الأفراد بسرطان الكلى في مراحل متقدمة من الحياة من سن 60 عامًا فما فوق؛لكن هذا لا يعني عدم إمكانية تطور المرض لدى الأفراد الأصغر سنًا. وعادةً ما نقوم بفحص الأفراد الأصغر سنًا في حال ظهرت لديهم أيه أعراض والتي قد تشمل أي شيء غير طبيعي مثل الدم في البول وآلام الخاصرة والحمى. ونظرًا لكون سرطان الكلى من الأمراض الصامتة، يجب أن يكون فحص الكلى مكونًا رئيسياً من الفحص السنوي الدوري الذي يجريه الرجال."
وأوضح أن إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية،يُعد مفيدًا في فحص الكلى؛ خاصةًلدى الأشخاص الذين لديهم حالات إصابة بسرطان الكلى في عائلاتهم. وفي حال ملاحظة أي شيء غير طبيعي كوجود كتلة ما على الكلية، يتوجب حينها إجراء تصوير ظليلي بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية، وذلك لتقديم تشخيص دقيق للحالة وتحديد الخطوات المقبلة اللازمة. وحذّر قاووق من أن سرطان الكلى، غالبًا ما يتطور دون أيه أعراض؛ وفي معظم الحالات يتم اكتشاف الكتل السرطانية مصادفةً خلال إجراء المريض لفحوصات لأسباب أخرى.
وتابع: "تتسم الخيارات العلاجية المتاحة للكتل الموجودة في الكلى بكونها مباشرة ودقيقة، وتتمتع بمستويات شفاء عالية في حال تم تشخيصها مبكرًا."
- فحص سرطان البروستاتا: أشار الدكتور قاووق إلى أن سرطان البروستاتا شائع جدًا؛ لدرجة أنه في حال امتدت حياة جميع الرجال لـ90 عامًا فما فوق، فإن كل الرجال سوف يصابون بهذا المرض. وقال: "نظرًا للانتشار الواسع لهذا المرض،فإننا نُركَز على معالجة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا العدواني وأولئك الذين يُصابون بالمرض في أعمار صغيرة. أما بالنسبة للمرضى الأكبر سنًا أو أنواع سرطان البروستاتا الأقل عدوانية، فإن المراقبة المستمرة تُعد التوجه الأفضل، مع البدء بالعلاج فقط في حال كان ذلك ضروريًا."
وأضاف: "إن الفحص السنوي لسرطان البروستاتا مهمٌ للرجال من عمر 50 عامًا فما فوق؛وفي حال كان لدى الأفراد أيٌ من أقارب الدرجة الأولى ممن جرى تشخيصهم بسرطان البروستاتافيتوجب عليهم بدء الفحوصات اعتبارًا من سن 40 عامًا. وبالإضافة إلى الفحص السريري، يتم إجراء تحليل دم لكشف المستويات المرتفعة لبروتين خاص بالبروستاتا يسمى مستضد البروستاتا النوعي (PSA)،الذي تنتجه أنسجة البروستاتا السرطانية (الخبيثة) وغير السرطانية (الحميدة)؛ ولذلك، فإن تسجيل معدل مرتفع لهذا البروتين لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، إذ قد تكون هناك أسبابٌ أخرى لذلك."
وأوضح الدكتور قاووق أنه في حال اكتشاف عُقد أو انتفاخ في البروستاتا أثناء الفحص السريري للمستقيم، يجب أخذ خزعة بغض النظر عن مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA). وتابع: "إن الأمر الجيد في هذا السياق هو التطور الكبير الذي شهدته أساليب أخذ الخزعات على مر الأعوام، ما يُقلَل من مخاطر الالتهاب أو النزف. وإننا نقوم في كليفلاند كلينك باستخدام نوع من التصوير بالرنين المغناطيسي يُدعى التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد الوسطاء (Multiparametric MRI)؛والذي يتم دمجه مع قدرات التصوير بالأمواج فوق الصوتية، ما يتيح أخذ خزعة بدقة عالية جدًا."
وأشار الدكتور قاووق أنه في حال أظهرت نتائج تحليل الخزعة وجود سرطان، يتم حينها تخطيط البرنامج العلاجي بناءً على درجة عدوانية السرطان؛ مع الأخذ بالاعتبار الأمراض المصاحبة التي يعاني منها المريض وأمد الحياة المتوقع.
- فحص المثانة: قال الدكتور قاووق: "قد يكون سرطان المثانة مُهدَدًا للحياة، كما أن عامل الوقت في علاجه مهم جدًا نظرًا للعدوانية الكبيرة التي قد يتسم بها وقدرته على الانتشار السريع. ويُعدَ المدخنون في مقدمة المُعرَضين للإصابة بسرطان المثانة، ولذلك عليهم أن يكونوا أكثر حذرًا من غيرهم. لا يوجد فحص دوري لسرطان المثانة، ولكن يمكن إجراء فحص للمثانة في حال ظهور أعراض مثل وجود دم في البول. ولحسن الحظ، فإن الفحص بسيطٌ جدًا ويمكن إجراؤه من خلال إدخال منظار إلى داخل المثانة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل للبول."
وأوضح الدكتور قاووق أنه في حال العثور على زوائد لحمية في المثانة فإنه يمكن استئصالها؛لكن إذا كان السرطان قد تطوَر بشكل كبير، فقد تكون هناك حاجةٌ لإزالة المثانة، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير جذري في حياة المريض.
واختتم الدكتور قاووق: "يعد شهر (موفمبر) فرصةً مثالية لنشر الوعي حول هذه السرطانات التي يُصاب بها الرجال، وتشجيعهم على التحدث بصراحة مع أطبائهم حول أي أعراض يشعرون بها، إذ يُمكننا من خلال الكشف المبكر تحسين النتائج العلاجية بالنسبة للمرضى أو إنقاذ حياتهم."
بعد كل الذي استعرضناه، ندعوكِ عزيزتي القارئة ومن خلال منصتنا هذه؛ الحرص على صحة الرجال في عائلتكِ ومحيطكِ، وتشجعيهم على إجراء الفحوصات الثلاث المهمة التي شرحها لنا الطبيب المختص أعلاه. وذلك لضمان خلوهم من الأمراض، كي تنعموا جميعًا بصحة جيدة ورفاهية في العيش يستحقه كل فرد منكم.