الشيخة هند بنت ماجد القاسمي رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة لـ"هي": من خلال تمكين المرأة يمكننا دفع النمو الاقتصادي المستدام

يأتي يوم المرأة العالمي ليشهد على استمرارية النتائج المثمرة التي نتجت عن الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أطلقتها الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وليخبر العالم أجمع بما حققته المرأة الإماراتية على وجه الخصوص من إنجازات ملهمة، لتكشف عن قدراتها وطاقاتها التي لا تنفذ أبداً في العلم والعمل.

وبهذه المناسبة ضيفتنا اليوم من سيدات الإمارات الناجحات الساطعات في سماء التميز، امرأة إماراتية ملهمة وريادية ناجحة، هي الشيخة هند بنت ماجد القاسمي التي استطاعت بتميزها أن تتولى منصباً قيادياً ومركزاً مرموقاً، هو منصب رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة أحد المؤسسات المندرجة تحت مؤسسة "نماء للارتقاء بالمرأة"، والتي أسست للمساهمة في دعم وتمكين المرأة في الإمارات. وقد تم اللقاء معها بالحديث عن تمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال ودورها في المجتمع.

كيف ترين المرأة في يومها العالمي؟

يعد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بمثابة وقفة للتأمل في إنجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية البارزة على المستوى العالمي، والتي أثبتت فيها جدارتها للمساهمة في تنمية مجتمعها وازدهار أفراده، والتأسيس لمستقبل واعد للأجيال القادمة، لافتة إلى أنه يعد كذلك فرصة للتذكير بأهمية التكاتف والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

ما هو دور مجلس سيدات أعمال الشارقة في تمكين المرأة؟

على مدار عشرين عاماً، سعى المجلس إلى توسيع نطاق خدماته في التخصصات المتنوعة لاستقطاب عدد أكبر من المستفيدات، ففي عامه الأول عمل على تأهيل وتدريب 31 عضوة، مواكباً للنمو المتزايد لعضويته ليصل إلى ما هو عليه اليوم من خلال العديد من الخدمات العامة، كان من أبرزها تقديم الاستشارة والمساعدة اللازمة لجميع الراغبات في إطلاق مشاريعهن التجارية الخاصة، وهو ما تعزز بالتعاون مع مختصين ومرشدين محليين وعالميين في مجالات عدة، قدموا استشارات حصرية لعضواته، بهدف بناء وتطوير المهارات عبر خدمات التدريب وورش العمل، مع توفير فرص التعارف  والتواصل لتبادل الخبرات مع الوفود الخارجية.

وإلى جانب إنشاء مكتب لمجلس سيدات أعمال الشارقة في دائرة التنمية الاقتصادية بهدف تسهيل خدمات العضوات، يقدم المجلس الرعاية للمشاركات في الندوات والمؤتمرات المحلية والعالمية، مع منح فرصة المشاركة في البعثات التجارية، والإنضمام لمجموعة من البرامج والمبادرات، التي تسهم في الدعم الترويجي لمشاريع العضوات في المنصات المختلفة، وهو ما يسهل الوصول إليه عبر تطبيق المجلس، الذي يمكن عضواته من التعرف على كافة خدماته وبرامجه، والعروض والخصومات الحصرية التي تطلق بصورة مستمرة.

ما هي استراتيجية المجلس لتحقيق الريادة الإماراتية وفقاً لمبادئ الخمسين؟

رؤية المجلس تأتي استكمالاً للمبادئ الوطنية الراسخة، خاصة البندين الأولين لمبادئ الخمسين عاماً القادمة، التي تهدف كأولوية كبرى إلى تطوير كافة مناطق الدولة عمرانياً وتنموياً واقتصادياً، وبذل كافة الجهود لتحقيق التنمية الاقتصادية باعتبارها المصلحة الوطنية الأعلى، للوصول إلى بناء أكثر الاقتصادات نشاطاً على المستوى العالمي. وتهدف استراتيجية المجلس بصورة أساسية إلى تحقيق الاستدامة عبر المزاوجة بين مواصلة مبادراته ومشاريعه السابقة، والعمل بصورة دائمة على ابتكار أفكار خلاقة تستقطب عدداً أكبر من رائدات الأعمال في مختلف المجالات، بحيث يظل المجلس منصة جامعة تتراكم فيها كل هذه القدرات والأفكار بصورة قابلة للمشاركة والاسهام في تحقيق الازدهار الاقتصادي، تطبيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإرشادات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.

إلى أي مدى نجح مجلس سيدات أعمال الشارقة في دعم رائدات الأعمال؟

خطت الشارقة خطوات كبيرة في تعزيز حقوق المرأة وتوفير كافة الفرص لتطوير نفسها، وقد شهدت الإمارة مساهمات رائعة لرائدات الأعمال اللواتي لعبن دوراً حيوياً في نمو وتطور اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يبرز أهمية "مجلس سيدات أعمال الشارقة" في دعم مبادرات تمكين رائدات الأعمال في مجتمعنا، وتزويدهن بالموارد اللازمة، وفرص التواصل لتحقيق النجاح في أعمالهن، ويعود ذلك إلى القيادة الحكيمة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة نماء للارتقاء بالمرأة، وقد ساعد تمكين المرأة في الإمارات في إظهار قدرات ومهارات المرأة الإماراتية ووجهها توجيهاً سليماً لاستغلال هذه المهارات والقدرات لتصبح أكثر تطوراً وتميزاً على مستوى العالم وليس فقط على مستوى العالم العربي فقط.

وأطلق المجلس طوال فترة نشاطه 45 مبادرة مختلفة، شهد العام 2022 وحده 7 مبادرات جديدة منها، بهدف دعم سيدات الأعمال في بناء القدرات وتعزيز المهارات المتعلقة بريادة الأعمال، من ضمنها مبادرة "استشارات الاثنين"، وهي لقاء دوري يجمع العضوات في يوم الاثنين الأخير من كل شهر وجهاً لوجه مع عددٍ من المستشارين والمتخصصين في جلسات تخصصية بغرض تقديم الإرشادات والتوجيهات الشخصية لتنمية مشاريعهن، إضافة إلى مبادرة "حوار المجلس"، وهي طاولة مستديرة تجمع سيدات الأعمال المتخصصات في مجال بعينه مع إحدى الرائدات فيه لتبادل الآراء والأفكار ووضع الحلول للتحديات التي يواجهنها استناداً إلى خبراتهن المشتركة.

وقام مجلس سيدات أعمال الشارقة كذلك بإطلاق مبادرة "منصة المجلس"، التي توفر أماكن مخصصة لبيع منتجات العضوات في عدد من الدوائر الحكومية والوجهات المختلفة من إمارة الشارقة، بجانب مبادرة "مجلسنا في خورفكان"، التي تقدم دعماً مماثلاً لسيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، خاصة في مجال صناعة الأغذية.

ومؤخراً، قام المجلس بعملية إعادة هيكلة انتهت بتأسيسه لمجلس للإدارة، تضمن في عضويته رئيسات لعدد من اللجان المختصة، بالتوازي مع إطلاق باقات العضوية، التي تحتوي على العديد من المزايا للمنتسبات للمجلس، مع تسهيل  فرص التمويل والوصول لتوفير رأس المال للمشاريع الرائدة، حيث ساهم المجلس في تمويل ثلاث مشاريع جديدة من بين المشاركات في منافسة "بيرل كويست"، التي أقامها المجلس في "جناح المرأة" بمعرض "إكسبو دبي 2020"، بالتعاون مع شركاء ماليين تضمنوا مركز الشارقة لريادة الأعمال (الشراع)، ومجموعة بيئة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومجموعة ديلي ترست.

 ما هي رؤية المجلس نحو تمكين المرأة في كل المجالات؟

تتمثل رؤيتنا في إنشاء نظام بيئي حيوي وديناميكي يمكّن المرأة من تحقيق إمكاناتها الكاملة لتصبح محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في المنطقة، ونحن على يقين أنه من خلال تمكين المرأة، يمكننا دفع النمو الاقتصادي المستدام، وتحقيق تقدم اجتماعي تتوافر فيه الفرص لكافة أفراده، فنحن نعيش في عالم قائم على المعرفة الواسعة النطاق، حيث لا مكان فيه للتمييز على أي اعتبار، وهذا ما يتطلب خلق مساحة متكافئة لجميع أفراد المجتمع على أساس الخبرة والقدرات والمهارات".

وبمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وجهت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي عبارات التقدير للفتيات والسيدات الملهمات، اللاتي استطعن تحقيق أحلامهن، وتركن بصمات إيجابية على العالم في مختلف قطاعات الدولة.