خاص "هي": كيفية الهروب من الإفراط في التفكير والكمالية والأسباب الرئيسية للشلل التحليلي
بقلم المدربة المهنية والتنفيذية غايل تيرزيس
الشلل التحليلي، نظرة فاحصة:
الشلل التحليلي هو عدم قدرتنا على التصرف بناءً على اختياراتنا أو أفكارنا أو قراراتنا، حيث وفي هذه الحالة، نعلق في مرحلة الإفراط في التفكير. فالشلل التحليلي هو حالة الإفراط في التفكير في قرارٍ ما، لدرجة عدم القدرة على اتخاذ أي خيار على الإطلاق.
ويأتي هذا التفكير جنباً إلى جنب التفكير في احتمالات الـ"ماذا لو" المختلفة، فقد نبالغ أيضاً في تعقيد القرارات البسيطة بسبب شعورنا بالإرهاق من النتائج المحتملة، ونخشى في النهاية عدم اختيار القرار الأفضل.
الكمالية والإفراط في التفكير، جذور الشلل التحليلي:
إنّ الأسباب المؤدية للكمالية عديدة، ويُعد الإفراط في التفكير هو أحد نتائجها.
دائماً ما يسعى الشخص المثالي إلى إيجاد أفضل حل لكل المشكلات التي تطرح نفسها، بغض النظر عن معناها وأهميتها، أو حتى تأثيرها على حياته. ولأن الحياة فوضوية وغير مثالية، فمن الممكن أن يؤدي هذا السلوك إلى الإفراط في التفكير، مما يخلق حلقة ضارة، والتي إذا تُركت دون رادع، ستبدأ في التضخم. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الشلل التحليلي.
خطوات التغلب على الشلل التحليلي:
1-حدد أهدافك: من المهم تحديد أهدافك في الحياة ومعرفة الشخص الذي تطمح أن تصبحه. فمن خلال تصور نفسك في المستقبل ومعرفة الأهداف المهمة بالنسبة لك، ستكون قادراً على تكوين فكرة واضحة عما سيبدو عليه مستقبلك.
2-اعمل على أولوياتك وقسم المهام الكبيرة: إن هذا التوجيه سيساعدك في تحديد أولوياتك، كما أنه سيحدد المهام التي ستساهم في أن تنبض رؤيتك بالحياة. كما أنه سيسمح لك أيضاً بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة.
3-اسأل نفسك: هل القرارات التي تواجهها كبيرة أم صغيرة؟ من المهم فهم القرارات الأكثر أهمية من باقي القرارات، وإعطاء كل واحدة منها القدر المناسب من الوقت. فليس كل قرار يحتاج إلى التفكير بعناية ولساعات متتالية، إذ يمكن جعل بعض الخيارات أسرع من غيرها، ولا سيما المواقف التي يمكنك التحكم بنتيجتها.
4-اسمح لنفسك بالتحرر والبدء: فالإدراك أن لدينا القليل من السيطرة على مختلف المواقف، يجب أن يريحنا ويمنعنا من إلقاء اللوم على أنفسنا عندما تظهر المشاكل. كما أن السماح لنفسك بالبدء والعمل على التحرر هو بمثابة مجموعة المهارات التي يجب إتقانها بوعي لأنها ستساعدك في النهاية على اتخاذ إجراءات ملموسة نحو تحقيق أهدافك.
5-ركز على مهمة أو قرار واحد: فالسماح لنفسك بالتركيز على مهمة واحدة أو اتخاذ قرار واحد هو راحة كبيرة ستساعدك على أن تصبح أكثر إنتاجية وتشعر أكثر إنجازاً.
6-كن مرتاحاً مع ارتكاب الأخطاء: إن ارتكاب الأخطاء هو ليس إلا بصفة بشرية في النهاية، فعدم السماح لأنفسنا بارتكابها والتعلم منها لا يصيب بالشلل فحسب، بل يقوم أيضاً بتقييد نمونا الشخصي. كما أن إدراكنا أن الجميع يرتكب الأخطاء وأن الأخطاء في الواقع هي جزء لا يمكن إنكاره من طبيعتنا البشرية، هو تحرر وخطوة مذهلة في الاتجاه الصحيح.
7-الممارسة والممارسة ومن ثم الممارسة: إن مجموعة المهارات التي نحتاج العمل عليها من أجل التغلب على الكمالية، تستغرق وقتاً وصبراً وجهداً. ولهذا السبب من المهم ممارستها بمجرد أن يبدأ الشلل التحليلي لدينا بالظهور.
8-كافئ نفسك على كل ما تبذله من جهد: في غضون عملك على تحسين جانب من جوانب شخصيتك التي تسبب لك البؤس، من المهم أن تكافئ نفسك دائماً بطرق كبيرة و/أو صغيرة كي تحفز نفسك.
حول غايل تيرزيس
غايل تيرزيس هي مدربة مهنية وتنفيذية، كما أنها مؤسسة "Boost Up".
مع الخلفية في العمل المصرفي، أمضت غايل أكثر من عشر سنوات في عالم الشركات وهي تعمل على مهام متنوعة، بما في ذلك، تطوير البرنامج الأول المخصص للتمكين المالي للمرأة في الشرق الأوسط.
وبعد عشر سنوات في القطاع المصرفي، مرت بتجربة بنفسها كانت بمثابة نقطة تحول، جعلتها تدرك أنها لم تعد راضية في عملها/حياتها. لذا، قررت أن تخطو خطوة وتغير حياتها بالكامل! واستمرت في هذا الأمر، إلى أن وجدت أخيراً وظيفتها الحقيقية، وهي أن تصبح مدربة مهنية. فقد أرادت أن تساعد المحترفين الآخرين، الذين كانوا أيضاً على مفترق طرق في حياتهم المهنية، كي يجدوا معنى وهدفٍ ما في عملهم.
تركت غايل وظيفتها وتدربت وحصلت على شهاداتها كمدرب محترف معتمد من خلال بعض المناهج الأكثر صرامة في مجال التدريب والتوجيه، مثل، ICF وCenter for Executive Coaches وFirework و DISC. كما أنها حاصلة أيضاً على ماجستير في إدارة الأعمال من Ecole Superieure des Sciences Economiques et Commerciales - ESSEC في باريس.
هذا وتساعد غايل اليوم المتخصصين من المستوى المتوسط على إعادة تصميم حياتهم المهنية وتحقيق أهداف ذات مغزى بشكلٍ أسرع، مع التمتع بحياة متوازنة وصحية وسعيدة ومنتجة.
تقيم غايل في لوكسمبورغ، حيث أسست Boost Up، وهي تدرب باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كما أنها تعمل مع عملاء من جميع أنحاء العالم من خلال مكالمات الفيديو.