الفرصة الثانية .. متى يستحقها شريك الحياة
الفرصة الثانية لشريك الحياة هل هي حق له أم تفضل من شريكه عليه؟، الخطأ وارد في جميع الزيجات بلا استثناء، ولكن هل يجب المسامحة على كل الأخطاء التي يصدرها الشريك في حق شريك حياته؟، وهل يجب أن يرافق الحب التسامح دائماً حتى مع جرح المشاعر وخدش الثقة؟، وهل سترافق الفرصة الثانية ثقة جديدة غير الأولى التي خُدشت؟، ومن هو شريك الحياة الذي يستحق الفرصة الثانية ومتى يستحقها؟
أسئلة عديدة عن الفرصة الثانية تحتاج إلى إجابة، لأنها مهمة وتدور برأس كل شريك حياة على وجه الأرض، وخصوصاً بنات حواء، والسبب أن الفرصة الثانية قد لا تكون متاحة دائماً عند الرجل للمرأة، ولكن جرت العادة أن تكون متاحة أكثر عند المرأة للرجل، بمعنى أنه قليلاً ما نجد رجالاً يمنحون الفرصة الثانية في علاقاتهم بالنساء.
حديثنا اليوم يتضمن الفرصة الثانية لشريك الحياة بغض النظر عن نوعه، رجل كان أم امرأة، أي عن الفرصة الثانية من المرأة للرجل والعكس، فمن هو الشريك الذي يستحق الفرصة الثانية، ومتى يستحقها؟
متى يستحق شريك الحياة الفرصة الثانية؟
نحن لا نفكر كثيراً عند منح الفرصة الثانية في جميع العلاقات الأخرى مثل: العلاقة بين الأخوة، والعلاقة مع الأب والأم، والعلاقة في محيط الأهل والأصدقاء، ولكننا نتردد كثيراً عندما يتعلق الأمر بشريك الحياة، ولعل من أهم أسباب ذلك الصلة القوية التي تربط بين الشريكين، والعلاقة المقدسة التي تجمع بينهما تحت سقف واحد، والثقة العمياء الموجودة بينهما، وأيضاً رفع سقف التوقعات تجاه الشريك.
ومعنى ذلك أننا لسنا جميعاً من أنصار الفرصة الثانية، إذ يوجد من يؤمن بها ومن لا يمنحها أبداً مهما كان محباً للطرف الآخر، فالأمر نسبي، ولذلك سنجد من يمنحون الفرصة الثانية لشريك الحياة، ومن يبخلون عليه بذلك.
الفرصة الثانية قد تكون حقاً لشريك الحياة عندما يكون محباً بحق لشريك حياته، وعندما يكون رصيد الحب في العلاقة أكبر من أي ذلة أو خطأ، وعندما يشعر بالندم على ما اقترفه من خطأ في حق شريك حياته، وعندما يشعر الشريك بصدق مشاعر الندم التي تسيطر على شريك حياته، وهذا هو الشريك الذي يستحق الفرصة الثانية.
أيضاً الشريك الذي يستحق الفرصة الثانية هو شريك الحياة الذي وقع في الخيانة بغير قصد أو عمد أو تخطيط مسبق، بمعنى أنه لم يرتب للوقوع فيها، ولم يعمد بالغدر بمن فاض قلبه بحبه، شريكاً وقع في الخيانة وفي أي صورة منها رغماً عنه، وذلك أمر وارد لأننا جميعاً بشر نخطئ ونصيب، وتذكروا قول سيدنا عيسى عليه السلام " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"، فالأخطاء تعترينا جميعاً.
وشريك الحياة الذي يستحق الفرصة الثانية هو الشريك الذي لم ينفذ رصيده بعد، لأن لكل منا رصيد في قلب الآخر، ما إن ينفذ إلا وتنفذ معه أمور عديدة أخرى قد لا يكون بوسع الشريك منحها لشريك حياته رغماً عنه هو أيضاً لأنه بات مفلساً حتى من الحب.
والشريك الذي يستحق الفرصة الثانية هو الشريك الذي كان جميلاً وكريماً مع شريكه في كل شيء، لأن الكرم وجمال الأخلاق يجب أن يشفعوا له عند شريك حياته، وكذلك الذكريات الحلوة التي جمعت بينهما.
الفرصة الثانية قد تصل إلى مرحلة الوجوب عندما يكون خطأ شريك الحياة هو الخطأ الأول خلال مسيرة العلاقة معه، فالكثير منا يؤمن بها، ويمنحها لمن يحب بصدق، لأن الحب يجعل القلب لا يتردد أبداً في منح شريك الحياة فرصة ثانية، والعقل لا يمنع عنه ذلك أيضاً.
ماذا بعد الفرصة الثانية؟
من الحكمة أن يتريث شريك الحياة الذي حصل على فرصة ثانية، لأنه قد لا يحصل على ثالثة، لذا عليه أن يجتهد في كثير الأمور التي تتعلق بعلاقته بشريك حياته، كما عليه أن يحرص على مشاعره أكثر، وأن يبذل قصارى جهده لتحقيق سعادته، ولمحو الخطأ الذي اقترفه في حقه، وإن لم يفعل، وإن كرر الخطأ مرة أخرى، لا يلوم إلا نفسه، فقد لا يكون هناك فرصة أخرى له مهما حدث.
ماذا لو منح شريك حياة شريكه فرصة ثانية ولم يغتنمها؟
هذا أمر يعود إليه إما السماح والغفران وتحمل نتائج ذلك، لأنه من الوراد أن يتكرر نفس الخطأ خلال مسيرة العلاقة، وإما أن يُنهي علاقته بشريك حياته على الفور لأنه لم يحترم الفرصة الثانية.
ما هي الأمور التي يجب أن تُراعى عند منح الفرصة الثانية لشريك الحياة؟
عند منح شريك الحياة الفرصة الثانية توجد أمور يجب أن تُراعى مثل:
- عمر العلاقة.
- توافر الاحترام والتقدير.
- المميزات الأخرى للشريك.
- الذكريات الحلوة.
- التأكد من ندم الشريك على الخطأ.
- مصير الأطفال إن وجدوا.
- رصيد الحب في القلوب.
- وضع شروط تؤمن الشريك الذي يمنح الفرصة لشريكه.
هل من الحكمة تكرار منح الفرص؟
لا، ليس دائماً، إذ يوجد بيننا من منح الفرص بسخاء لشريك حياته وبات جريحاً في النهاية، فالكرم في منح الفرص ليس من الحكمة أبداً، لذا يجب أن تكون الفرصة الثانية فقط لشريك الحياة، والمرة التي تليها إن تكرر الخطأ يجب أن تكون عليه، لأنه للأسف واستناداً إلى القصص التي جسدها مسرح الحياة ببراعة، توجد قلوب متسامحة تألمت بقدر تسامحها، وعليه يجب أن تكون الفرصة الثانية هي الفرصة الوحيدة أمام شريك الحياة، وذلك بعد اقتناع صاحب القرار بهذا الأمر، لأنه ما زال بيننا اليوم قلوب لا ينفذ رصيد التسامح منها أبداً.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، ماذا عنكم وما رأيكم بالفرصة الثانية؟، ومن هو شريك الحياة الذي يستحق الحصول عليها؟