قبل التوقيع على أي اتفاقية لشراكة عمل... إليك هذه النصائح
توجد حالات يختار فيها الشركاء في الشركة عدم التوقيع على اتفاقية صريحة، غير أن ذلك يؤدي لاحقاً إلى حدوث حالات التباس وتعارض غير مرغوب فيها، فضلاً عن أثرها السلبي على العمل. هذه الاتفاقية هي عبارة عن عقد مكتوب يثبّت كل ما اتفق عليه الشركاء، ويُفيد في حلّ النزاعات المحتملة بين الشركاء المؤسسين، وتنظيم العلاقات الداخلية في الشركات لضمان سير العمل إذا ما طرأت ظروف غير متوقعة.
فما هي النصائح المهمة قبل عقد اتفاقيات شراكات العمل؟ تابعي كل التفاصيل.
1-التأكد من توافق متطلبات وتوقعات العمل بين الشركاء
من الطبيعي تماماً أن تختلف دوافع الشراكة لكل عضو في الشركة، فهناك من يبحث عن جمع المال، وآخر يريد أن يتعلم ويمتلك المعرفة عن مجال العمل، وثالث مهتم بتكوين علاقات واتصالات وغيرها. مهما اختلفت تلك الدوافع فإن على الشركاء الجلوس قبل الالتزام القانوني بالشراكة، وإجراء محادثة مطولة، يُعبّر فيها كل منهم عن أفكاره وتوقعاته وأهدافه، ومن ثم وضع خطة تتناسب وتلك الدوافع بحيث تتميز بالمرونة وإمكانية التعديل عليها بسهولة، إذ إن الاحتياجات والظروف قد تتغير مع الوقت.
2-استشارة متخصص
سيكون من الأفضل قبل توقيع اتفاق شراكة عام طلب المشورة من محام مختص، ليكون قادراً على حماية مصالح الشريك على أكمل وجه وسيشرح له بوضوح ما يجب أن يلتزم به. هناك رجال أعمال أحياناً لا يفهمون أبداً ما هم بصدد التوقيع عليه، وفي بعض الحالات، يمكن أن يجدوا أنفسهم في مواقف ضارة.
3-توضيح دور الشركاء والمسؤوليات
من الضروري توضيح المسؤوليات التي سيتحملها كل شريك والطريقة التي ستتخذ فيها القرارات إذا لا يجب أن يُترك الأمر لمخيلة ورغبة كل شريك ليضع المهام التي يريد وينجزها وقتما يريد، إذ إن واحدة من أهم أسباب فشل الشراكات والشعور بالخيبة والغضب هي عدم الوضوح في مهام العمل. في هذه الحالة، هناك جانب يصعب حله خصوصاً إذا كانت الشركة تنتمي إلى شريكين بالتساوي، وإن عدم وجود اتفاق بينهما يمكن أن يهدد بقاء الشركة. لذلك ينبغي منذ البداية تحديد الأدوار والمسؤوليات التي سيقوم بها كل مؤسس مشارك، وتحديد استراتيجية حل الخلافات بين الشركاء المؤسسين، ومن سيساعد في العمل كوسيط لتسوية القضايا والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، كذلك يجب أن يحددّ الشركاء أيضاً قواعد بشأن تنظيم شروط الأجور ونظام العقود الحصرية فضلا عن سياسة التعاقد مع أطراف ثالثة.
4-تنسيق عملية الخروج من الشراكة
قد يكون هذا الجانب الأكثر دقة في اتفاق الشراكة وسبب فشل العديد من الشركات الناشئة. من الضروري تحديد قواعد لاستمرارية الشركاء في الشركة وما يحدث لأسهمهم عندما يقررون الخروج من الشراكة. ويجب الاستعداد لسيناريو في حال أراد أحد الطرفين حل الشراكة، وتحديد ما يحدث عندما يغادر شخص واحد أو أكثر العمل. كيف سيتم تعويضهم؟ كيف سيتم تقسيم الموارد؟ وكيف سيتم خدمة العملاء؟
5-تطوير بنود جديدة
إن صياغة بعض البنود يمكن أن تكون حاسمة لمصالح الشركاء، لعل أكثرها تأثراً هو حق السحب، عند حدوث عرض شراء، قد يجبر الشريك الذي يتمتع بحق السحب بقية الشركاء على بيع أسهمهم إلى المشتري. ولتجنّب ذلك، من المهم أن تتضمن الصياغة النهائية لهذه البنود جوانب أساسية من قبيل فترة ممارسة هذا الحق، والحدّ الأدنى للسعر الذي يتعين على الشركاء بيعه، وخيار مطابقة العرض وبنود عقوبة في حالات التقصير.
6-تحديد المساهمة لكل شريك
ينبغي التأكد من المساهمة المالية التي يقدّمها كل شريك وتضمينها في عقد اتفاقية الشراكة في حال حدث خلاف في وقت لاحق. ربما يساهم بعض الشركاء في رأس المال الأولي عند بناء الشركة أكثر من غيرهم، في هذه الحالة يقدم الآخرون مساهمتهم على شكل أسهم، والتي يجب أن يتم تقييمها وتحديدها في اتفاقية الشراكة. أياً تكون المساهمة يجب تفصيلها ووصفها في عقد الشراكة.
7-الاتفاق على تقسيم الأرباح
تتجاهل العديد من الشركات هذا الأمر عند عقد اتفاقيات الشراكة، فقد تدخل شركة ما في شراكة لغرض الدعاية أو لأغراض أخرى، ولكن ينبغي أن تقوم الشراكة على المبادئ الأساسية للعمل وتهدف إلى تحقيق الأرباح وزيادة الإيرادات والتدفق النقدي وخفض التكاليف.
وبعد تحقيق الشركة للأرباح، يجب تحديد كيف سيحصل الشركاء على الدخل من تلك الأرباح وما هي النسبة المئوية للأرباح التي سيتم استرجاعها في العمل.
8-تعيين مدير واحد
تحتاج أي شركة ناجحة إلى شخص واحد مسؤول، لذلك يجب تعيين مدير واحد مسؤول عن توجيه الشركة الناشئة في بداية الشراكة، ويجب أن يكون كل فرد في الشراكة واضحاً بنسبة 100٪ بشأن أدواره وواجباته ومسؤولياته؛ وهذا ينطوي على التواصل وكمية معينة من التخطيط.
9-الموافقة على ما يجب تضمينه في الاتفاقية
من الناحية القانونية، يمكن إنشاء اتفاقية شراكة عامة بمجرد مصافحة الشركاء، لكن الشراكة التجارية مثل أي علاقة، تكون محفوفة بالمخاطر واحتمالية نشوء صراعات بين المؤسسين وحدوث سوء الفهم حتى ولو أن شريكك هو صديقك العزيز. لذلك من المهم عقد اتفاقية شراكة مكتوبة لإضفاء الطابع الرسمي على المشروع المشترك، ويتيح للشركاء الاتفاق على آلية التعامل في مواقف معينة كما سبق وذكرنا لتجنّب الخلافات.