ناتالي بسمة وعبير سندر وقمر السباعي.. 3 شخصيات مؤثرة يروين لـ"هي" في رحلة التعرف إلى الذات والـBody Positivity
نلقي الضوء على مفهوم التفكير الإيجابي وعلاقتنا مع أجسامنا، وكيف يدعم هذا المفهوم الاستقلالية الجسدية واحترام الذات والرفاهية العامة للمرأة. وبمناسبة عدد مارس الذي يحتفي بالمرأة، حاورنا ثلاث شخصيات مؤثرة في عالم السوشيال ميديا، ليشاركننا رحلتهن في التعرف إلى ذاتهن، ونناقش من خلال تجاربهن وأفكارهن كيف كان لهذه الحركة أثر كبير في تصنيف المرأة حسب مظهر جسمها، ومدى تأثير تفاعلنا بشكل متطرف في بعض الأحيان، مع الظواهر التي يفرضها علينا المجتمع أحيانا، متجاهلات التنوع والتفرد الذي يتناقض مع فكر الشمولية في عالم الجمال، وأنه لا يوجد تعريف واحد للجسد "الجميل" أو "المثالي".
ناتالي بسمة: كان لقصتي تأثير كبير في الآخرين
تابعنا رحلتها وعلاقتها مع الرياضة والصحة الجسدية بشغف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثرنا بقوتها وأحيانا ضعفها الذي لم يقف في طريقها للوصول إلى هدفها.. تشاركنا ناتالي بشفافية تفاصيل تجربة إنقاص وزنها وتؤكد أن للشخص حرية تغيير مظهره كما يشاء.
كيف صنعت قصة نجاحك؟
قصة نجاحي جاءت عن طريق الحظ والصدفة. بدأت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لأنني كنت محتاجة للدعم في إنقاص وزني، وبذلك أصبح لديّ مسؤولية تجاه متابعيّ. كانت لديّ رؤية واضحة لمستقبلي وأهدافي، ولكن الكثير من العوامل الخارجة عن سيطرتي ساعدتني في تحقيقها. شاركت تجربتي ورحلتي في فقدان الوزن عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل شفافية، وكان لقصتي تأثير كبير في الأشخاص الذين يعانون من التحديات نفسها.
هل أنت مرتبطة معنويا بهويتك السابقة قبل الخوض بمراحل التغيير؟
يمكن أن تخسري الوزن، ويمكن أن تغيري طريقة تفكيرك إلى حد ما، ولكن لا أعتقد أن الإنسان يمكنه أن يتغير مئةً في المئة. أنا متعلّقة بالطبع بالعديد من الأمور من الماضي، وما زلت أحبها.
شخصيتك واقعية جدا، ولا تدّعين التصنع إطلاقا في عالم السوشيال ميديا الذي أحيانا يؤثر في الأشخاص. إلى أي مدى يهمك أن تكوني طبيعية وصادقة مع ذاتك؟
يهمّني كثيراً أن أكون طبيعية وصادقة مع نفسي. في عالم مواقع التواصـــل الاجتــمـــــاعي، قـــد تـكــــون هنـــــــاك ضغوط لتقديم صورة مــثـــاليــــة ومصطنــــعـــــة عــن شخــصــيــتك، لكنني أؤمن بأن الصدق والواقعية يبنيان المصداقية والثقة بيني وبين متابعيّ.
هل كنت تعلمين أن لديك القدرة على تجاوز العقبات بالطريقة التي تجاوزتها؟
نعم، لأنني أحب التحديات! فهي تعطينا فرصة للنمو والتطور واكتشاف إمكانياتنا الحقيقية. إنها فرصة لنتعلم أشياء جديدة، ونتحدى أنفسنا لتحقيق أهداف أكبر. من خلال التـحـــديـــــــات نكتشف قوتنا الداخلية، وقدرتنا على التكيف والابتــــكار. نكــــتـــســـب المــهـــارات والخبـــــرات الجديدة، ونكبر كأشخاص. تحديات الحياة تجعلنا أكثر قدرة على التحمل والصمود في وجه المصاعب، وعندما نتغلب على التحديات، نشعر بالفخر والرضى عن أنفسنا.
عبير سندر: الـكلام الإيـجابي والحــوار اللطيف بيني وبين نفسي هو أكثـر ما يؤثّر بي
شخصية مؤثرة وقدوة للكثير من النساء، قادت حياتها بجرأة وصدق، كسرت حواجز، وغيّرت الصورة الفكرية النمطية التي يعتقدها الكثير عن جمال المرأة السعودية. هي زوجة وأم، وبالمقام الأول امرأة صادقة مع نفسها ومع احتياجاتها. خاضت عبير عملية MOMMY MAKEMOVER، وهي عبارة عن ربط العضلات وشد البطن. تشاركنا عبير أفكارها حول أهمية وجود نماذج مختلفة تمثل كل أنواع وأشكال الأجسام الصحية.
أنتِ من الشخصيات الطبيعية والصادقة على منصات التواصل الاجتماعي، حدثينا عن علاقتك مع متابعيك وأهمية أن تكوني مصدر إلهام وطاقة إيجابية لهم.
أحب أن أكون صادقة وواضحة في حياتي، وينعكس ذلك على ظهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلاقتي مع متابعاتي. برأيي الناس ينجذبون إلى الشخص الحقيقي القريب منهم. وكوني مصدر إلهام أعتبره بصراحة مسؤولية تدفعني دائما لأكون أفضل نسخة من نفسي.
ظهورك على منصات التواصل دائما جميل وجذاب وفي الوقت نفسه طبيعي ومختلف. ماذا يعني لك الجمال بكل صراحة؟
الجــمــــال بالنــسـبــــة لي أن تكـــــوني على طبيــعــتـــــك وتفتخرين بالصــفـــات الــتي تميزك. الثقة العالية في النفس تنعكس على الصورة الخــــارجيـــة للــمــــرأة، وتــزيــــــد من جاذبيتها وجمالها.
كأفــــراد، نـواجه الكثــيـر مــن الأفـكار المتـعـقـلـة بمظهرنا الخـــارجي وإحـــســـاسا بعدم الثــــقـة التي تسبــب الزعزعة الداخلية وعدم الاستقرار. كيف تخلقين التوازن والسلام الداخلي مع علاقتك بجسمك ومظهرك؟
تبـــدأ رحـــلة حـــب الــــذات والـســــــلام الداخلي عندما يتخذ الشـــــخـــــص القــــــرارات، وبالنسبة لي الكلام الإيجابي والحوار اللطيف الذي يحدث بيني وبين نفسي هو أكثر ما يؤثّر في نفسي. أسلوب الحــياة الصحي هو المستند إلى حبك لنفسك وجـسمك وكونك تريدين الأفضل لذاتك. علاقتي مع جسمي مـــرت بمـــراحــــل صعـبــــة جــــدا وتحـديـــدا بعد الولادة وتربية الأطفال، فقد تغير شكل جسمي وزاد وزني. وخلق التوازن كان صعبا وتطلب مجهوداً كبيراً، وما زلت مستمرّة في هذه الرحلة.
ما أهمـيـــة وجـــود مجـتــمـــع داعــــم يشـــجع التوجه الإيجابي والشمولية نحو علاقتنا بأجسامنا؟
مـهــم جــدا وجـــود نـــمــــــاذج لـكـــــل أنـــــــواع وأشــكــــــــال الأجـــســــــام الصحية، لكن أهم من ذلك أن يكون لدينا القدر الكافي من الـــوعي والقـنــــــاعة بـأنـــــه ليـــســـــــت جميـــــع الأجسام "مثالية" بالصور التي تقدمها لنا مواقع التواصل الاجتماعي، وأن معيار الجمال يختلف من جسم لآخر، وأن لكل شكل شيئا يميزه ويجعله جميلا بطريقته الخاصة.
قمر فادي السباعي: كبرت على أن أحب ما أنا عليه وألا أخفي عيوبي
شخصية فريدة من نوعها، ودائما على سجيتها، تحب الموضة والتصميم والفنون بأنواعه المختلفة.. تعبر عن شخصيتها من خلال تنسيقاتها اليومية، حيث توجّه متابعيها، وتعرفهم إلى أهم اتجاهات الموضة وعلامات الأزياء المحلية قبل أن تنتشر. تهتم أيضا باستخدام منصاتها لنشر الوعي حول الصحة النفسية، وتتبع نهجا شاملا لمعالجة هذه الأمور والقضايا من خلال طابع لافت وأنيق.
كيف أصبحتِ مؤثرة في عالم الأزياء على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تلخيص رحلتي سيكون صعبا، ولكن علينا أن نعترف بأنه لا شك في أننا نعلو فيها تارة ونقع فيها تارة أخرى. كانت الارتفاعات عالية جدا، وكانت أدنى مستوياتها منخفضة جدا.. منافسة عالية! لقد كبرت وتطورت بين متابعيّ، وبذلت مجهودا كبيرا للحفاظ على علاقة قوية معهم خلف الكواليس، وبهذه الطريقة كلما كنت أشارك أفكاري ومحتواي، لم أشعر أبدا بأنني تحت المـجـــهـــر، بل شــعرت وكأني أشـــــارك المحتوى الخاص بي مع أصدقائي المقربين.
ما علاقتك بجسمك وأزيائك؟ وكيف تتحدين المعايير التي يفرضها علينا المجتمع؟
نشأت بين شخصيات شكلت قدوة مهمة بالنسبة لي، شخصيات منفردة لم تتبع الاتجاهات أبدا، بل خلقت اتجاهاتها الخاصة. لذلك أنا ممتنة لهذه الشخصيات إلى الأبد. كبرت على أن أحب نفسي بجميع حالاتي، وألا أخفي عيوبي وجروحي التي اكتسبتها من خلال تجاربي. لم يكن اكتساب الوزن أو فقدانه مشكلة تقف في طريقي في حب نفسي. وحددت علاقتي مع الموضة على طريقتي الخاصة.
مظهرك فريد وأنثوي ومريح دائما دون تكلف، هل تواجهين أحيانا صعوبة في العثور على الإطلالة المثالية؟
كما ذكـــرت سـابــقـــــا، لا أجـــد صعوبة في ذلك أبدا، أنا أرتدي الملابس، وليست هي التي ترتديني، أقدر الراحة التي قادتني في النهاية إلى اكتشاف أشياء خارج قواعد تنسيق الأزياء.
كيف تؤثر فكرة إيجابية الجسم في الموضة اليوم؟
لا شك في أن لمشهد الموضة تأثيرا كبيرا في كيفية إدراك المرأة لجسمها، والعـــكس صحيح. تبنت دور الأزياء العالمية فكرة إيجابية الجــســـم بـطــريـقــــة أو بأخرى، وشهــــدنا عـــودة تصاميم الأكــتــــاف العريــضــــة المبـــالــــــغ فيها من الثمانينــــيات، والمعاطف المريحة المحافظة، والجينز الفضفاض ذات الخصر المنخفض. خلقت هذه التصاميم توجها جديدا يوحّد أزياء المرأة FIT FOR ALL أي أزيـــاء تـنـــاســـــب جميع الأحجام، أزياء تُلهم المرأة في تنسيق إطلالاتها بشكل مريح.
خلقت بيئة محفزة لمتابعيك، وساعدتهم في البوح عن أفكارهم ومشاعرهم بشفافية ومن دون خوف. هل يمكنك مشاركتنا أفكارك حول "تقبل الذات" كونك قدوة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
إنه عالم قاس، فإنّ تسليط الضوء على الصحة النفسية لا يزال غير كافٍ تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية التعبير عن مشاعرنا باستمرار، ومحاربة الضغوط المنقولة والوصمات السلبية المفروضة علينا يوميا.
السماح بالتعبير عن مشاعرنا السلبية يعلمنا الكثير. ما رأيك بهذا التصريح؟
كنت أحارب الأفكار السلبية، وأنكرها. ومع ذلك، بعد تجارب متعددة، تبقى المشاعر مستمرة، وتظهر مرة أخرى بطريقة أو بأخرى. أنا الآن لا أدفعها بعيدا ولا أتجاهلها، بل أسمح لها بالتدفق من خلالي. في بعـــض الأحـيــــان تـكــــــون الأفـكـار السلبية هي التي تضغط علينا لتنفيذ عمل أفضل. ومن دونها لن نتغير أبدا، ولن ننمو أبدا.
ما هي دور الأزياء المفضلة لديك والتي تدعم التفكير الإيجابي نحو أجسامنا؟
لن أحدد أي علامة، لأن الكثير من دور الأزياء اغتنمت حركة التفـكير الإيجابي نحو أجسامنا BODY POSITIVITY، ولكن بلا شـــك بعــد تـــداعـيــــات كـــورونــــــــا، لاقت التصاميم المريحة والواسعة شعبية كبيرة بشكل ملحوظ كإطلالة رسمية، ولا يمكن إنكار ذلك. وقد تأثرت علامات الأزياء بهذا التوجه، وأعادت تصميم الأزياء، وأعادت التفكير فيها والـتــعـــامل مـعـهــــا من زاويـــة جـديـــــدة تماما، للمرأة العملية والعصرية.