خاص "هي": دكتورة نفسية تقدم نصائح حول كيفية دعم الصحة النفسية للمرأة العصرية اليوم
تؤثر الصحة النفسية إلى حد كبير في جودة حياة المرأة العصرية اليوم؛ لأنها تنتقل بين أدوار متعددة مثل دورها تجاه أسرتها وحياتها الخاصة، ودورها تجاه عملها، وتجاه المجتمع الذي تعيش فيه كونها شريكة للرجل في سباق العمل والحياة. فقد تؤثر الضغوط الحياتية وبخاصة في ظل عالم التكنولوجيا المعاصر على صحتها النفسية وبخاصة مع رتم الحياة السريع الذي نشهده جميعًا اليوم.
تتعرض المرأة العصرية اليوم للعديد من الضغوط النفسية بسبب تداخل كل هذه الأدوار وتكالب الأعباء عليها اليوم. ولذلك أصبحت الصحة النفسية للمرأة أكثر من مجرد رفاهية، فقد باتت ضرورة ملحة اليوم لمساعدتها على استكمال مسيرتها في الحياة على أكمل وجه، فكيف يمكن دعم الصحة النفسية للمرأة العصرية اليوم؟
هذا السؤال مهم للغاية لأنها يتعلق برفاهية المرأة التي تعد نصف المجتمع وتؤثر فيه تأثيرًا كبيرًا، لذلك يروق لي أن أقدم لكم إجابة كافية ووافية عن هذا السؤال من خلال "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية، دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا.
كيفية دعم الصحة النفسية للمرأة العصرية
يعد دعم الصحة النفسية للمرأة أمرًا ضروريًا لتمكينها من مواجهة التحديات الحياتية وتحقيق التوازن النفسي والجسدي. وفي هذا الصدد تقول د. أميرة أن المرأة تحتاح إلى دعم نفسي كبير في كل مرحلة عمرية تمر به حيث اختلاف احتياجاتها في كل مرحلة، ولكن بوجه عام يمكن دعم الصحة النفسية للمرأة العصرية اليوم لمساعدتها على مواجهة التحديات التي تعترض طريقها في استكمال مسيرتها وعمل التوازن المطلوب من خلال تطبيق ما يلي:
-
خلق بيئة داعمة للمرأة
يتحقق ذلك من خلال ما يلي:
- تواجد بيئة داعمة، وتشجيع المرأة على التعبير عن مشاعرها وأفكارها دون خوف من الأحكام التي يصدرها من حولها عليها.
- بناء شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة لتعزيز الشعور بالأمان والانتماء ولتحفيزها على القيام بكل ما عليها من واجبات ومسؤوليات.
-
تعزيز الوعي بالصحة النفسية
وذلك بالالتزام بما يلي:
- زيادة الوعي بالمشاكل النفسية الشائعة التي قد تواجهها المرأة مثل القلق، الاكتئاب، واضطرابات المزاج سواء بسبب مشاكل العمل أو المشاكل الشخصية.
- كسر الحواجز الاجتماعية المرتبطة بالحديث عن الصحة النفسية والسعي للعلاج، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تتعلق بذلك.
-
التوعية بأهمية الرعاية الذاتية
تقول د.أميرة، أن توقعات المجتمع ترهق المرأة كثيرة، وتجعلها تهمل نفسها ورعايتها الذاتية في سبيل القيام بكل ما عليها من أعباء لتلبي تلك التوقعات، والحقيقة أن ذلك يمثل عبئًا كبيرًا على صحة المرأة النفسية، ويجعلها عرضة لكثير من الاضطرابات النفسية حتى أن بعض نساء العصر الحديث يصابن بالاحتراق النفسي وهو أخطر ما تواجهه المرأة اليوم. لذلك تشدد د. أميرة على ضرورة توعية المرأة بأهمية الرعاية الذاتية، وضرورة اهتمامها بنفسها في المقام الأول لأن ذلك سيقودها إلى التوازن المطلوب الذي سيحول تحقيقه بينها وبين القلق والتوتر أو الشعور بالفشل.
ويمكن للمرأة تعزيز رعايتها بذاتها من خلال ما يلي:
- تخصيص وقت يومي للاسترخاء من خلال التأمل، اليوغا، أو قراءة كتاب مفضل.
- ممارسة النشاط البدني المنتظم لتحسين المزاج وتعزيز الطاقة.
- الحرص على الحصول على قدر كافٍ من النوم وذلك لتحسين صحتها النفسية ولتعزيز قواها على القيام بما عليها من أعباء.
-
توفير الدعم النفسي للمرأة في مراحل الحياة المختلفة
تحتاج المرأة إلى دعم نفسي كبير في مراحل حياتها المختلفة كما يلي:
- مرحلة المراهقة حيث يجب دعم الفتيات المراهقات لفهم التغيرات النفسية والجسدية التي يمررن بها وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
- مرحلة الخصوبة والإنجاب، وهنا يجب على المحيطين بالمرأة تقديم الدعم النفسي اللازم لها خلال الحمل، الولادة، وبعد الولادة، مع التركيز على توجيهها بكيفية التعامل مع التغيرات الهرمونية تجنبًا لأي مضاعفات نفسية تؤثر عليها سلبًا كالإصابة بالاكتئاب مثلًا.
- مرحلة سن الأمل حيث ضرورة الحرص على الاهتمام بهذه المرحلة ومساعدة المرأة على فهم التغيرات النفسية والجسدية المرتبطة بمرحلة انقطاع الطمث وتوفير حلول فعالة للتكيف معها. وتهيئتها جسديًا ونفسيًا قبل الدخول فيها.
-
التقنيات العلاجية والدعم المهني
يجب توفير الاستشارة النفسية للمرأة وحثها على المشاركة في مجموعات دعم نسائية للاستفادة من تجارب نساء أخريات تغلبوا على أي عائق نفسي اعترض مسيرتهن. وتثقيف المرأة حول تقنيات لتغيير الأفكار السلبية وطرق تحسين المزاج لتكون قادرة على تهدئة نفسها والخروج من وطأة ما عليها من ضغوط.
-
التغذية السليمة والرعاية الصحية
تقول د.أميرة، أن اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن يعمل على تحسين الصحة النفسية للمرأة. كما أن المتابعة الدورية عند الطبيب مهمة من أجل الكشف عن أي مشاكل صحية تؤثر على صحتها النفسية.
-
الدعم الأسري والاجتماعي
يجب دعم المرأة نفسيًا من أسرتها الصغيرة التي تنتمي إليها، والسماح لها بالتعبير عن نفسها وما تشعر بها والتحدث عن مشاعرها واحتياجاتها والانصات إليها.
-
التقدير
يغفل الكثير عن أهمية تقدير المرأة والثناء عليها، وعن دور ذلك في تعزيز صحتها النفسية بل وتحفيزها أيضًا نحو مزيد من العطاء والتقدم والرقي. لذا ولدعم الصحة النفسية للمرأة العصرية يجب منحها التقدير الذي يليق بها. وتذكيرها بأهمية دورها في الحياة. وتقديم الدعم العاطفي اللازم لها.
خلاصة القول:
تقول الدكتول أميرة أن دعم الصحة النفسية للمرأة يتحقق بتضافر الجهود ما بين بيئتها الكبيرة وهي المجتمع وبيئتها الصغيرة في المنزل. كما أنه يتعين عليها هي أيضًا الاهتمام بصحتها النفسية، والأخذ بكل الأمور التي تحقق التوازن بين أدوارها المتعددة، لأن ذلك سيمكنها من التغلب على التوتر الذي يجعلها عرضة لكثير من المشاكل الصحية الجسدية والنفسية.