سؤالٌ تطرحه معظم النساء: هل يساعد الكولاجين في محاربة التجاعيد والشيخوخة؟
إن سألنا كل امرأةٍ ما أكثر شيء تخشين منه عند التقدم بالسن، فإن معظم الإجابات ستكون: التجاعيد.
لا أحد يعلم، حتى النساء أنفسهنَ، هذا الخوف من ظهور التجاعيد على الوجه والجسم؛ ربما لأن نظرات الناس إلينا عندما تظهر هذه التجاعيد تجعلنا نشعر بالقلق وقلة الثقة بالذات، مع أن تلك التجاعيد هي نتاجٌ طبيعي لسنواتٍ اختبرنا فيها كل شيء، من الجميل للقبيح ومن الجيد للسيء.
ما أن تبدأ التجاعيد بالظهور ولو بشكلٍ خفيف وبسيط، تُسارع المرأة إلى إخفائها ومحاولة التخلص منها؛ سواء باستخدام كريمات ومستحضرات عناية مكثفة بالبشرة، أو بالخضوع للحلول العلاجية من خلال تطبيق البوتوكس والفيلر وغيرها من إجراءات التجميل المنتشرة كالنار في الهشيم هذه الأيام.
الحقيقة أن التجاعيد هي نتيجةٌ طبيعية لبدء الكولاجين بالتراجع شيئًا فشيئَا من الجسم؛ والكولاجين هو أحد أهم أنواع البروتينات الموجودة في جسم الإنسان وأكثرها تواجدًا، إذ أنه يُشكَل ثلث إجمالي البروتين المتواجد في الجسم. ويأتي بروتين الكولاجين ضمن فئة البروتينات غير القابلة للذوبان، ما يمنحه القدرة على العمل كنسيجٍ مُوصل بين الخلايا، بالإضافة إلى تشكيل ألياف قوية غير قابلة للذوبان.
يمتلك الكولاجين الداخلي، الذي يتم تصنيعه داخل الجسم، العديد من الوظائف المهمة في أجسامنا؛ وبالتالي فإن انخفاض الكولاجين في الجسم يرتبط بعددٍ من المشكلات الصحية. ويتكون بروتين الكولاجين بشكلٍ أساسي من الأحماض الأمينية الجلايسين، والبرولين، والهيدروكسي برولين، حيث تُشكَل هذه الأحماض الأمينية ثلاثة خيوط، يتم منها تشكيل الهيكل الثلاثي الحلزون المميز للكولاجين.
في سؤال وجهته إحدى السيدات إلى المختصين في "مايو كلينك"، تمحور حول إمكانية استخدام مكملات ومساحيق الكولاجين التي يلجأ إليها معظمنا، لمكافحة التجاعيد؛ ماذا كانت الإجابة؟ وما هي المصادر الغذائية التي يمكنها المساعدة في تخفيف حدة التجاعيد وظهورها على الجسم والوجه؟
هذا ما نجيب عليه في الفقرة التالية، لذا تابعي القراءة عزيزتي..
هل يساعد الكولاجين في محاربة التجاعيد والشيخوخة
فحوى السؤال الموجه إلى مايو كلينك: أرى إعلاناتٍ لمساحيق ومُكملات الكولاجين في كل مكانٍ الآن، وأختي تُقسم بفعاليته في مكافحة التجاعيد. هل يساعد فعلاً في منع الشيخوخة؟ وما هو الكولاجين بالضبط؟
للإجابة عن هذا السؤال؛ توضح الدكتورة دون ماري آر ديفيس، طبيبة الأمراض الجلدية في مايو كلينك في روتشستر، مينيسوتا، ما هو الكولاجين وكيف يُستخدم.
وتقول: تمَ تسليط الضوء على الكولاجين في وسائل الإعلام فيما يتعلق بخصائصه المضادة للشيخوخة. يتكون ما لا يقل عن 30% من جسمكِ — الجلد، والعظام، والأوتار، والأعضاء — من الكولاجين؛ وهو بروتين يتكون منه النسيج الداعم للجلد، ما يساعد على إعطائه شدًا ومرونة. مع فقدان الكولاجين بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ترهل الجلد وترقَقه وظهور التجاعيد، ما قد يجعلكِ تبدين أكبر سنًا. لذا يُركَز جزءٌ كبير من صناعة مكافحة الشيخوخة في الحفاظ على الكولاجين، أو بناءه إن أمكن.
يتوفر الكولاجين على شكل مكملاتٍ غذائية بدون وصفةٍ طبية مثل الكبسولات أو المسحوق، ولكن يمكن أيضًا تناوله من خلال الجيلاتين الموجود في أطعمة مثل الجيلو والمارشملو. تبدو الدراسات غير جازمة بشأن ما إذا كان تناول الكولاجين عن طريق الفم، سواء من خلال النظام الغذائي أو المكملات، مفيدًا. ففي كثيرٍ من الأحيان، عندما يتم عمل أبحاثٍ عن الكولاجين؛ لا يتم إجراؤها على البشر، أو قد تُجرى على البشر ولكن بكميةٍ غير عملية ليتم تضمينها في نظامكِ الغذائي اليومي أو عاداتكِ بمرور الوقت.
عند التفكير في استخدام منتجات الكولاجين الموضعية مثل الأمصال ومرطبات البشرة، يجب أن تضعي في اعتباركِ أن الكولاجين هو بروتين كبير ذو بنية مُعقدة، لا يمكن امتصاصه مباشرةً من خلال الجلد. قد تكون المنتجات المتاحة بدون وصفةٍ طبية موصوفة بعبارات مثل "ببتيدات الكولاجين عالية التحلل"، والتي تدَعي أن التركيب الكيميائي للكولاجين يصبح أكثر قابليةً للامتصاص في بطانة الأمعاء أو على سطح الجلد، ما يجعله يبدو أكثر نشاطًا.
تضيف الدكتورة ديفيس: المنتجات الموضعية التي ليست أدوية،غير مُسجلة من خلال إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بنفس الطريقة التي تُسجل بها الأدوية بوصفةٍ طبية. وبالمثل، فإن المُكملات الغذائية عن طريق الفم لا تخضع لتنظيم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بنفس الطريقة التي تُنظَم بها الأطعمة والأدوية الفموية. ومع توفر العديد من المنتجات في السوق، من الصعب تحديد كيفية اختبارها، وما تحتويه، وما إذا كانت تلك المكونات مفيدةً، أو محايدة، أو ربما ضارة.
في مجالات الأمراض الجلدية وجراحة التجميل، وكذلك جراحة الوجه والأذن والأنف والحنجرة؛ يتم إعطاء الكولاجين والمواد المالئة في الجلد من خلال طرقٍ علاجية أخرى في العيادة، مثل الحقن. لذلك، إذا كان الشخص مهتمًا بخصائص مكافحة الشيخوخة وزيادة حجم الطبقات العميقة من الجلد، يُقترح في الوقت الحالي استخدام وصفاتٍ طبية أو التدخل الطبي الفعّال في عيادة الطبيب، بدلًا من العلاجات الفموية أو الموضعية المتاحة بدون وصفةٍ طبية. وينبغي في هذه الحالة، استشارة فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ إن كنتِ ستتجهين عزيزتي نحو الخيارات العلاجية.
أما إذا كنتِ من فريق الحصول على الكولاجين بطرقٍ طبيعية، فإليكِ في التالي، أبرز الأطعمة التي تحتوي على الكولاجين.
أطعمة غنية بالكولاجين: واظبي على تناولها
حقيقةٌ لا يمكن إغفالها: يبدأ الكولاجين المُصنَع في الجسم بالإنخفاض بعد سن 25؛ ومن هنا تبرز أهمية التركيز على الأطعمة الغنية بالكولاجين لضمان تنشيط آلية إنتاجه، والحيلولة دون تلفه في أنسجة الجسم.
وقد أورد موقع "العربية.نت" 10 أطعمة مضادة للشيخوخة، يمكن استهلاكها بصورةٍ منتظمة ومعتدلة، لضمان تعزيز مخزوننا من الكولاجين والتمتع ببشرةٍ شابة وصحية لفترةٍ أطول. وتلك الأطعمة هي ما يلي:
- السلمون: من الأطعمة الغنية بالزنك، وهو معدنٌ غذائي يعمل على تأمين البروتينات الضرورية لتصنيع الكولاجين. كما أن سمك السلمون غني بالأحماض الدهنية الأساسية، التي تُغذَي البشرة وتحافظ على شباب مظهرها.
- الخضروات الورقية: ذات اللون الأخضر الداكن مثل البازلاء والبروكلي واللوبيا، تُعدَ أطعمة ممتاز لمكافحة التجاعيد وحماية الكولاجين من التلف؛ كما أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي البشرة من الشيخوخة المبكرة.
- الأفوكادو: ثمرةٌ شهية وغنية بعناصر فعالة لتعزيز الصحة ومحاربة التجاعيد. فالأفوكادو تحتوي على نسبٍ عالية من مضادات الأكسدة، وفيتامين E؛ والتي تلعب دورًا أساسيًا في حماية الكولاجين من التلف.
- البيض: تمتاز الأغشية الموجودة داخل حبات البيض باحتوائها على الكولاجين، كما أن البيض غنيٌ بالكبريت الذي يُتيح تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد.
- الثوم: فضلًا عن دوره الأساسي كمضاد للالتهابات والأكسدة، فإن الثوم غني بالكبريت الذي يساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، ويحافظ على صحتها وتوازن لونها الطبيعي.
- الفاكهة الحمراء: غنية بالليكوبين، وهي مادةٌ مضادة للأكسدة تُعزَز إنتاج الكولاجين في الأنسجة.
- مرق العظام: أكثر غذاء غني طبيعيًا بمادة الكولاجين، تستخدمه النجمات مثل سلمى حايك للمحافظة على شبابها ونضارتها. ننصحكِ بتناوله أيضًا للتمتع بالجمال والشباب!
- الكيوي: فاكهةٌ غنية بفيتامين C الذي يُعزَز إنتاج الكولاجين. إضافةً إلى فيتامينات A وE التي تُساهم في محاربة شيخوخة الوجه والجسم.
- الجزر: يحتوي على نسبةٍ مرتفعة من فيتامين A، المعروف بقدرته على تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد والتخفيف من تلفه؛ كما يحافظ الجزر على شباب البشرة لأطول فترةٍ ممكنة.
- الحليب ومشتقاته: لاحتوائها على أحماضٍ أمينية، تساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد.
في الخلاصة؛ لا نعرف ما إذا كانت مُكملات الكولاجين الموضعية أو الفموية مفيدةً لأغراض مكافحة الشيخوخة،ولا توجد حبةٌ سحرية لعكس آثار الشيخوخة. يُعدَالتعرض للشمس سببًا رئيسيًا للتجاعيد، خاصةً للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة؛ كما أن التدخينقد يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية في الطبقات الخارجية من الجلد ويتسبب في تلف الكولاجين.
لذا فإن الطريقة الأكثر فعاليةً لدعم الكولاجين، من أجل مكافحة الشيخوخة، هي تجنَب التدخين والتعرض للتدخين السلبي، وعدم تناول الكحول، والالتزام بوضعمستحضر واقٍ من الشمس بشكل مستمر.