فوائدها تفوق مضارها: تعرفي معنا على فوائد عشبة المليسة لصحتكِ الجسدية والنفسية
طب الأعشاب مصطلحٌ معروف وسائد، للعلاجات التي تعتمد على الأعشاب الطبيعية بشكلٍ تام أو جزئي. وقد اعتاد الناس في جميع القارات حول العالم، على الأدوية العشبية أو طب الأعشاب؛كما أن الكثير من الأفراد استخدموا وما زالوا يستخدمون، العديد من التوابل في الطعام، للحد من التهديد الذي تُشكَله البكتيريا الموجودة في الطعام.
وفي المجتمعات غير الصناعية، يُعدَ طب الأعشاب أمرًا روتينيًا وأحيانًا حتميًا؛ إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن نسبة كبيرة من سكان العالم يستخدمون الأعشاب كعلاجٍ طبي أولي. أحد أسباب ذلك يمكن أن يعود لكون الأدوية غالية الثمن والأعشاب رخيصة نسبيًا؛ كما إنها تُزرع في كثيرٍ من الأحيان من بذور تمَ جمعها في البرية أو شراؤها بثمنٍقليل.
في عالمنا اليوم؛ نشهد بعض التوغل للأعشاب في مجال الطب. وهناك حوالي 25% من الأدوية الحديثة المستخدمة في الولايات المتحدة تحوي بالفعل على الأعشاب، كما يستخدم العلماء الأعشاب ضمن تجاربهم العلمية المختلفة.
هذه المقدمة هي افتتاحيةٌ مناسبة للحديث عن واحدةٍ من هذه الأعشاب المعروفة، ألا وهي المليسة، التي شاع استخدامها منذ عقودٍ طويلة بين الناس، على الرغم من التحذيرات الدائمة من مخاطرها أحيانًا. وغالبًا ما نجد النساء أكثر استخدامًا لعشبة المليسة لدواعي صحية عديدة، نستعرضها معكِ اليوم عزيزتي؛ ولا ننسى بالطبع الحديث عن مضار هذه العشبة.
فوائد عشبة المليسة لصحة المرأة
المليسة من أنواع النعناع المعروفة، ويتم تناولها كمشروبٍ دافئ بعد نقعها بالماء الساخن. لهذه العشبة العديد من الاستخدامات والفوائد خصوصًا لصحة المرأة كما يشير موقع "الطبي"؛ فقد تمَ استخدامها في الطب الشعبي للتخفيف من بعض الاضطرابات الهضمية، وتقلصات الدورة الشهرية. إلا أنه لم يتم تأكيد فاعلية المليسة في تخفيف ألم الدورة الشهرية أو تقلصات البطن حتى الآن.
من فوائد المليسة الأخرى في الطب الشعبي ما يلي:
- التخفيف من التوتر والقلق النفسي.
- تحسين المزاج، ما ينعكس إيجابًا أيضًا في تخفيف آلام الدورة الشهرية.
- تحسين وظائف الذاكرة والدماغ.
- علاج تقرحات الفم.
- التقليل من عسر الهضم والغثيان.
- علاج بعض أنواع الصداع.
مع ضرورة الذكر أن فوائد المليسة للمرأة لا تختلف في معظمها بين النساء والرجال، إلا فيما يتعلق بفوائدها للتخفيف من ألم وتقلصات الدورة الشهرية. ويضيف موقع "الطبي" إلى أن هذه العشبة تُعدَآمنةً وصحية بشكلٍ عام.
بدوره؛ يُشيد موقع "ويب طب" بفوائد المليسة كملحقٍ نظرًا لفوائدها العديدة. لكنه يتعرض لبعض مخاطرها الناجمة عن الاستهلاك المفرط.
ووفق الموقع، فإن فوائد المليسة هامة وأساسية؛ ولا تقتصر فقط على الفوائد الصحية الجسمانية إنما المعرفية والإدراكية أيضًا. ويُفنَد موقع "ويب طب" لهذه الفوائد المبنية على بعض الدراسات على النحو الآتي:
- المليسة مفيدة في تقليل التوتر والقلق: هذا ما خلصت إليه إحدى الدراسات المنشورة في موقع المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية؛ كونها تُخفَف من التأثيرات المزاجية السلبية، من خلال المساعدة على الاسترخاء والهدوء وخفض الشعور باليقظة.وفي دراسةٍأخرى نُشرت في موقع العناصر الغذائية، تبيَن أنّ خلط ملحق ومكمّل المليسة في مشروب اللبن والزبادي، قد أنتج آثارًا إيجابية واضحة لجهة خفض مستوى القلق.
- المليسة والوظائف الإدراكية: في الدراسة الأخيرة المذكورة أعلاه، بحث العلماء أيضًا فيما إذا كان تناول الملّيسة يؤثّر على الوظائف الإدراكية للمشتركين، كالذاكرة، التركيز، حل مسائل رياضية وإلى ذلك. وقد طُلب من المشاركين في البحث القيام ببعض المهام المعرفية بعد تناول ملحق المليسة، وقارنوا آداءهم مع من لم يتناول المليسة؛ لتشير النتائج النتيجةإلى إبداء الذين تناولوا الملحق أداءٍ أفضل فيما يتعلق بالوظائف الإدراكية.
لكن يمكن لهذا الملحق التأثر بما يتناوله الشخص من طعام، لذا فإن هذه النقطة بحاجة لبعض الدراسات الإضافية للتثبت من صحتها.
- المليسة تعالج اضطرابات النوم: في حال أضفتِ نبات الناردين الطبي إلى المليسة، فإنكِ قد تنعمين بليلةٍ هانئة من النوم وخالية من الأرق والاضطرابات. هذا ما خلصت إليه دراسة تمَ نشرها في موقع "ساينس دايركت"،ونتجَ عنها أن الأطفال الذين تناولوا جرعاتٍ من خليط المليسة والناردين أظهروا تحسنًا بنسبة 70%-80% من أعراض اضطرابات النوم.
- المليسة علاجٌ لقروح البرد: هناك بعض المراهم التي تدخل المليسة في تركيبتها، والتي يمكن أن تساهم في علاج قروح البرد، وتحديدًا في حال تطبيقها على موضع القروح. كما تساعد هذه المراهم في تقليل مدى توسّع وعودة القروح كل مرة من جديد.
- المليسة تُخفَف عسر الهضم والغثيان: في حال عانيتِ عزيزتي من كثرة الألم في البطن وتكرار الغازات المزعجة، فإن تناول شاي المليسة قد يساعد في تحسين الهضم لديكِ، فضلًا عن معالجة الغثيان. وفي أحد الأبحاث التي نُشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، تبيَن للباحثين أنّ الأفراد الذين تناولوا الحلوى المحتوية على المليسة، قلّت لديهم أعراض التلبك المعوي أكثر من المشاركين الذين تناولوا الحلوة بدون هذه العشبة.
- المليسة تُقلَل تشنّجات الحيض: معلومةٌ مهمة لكافة النساء، خاصةً اللاتي يعانينَ من مشاكل وتشنجاتٍ حادة قبل وأثناء نزول الدورة الشهرية. ويعود الفضل في ذلك إلى الخصائص المهدّئة التي تتحلى بها المليسة، والتي تُقلَل من أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) فضلًا عن تحسين المزاج. ففي دراسةٍ قارنت بين آلام المتلازمة عند فتياتٍ تناولنَ مكمّل المليسة على مدى 3 فترات حيض، مقابل فتياتٍ حصلنَ على دواءٍ وهمي، أشارت الفتيات في المجموعة إلى انخفاضٍ أكبر في التشنجات والأعراض لديهنَ.
- المليسة لتخفيف ألم الصداع والأسنان: بالمتابعة مع خصائص المليسة المهدئة، فهي فعالةٌ أيضًا في تهدئة وتخفيف آلام الصداع؛ خاصةً في حال كانت هذه الآلام ناجمةً عن حالاتٍ مزاجية عصبية، وكذلك الأمر بالنسبة لألم الأسنان.
مخاطر المليسة وآثارها الجانبية
لكل شيءٍ وجهين: الإيجابي والسلبي؛ وإن كان الوجه السلبي متواضعًا في كثير من الحالات، مقارنةً بالفوائد التي يمكن جنيها.
ينطبق هذا الأمر على المليسة، التي كما ذكرنا في بداية المقالة، تُعدَ آمنة بشكلٍ عام. لكن خطرها وآثارها السلبية المحتملة، قد تنجم في المقام الأول عن الإفراط في استخدامها.
وهو ما من شأنه أن يتسبب في الأعراض الجانبية التالية، حسبما جاء على موقع "ويب طب":
- الصداع.
- ألم عند التبول.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- غثيان وقيء ودوخة.
- ألم في المعدة.
- تهيّج الجلد ورد فعل تحسسي.
وقد تنتج هذه الأعراضأساسًا في حال كنتِ تعانين من حساسية تجاه المليسة، بالإضافة إلى استهلاككِالمبالغ به للمليسة. لذا من الأفضل عدم استهلاك أكثر من غرامين من المليسة يومًيا، واجعلي ذلك حتى 3 أسابيع كحدٍّ أقصى؛ على أن تلحقها فترةٌ من الراحة تصل 4 شهور تامّة.
كما ينبغي لكِ استشارة الطبيب المختص، وقبل تناول المليسة، في حال كنتِ تتناولين بعض الأدوية مثل أدوية الجلوكوما؛ أدوية الغدة الدرقية؛ تستخدمين الباربيتورات أو المهدّئات؛ تحتاجين إلى الأدوية التي تؤثّر على السيروتونين؛ أو في حال كنتِ حاملًا أو مرضعة، أو ستخضعين لعملية جراحية في القريب.
ختام القول؛ فالمليسة من النباتات العشبية الآمنة بصورةٍ عامة خاصة للنساء. فهي تخفف آلام الدورة الشهرية والقلق والأرق، كما تُحسن الوظائف الإدراكية ضمن العديد من فوائدها المميزة. لكن من الطبيعي أن تعاني من بعض الآثار الجانبية للمليسة في حال كانت لديكِ حساسيةٌ تجاهها، أو في حال قمتِ باستخدامها لفترةٍ طويلة وبشكلٍ مكثف.