تزامنًا مع موسم العطلات.. أخصائي يوضح وجود 5 تأثيرات للسفر على الجسم
يتحضر كثيرون حول العالم، للسفر خلال موسم العطلات الحالي؛ وذلك إما للاحتفال مع عائلاتهم وأحبتهم في بلادهم، أو لقضاء الأعياد في دول وأماكن جديدة، خاصةً تلك التي تمتاز بكثرة الاحتفالات المميزة لعيدي الميلاد ورأس السنة.
وعلى الرغم من متعة السفر التي يهواها البعض، وأنا منهم؛ إلا أن هذه التجربة لا تخلو من بعض الأضرار أو "التأثيرات" السلبية التي يمكن أن تؤثر على الجسم وصحته. حتى أن العديد من الناس، قد يصابون بالمرض أو بمتاعب صحية بعد رحلات السفر مباشرةً.
ما السبب يا ترى؟ الحقيقة أن تغيَر الأجواء بين دولة وأخرى؛ قد يكون السبب الرئيسي وراء مرض الكثيرين بعد السفر. لكنه ليس السبب الوحيد، إذ أن عدم اتباع بعض "إجراءات" السلامة والوقاية أثناء السفر، قد تتسبب بمرضكم.
لذا وتجنبًا لهذه التأثيرات السلبية على الصحة، وللاستمتاع برحلات سفر ممتعة وآمنة طيلة موسم العطلات الحالي؛ تعرفي معنا على تأثيرات السفر على الصحة وكيفية الوقاية منها، بحسب نصائح خبير طبي في مستشفى كليفلاند كلينك.
عوامل عدة تتسبب بتأثيرات السفر على الجسم
أوضح الدكتور ماثيو جولدمان؛ أخصائي الطب العائلي في مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، أن العوامل التي تشتمل عليها البيئة الداخلية لمقصورات الطائرات، إضافةً إلى عملية السفر الجوي بحد ذاتها، تؤثر جميعها على الوظائف الطبيعية للجسم. ولكن أكدَ في الوقت ذاته، أن هناك بعض الخطوات الوقائية التي يمكن القيام بها لتقليل هذا الأثر إلى الحدود الدنيا الممكنة .
وقال الدكتور جولدمان: "تشهد عوامل الضغط والحرارة ومستويات الأكسجين في مقصورة الطائرة تقلباتٍ مستمرة؛ كما أن الرطوبة داخل الطائرات أقل مما هي عليه عند مستوى سطح البحر، ويمكن لجميع هذه العوامل أن تتداخل مع الوظائف الطبيعية للجسم البشري. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عملية الطيران بحد ذاتها والتي تؤدي للانتقال بين المناطق الزمنية، والاحتكاك عن قرب مع عشرات أو ربما مئات الأشخاص الجدد".
وأوضح الدكتور جولدمان أن التوتر المرتبط بالسفر بحد ذاته، قادرٌ على التأثير على أجسامنا؛ ولذلك ينصح الأفراد بالتخطيط للسفر بصورةٍ جيدة ومُسبقة، للتقليل من هذا الأثر. وأضاف: "يمكن أن يتوجه الأفراد إلى المطار باكرًا لتجنب التوتر الذي قد يصيبهم بسبب الازدحامات المرورية غير المتوقعة على الطريق، أو الصفوف الطويلة في المطار. كما يمكن للمسافرين الذين يتناولون الأدوية، وضعها في حقيبةٍ محمولة تُتيح لهم الوصول إليها بسهولة عند الحاجة؛ كذلك يتوجب على الأفراد المصابين بالسكري أو حالات صحية معينة، ضمان طلب الوجبات الخاصة المناسبة لحالاتهم بصورة مسبقة".
وتابع الدكتور جولدمان أنه في حال شعر الأفراد بأنهم ليسوا على ما يرام، فقد يكون من الأفضل لهم تأجيل السفر؛ وأردف في هذا الإطار: "إذا كانت قناة أستاكيوس في الأذن مسدودةً بسبب التهاب ٍناتج عن نزلة برد أو حساسية، فقد لا تتمكن الأذن من معادلة الضغط عند الإقلاع والهبوط ما قد يتسبب بالألم أو الضرر في الأذن".
5 تأثيرات للسفر على الجسم
أوضح الدكتور جولدمان أن هناك 5 طرق يمكن من خلالها للسفر الجوي التأثير على الجسم، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود خطوات يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل الآثار الناجمة عن السفر.
وتتمثل تلك التأثيرات في التالي:
-
مخاطر التجفاف
بحسب الدكتور جولدمان، فإن مقصورات الطائرات تتسم بالانخفاض الكبير في مستويات الرطوبة فيها؛ نظرًا لكون نحو 50% من الهواء داخلها مصدره خارج الطائرة على ارتفاعات كبيرة، حيث الهواء يكاد يكون خاليًا تمامًا من الرطوبة، ما قد يؤدي إلى جفاف الحلق والأنف والعيون والجلد. ولذلك قد يكون ضروريًا اصطحاب المسافر لقارورةٍ ماء فارغة، يمكن ملؤها بعد إتمام إجراءات التفتيش الأمني في المطار، وحمل عبوات صغيرة من الكريم المرطب، وقطرات العيون، وبخاخات الأنف في حقيبة اليد. ويُوصي الدكتور جولدمان المسافرين بارتداء النظارات عوضًا عن العدسات اللاصقة، لتجنب الشعور غير المريح الذي قد يشعرون به بسبب جفاف العين.
-
انخفاض طاقة الجسم
قال الدكتور جولدمان في هذا الصدد: "ينخفض الضغط الجوي في الارتفاعات العالية، ما يعني بأن الجسم يأخذ كميةً أقل من الأكسجين. ولذلك، تقوم شركات الطيران بضغط الهواء في مقصورات الطائرات، ولكن ليس بدرجةٍ مماثلة للضغط عند مستوى سطح البحر؛ وعليه فإن كمية الأكسجين التي تدخل الجسم تبقى منخفضة، ما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب، وفي بعض الأحيان بصعوبة التنفس. كما أن التجفاف والجلوس لفترات طويلة يزيد الأمر سوءًا، خاصةً عند السفر إلى منطقة زمنية أخرى".
ويُبيَن الدكتور جولدمان أن ترطيب الجسم بالسوائل، هو أمرٌ مهم لمعالجة هذه المشكلة، موصيًا المسافرين بالنهوض من المقعد والمشي قليلًا داخل الطائرة والقيام بتمارين التمدد أثناء الجلوس، كرفع مشط القدم إلى الأعلى وشده، ومن ثم مده إلى الأمام وشد أصابع القدم وذلك لضمان استمرار تدفق الدم. أما بالنسبة للأفراد الذين يسافرون إلى مناطق زمنية أخرى لفتراتٍ قصيرة من يوم أو يومين، فيُوصي الدكتور جولدمان بضرورة إبقاء فترات النوم متوافقةً مع فترات النوم في المنطقة الزمنية التي قَدِمَ منها المسافر.
-
الضغط على الأذنين ودوار الحركة
قال الدكتور جولدمان: "يتغير الضغط في المقصورة باستمرار، وبالتالي فإن ضغط الهواء في الأذن الداخلية يحاول التأقلم مع التغييرات ومعادلة الضغط، وهذه المعادلة هي ما يساعدنا على إبقاء توازننا. ويؤدي تغيَر الضغط الخارجي بسرعة خلال الإقلاع والهبوط، إلى وضع الأنسجة حول الأذن الوسطى وقناة أستاكيوس تحت الضغط؛ ولذلك تحاول الأذن القيام بتعديل فرق الضغط".
وأوضح الدكتور جولدمان أن عدم التوازن في الضغط، قد يتسبب بدوار الحركة الذي يحدث عندما يتلقى الدماغ من الأذن الداخلية والعيون والمُستقبلات في الجلد والمُستشعرات في العضلات والمفاصل، رسائل متضاربة حول الحركة ووضعية الجسم في الفضاء المحيط به".
ولتجنب هذه المضاعفات، يوصي الدكتور جولدمان القيام بحركات البلع أو التثاؤب خلال الإقلاع والهبوط من أجل فتح قناة أستاكيوس التي تتحكم بضغط الهواء في الأذن الوسطى. كما يقترح بهدف التقليل من دوار الحركة، اختيار المسافر لكرسي بجانب النافذة فوق الجناح؛ بحيث تكون درجة الحركة في أدنى مستوياتها وتتيح له مشاهدة خط الأفق.
-
الانتفاخ
أشار الدكتور جولدمان إلى أن تغيرات ضغط الهواء في الطائرة، قد تؤدي إلى تمدَد الغازات في المعدة والأمعاء، الأمر الذي يجعل المسافرين يشعرون بالانتفاخ؛ ولذلك يوصي أخصائي طب العائلة بتجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في زيادة الغازات قبل وخلال الرحلة.
-
التعرض للجراثيم
بخصوص هذه المسألة المهمة، قال الدكتور جولدمان: "قد يعتقد البعض أن الهواء الذي يتمَ تدويره داخل مقصورة الطائرة، هو السبب في جعل المسافرين عرضةً أكثر للمرض؛ لكن شركات الطيران تستخدم في حقيقة الأمر أنظمةً متطورة لتنقية الهواء في الطائرات، قادرة على التخلص من البكتيريا والفطريات والفيروسات في الهواء. لكن التقارب الكبير بين أعداد المسافرين الكبيرة أثناء السفر، هو في حقيقة الأمر ما قد يتسبب في المرض".
ويقترح الدكتور جولدمان حصول المسافرين على جميع التطعيمات اللازمة قبل السفر، وحمل عبوة معقم صغيرة، وغسل اليدين جيداً طوال فترة الرحلة.
خلاصة القول، أن للسفر متعةٌ لا يضاهيها شيء؛ وهي تجربةٌ تحمل الكثير من الفوائد للجسم والروح. لكنها في الوقت ذاته، قد تكون مُضنية وتُخلَف الكثير من التأثيرات السلبية التي تسبب المرض والإزعاج. لذا ننصحكِ باتباع النصائح التي قدمها الدكتور جولدمان في موضوع اليوم، كي يتسنى لكِ الاستمتاع برحلة سفر آمنة وصحية وغنية بالتجارب الجميلة.