لتحديد علاجهما بفعالية: إليكِ أبسط الطرق للكشف عن الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية
لا شك في أن الصداع، بمختلف أنواعه، هو شيءٌ مزعج للغاية؛ وأقولُ هذا الكلام من وحي تجربتي الشخصية، ومعاناتي مع الصداع النصفي منذ عشرات السنوات حتى اليوم.
أجدُ نفسي دومًا في حالةٍ من العجز والإنزعاج الكبيرين عندما تداهمني نوبة الصداع، واضطر على إثرها لترك كل شيء أفعله، ومنه عملي، بغية الخلود للراحة للتخلص منه. تساعد المسكنات بالتأكيد في تخفيف حدة الصداع وعلاجه، لكن النوم والراحة وتجنب الضوء والأصوات تبقى أبرز العلاجات التي تفيدني.
لكن الصداع النصفي ليس النوع الوحيد المزعج؛ فهناك أيضًا نوعين من الصداع يمكن وصفهما ب"المزعجين جدًا" هما صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية. الأول هو نوعٌ شائع من الصداع يمكن أن ينتجعن التوتر العقلي أو الجسدي؛ وخلاله قد يشعر المرء بألمٍ متنوع في منطقة الرأس، مثل الضغط أو التحسس أو الضيق. وقد يكون الألم مستمرًا أو يأتي ويذهب بشكل متكرر.
أما صداع الجيوب الأنفية، فهو نوعٌ آخر من الصداع يحدث نتيجة حدوث التهاباتٍ في الجيوب الأنفية. ويمكن أن يصاحبه أعراضٌ أخرى مثل احتقان الأنف، تنزُّل السوائل، وتورم في الوجه. ألمه قد يكون شديدًا ويترافق مع ضغط في منطقة الجيوب الأنفية.
للفصل بين الصداعين بغية تحديد العلاج المناسب، نتعرف وإياكِ أكثر عزيزتي في مقالة اليوم على تفاصيل صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية، كلًا على حدى، وكيفية التفريق بينهما بطرقٍ بسيطة وفق معلوماتٍ حصلنا عليها من عدة مواقع مختصة.
صداع الضغط: الأسباب والأعراض
يصف العديد من الناس ألم صداع الضغط (Tension Headache) بأنه شبيهٌ بالشد الناتج عن ارتداء عصابةٍ مشدودة على الرأس، فما هو صداع الضغط؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن التقليل من حدوثه؟
وفقًا لموقع "ويب طب"، يُعدَ صداع الضغط من أكثر أنواع الصداع شيوعًا عند المراهقين والبالغين خاصةً النساء. ويوصف صداع الضغط بألمٍ ضاغط مستمر، شبيه بالشدّ، في منطقة محيط الرأس والجبهة؛ وقد يمتد إلى منطقة الصدغين، إضافةً إلى حدوث ألمٍ خلف وأعلى الرأس والرقبة.
غالبًا ما يتم علاج صداع الضغط بإحداث تغيراتٍ في بعض السلوكيات الحياتية التي قد تُحفّز الصداع، وتقليل الإرهاق الجسدي والنفسي، إضافةً إلى مسكنات الألم. أما عن أسبابه، فيؤكد الموقع المختص عدم وجود سببٍ واضح لحدوث صداع الضغط؛ ولكن يُرجح الأطباء بأن التوتر النفسي والأنشطة والأعمال التي تُسبَب إرهاق أو تشنج عضلات الرأس والرقبة، خاصةً الناتجة عن وضعيات غير مريحة لفتراتٍ طويلة، قد تساهم في حدوث صداع الضغط.
هناك بالطبع أسبابٌ إضافية محتملة وراء حدوث صداع الضغط، نذكر منها:
- إجهاد العينين الناتج عن بعض الأنشطة، مثل الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، أو الطباعة لفترات طويلة.
- الإكثار من المشروبات التي تحتوي على كافيين كالقهوة، أو التوقف المفاجئ عن شرب هذه المشروبات.
- قد يؤدي وجع الأسنان الناتج عن التهاب أو مشاكل في الفكين إلى حدوث صداع ضغط.
- النوم بوضعية غير مريحة خاصة للرقبة، أو النوم في مكان بارد.
- قد تؤدي نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية إلى الإصابة بصداع.
- التدخين بكثرة وشرب الكحول.
- فقر الدمAnemia.
- الجوع وتفويت وجبات الطعام، وعدم شرب كميات كافية من السوائل مما يسبب حدوث الجفاف، والذي قد يؤدي بدوره لحدوث صداع.
فيما يخص الأعراض، فإنها قد تختلف من شخص لآخر خاصةً لجهة حدتها؛ وأبرز أعراض صداع الضغط تأتي على النحو التالي:
- وجع في منطقة محيط الرأس يتراوح بين الخفيف والشديد، بحيث تكون طبيعة الوجع ضاغط مع شعورٍ بالشدّ، يشمل أعلى وخلف ومقدمة الرأس، وقد يمتد للصدغين والرقبة.
- يبدأ الصداع في الغالب لاحقًا خلال اليوم وليس مع بدايته.
- التعب العام والإرهاق والانفعال من أبسط الأمور، مع فقدان القدرة على التركيز.
- صعوبة الخلود للنوم.
قد تمتد أعراض صداع الضغط عادةً من نصف ساعة إلى عدة ساعات، أو لعدة أيام في بعض الأحيان؛ ولكن في حال حدثت لديكِ هذه الأعراض أكثر من 15 مرة في الشهر، فإن صداع الضغط يكون مزمنًا ويتطلب مراجعة الطبيب.
صداع الجيوب الأنفية: الأعراض والأسباب
على المقلب الآخر، فإن صداع الجيوب الأنفية يكاد يُشكَلمشكلةً شبه شائعة، تصيب الكثير من الناس وتحدث عند تهيج أو التهاب الجيوب الأنفية. والأخيرة هي تجويفاتٌ مملوءة بالهواء،تتواجد حول الأنف والعينين والخدين؛عندما يتورم أو يتهيج الغشاء الذي يُغطي الجيوب الأنفية، يمكن أن يشعر الفردبصداعٍ مؤلم ومزعج.
أسباب عدة قد تقف وراء صداع الجيوب الأنفية، أولها وأبرزها هو التهاب الجيوب الأنفية جراء العدوى البكتيرية أو الفيروسية. ويشير موقع "المستشفى السعودي الألماني" للأسباب الأخرى لهذا الصداع كالآتي:
- حساسية تجاه موادٍ معينة مثل الغبار أو حبوب اللقاح.
- تضيق قنوات الجيوب الأنفية بسبب انحراف الأنف أو نمو الأورام.
ماذا أشعرُ عند الإصابة بصداع الجيوب الأنفية؟ احتقان الأنف أو تسريب السوائل هو العرض الأول والأبرز لهذا الصداع؛ تصاحبه أحيانًا أعراضٌ أخرى، مثل الشعور بألمٍ في الوجه، خاصةً حول الأنف والخدين؛صعوبة التنفس؛ ضغط أو امتلاء في الأذنين، وبالطبع الصداع.
نصائح للتقليل من حدوث صداع الضغط
كما أسلفنا، فإن تغيير بعض السلوكيات أو اعتماد بعضها، يمكن أن يقيكِ من صداع الضغط أو يُقلَل من حدوثه. وتتمثل تلك العادات بالنقاط التالية:
- التوقف عن بعض العادات السلبية كالتدخين، والسهر، واستخدام الأجهزة الإلكترونية لفتراتٍ طويلة دون أخذ قسطٍ من الراحة.
- الحرص على عدم تفويت وجبات الطعام وشرب كمية كافية من الماء خلال اليوم.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في الليل لتجنب الإرهاق البدني.
- تجربة بعض الممارسات التي تساعد في التقليل من التوتر النفسي والقلق، منها زيادة النشاط البدني، وممارسة الرياضة، والتأمل، وممارسة رياضة اليوغا للمساعدة على الاسترخاء.
- تجربة بعض الطرق غير التقليدية للمساعدة على الاسترخاء وتقليل شد العضلات، مثل المساج العلاجي، والعلاج بالوخز بالإبر (Acupuncture)، والتغذية الراجعة الحيوية (Biofeedback) التي تعتمد على مبدأ تمرين النفس على التحكم بمستويات التوتر والقلق، للوقاية والعلاج من بعض الأمراض ومنها الصداع.
- عدم الاعتماد على مسكنات الألم بشكل كبير، حيث أن ذلك قد يؤدي لعودة الصداع بشكل أشدّ حال التوقف عن استخدام الأدوية.
صداع الجيوب الأنفية: حلول وعلاجات
بدوره، يمكن تخفيف حدة صداع الجيوب الأنفية وعلاجه بطرقٍ طبية وحياتية مختلفة.
فيما يخص العلاج الطبي، فإن الطبيب المختص قد يطلب منكِ إجراء بعض الفحوصات؛ مثل الفحص السريري للوجه والأنف، التاريخ الطبي وتقييم الأعراض، الأشعة السينية أو الفحص المقطعي المحوسب (CT scan) للجيوب الأنفية.
وبناءً على تلك الفحوصات، يصف الطبيب العلاج المناسب الذي قد يكون على شكل أدوية مضادة للالتهابات؛ أدوية مخففة للألم؛ والعلاج الجراحي الذي يتم اللجوء إليه في حالات الصداع الشديد والمزمن، بغية تنظيف وتصريف الجيوب الأنفية.
أما العلاجات الطبيعيةوالمنزلية والتغذية السليمة لصداع الجيوب الأنفية، فتتضمن ما يلي:
- استخدام ماء مالح: يمكنكِ استخدام محلولٍ ملحي لغسل الجيوب الأنفية بانتظام، ما يساعد في تخفيف الالتهابات وتقليل الألم.
- تناول المزيد من السوائل: شرب السوائل بكمياتٍ كافية يساعد في ترطيب الأغشية المخاطية وتسهيل تصريف السوائل في الجيوب الأنفية.
- تجنب المُثيرات: مثلالغبار والدخان والروائح القوية، التي يمكن أن تُسبَب التهيج وتفاقم أعراض صداع الجيوب الأنفية.
- علاج الحساسية، أو تجنب التعرض للمواد التي تُسبَبها وتؤديللاحتقان في جيوب الأنف.
- ضمان بيئةٍ جيدة التهوئة، وتجنب التعرض للهواء الملوث أو الغبار.
هناك بالطبع بعض العلاجات العشبية الشائعة بين الناس، والتي يمكنكِ سؤال طبيبكِ الخاص عنها في حال ازدادت حدة أعراض صداع الضغط أو صداع الجيوب الأنفية لديكِ. وتذكري عزيزتي أن الصداع بمختلف أنواعه، يُفسد بهجة الحياة والاستمتاع برفاهها؛ فلا تتواني عن طلب المساعدة الطبية في حال تكرر لديكِ أيٌ من هذين الصداعين.