تعرفي إلى أهمية التمارين الرياضية لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب

لتعزيز العلاقة العاطفية وإدارة مشاعركِ بحب وشغف.. تعرفي إلى أهمية التمارين الرياضية لتحقيق ذلك

رحاب عباس

ليت المشاعر تُزهر من جديد. مقولة سمعتها، ولمست قلبي؛ وبدأت الأفكار تراودني، والتي انحصرت في عدّة تساؤلات: " كيف يمكّن أن أخلق لحظات السعادة لنفسي؟، ما هي الوسيلة الفعالة لزيادة حب ذاتي والآخرين؟، كيف أتغلب على كل ما يؤلمني لأستعيد طاقتي الإيجابية كي أتخطى الصعوبات التي تواجهني؟.

ومع البحث والإطلاع، وجدت وسيلة رائعة تُعزز جمالي الداخلي، وتُقلل من توتري، وتُدير صحتي النفسية والجسدية بشكل أفضل؛ ألا وهي ممارسة التمارين الرياضية.

لذا سأستهدف السطور القادمة عبر موقع "هي" لمناقشة أهمية التمارين الرياضية في تعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب بصفة عامة. لذا لا تترددي عزيزتي في الاستفادة من المقال، والذي ناقشت تفصيله مع استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة، وذلك لخلق لحظات من السعادة والارتباط العميق مع ذاتكِ وأيضًا المحيطين بكِ وخصوصًا مع شريك حياتكِ

التمارين الرياضية سلاح قوي لمزيد من الحبّ والعطاء

التمارين الرياضية سلاح قوي لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب وخصوصًا مع الشريك
التمارين الرياضية سلاح قوي لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب وخصوصًا مع الشريك

في البداية، أكدت دكتورة لبنى، أن التمارين الرياضية ليست مجرد نشاط بدني، لا تقتصر فقط على تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة، بل لها دورًا مهمًا في تعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب، وخصوصًا بين الشريكين.  وأبرز الأمور التي تؤكد على أهمية التمارين الرياضية لتعزيز وتقوية العلاقة العاطفية تحديدًا، هي كالتالي:

تحسين المظهر الجسدي

تُساهم التمارين الرياضية في تحسين المظهر العام، مما يعزز ثقة المرأة بنفسها. فعندما تشعر المرأة بالراحة مع جسدها، ستكون أكثر استعدادًا للاستمتاع بالعلاقة العاطفية والمشاركة في الأنشطة المشتركة.

الشعور بالإنجاز

تؤدي ممارسة الرياضة بشكل منتظم إلى شعور بالإنجاز والتحسن، وهذا يمكن أن ينعكس إيجابًا على جمال المرأة الداخلي، وأيضًا علاقتها العاطفية مع الشريكِ؛ إذ يصبح الشريكان أكثر قدرة على دعم بعضهما البعض في مواجهة التحديات.

الاحترام المتبادل

من خلال ممارسة الرياضة معًا، تتعلم المرأة وشريكِ حياتها احترام حدود بعضهما البعض، والاهتمام ببعضهما في نفس الوقت، مما يعزز العلاقة العاطفية بشكل عام.

التمارين الرياضية تُعزز الاحترام والتفاهم المتبادل بين المرأة وشريك حياتها
التمارين الرياضية تُعزز الاحترام والتفاهم المتبادل بين المرأة وشريك حياتها

تعزيز التفاهم المتبادل

عندما يشارك الشريكان في التمارين الرياضية معًا، يعزز ذلك من روح التعاون والدعم المتبادل. يُمكن لكل شريك تشجيع الآخر على بذل جهد أكبر، مما يعمق شعور الارتباط والاحترام المتبادل.

تحسين المزاج وتقليل التوتر يزّيد من التفاعل بين الشريكين

تُحفزالتمارين الرياضيةالجسم على إفراز هرمونات مثل: "الإندورفين والدوبامين"، التي تُعرف بهرمونات السعادة. هذا يساعد في تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق لدى المرأة، وبالتالي سيدعم ذلك علاقتها شريكِ حياتها بشكل إيجابي.

الارتباط العقلي معيار التناعم

لا تقتصرالتمارين الرياضية فقط على الجانب البدني للمرأة فحسب، بل تُعزز من الارتباط العقلي مع الشريكِ تحديدًا. فمن خلال التمرين معًا، يكتسب الشريكان فرصة للتواصل الذهني، والمشاركة في أهداف مشتركة، مما يعزز من التعاون والتناغم بينهما.

الترابط العقلي المتناغم بين المرأة والشريك أحد فوائد التمارين الرياضية لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب
الترابط العقلي المتناغم بين المرأة والشريك أحد فوائد التمارين الرياضية لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب

التعامل مع الضغوط اليومية بهدوء

عندما تكون المرأة وشريك حياتها قادرين على التخلص من التوتر الناتج عن الحياة اليومية من خلال النشاط البدني، سيكون لديهم المزيد من الطاقة والحماس للتواصل بطريقة صحية وأكثر حميمية.

التفاعل والتواصل العاطفي غير اللفظي

قيام المرأة بأنشطة رياضية مع الشريك، مثل: "المشي أو الجري أو اليوغا"، يُعزز من التواصل الجسدي والعاطفي. هذه الأنشطة توفر فرصة للتفاعل بشكل غير لفظي، مما يساهم في زيادة الارتباط بين الشريكين، والشعور الانتماء والاتصال العاطفي.

توفير فرصة للتعبير عن الحب والدعم

يمكن أن تكون هناك إيماءات دافئة تُظهر الحب والدعم، مثل: "العناق أو التمسك باليدين"؛ خصوصًا في الأنشطة مثل: "اليوغا أو التمارين الشريكية".

تحسين العلاقة الحميمية

تُحسن التمارين الرياضية الدورة الدموية، وتزيد من مستوى الطاقة، مما يساعد على تحسين الأداء الجنسي، وكذلك تُساهم في الحفاظ على التوازن الهرموني، مما يمكن أن يزيد من الرغبة الجنسية، ويُعزز من الارتباط العاطفي بين الشريكين.

واستكمالًا لحديثنا عن أهمية التمارين الرياضية في تعزيز العلاقة العاطفية وزياد الحب؛ تطرقت دكتورة لبنى إلى بعض الدراسات العلمية سواءً المؤيدة أو المعارضة لذلك، وذلك على النحو التالي:

دراسات متنوعة تؤيد أهمية التمارين الرياضية لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب
دراسات متنوعة تؤيد أهمية التمارين الرياضية لتعزيز العلاقة العاطفية وزيادة الحب
  • وفقًا لنتائج دراسة المسح التي عرضت مؤخرًا في مؤتمر جمعية علم النفس الأمريكية، فإن الحب، يمكنه تحسين القدرة الرياضية، لا سيما إذا كانت هذه العلاقة ملتزمة على المدى الطويل. الدراسة لا تثبت أن الحب يساعد في الوصول الى أداء أفضل أو للفوز في المسابقات، ولكن الفرضية من هذه النتائج، تدلل على أنه عندما يقع الشخص في علاقة حب مع شركيته، فإنه يشعر ينشاط أكبر وتصبح حياته أفضل.
  • الرياضيون الذين يمارسون الرياضات الجماعية، مثل:  "كرة السلة وكرة القدم"، يميلون للقول أن هناك ضرر على أدائهم عندما يكونون في علاقة حب، أو أنهم ليسوا متأكدين ما هو تأثير الحب على أدائهم.
  • الأشخاص الذين يشعر شركياتهم بالغيرة، والذين يستنفذون الكثير من الوقت والموارد منهم، قالوا "أن الحب يُضر بأدائهم".
  • الآثار المترتبة على افراز الاندورفينات عد ممارسة التمارين الرياضية معظمها إيجابية، وتشمل: "إبطاء عملية الشيخوخة، انخفاض ضغط الدم، تحسين الاستجابات المناعية، الحد من الألم، انخفاض مستويات التوتر والقلق، تثبيط الشهية، والحد من أعراض اضطرابات الأكل، السيطرة على إنتاج الهرمونات الجنسية، تفعيل الخلايا القاتلة الطبيعية، والتي تدعم جهاز المناعة ضد الأمراض وتقتل الخلايا السرطانية".
  • وفقا لموقع جامعة "هارفارد"فإن الغدة النخامية تطلق الأوكسيتوسين في مجرى الدم من خلال اللمس، وسماع الموسيقى وممارسة التمارين، وكذلك العلاقة الزوجية.وتتمثل وظيفة الهرمون الرئيسية في تسهيل الولادة، حيث يحفز الأوكسيتوسين عضلات الرحم على الانقباض، وبمجرد ولادة الطفل، يساعد الأوكسيتوسين على نقل الحليب من القنوات الموجودة في الثدي إلى الحلمة وتعزيز الروابط بين الأم والطفل.ويساعد الأوكسيتوسين أيضا في حماية نظام القلب والأوعية الدموية من الإصابة عن طريق خفض ضغط الدم وتقليل الالتهاب، كما يعمل على تنظيم القذف ونقل الحيوانات المنوية وإنتاج هرمون التستوستيرون عند الذكور.
ممارسة اليوغا تزيد من إنتاج هرمون الأوكسيتوسين لتعزيز حبكِ لذاتكِ وأيضًا علاقتكِ العاطفية مع شريكِ حياتكِ
ممارسة اليوغا تزيد من إنتاج هرمون الأوكسيتوسين لتعزيز حبكِ لذاتكِ وأيضًا علاقتكِ العاطفية مع شريكِ حياتكِ

وأخيرًا، أوضحت دكتورة لبنى، أن أجسامنا تنتج عادةً"الأوكسيتوسين"عندما نقع في الحب، ولهذا السبب أطلق عليه اسم "هرمون الحب" أو "هرمون العناق"، إذ يساعدنا على توثيق الارتباط بأحبائنا، ويُعزز مشاعر الرضا والأمان والثقة تجاه الأشخاص الذين نهتم بهم بالفعل، كما يشتهر هذا الهرمون العصبي بتوليد مشاعر ممتعة.ووفقًا لموقع "هيلث لاين"،فإنه يُمكن زيادة إنتاج الأوكسيتوسين في دمكِ أيضًا من خلال: "ممارسة اليوغا، الحصول على تدليك:، إخبار الآخرين بمدى اهتمامك، قضاء الوقت مع الأصدقاء،التأمل، الاحتضان أو العناق، وسلوكيات الإيثار والكرم".