ليس فقط سلوكية ونفسية ولكن بدنية أيضًا.. إليكِ مخاطر اضطرابات القلق وكيفية الوقاية منها
رغم أنه يعد جزءًا طبيعيًا من الحياة إلا أنه أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الإنسان اليوم، هو القلق الذي أصبح المسبب الرئيسي للعديد من الأمراض، ليس فقط النفسية ولكن الجسدية أيضًا. وخصوصًا مع تشعب مسبباته وتكالب المسؤوليات والأعباء، وتوالي الضغوط سواء على صعيد الحياة الخاصة أو العمل أو أي من الأحداث الطارئة التي تؤثر علينا بشكل سلبي. لذا نصيحتي لكِ غاليتي أن لا تستسلمي له أبدًا، قاومي ذلك الشعور القاتل بأقصى ما عندكِ من قدرات، فسلامتك تقتضي ذلك.
والآن، ومن خلال السطور التالية سنعرف المزيد عن القلق والمخاطر المحتمل التعرض لها بسببه بحسب موقع (Healthline)
ما هو القلق؟
القلق هو شعور بعدم الارتياح، مثل الخوف من أمر ما، كل شخص لديه مشاعر القلق في مرحلة ما من حياته، ولكن تختلف درجة القلق من شخص لآخر. ولا يقتصر القلق على أشخاص بعينهم لأن الجميع معرضون للإصابة به في أي من المواقف الحياتية المختلفة، فالطالب يقلق بسبب الامتحانات، والأم تقلق على أطفالها وهم مرضى. ورب الأسرة يقلق بسبب أي توترات في العمل وما شابه. والخلاصة أن الجميع معرضون للقلق.
من هي الفئة الأكثر عرضة للقلق؟
يمكن أن تحدث اضطرابات القلق في أي مرحلة من مراحل الحياة، لكنها تبدأ عادةً بين فترة المراهقة المبكرة ومرحلة البلوغ المبكر. وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق من الرجال، وفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA)
لماذا تعتبر النساء أكثر عرضة للقلق من الرجال؟
الحقيقة إن طبيعة النساء التي خلقن عليها والتقلبات الهرمونية التي تتوالى في حدوثها عبر مراحل أعمارهن المختلفة تعد سببًا رئيسيًا في تعرضهم للقلق ضعف الرجال. كما أن مسؤوليات المرأة أكثر من مسؤوليات الرجال. يكفي مسؤوليتها تجاه تربية الأبناء ورعايتهم، ذلك بالإضافة إلى أعباء أخرى تترتب على خروجها للعمل وقيامها بمهام في الداخل والخارج.
هل للقلق أعراض؟
يرافق الشعور بالقلق أعراض جسدية عديدة من أهمها ما يلي:
- التنفس السريع أو معدل ضربات القلب
- الدوار أو الدوخة
- وجع البطن
- عسر الهضم
- ألم في الصدر
- الشعور بالدوار والغثيان
- تعب وإرهاق
- أرق
- صداع
ما هي أنواع القلق؟
توجد عدة أنواع من اضطرابات القلق. وهي تشمل ما يلي.
اضطراب القلق العام (GAD)
يتميز اضطراب القلق العام بالقلق المفرط دون أسباب منطقية. تشير الاحصائيات المعلنة إلى أن اضطراب القلق العام يؤثر على حوالي 6.8 مليون بالغ في الولايات المتحدة سنويًا. وعادة ما يتم تشخيص هذا النوع من القلق بعد استمراره لمدة قد تزيد عن 6 أشهر. وقد لا يؤثر على حياة الشخص الذي يعاني منه، ولكن في حالات أخرى قد يكون سببًا في إعاقته عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.
اضطراب القلق الاجتماعي
يتضمن اضطراب القلق الاجتماعي خوفًا شديدًا من المواقف الاجتماعية ومواجهة الآخرين، وهو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي الذي قد يكون سببًا في كثير من الحالات في تزايد الشعور بالوحدة.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يتطور اضطراب ما بعد الصدمة، ويحدث بسبب التعرض لصدمة ما أو تجربة شيئًا مؤلمًا. ويمكن أن تبدأ الأعراض على الفور وقد تتأخر لسنوات. ومن أمثلة ذلك الحروب والكوارث الطبيعية والتعرض للعنف بشتى أنواعه.
اضطراب الوسواس القهري
يشعر المصاب به بالوسواس القهري بالإرهاق من الرغبة في أداء طقوس معينة (أفعال قهرية) مرارًا وتكرارًا، كما أنه يتعرض لأفكار غير منطقية بشكل متكرر مثل الهواجس. وتوجد أمثلة عديدة عليه مثل غسل اليدين أكثر من مرة، والتحقق من الأشياء مرات عديدة، والدوافع العدوانية.
الرهاب
توجد أنواع عديدة من الرهاب، وهو يعني الخوف ومنها، الرهاب من الأماكن الضيقة، ورهاب الأماكن المغلقة، ورهاب المرتفعات، ورهاب الماء كالخوف من ارتياد البحر مثلًا وغيرها.
اضطراب الهلع
وهذا يسبب نوبات الهلع، ومشاعر عفوية من القلق، والرعب وله أعراض معينة مثل الشعور بخفقان في القلب وألم في الصدر وضيق في التنفس.
ما هي مخاطر القلق على الصحة؟
صحيح أن القلق له تأثيرات سلوكية عديدة كالتوتر والعصبية والانفعال، ولكن له آثار سلبية بدنية أيضًا، إذ يشكل القلق المزمن ضغطًا بدنيًا شديدًا على جسمكِ، وبخاصة الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والمناعي والجهاز التنفسي.
وأبرز مخاطر القلق التي من الممكن التعرض لها ما يلي:
التأثير على الجهاز العصبي المركزي
من مخاطر القلق التي يجب الانتباه إليها جيدًا، تأثيراته على الجهاز العصبي المركزي إذ أنه وعلى المدى الطويل قد يؤدي قيام العقل بإفراز هرمونات التوتر بشكل منتظم. ويتكرر الشعور بأعراض القلق، مثل الصداع، والدوخة، وتزيد احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
وعندما تشعرين بالقلق والتوتر، يقوم دماغك بغمر جهازك العصبي بالهرمونات والمواد الكيميائية المصممة لمساعدتك في الاستجابة لمشاعر التهديد والخوف، وهما هرموني الأدرينالين والكورتيزول، وعلى المدى الطويل يزيد شعورك بالاجهاد، ويسبب زيادة الوزن أيضًا.
التأثير على نظام القلب والأوعية الدموية
سرعة ضربات القلب، والخفقان، وألم الصدر من أخطر التأثيرات السلبية التي يلحقها القلق بنظام القلب والأوعية والدموية. كما أنه يزيد من احتمالات الإصابة بضغط الدم المرتفع وأمراض القلب.
التأثير على الجهاز الإخراجي والهضمي
يؤثر القلق على الجهاز الهضمي، ولذلك تظهر بعض الأعراض المرضية على من يعاني منه مثل، آلام المعدة والغثيان والإسهال، إضافة إلى مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي. قد يكون هناك صلة بين اضطرابات القلق وتطور متلازمة القولون العصبي (IBS) بعد الإصابة بعدوى الأمعاء.
الجهاز المناعي
يؤدي القلق إلى افراز العديد من المواد الكيميائية والهرمونات، مثل الأدرينالين ما يؤدي إلى زيادة معدل النبض والتنفس للحصول على المزيد من الأكسجين. وسيزيد ذلك من التعرض للاجهاد والتأثير على المناعة، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية والأمراض المتكررة حتى مع الحصول على لقاحات ضد الإصابة بالعدوى لأن القلق يفسد عمل الأدوية واللقاحات.
الجهاز التنفسي
ينتج عن القلق التنفس السريع وتفاقم أعراض الربو، لذا يجب التحكم في مستويات القلق لتجاوز كل هذه الآثار السلبية، وحماية الجهاز التنفسي من أي مشاكل يمكن التعرض لها.
والآن وبعد كل ما تقدم، هل يمكن السيطرة على مستويات القلق؟
كيفية تخفيف حدة القلق
بحسب مايو كلينك يمكن أن يؤدي اتباع نمط حياة صحي إلى تخفيف حدة القلق، والحد من تأثيراته السلبية على الشخص من خلال الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- ضرورة المواظبة على ممارسة الرياضة، مثل رياضة المشي، وغيرها من التمارين الرياضية الملائمة للشخص.
- تناول الطعام الصحي وخصوصًا، الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك.
- تجنب الكحوليات.
- الإقلاع عن التدخين.
- تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- استخدام إدارة الإجهاد وتقنيات الاسترخاء مثل ممارسة التأمل واليوجا.
- الحصول على قسط كافي من النوم.
وختامًا، يجب أن تجعلي صحتك الأولوية غاليتي، وأن تحققي سلامك النفسي الداخلي لتخفيف حدة القلق بداخلك، ومحاولة السيطرة على مستويات القلق لديك باتباع النصائح المذكورة أعلاه.
مع تمنياتي لكِ ولجميع النساء بحياة هادئة مطمئنة بعيدة عن القلق والتوتر،،،