منها ما تتعافى من تلقاء نفسها دون جراحة .. أنواع الفتوق ونصائح طبية مهمة
تعتبر الفتوق حالة صحية شائعة ويمكن أن تؤثر على جميع الأشخاص بمختلف الأعمار. وتحدث نتيجة اندفاع جزء من الأعضاء الداخلية في الجسم نحو خارجه عبر منطقة ضعيفة أو شق في العضلات أو الأنسجة التي تكون مهمتها عملياً إبقاء تلك الأعضاء داخل الجسم. ويمكن أن يحدث ذلك في أي مكان في الجسم تقريباً، بما يسبب أنواعاً مختلفة من الفتوق، فما هي أنواعها وما هي أعراضها، وما هي أهم النصائح المفيدة التي يجب على المقبلين على الخضوع لعمليات الفتق تطبيقها تحقيقًا لسلامتهم.
لأهمية هذا الموضوع يسعدنا أن يقدم لنا الدكتور دانيال جيرون، طبيب أخصائي في قسم الجراحة العامة بمعهد أمراض الجهاز الهضمي إجابة على كل أهم الأسئلة التي تتعلق بموضوع الفتوق لتكون مرجعًا أساسيًا لكم جميعًا عند الشك باحتمالية الإصابة بأي منه لاتخاذ القرار السليم واستشارة الطبيب على الفور بمجرد ظهور الأعراض التي تؤكد حدوث الإصابة.
من هم الأشخاص الذين تزيد لديهم إحتمالات التعرض للفتوق؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بفتق في مرحلة ما من حياته، ويعتبر البالغون أكثر عرضة من الأطفال، لاسيما أولئك الذين تتضمن حياتهم نشاطات تضع ضغوطاً إضافية على عضلات البطن، ولك يجب الحرص على تجنب الأعمال الصعبة والنشاطات التي تزيد من إحتمالات حدوث الفتوق تجنبًا لمضاعفات صحية قد تصل من درجات الخطورة أقصاها.
ما هي أنواع الفتوق التي تصيب مختلف مناطق الجسم؟
تحدث الفتوق بأشكال عديدة، ويتسم كل نوع منها بصفات وتأثيرات محددة. لذلك فإن التعرف على هذه الأنواع لا يساهم في التشخيص المبكر فحسب، بل يمكن المصابين ومقدمي الرعاية من اتخاذ قرارات مدروسة بخصوص العلاج والإدارة المثلى للحالة. وتمثل الفتوق دلالة على مدى تعقيد وتنوع الجسم البشري، في حين تجسد علاجاتها التطور العلمي المستمر لمواجهة التحديات الصحية التي تفرضها هذه الحالة بمختلف أنواعها.
وتتمثل أنواع الفتوق في ما يلي:
الفتق الإربي
يعد الفتق الإربي من أكثر أنواع الفتوق شيوعاً، إذ يمثل معظم الإصابات ويؤثر في غالبية الحالات على الرجال. ويظهر هذا النوع عندما يبرز جزء من الأمعاء نحو القناة الأربية، المتواجدة ضمن الفخذ الداخلي. وتتطلب هذه الحالة في معظم الأحيان تدخلاً جراحياً لعلاجها وترميم المنطقة المصابة.
الفتق الفخذي
يعد الفتق الفخذي من أقل أنواع الفتوق شيوعاً لكنه يحتاج إلى الانتباه أيضاً. فهذا الفتق يحدث ضمن قناة الفخذ، الواقعة تحت القناة الأربية. والجدير بالذكر أن هذا الفتق قد يسبب بروز الأنسجة الدهنية، وهي سمة تميزه عن باقي الفتوق الأخرى.
فتق الحجاب الحاجز
وبعيداً عن فتوق أسفل البطن والفخذ، هنالك فتق الحجاب الحاجز. وبخلاف الفتوق الأخرى، يحدث هذا الفتق في الجزء العلوي من الجسم، خصوصاً في منطقة الصدر. وينشأ من اتساع فتحة الحجاب الحاجز، والتي تحتوي في العادة على المريء. ويأخذ بالتالي الجزء العلوي من المعدة في رحلة غير متوقعة نحو تجويف الصدر، مما يسبب شعوراً بعدم الراحة ويزيد من فرص حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي.
فتق الحجاب الحاجز الخلقي
وهنالك أيضاً فتق الحجاب الحاجز الخلقي، وهي حالة تبدأ لدى الجنين قبل ولادته. وتمثل عيباً خلقياً حقيقياً، حيث لا يكتمل إغلاق الحجاب الحاجز أثناء نمو الجنين. ويسبب ذلك اقتراب أعضاء تجويف البطن منداخل الصدر، وهو ما يعرض المولود للعديد من المضاعفات.
الفتق الجراحي
ويعد الفتق الجراحي أحد أنواع الفتوق أيضاً، ويحدث نتيجة ضعف في جدار البطن يكون عادة بسبب عملية جراحية سابقة، إذ يتحول موضع الجراحة لنقطة ضعف تبرز الأنسجة الداخلية من خلالها، ما يستدعي رعاية جراحية متخصصة.
الفتق السري
وبالنسبة للفتق السري، فغالباً ما تكون أسبابه قديمة منذ مرحلة الطفولة، إذ يكون معظمها موجوداً منذ الولادة. ويظهر هذا الفتق في منتصف البطن، حيث يبدأ جزء من الأمعاء بالخروج من نقطة الضعف في جدار البطن. وعلى الرغم من شيوع هذه الحالة في مرحلة الطفولة، إلا أنه غالباً ما تتعافى من تلقاء نفسها. وفي حالات أخرى قد تستدعي التدخل الجراحي إن لم يحدث التعافي.
الفتق البطني
يضم الفتق البطني مجموعة واسعة من الفتوق التي تظهر في الجدار الأمامي للبطن، منها الفتق
السري والفتق الجراحي. وضمن هذه الفئة، يبرز الفتق الشرسوفي، حيث يظهر فوق السرة ويسببمجموعة من التحديات والأعراض.
الفتق العجاني
وأخيراً، هناك الفتق العجاني الذي على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أنه يستحق الذكر. وتتحدى هذه الفتوق المعايير المعتادة، حيث تجد الأعضاء أو الأنسجة طريقها من خلال ضعف في قاع الحوض، وتنتقل إلى تجويف البطن. وتتطلب مثل هذه الحالات النادرة تقييماً دقيقاً وتدخلاً جراحياً متخصصاً. ويحدث هذا الفتق تدريجياً مع التقدم في السن، ويمكن أن ينجم عن إصابة ما أو جراحة أو اضطراب خلقي.
لذلك يقول الدكتور دانيال أنه من الأهمية ملاحظة أن معظم الفتوق قد ينتهي بها المطاف بضرورة الخضوع لعملية جراحية.
نصائح مهمة للمقبلين على الخضوع لجراحات الفتوق
بالنسبة للمصابين بالفتوق أو المقبلين على الخضوع لعملية جراحية، هنا بعض النصائح يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي:
- يتعين الإصغاء لنصيحة مقدم الرعاية وتجنب النشاطات غير الضرورية التي تسبب ضغطاً إضافياً على موضع الفتق. ولابد من مراقبة أي تغيرات في الأعراض أو شعور إضافي بعدم الراحة.
- إذا بدأ الفتق بالتغير مثل تبدل اللون، أو الشعور بالخدر، أو التسبب في بعض الضيق مثل الحمى أو الغثيان أو حتى
- القيء البسيط، فلا تتردد في التواصل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك.
وختامًا، إن فهم الفتوق وأنواعها وعوامل الخطر المرتبطة بها وأعراضها، إلى جانب التقدم الجراحي في علاجها يعد أمراً أساسيًا في اتخاذ القرار المناسب بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية، فامتلاك المعرفة اللازمة والإرشاد الصحيح يمكن المريض من التعامل مع حالته بثقة والاطمئنان حيال توافر العلاج المناسب، للتعافي بأفضل شكل ممكن.
مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية،،،