14 خرافة وحقيقة عن سرطان الثدي يجب معرفتها

للتثقيف والتوعية الصحيحة للنساء: إليكِ أبرز خرافات سرطان الثدي وحقيقتها

جمانة الصباغ
25 أكتوبر 2024

على الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي الكبيرين اللذين يشهدهما العصر الحالي، وحملات التوعية والتثقيف الطبي التي يقوم بها المختصون حول العالم لزيادة معرفة الناس حول الأمراض وكيفية الوقاية منها؛ إلا أن الكثيرين ما زالوا، للأسف، لا يمتلكون المعلومات الكافية حول هذه المسائل المهمة. والأخطر من هذا، أن بعضهم ما زال يؤمن بخرافاتٍ وشائعاتٍ كاذبة حول الأمراض وكيفية التعاطي معها.

هذا بالتحديد ما يحصل مع شريحةٍ كبيرة من النساء اللاتي ما زلنَ يصدقنَ جملة أكاذيب وخرافات لا مستند عملي لها، حول سرطان الثدي الذي يصيب النساء بشكلٍ واسع حول العالم. وما زالت نساءٌ كثيرات يخشينَ من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، خوفًا من اكتشاف المرض وخشية الموت بسببه. مع العلم أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وبإثباتاتٍ علمية دقيقة، يشير إلى تزايد نسبة التعافي من هذا المرض لأكثر من 95%.

لهذا السبب الجوهري والمهم، وانطلاقًا من مهمتنا الأساسية في موقع "هي" نحو تقديم المعلومة الصحيحة والمفيدة لقارئاتنا؛ نستعرض وإياكِ عزيزتي في مقالة اليوم، لبعض أبرز وأشهر خرافات سرطان الثدي وحقيقتها والتي جمعناها من عدة مصادر طبية ومختصين في هذا الشأن.

14 خرافة وحقيقة عن سرطان الثدي يجب معرفتها

التصوير الإشعاعي للثدي لا يضمن اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة
التصوير الإشعاعي للثدي لا يضمن اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة

ندركُ أن الكثيرات منكنَ، يعرفنَ الكثير عن سرطان الثدي؛ لكن لا مفر في بعض الأحيان، من معلومةٍ خاطئة أو خرافة تغزو أحاديثنا وأفكارنا من وقتٍ لآخر. لذا فإن عرض تلك الخرافات وحقيقتها في قسم صحة ورشاقة على موقع "هي"، مرارًا وتكرارًا، سيساعد في تبديد تلك الإشاعات وتكريس المعلومة الصحيحة لدى الجميع.

وكما تعلمين عزيزتي؛ فإن سرطان الثدي هو أحد أكثر السرطانات التي تصيبنا نحن النساء. ويتم الحديث عنه بشكلٍ موسع خلال شهر أكتوبر من كل عام، فيما بات يُعرف عالميًا بإسم "أكتوبر الوردي". حيث تتضافر كافة الجهود، الحكومية والخاصة والطبية والإعلامية وغيرها، للتوعية حول هذا المرض والتشجيع على الكشف المبكر من خلال الفحوصات الطبية لكل سيدة.

ولدحض كل خرافةٍ أو شائعة ترتبط بهذا المرض، بغية تثقيف جميع النساء بكافة أعمارهنَ ومستواهنَ العلمي والوظيفي وغيره؛ إليكِ أبرز الخرافات حول سرطان الثدي وحقيقتها:

  • خرافة رقم 1: عليكِ ألا تقلقي بشأن سرطان الثدي، في حال كنتِ تحافظين على وزنٍ صحي، تمارسين التمارين الرياضية باستمرار، تتناولين طعامًا صحيًا، وتُقلَلين من تناول الكحول.

الحقيقة: نعم، أثبتت الدراسات أن هذه التدابير كلها يمكن أن تُسهم في انخفاض خطر سرطان الثدي؛ لكن لا يمكنها أن تضمن عدم إصابتكِ بالمرض بالمطلق، فالعديد من النساء يقمنَ بكل ما هو صحيح ومع ذلك يصبنَ بسرطان الثدي.

ماذا يعني ذلك؟ يعني ضرورة المواظبة على اتباع هذه التدابير لضمان الصحة والسلامة بالإجمال، إضافةً إلى القيام بالفحوصات الدورية والفحص الذاتي للثدي للكشف عن أيَ تغيراتٍ غير الطبيعية في الثديين. افعلي ذلك لنفسكِ ولكافة أخواتكِ وصديقاتكِ والمقربات منكِ، لأنه لا أحد آمن 100% من سرطان الثدي.

  • خرافة رقم: تناول السكر بشكلٍ مفرط يُسبَب سرطان الثدي.

الحقيقة: هناك خرافةٌ شائعة، مفادهاأن السكر يمكن أن يُغذَي السرطان ويُسرَع تطوره؛ بكافة أنواعه وليس فقط سرطان الثدي. تستخدم كل الخلايا سكر الدم (الغلوكوز) كغذاءٍ لها سواء كانت سرطانية أو سليمة؛والحقيقة أن الخلايا السرطانية تلتهم السكر بسرعةٍ أكبر من الخلايا الطبيعية، لكن لا دليل قاطع حاليًا على أن السرطان يمكن أن ينتج عن الاستهلاك الزائد للسكر.

  • خرافة رقم 3: اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة مضمون بفعل التصوير الشعاعي السنوي للثدي.

الحقيقة: لا أحد ينكر أهمية التصوير الشعاعي للثدي، للكشف المبكر عن سرطان الثدي. إلا أنه قليلًا ما يُكتشف هذا المرض بمراحله المبكرة؛ وحقيقة النفي الزائف تصف سبب إجراء الأنثى لتصوير ثديٍ اعتيادي، وبعد بضعة أشهر يتمَ تشخيص سرطان الثدي لديها. ما يعني أن العديد من النساء قد يكنَ مصابات بسرطان الثدي المتقدم الذي لم يتم الكشف عنه مبكرًا، بالرغم من قيامهنَبسلسلةٍ من الصور الشعاعية التي جاءت نتائجها طبيعية؛وهناك أمثلة عديدة على تطور سرطان الثدي بسرعة خلال عام، بعد تصوير الثدي السلبي الحقيقي.

تكشف الصور الشعاعية للثدي معظم سرطانات الثدي، ولهذا يكون الفحص الاعتيادي ضروريًا؛ كما من الضروري التنبه إلى أي تغيَرات تحدث في ثدييكَ، وذلك بالقيام بالفحص الذاتي للثديين مرة كل شهر، والفحص الطبي لثدييكِعند اختصاصي صحي كل عام.

  • خرافة رقم 4: عودة سرطان الثدي في مراحله الأولى، نادرة.

الحقيقة: حتى مع المراحل الأولى لسرطان الثدي، هناك دومًا خطر محدق بعودة السرطان بعد التعافي.وعلى الرغم من أن معظم النساء لا يعانينَ من عودة السرطان في مراحله المبكرة، فإنه لا يمكن تجاهل هذا الخطر كليًا؛ وأكثر من ذلك، ما لم يعد سرطان الثدي في غضون فترة خمس سنوات فإنه لن يعود أبدًا. ورغم أنه قد يكون خطر عودته أكبر خلال السنتين أو الخمس سنوات الأولى، إلا أن العودة المتأخرة يمكن أن تحدث.

هذه الخرافة جعلت العديد من النساء يهملنَ موضوع المتابعة والفحص الدوري، ليواجهنَ فيما بعد حقيقة عودة المرض من جديد بعد سنوات. وتقول المصادر الطبية أنه حتى بعد عشرين عامًا على التشخيص، فإن المصابات بسرطان الدرجة الأولى لديهنَ احتمالٌ بنسبة 15-20% لعودة سرطان الثدي الايجابي لمستقبل هرمون الثدي الأقل خطورة.

  • خرافة رقم 5: سرطان الثدي يصيب النساء فقط ولا يصيب الرجال.

سرطان الثدي يمكن أن يصيب حتى النساء اللاتي ليس لديهنَ تاريخ عائلي للإصابة
سرطان الثدي يمكن أن يصيب حتى النساء اللاتي ليس لديهنَ تاريخ عائلي للإصابة

الحقيقة: لا بدَ من الإقرار هنا بأن الرجال ليسو بمنأى عن الإصابة بسرطان الثدي، وإن بنسبةٍ قليلة. وهو ما أكدته لنا الدكتورة عايدة العوضي، استشاري رئيس قسم أمراض وأورام الدم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية؛ مشيرةً إلى احتمالية إصابة الرجال بهذا المرض، خاصةً لدى الرجال الذين لديهم عاملٌ وراثي قوي أو لديهم طفراتٌ جينية معينة مثل BRCA1 و BRCA2. كما يمكن إصابة الرجل بسرطان الثدي دون أيَ من هذه العوامل؛ ما يعني حاجة الرجل أيضًا لإبلاغ طبيبه الخاص حول أية تغييرات تحدث في الثديين لديه، حيث يُشاهد سرطان الثدي لدى الرجال تحت الحلمة والهالة ككتلةٍ صلبة. والخبر المؤسف أن معظم الرجال المصابون بسرطان الثدي، يعانون من نسبة وفيات أعلى من النساء؛ لذا احرصي عزيزتي على تشجيع زوجكِ وأخوتكِ ووالدكِ على فحص الثدي باستمرار.

  • خرافة رقم 6: ستُصابين بسرطان ثدي إذا كان لديكِ تاريخٌ عائلي من هذا المرض.

الحقيقة: النساء اللاتي لديهنَ تاريخٌ عائلي للإصابةبسرطان الثدي، هنَ أكثر احتمالًا للإصابة بالمرض؛ لكن معظم مريضات سرطان الثدي ليس لديهنَ تاريخٌ عائلي. وتشير الإحصاءات إلى أن 10% فقط من النساء المصابات بسرطان الثدي، لديهنَ تاريخٌ عائلي بسرطان الثدي ضمن عائلاتهنَ. ما يعني أن جميع النساء بحاجة للقيام بالفحوصات المنتظمة، سواء سُجل لدى عائلاتهنَ إصاباتٌ سابقة بسرطان الثدي أم لا.

  • خرافة رقم 7: سرطان الثدي معدٍ.

الحقيقة: أكثر خرافةٍ مضحكة بشأن سرطان الثدي، من وجهة نظري؛ لكن لا بدَ من التطرق إليها والتأكيد بحسب المختصين، أنه لا يمكن نقل أو تمرير سرطان الثدي من شخص لآخرٍ. فالسرطان مرضٌ غير مُعدَ، وسرطان الثدي ينتج عن تطور خلايا غير منضبطة لبكتريا متحورة في الثدي، يبدأ بالانتشار إلى النُسج الأخرى.

لكن ومن خلال ممارسة نمط حياة صحي، ومعرفة عوامل الخطورة، واتباع خطة كشف مبكر؛ يمكنكِ تقليل خطر تطور سرطان الثدي ومعالجة المرض في مراحله الأولى في حال حصوله.

  • خرافة رقم 8: استخدام حمالات الصدر يُسبَب سرطان الثدي.

الحقيقة: ليس هناك أية براهين علمية، تُثبت وجود علاقةٍ بين ارتداء حمالة الصدر وازدياد خطر سرطان الثدي. كما أنه ليس ثمة ارتباط بيولوجي بين ارتداء حمالة الصدر وحدوث هذا النوع من السرطانات.

  • خرافة رقم 9: لا تُصاب النساء بسرطان الثدي في حال كنَ حوامل.

الحقيقة: للأسف هذه الخرافة غير صحيحة بتاتًا، وهناك خطرٌ يُحدق بالنساء الحوامل لجهة التعرض للإصابة بسرطان الثدي. فأثداء النساء طريةٌ وتكبر بالعادة عندما يكنَ حوامل أو مُرضعات، ما يجعل من الصعب عليهنَ اكتشاف الكتل أو رؤية تغيرات أخرى.

لهذا من الضروري على النساء خلال فترتي الحمل والرضاعة، القيام بالفحوصات المسموحة لهنَ وتحت إشراف الطبيبة المختصة.

  • خرافة رقم 10: زرعات الثدي يمكن أن تزيد مخاطر سرطان الثدي.

الحقيقة: تؤكد دراساتٌ عدة، أن النساء اللاتي لديهنَ زرعات في الثدي، لسنَ عرضةً لمخاطر عالية للإصابة بسرطان الثدي. لكنومع ذلك، فإن هذه الزرعات قد تُخلَفبعض الندوب في الثدي، ما يجعل من الصعب اكتشاف سرطان الثدي.

في هذه الحالة، يبقى التشديد على الفحص المنتظم، يدويًا وطبيًا، لاكتشاف أي تغيَرات غير طبيعية في الثدي والتعامل معها بسرعة.

  • خرافة رقم 11: الكافيين مسؤول عن التسبب بسرطان الثدي.

شرب الكافيين ليس سببًا وراء الإصابة بسرطان الثدي بل قد يحمي منه
شرب الكافيين ليس سببًا وراء الإصابة بسرطان الثدي بل قد يحمي منه

الحقيقة: حتى اليوم، لم تثبت هذه النظرية تأكيدها العلمي، وبالتالي لم يتم اكتشاف علاقةٍ سببية بين تناول الكافيين وسرطان الثدي. بل على العكس؛ فقد اقترحت بعض الدراسات إمكانية مساعدة الكافيين في تقليل خطر إصابتك بهذا المرض، ولا يمكن الجزم أيضًا فيما إذا كان من الممكن ربط آلام الصدر بالكافيين.

  • خرافة رقم 12: يمنحكِ استئصال الثدي فرصة التخلص من السرطان بصورة أكبر من العلاج الإشعاعي أو استئصال الورم.

الحقيقة: تشير الأرقام إلى أن معدلات الناجيات من سرطان الثدي، هي تقريبًا ذاتها للنساء اللاتي قمنَ باستئصال أثدائهن واللاتي خضعنَ للمعالجة الإشعاعية أو اللاتي استؤصلت لهنَ الكتل السرطانية.ومع ذلك فإن الإشعاع واستئصال الكتل الورمية لا يُعدَالخيارالأنسب للعلاج في بعض حالات سرطان الثدي؛ فعلى سبيل المثال، سرطان الأقنية البشروي كبير الحجم DCIS أو تحولات سرطان الثدي الجيني BRCA أو الأورام الكبيرة خصوصًا لا تخضع لهذه العلاجات.

  • خرافة رقم 13: النساء البدينات لديهنَ أكثر خطرٌ أقلللإصابة بسرطان الثدي من النساء ذوات الوزن الطبيعي.

الحقيقة: معلومة خاطئة، فزيادة الوزن أو البدانة تزيد من خطر إصابتكِ بسرطان الثدي، فضلًا عن مشاكل صحية أخرى مثل السكري. ويزداد هذا الخطر في حال اكتسبت الوزن الزائد بعد بلوغ سن اليأس.

لذا حافظي على وزنٍ صحي لدرء مخاطر سرطان الثدي وغيره من الأمراض، وللتمتع بصحةٍ وعافية على الدوام.

  • خرافة رقم 14: بالإمكان الوقاية من سرطان الثدي.

الحقيقة: للأسف هذا الأمر غير صحيح. ففي حين يمكن تحديد عوامل الخطر (مثل تاريخ العائلة والتحول الجيني) ويمكن إجراء تعديلات على نمط الحياة (التقليل من شرب الكحول أو التوقف عنه وخسارة الوزن وممارسة الرياضة بانتظام والتوقف عن التدخين) لخفض خطر إصابتكِ بسرطان الثدي؛ إلا أن ما يقرب من 70% من النساء المصابات بهذا المرض لم يُشخَص لديهنَ متغيرات خطر معروفة، ما يعني أن كل شخصٍ مُعرَضٌ لخطر الإصابة بهذا المرض.

ختام القول؛ أن لكل مسألةٍ صحية جانبها السلبي والإيجابي، المقصود بهما الخرافات والوقائع أو الحقائق؛ وسرطان الثدي ليس استثناءً عن هذه القاعدة. لذلك من الضروري معرفة كافة المعلومات الصحيحة والمثبتة علميًا حول هذا المرض، وعدم السماح لخرافات البعض المتوارثة من جيلٍ لآخر، بثنيكِ عزيزتي عن القيام بكل ما هو ضروري لحماية نفسكِ من سرطان الثدي وتقليل مضاعفاته قدر الإمكان.

والمقصود هنا اتباع نظامٍ غذائي وحياتي صحي، والمواظبة على الفحص الدوري، والمتابعة مع الطبيب المختص؛ لحمايتكِ وصديقاتكِ وكافة أفراد عائلتكِ من براثن هذا المرض.