متلازمة التعب المزمن عند المرأة.. حقيقة أم وهم؟
ضغوط العمل ليس بالأمر الجديد أو غير مألوف بالنسبة للموظفين وأصحاب الأعمال من كل مكان، بل وغالبا ما تكون جزء معتاد من حياتهن اليومية العادية، خاصة إذا كن من السيدات اللواتي يشعرن أنه يتعين عليهن العمل بجد أكبر بالمقارنة بنظرائهن من الرجل للحصول على فرص عادلة في مجال عملهن، إلى جانب القيام بالمسؤوليات العائلية التي غالبا ما يتحملن الجزء الأكبر منها مثل رعاية الأطفال أو الوالدين المسنين، كل هذا يزيد من فرص معاناة النساء مما يعرف باسم متلازمة التعب المزمن، بل ووفقا للدراسات فإن النساء أكثر عرضة بمرتين على الأقل للمعاناة من متلازمة التعب المزمن بالمقارنة بالرجال.
ما المقصود بمتلازمة التعب المزمن عند المرأة
قبل أن نتحدث عن أهم سلبيات متلازمة التعب المزمن عند المرأة، وهل هي مشكلة حقيقية تستحق الاهتمام؟ أم مجرد مشكلة عابرة لا تتعدى كونها مشاعر سلبية مؤقتة تعاني منها النساء لسبب أو لآخر، ويمكن تجاوزها بمرور الوقت؟ وفقا للخبراء وعلماء النفس فإن متلازمة التعب المزمن هي مشكلة خطيرة تؤثر سلبا على الصحة النفسية والبدنية لأصحابها، وعرفها عالم علم النفس الألماني الشهير هربرت فرودنبرجر في عام 1974، بأنها حالة يعاني أصحابها من انهيار نفسي أو جسدي بسبب زيادة عبء العمل أو المسئوليات الخاصة أو المشكلات ذات الصلة، وغالبا ما يكون ذلك بسبب زيادة الأعباء والمسئوليات لدرجة تتجاوز قدرته على التأقلم معها واحتمالها، وحتى الفشل في تلبية توقعات الآخرين سواء كانوا رؤساء العمل أو أفراد الأسرة المسئولون منه.
أهم سلبيات متلازمة التعب المزمن عند النساء
متلازمة التعب المزمن، هي أحد أهم الأسباب الرئيسية في فقدان الرغبة في مواصلة العمل وزيادة الشعور بعدم الرضا والتعاسة، وغالبا ما تتسبب في العديد من المشكلات في الحياة الشخصية والمهنية لأصحابها، وكانت أيضا سبب في قيام العديد من النساء خلال السنوات القليلة الماضة في الحصول على أجازات مرضية بشكل متكرر، وحتى اتخاذ قرار التخلي طواعية عن عملهن، واختيار التقاعد المبكر من العمل، وهو بالطبع ما تسبب في فقدانهن الكثير من مميزات امتلاك وظيفة أو عملهن الخاص، وأهمها عنصر الأمان أو الاستقلال المادي، والثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.
لهذا بدأت العديد من الدول الأوروبية منذ فترة لا بأس بها في اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من ظاهرة متلازمة التعب المزمن وأهمها فرض غرامات على أصحاب العمل في حالة مخالفتهم لقوانين العمل، خاصة تلك المتعلقة بعدد ساعات العمل والحد الأدنى من الأجور، وكذلك سن القوانين التي تسمح بإعطاء الموظفين أجازات طويلة مدفوعة الأجر.
نصائح لتجنب مشكلة التعب المزمن للسيدات
أفضل الطرق لمعالجة مشكلة التعب المزمن هي اكتشافها والتعامل معها مبكرا قبل أن تتفاقم، والأفضل من ذلك هو تجنبها قبل حدوثها بتجنب أهم مسببات مشكلة التعب المزمن عند للسيدات وهي تحمل قدر يفوق الطاقة من مسئوليات العمل ومسئوليات المنزل والأسرة، وتجاهل طلب المساعدة في تحمل الأعباء اليومية عند الحاجة لذلك، وعدم الحصول على فترات كافية من الراحلة من حين لآخر.
مجموعة من أفضل النصائح للتعامل مع مشكلة التعب المزمن عند السيدات:
-
انتبهي جيدا لعلامات التعب المزمن
حتى تتجنبي مشكلة التعب المزمن أو على الأقل علاجها في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم، لا بد وأن تنتبهي جيدا لعلامات التعب المزمن والتي تعني أن الوقت قد حان للحصول على عطلة وراحة مستحقة حتى تستعدي طاقتك وتتعافي من الإجهاد النفسي والبدني، ومن بين أهم هذه العلامات الشعور العميق بعدم الرضا وعدم الرغبة في الاستمرار بالقيام بمهام عملك كالمعتاد، فقدان الاهتمام بالعمل، التذمر المستمر والشعور بضيق بالغ حتى من أبسط المتاعب التي قد تواجهك في يوم عملك.
-
اعتني بصحتك جيدا
وهو ما يتضمن الحصول على قدر كافي من النوم يوميا، وتناول طعام صحي ومتوازن وممارسة بعض الرياضة من حين لآخر لأن نجاهل الاعتناء بالصحة ستزيد من شعورك بالإجهاد والإرهاق، وتقلل من قدرتك على التركيز وقدرتك الإنتاجية.
-
تجنبي الأعباء الإضافية
مثل التطوع للقيام بمهام أو تحمل مسئوليات بالنيابة عن الآخرين لسبب أو لآخر أو حتى المجاملات الاجتماعية غير الضرورية والتي تتضمن زيارات ومقابلات اجتماعية في أسبوع حافل بالمشاغل والعمل بالنسبة لك، لأن تحمل أعباء إضافية سيقلل من فرص حصولك على وقت كافي للراحة والاسترخاء للقيام بالمهام الرئيسية في جدول أعمالك اليومية.
-
تجنبي الخلط بين أوقات العمل والراحة
وخاصة إذا ما تضمن ذلك قيامك بمهام العمل في الوقت الذي يفترض أن تقومي فيه بالاسترخاء أو الحصول على الراحة حيث غالبا ما يؤثر ذلك سلبا على قدرتك على التركيز والقيام بمهام عملك في الأيام التالية، وإذا ما استمر ذلك فسيزيد من شعورك بالإجهاد النفسي والبدني وبمرور الوقت قد يجعلك غير قادرة أو راغبة في مواصلة عملك.
-
اختاري معاركك بعناية
بمعنى أن تختاري المهمات أو المسئوليات التي تقومين بإعطائها الأولوية عن سواها وأن تبذلي قصار جهدك لإتمامها، مع تأجيل أو حتى التخلي عن المهام الأخرى الأكثر إلحاحا أو حتى الحصول على مساعدة آخرين لإتمامها، لأنه لا يوجد من يمكنه أن يقوم بكل شئ، على أكمل وجه، بمفرده، ومحاولتك القيام بذلك لن تنجح سوى في التسبب في معاناتك من المزيد من الإجهاد والإرهاق.
-
قومي بمكافأة نفسك من حين لآخر
وخاصة بعد انتهائك من العمل في مشروع طويل ومجهد أو إتمامك لمهمة ما بنجاح، واحرصي على أن تكون المكافئة فرصة إضافية لك للحصول على المزيد من الراحة والاسترخاء، مثل قضاء يوم في منتجع صحي أو سبا، قضاء عطلة في وجهة سياحية مفضلة لديك وما شابه ذلك، ويمكن لذلك مساعدتك على استعادة طاقتك، والتخلص من المشاعر السلبية بما في ذلك الشعور بالإجهاد والإرهاق.