تعرفي على قصة سيدة أسست شركة قيمتها ١ مليار دولار بدأتها لحل مشكلة شخصية

تعرفي على قصة سيدة أسست شركة قيمتها مليار دولار بدأتها لحل مشكلة شخصية

عبد الرحمن الحاج
23 فبراير 2023

في الوقت الذي قد يكتفي فيه البعض بالشكوى والتذمر كلما واجهته مشكلة أو عقبة ما في حياته اليومية العادية، يقوم البعض الآخر بمحاولة إيجاد حل للمشكلة، والبحث عن حلول، وهناك أيضا من لا يكتفون بمحاولة إيجاد حل مرضي لمشكلاتهم فحسب، وإنما يقومون أيضا بمحاولة تحويل هذه المشكلة إلى مصدر كبير للنفع، عبر البحث عن أفكار جديدة وأفكار إبداعية، وهذا بالضبط ما قامت به سيدة الأعمال لورا بيرنس وو Laura Behrens Wu، عندما واجهت مشكلة صعوبة شحن وإيصال حقائب يد كانت تقوم ببيعها عبر شبكة الإنترنت، لزبائنها، قبل أن تجعل من هذه المشكلة فكرة لمشروع تجاري أكثر نجاحا، وهو تأسيس شركة شحن ناجحة أصبحت قيمتها فيما بعد تقدر بنحو 1 مليار دولار.

قصة تأسيس لورا بيرنس وو لشركة شحن بقيمة مليار دولار

قصة تأسيس لورا بيرنس وو لشركة شحن بقيمة مليار دولار
قصة تأسيس لورا بيرنس وو لشركة شحن بقيمة مليار دولار

بدأت قصة لورا بيرنس وو وتأسيسها لشركتها الخاصة بالشحن، عندما أسست وشريكتها سيمون كروز Simon Kreuz، في عام 2013، متجر إليكتروني لبيع الحقائب المصممة من تصميم مصممين مبتدئين، متجر لورا وسيمون الإليكتروني حقق نجاح أكثر من جيد منذ بداية تأسيسه ونجح بالفعل في جذب عدد ليس بالقليل من الزبائن، إلا أن لورا وسيمون واجهتا وقتها مشكلة كبيرة وهي إيجاد وسيلة عملية لشحن وتوصيل منتجاتهم المعروضة للبيع عبر متجرهما الإليكتروني. فأصبح لزاما عليهم البحث في أفكار جديدة لحل المشكلة، لورا بيرنس وو حكت عن تجربتها في وقت لاحق وقالت عن ذلك: "كل متجر إليكتروني بحاجة ماسة إلى نظام شحن جيد، لا يوجد خيار أو بديل آخر لذلك، ولا يمكن تجاوز ذلك وهذا ما لم نكن نعرفه عندما أسسنا عملنا، واكتشفناه فيما بعد".

تعرفي على قصة سيدة أسست شركة قيمتها ١ مليار دولار بدأتها لحل مشكلة شخصية
تعرفي على قصة سيدة أسست شركة قيمتها ١ مليار دولار بدأتها لحل مشكلة شخصية

عندما استمرت مشكلة لورا بيرنس وو وسيمون كروز في شحن وتوصيل منتجاتهم لزبائنهم، قررت الاثنتان، إيقاف العمل في متجرهما الإليكتروني، وركزا خلال السنوات التالية في إيجاد حل لمشكلة الشحن التي واجهاها خلال عملهما، عبر البحث في عشرات الأفكار الجديدة والأفكار الإبداعية، وبالفعل استطاعا إيجاد حل لمشكلتهما وانتهى بهما الأمر بتأسيس شركة الشحن Shippo والتي ساهمت أيضا في حل مشكلات الشحن التي عانى منها الكثيرين من أصحاب المتاجر الإليكترونية الأخرى، وأصبحت الشركة حاليا تتعامل مع أكثر من 120.000 متجر إليكتروني على شبكة الإنترنت وتقدر قيمة الشركة بنحو مليار دولار.

أهم ما تعلمته لورا بيرنس وو من تجربتها

أهم ما تعلمته لورا بيرنس وو من تجربتها
أهم ما تعلمته لورا بيرنس وو من تجربتها

لورا بيرنس وو قالت أيضا عن تجربة تأسيسها لشركة شحن لمواجهة مشكلات الشحن التي عانت منها أثناء إدارتها وشريكتها لمتجرهما الإليكتروني: "قبل أن نؤسس الشركة (شركة Shippo للشحن) لم نكن نفكر أننا نرغب في حل مشكلات الشحن العالمية، وإنما مشكلة تتعلق بعملنا، ولكن بمرور الوقت شعرت بالانبهار بالتفاصيل والفروق الدقيقة في مجال الشحن".

بعدها كشفت لورا بيرنس وو عن أن شركة Shippo بدأت في العمل كوسيط لشركات الشحن، وتطورت بمورو الوقت لتصبح شركة برمجيات متخصصة في الشحن، تقوم بإعداد بمساعدة شركات التجارة الإلكترونية والأسواق عبر الإنترنت والمنصات على التعامل وعقد شراكات مع العديد من شركات النقل والشحن الأخرى، بالاستعانة بتطبيق Shippo الذي أصدرته الشركة.

وتقول لورا بيرنس وو أنها تعلمت من خلال تجربتها هذه أهمية الاهتمام بأدق التفاصيل المتعلقة بالعمل، وكيف يمكن أن يتسبب تجاهل أو إهمال أحد التفاصيل الصغيرة في خسارة الكثير من الزبائن والعملاء، وتعلمت أيضا مدى أهمية توفر أنظمة نقل وشحن ملائمة وكيف أن قطاع الشحن لا غنى عنه بالنسبة لأصحاب المتاجر ورواد الأعمال بشكل عام، خاصة بعد أزمة تفشي جائحة كورونا والتي نشط خلالها التسوق الإليكتروني.

كيف ساهمت شركة Shippo في دعم الشركات المتوسطة والصغيرة

كيف ساهمت شركة Shippo في دعم الشركات المتوسطة والصغيرة
كيف ساهمت شركة Shippo في دعم الشركات المتوسطة والصغيرة

وفقا للخبراء فإن شركة Shippo جعلت الوصول إلى شركات النقل والشحن أسهل للعديد من الشركات المتوسطة والصغيرة، كما ساعدت أيضا على إيصال هذه الشركات الصغيرة إلى شركات نقل وشحن عملاقة مثل FedEx، UPS، وكذلك تشجيع تلك الشركات الكبيرة إلى إعطاء الأولوية للبائعين الصغار والشركات المتوسطة والصغيرة، وقالت أيضا: "لقد استطعنا تشجيع شركات الشحن الكبرى على الالتفات للبائعين الصغار، وأصبح بذلك بإمكان الجميع عرض وتوصيل منتجاتهم للزبائن وهو أفضل ما انعكس بشكل إيجابي على المستهلك"، وأضافت قائلة: "الأمر كله يتعلق بمحاولة تحقيق النفع للجميع وجعل الأمور أكثر بساطة وأقل صعوبة للآخرين، الأمر يتعلق بالتآزر وروح التعاون كما يجب أن تكون. هل يمكننا مساعدتك في العمل؟ هل يمكنك مساعدتنا؟ وهكذا يمكن أن يصبح كل منها جزء من التغير".

فكرة مربحة للتجار وأصحاب المتاجر الإلكترونية

فكرة مربحة للتجار وأصحاب المتاجر الإلكترونية
فكرة مربحة للتجار وأصحاب المتاجر الإلكترونية

يبقى القول إن فكرة shippo لم تعد بالدخل على أصحاب الفكرة والشركة فقط، فهذه الفكرة الجديدة لم تكن مجرد حل مؤقت، أو حتى دائم لمشكلة فردية، بل أصحبت فكرة إبداعية شاملة، لأنها سهلت الكثير من الجهد والوقت ووفرت المال لأصحاب المتاجر الإلكترونية والتجار أيضا، إذ أنه وبغض النظر عن مدى ثقل متطلبات الشحن، يحتاج التاجر إلى حل دائم لكل عملية، فالأمر يتطلب أكثر من مجرد تشغيل متجرك الإلكتروني، يجب أن يكون الجزء اللوجستي من عملك في المقدمة، ومع هذه الشركة يمكن للتاجر بسهولة مقارنة الأسعار بين جميع شركات النقل الشحن، حيث تعمل Shippo مع شركاء النقل الكبار مثل: دي إتش إل، يو بي إس، فيديكس، USPS، وغيرها العديد من الشركات الأخرى.